رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 21 أكتوبر، 2025 0 تعليق

من يجدّد هذا الدين . .؟

  • قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللهَ يبعثُ لهذه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ، من يُجدِّدُ لها دينَها» وفي رواية «أمرَ دينِها»؛ ولا شك أن هذا مِن رحْمةِ اللهِ -تعالى- بالأمَّةِ الإسْلاميَّةِ؛ إذ يُبرز لها من العُلماءِ ومن غيرهم، من يقوم بنشر الدِّين الحق، كما كان على عهْدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وصَحابتِه -رضِيَ اللهُ عنهم-.
  • وفي الحَديثِ بيان واضح لمدى عناية الله -عز وجل- بهذا الدين وحفظه له؛ فهو القائل -جل وعلا-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9)، ومن حفظه -سبحانه- أنه يهيئ الظروف المناسبة على رأس كل مائة عام؛ فيَبعَثُ للأمة الإسلامية من يستنهضها من ضعف، ويردّها إلى طريق السنة الصحيحة؛ فـ«يُجدِّدُ لها دينَها»، فبعد أن يقِلّ العلم، وتُهجَر السُّنَنُ، ويَكثر الجهْلُ والبِدَعُ، يُخرج الله لهذه الأمة من يهديها إلى جادة الحق والقوة، فيَنشُرُ السُّنَنَ، ويحارِبُ البِدَعَ.
  • ولَفْظةُ «مَن» الواردة في قوله: «مَنْ يجدّد» لفظة عامَّةٌ، وتكون للشخص الواحِدِ أو الجماعة من العلماء، فقد يجدد أحدهم في علوم القرآن، وآخر في علوم الحديث، وثالث في علوم الفقه وهكذا؛ فبهؤلاء جميعا يُحفَظُ الدِّينُ، وينتشر العلم الصحيح، وتعمّ الفائدة أرجاء الدنيا.
  • والتجديد هنا يعني إحياء الشريعة بمفهومها الشامل، و«إعادة رونق الدين وجماله وصفائه، وإحياء ما اندرس منه، ونشره بين الناس»، وليس التجديد بالمعنى السلبي، الذي قد يكون فيه هدم الدين بالكلية، وإعادة صياغته وفق مفاهيم معاصرة تخالف أصول الدين!
  • والتجديد قد يكون بنشر محاسن الإسلام في: باب العقائد، والأحكام، والأخلاق، والمعاملات، وفي سائر جوانب الشريعة، ودعوة الناس للعمل بهذا التجديد وامتثاله.
  • ومن التجديد -أيضا- إزالة الانحرافات ومنع انتشار البدع بين الناس، ولا سيما البدع الشركية، الناشئة عن السلوكيات الخطأ لبعض المسلمين، أو بسبب سوء الفهم للدين؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «كل بدعة ضلالة»، وقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس مِنه فهو ردّ».
  • فالهدف من التجديد أن يظل الإسلام صافياً نقيا، كما تلقاه الصحابة الكرام عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: اعتقاداً وسلوكاً ومعاملة، في مختلف الجوانب، وكذلك مواجهة ما يدسّه أعداء الدين من اتجاهات ومناهج باطلة مخالفة للإسلام، وهكذا.. يحتاج كل جانب من الدين تجديداً، ضمن التجديد المنضبط بالشرع، القائم على الكتاب والسنة.

21/10/2025م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك