رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 14 فبراير، 2016 0 تعليق

من المستحيلات- الخنجر المسموم على أبواب العاصمة

قبل أكثر من عام زحف الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء فاحتلوها (19/1/2015)، وانتزعوا السلطة الشرعية من أصحابها، واليوم دارت عليهم الدوائر فها هم أولاء يصدون محاولة الزحف لقوات الشرعية نحو العاصمة صنعاء.

والزحف جاء من جبهة بلدة (نهم) شمال شرق صنعاء مساء الثلاثاء (9/2/2016) وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية.

وعدّ الرئيس المخلوع صالح (نهم) أهم جبهة في اليمن في الوقت الحالي؛ لكونها الحزام الأمني لحماية العاصمة صنعاء؛ لذا سارع بزيارة مليشياته (الاثنين 8/2/2016) في بلدة (بني حشيش) جنوب (نهم) لحثهم على القتال والتصدي لقوات الشرعية.

ومن جهة أخرى وصل مقاتلو المقاومة الشعبية الأربعاء (10/2/2016) إلى (أرحب) - على بعد نحو عشرين كيلومتراً شمال شرقي صنعاء - بعد سيطرتهم على (تبة سحر)؛ آخر معاقل الميليشيات في (نهم).

وعلى جبهة (تعز) تُحقق المقاومة الشعبية تقدماً آخر؛ حيث تم إعلان مديرتي الوازعية والمسراخ، والأقروض خاليتين من مسلحي ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح.

     وقال خالد بحاح -نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء- خلال جلسة خاصة تحت عنوان: (تحدي الحكومات في تحقيق التنمية)، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات: «نسيطر على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، وأصبحنا على مشارف صنعاء». وأضاف بحاح: «إخواننا في الخليج قدموا لنا كثيراً من الدعم».

     وتسعى مقاتلات التحالف العربي إلى تمهيد السيطرة على العاصمة صنعاء من محاور عدة؛ فقد لوحظ تحليق مستمر للطيران في أجواء العاصمة، وقصف متقطع لمواقع الميليشيات وتجمعاتها في محيط المدينة، وكذلك في مديرية نهم، ومديريات حيدان وسحار وساقين في محافظة صعدة.

     ويبدو أن الحوثيين لا يريدون الاستسلام الآن، ولكن ليس لديهم أي بديل آخر يفعلونه إلا الانتظار وسقوط صنعاء في يد الشرعية. ويبدو أن جميع أساليب إبقاء مليشياتهم متماسكة تذهب أدراج الرياح ولا سيما مع هروب عدد من الجنود، وتكرار انسحاب قيادات وجنود في الحرس الجمهوري من الميدان.

ولم تنفع توسلات الحوثيين للناس بالانخراط في صفوف مقاتليهم، والنداء عليهم عبر مكبرات الصوت المثبتة على السيارات «حيا على الجهاد»، أو حتى استجداء شيوخ القبائل لإرسال مقاتلين.

ويبدو أن تعز ستصبح الخنجر المسموم في أحشاء الحوثيين بعد أن وزعت منشورات وملصقات في صنعاء تقول للحوثيين: «تعز لن تركع»، و «كلنا مقاومة»، و «من صنعاء العاصمة، نحيي تعز الصامدة».

     لم يعد للحوثيين أمل يذكر بعد هذه الهزائم المتكررة إلا التشبث بالخرافات والأضاليل، والكذب والخداع الإعلامي وكل شيء يمكن أن يضحك به على الشعب المغلوب من أنهم يناطحون الامريكان واليهود، ومن ورائهم العملاء والخونة! في الوقت الذي سقطت فيه آخر أوراق التوت من على سوءة الجهل والتخلف السياسي والعسكري الذي جعل قصف المدنيين العزل في تعز بطولة وتكتيكا عسكريا.

سوف يدخل في تاريخ اليمن المعاصر أن جماعة مارقة تعلقت بالخارج، وعززت الطائفية، واحتلت أجزاء واسعة من اليمن، وصنفت الناس، ونشرت الأحقاد، واستعانت بالمخلوع.. ثم انتهت!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك