
سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية- كيفية إدارة الغضب ومحاولات امتصاص الغضب الزوجي
تعددت أسباب الغضب بتعدد ضغوط الحياة، وتعددت أيضاً طرائق العلاج، منها السلوكي الذي يستدعي أن يقوم الشخص أثناء غضبه بالتغيير من سلوكه السلبي إلى سلوك آخر إيجابي وهذا ما عمدنا إليه في حلقة اليوم.
طرائق لإدارة غضبك
الغضب هو عدم الرضا عن فكرة معينة بغض النظر عن صحتها أو خطئها، ولإدارة غضبك لجهة أخرى لا بد من تمييز نفسك أثناء الغضب فقد تظهر عليك بعض الأعراض الفسيولوجية كارتفاع ضغطك أو ارتفاع حرارتك أو زيادة ضربات قلبك أو التأهب الشديد أو تصلب كتفك أو سرعة التنفس وغيرها من الأعراض.. فإذا لاحظتها بنفسك فإليك محاولات عدة لضبط النفس والتغلب على غضبك:
- الاستغفار والاستعاذة وإلزام نفسك بهما مع جميع محاولاتك للحد من الغضب.
- عد مرات استغفارك فالعد يأخذ من وقتك لكي تهدأ وبالتالي تستطيع السيطرة على عقلك لتفكر بوضوح.
- تنفس ببطىء ليكون شهيقك أطول من زفيرك أثناء الغضب وكأن الغضب يخرج تدريجياً مع زفيرك.
- تغيير الهيئة: فإن كنت قائماً فلتجلس، أو فارق المكان إلى غيره لتهدأ نفسك.
- القيام للوضوء وشرب الماء؛ فإنه يطفئ من حرارة غضبك، ويصرف نفسك عن التوتر والانفعال.
- الاستماع إلى القرآن عامل أساسي للشعور بالاسترخاء، ويبطئ من معدل ضربات القلب وتخفيض الضغط بداخلك.
- السجود لله تعالى وإفراغ غضبك بالشكوى والبكاء والدعاء بفك الكرب وإزالة الهم وتهوين الصعب.
- يُنصح بالمشي أو الجري أو السباحة التي تعزز من إنتاج الجسم للهرمونات المحسنة للمزاج لتساعدك على التخلص من الضغط النفسي.
- أدر غضبك بالقيام بالأنشطة المحببة لديك كالرسم أو الكتابة إلى أن تفرغ غضبك، وتشعر بالرضا عن ذاتك.
- الاتصال بصديق حميم ومناقشة مشاعرك معه وإفراغ شحنة غضبك من الممكن أن يكون مفيداً؛ فقد يساعدك في رؤية الأمور بوضوح.
- قد يساعدك أيضاً للعلاج: الزيوت العطرية والعطور التي تهدئ من حالات الانفعال والغضب والتوتر.
طرائق لامتصاص الغضب الزوجي
الزواج الهادئ هو حلم بداخلنا جميعاً ولتحقيقه على أرض الواقع علينا بالتعامل الحكيم مع عاصفة الغضب؛ لكي تمر بسلام، ونخرج منها بأقل خسائر.
وإليكم بعض الطرائق لامتصاص غضب زوجك:
- الابتسامة خير علاج للغضب، بمجرد تحرك عضلات الوجه بغرض الابتسام فإن ذلك يكون له تأثير إيجابي عليك وعلى الطرف الآخر؛ فابتسامتك دليل التفاهم والوئام الدائم بينكما.
- كن لين الجانب عند غضب شريكك، وغض سمعك عن كلمات العتاب القاسية وربما التوبيخ.
- سارع بالاعتذار؛ فالاعتراف بالخطأ يهدئ من ثورة الغضب التي تصيب شريكك، فما أشدّ الخطأ مع التعنت والإصرار عليه!
- هدئه ببعض الكلمات الرقيقة التي تشعره باهتمامك كـ «معك حق»، «لا تتعب نفسك»، «اهدأ وسيحدث ما تريد»..
- النقاش المتوّج بابتسامة والصوت الهادئ بالحوار الذي يؤدي إلى حل جذري للمشكلة المتسببة للغضب.
- أظهر حرصك الزائد على المصلحة، وتخلص من الخطأ؛ ليتبدد الغضب سريعاً.
- تبسيط المشكلة وليس التقليل منها، وشاطر شريكك همومه ليشعر أنه محق؛ فيطرح عن كاهله ما في نفسه من ضيق، فتهدأ نفسه سريعاً.
- احرص على تقديم هدية معتذرا له بخجل عن كونك سبباً لإحساس شريكك بالغضب.
- اعمل على القيام بمسؤولياتك وقضاء احتياجات البيت حتى يحق لك المطالبة بحقوقك ولتجنب موجات الغضب المترتبة على الإهمال والتقصير.
- أثناء غضب شريكك لا ترم إليه بأفعاله التي تثير غضبك أيضاً، فتضاعف من غضبه.
- أحسن اختيار الكلمات وأحسني من اختيار لباسك وزينتك وتقربي إليه.
- ابتعد عن النقاش إذا لم تجد نفعاً، واختر الوقت والمكان المناسب للسؤال عن السبب الحقيقي للغضب.
- عند إحساسك بغضب شريكك أغرقه بالدلال والاحتواء، حتى يتشتت عقله عن سبب غضبه.
- عاهد بعدم تكرار الخطأ وبمعالجته فوراً.
- اتركه يتحدث ولا تقاطعه وهو غاضب، ولا تظهر الإهمال حتى لا يشعر باستهانتك لشخصيته.
- لا تقابل الغضب بالغضب ولا بالعبوس.
- فكر قبل أن ترد على الهجوم أو الاستياء؛ فقد يكون متعبًا أو مريضًا هذا اليوم خاصة؛ مما يمثل ضغطًا على أعصابه.
- لا تكرر الردود عند كل نقاش حتى لا تثير غضبه أكثر.
- مدح الغاضب والثناء عليه يقضي على الغضب.
- عدم انفصالكما في الغرف حتى لو تفاقمت المشكلة؛ فالتقارب الجسدي والشعور بمحبة كل منهما للآخر كفيل لحل المشكلة بينهما.
- كن صديقاً وليس زوجاً عند الغضب؛ فالصداقة تزيد من قوة العلاقة، وتساعد على تخطي المشكلات.
الحياة مليئة بالمشكلات ولكن الهدف في النهاية يكمن في تخطي المشكلات والحفاظ على علاقة متينة قوية. اجعلا الإحسان والحلم والصبر والاحتساب أسلوب حياة؛ فالغضب عاصفة تطيح بسراج العقل، فعندما يغضب الفرد منا، ويرفع صوته يفقد السيطرة على لسانه وحركاته، وبالتالي تضخم المشكلة، وقد يدمر من يفترض القريب والصديق والزوج والأسرة والبيت، وقد يكون على حق وبسوء رد فعله الناتج عن غضبه صار على خطأ، وبمرور الزمن يسبب كثرة الغضب أمراضاً جسمية؛ فالغضب لا يحقق إلا الخسائر من ورائه، ولن نتمكن من تعويض ما نخسره، فعلينا جميعاً أن نعمل على توجيه الغضب واستجاباته لاتجاه إيجابي، وعلى كل من الزوجين مراعاة الضغوط النفسية التي يعاني منها الطرف الآخر، وأن يسانده ويقويه لا أن يكون عبئاً عليه.
لاتوجد تعليقات