رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 31 ديسمبر، 2024 0 تعليق

فرح النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه

  • الفرح جزء من حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك صحابته الكرام، وارتبط فرحه - صلى الله عليه وسلم -  بمواقف جليلة وجميلة حري بنا أن نتأملها ونقتدي بها، ولاسيما ما اتصل بسعادة الدنيا والآخرة في نطاق العمل الصالح، قال -تعالى واصفا حال المؤمنين في الجنة- : {فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ} (آل عمران:170).
  • ومن ذلك الفرح بنصر الإسلام وأهله، كما في فتح مكة وغيره من انتصارات المسلمين في الغزوات والمعارك، وهزيمة الروم التي قال الله -سبحانه وتعالى- فيها: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ}(الروم:4-5). ومن ذلك أيضا فَرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطائي - رضي الله عنه -، عندما  جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال له: «فَإِنِّي حنيف مُسْلِمً»، قَالَ الراوي: «فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ تَبَسَّطَ فَرَحًا».
  • الفرح بظهور الحق وتوبة الله على عباده، وذلك كما في فرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بظهور براءَةِ عائشةَ -رضي الله عنها- في حادثة الإفك؛ بقولهُ: «أبشِري يا عائشةُ! أما اللهُ فقد برَّأَكِ»، وفرحه بتوبَةِ اللهِ -تعالى- على كَعْبِ بنِ مالكٍ، - رضي الله عنه - في قِصَّةِ تَخلُّفِه عن غَزوةِ تبوك: قال: «فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ: «أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ».
  • الفرح بطاعة الله والامتثال لأمره، كما في إحدى الغزوات حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالا فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، وحَثَّ أصحابَه على الصَّدقة... قَالَ جَرِيرٌ بن عبدالله - رضي الله عنه -: «ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ»، أي: يلمع كالذهب من الِبشر والسرور.
  • الفرح بالإيمان والسنة، والعلم والقرآن، وهو من أعلى مقامات العبودية والطاعة، كما قال -تعالى-: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (التوبة:124)، وقوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}(الرعد:36).
  • الفرح بأعياد المسلمين ومواسم الطاعات، كالفرح بقدوم شهر رمضان وذي الحجة والعيدين، وذلك بعد عبادتين عظيمتين، هما: الصيام والحج. وإظهار الفرح في الأعراس؛ حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فصلٌ ما بينَ الحلالِ والحرامِ، ضرْبُ الدُّفِّ والصوتُ في النكاحِ» وكذا في العقيقة وهي الذبيحة فرحا بالمولود الجديد، وشكرًا لله على نعمة الذرية.
  • السجود لله شكرا حال الفرح؛ فمِنْ سُنَّتِه - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا جاءَهُ مَا يُفْرِحُهُ ويَسُرُّهُ، سَجَدَ للهِ شُكْرًا، ومن ذلك «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرَّ ساجدًا حينَ جاءه كتابُ عليٍّ - رضي الله عنه - من اليمنِ بإسلامِ همدانَ». (وهمدان قبيلة في جنوب الجزيرة العربية).
  • الفرح بالأعمال الصالحة من أرفع أعمال القلوب، ومن أجلّ مقامات الإيمان، قال -سبحانه-: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
   

30/12/2024م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك