
منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع نصوص الفتن والملاحم – الحقلة الثالثة –
- إذا ثبت النص سواء من القرآن الكريم أم من السنة الصحيحة قبل أن نطبق هذا النص على أرض الواقع لابد أن نفهم دلالة هذا النص فهمًا صحيحًا
- إذا أردنا إنزال النص الكلي على واقع معين لابد أن نتأكد من وجود الشروط وانتفاء الموانع في الحكم الشرعي العملي لهذا النص
- كان الصحابة يحرصون على المعاني أكثر من الألفاظ ويبلغون هذه المعاني من جاء بعدهم ولهذا كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عما أشكل عليهم مما لم يفهموه
- ابن باز: لا يجوز الجزم بأن فلانا هو المهدي إلا بعد توافر العلامات التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الثابتة وأعظمها وأوضحها كونه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت جورا وظلما
- الاستعجال في تنزيل النصوص على وقائع غير مقصودة يوقع الإنسان في الخطأ ويوقعه أيضًا في الكذب
- الله تعالى أراد بنا شيئا وأراد منا شيئا فما أراده بنا طواه عنا وما أراده منا بيّنه لنا فما لنا نشتغل بما أراده بنا ونهمل ما أراده منا
ما زال حديثنا مستمرا عن ضوابط تنزيل نصوص الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية على وقائع بعينها، وكنا قد ذكرنا أن كثيرا من الناس قد وقع في تنزيل النصوص على الوقائع دون أي ضوابط شرعية ولا استناد إلى المصادر الدينية المعتبرة، وقلنا: إن هذه مسألة في غاية الخطورة، فإنه ينبني على ذلك أحكام من الحلال والحرام، والإقدام والإحجام، وقد ينبني عليها استحلال دماء الناس وأموالهم وأعراضهم، فكان لابد من ضبط ذلك بضوابط واضحة، وقد ذكرنا الضابط الأول في الحلقة الماضية وهو: معرفة الأحكام الشرعية العملية والأخبار الغيبية، ونكمل اليوم الحديث عن تلك الضوابط، وذكرنا أيضًا الضابط الثاني وهو: الاعتماد على مصادر موثوقة، واليوم نكمل الحديث عن هذه الضوابط.
الضابط الثالث: فهم دلالة النصوص فهمًا صحيحًا
من الضوابط المهمة في هذا الباب أنه إذا ثبت النص -سواء من القرآن الكريم أم السنة الصحيحة، قبل أن نطبق هذا النص على أرض الواقع- لابد أن نفهم دلالة هذا النص فهمًا صحيحًا؛ لأن عندنا دليلا وعندنا واقعا وعندنا مدلولا، عندنا دليل يحمل دلالة ونريد أن نطبق هذه الدلالة على الواقع، عندنا دليل تأكدنا من ثبوته يبقى أن ننتقل إلى المرحلة الثالثة وهو المدلول، ما دلالة هذا النص على المراد؟ وهل تنطبق أو لا تنطبق؟ فقبل أن ننزل النص على واقع معين لابد أن نفهم النص أولا فهما صحيحا؛ لأن كثيرا من الناس يفهم النصوص على فهمه المعاصر، وهذا خطأ. في الأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُنبذ له فيشرب هذا النبيذ اليوم الأول والثاني ثم بعد ذلك يسكبه، إذا رجعت إلى الناس في العصر الحديث يقول لك هذا حديث غير صحيح! كيف يشرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - نبيذا؟! إنه يقول ذلك؛ لأنه فهم أن كلمة نبيذ تعني: الخمر، وهذا غير صحيح؛ لأنه في العرف المتقدم أن النبيذ يطلق على العصير؛ إذ كانوا يضعون الرطب أو التمر أو العسل ويسكبون عليه الماء ويتركونه فتره ليصبح مذاقه طيبا، وقبل أن يتغير طعمه يسكبه النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأين الخطأ؟ الخطأ أن الإنسان حمل هذه النصوص على مفهومه المعاصر ولم يحمله على المفهوم القديم أو المفهوم المراد، لهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: يحتاج المسلمون إلى شيئين:- أولا: معرفة ما أراد الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة.
- ثانيا: تفسير السلف من الصحابة والتابعين لهذه الألفاظ.
الضابط الرابع: التحقق من طبيعة الواقع
إذا أردنا أن ننزل النص الكلي على واقع معين، لابد أن نتأكد من وجود شروط وانتفاء موانع في الحكم الشرعي العملي، كلنا يقرأ ويعرف حديث أن النبي نهى عن بيع الغرر، والغرر هو مجهول العاقبة، سواء كان مجهول العين أم مجهول المآل، فيدخل فيه أمور كثيرة، هذا حكم كلي، لكن إذا جاء أحدهم وسألك أنا عقدت البيع مع فلان هل هذا بيع الغرر أم لا؟ اشتريت بطيخة ولا أدري ما بداخلها، فهل هذا بيع غرر أم لا؟ فلابد للإنسان أن يدرس هذه الحال، ثم ينظر هل هذا الحديث ينطبق أو لا ينطبق؟ فإذا فيه معنى الغرر فإن هذا البيع منهي عنه، الآن نعرف أن شرب الخمر حرام فجاءنا شراب، هل هذا حلال أم حرام؟ علينا أن نتأكد هل هذا شراب مسكر، فيكون حراما، وإذا لم يكن مسكرا فيكون حلالا، كذلك تنزيل الحكم على أرض الواقع يحتاج أن نعرف طبيعة هذا الواقع، هل توافرت فيه الشروط وانتفت الموانع أم لا؟ فإذا توافرت الشروط وانتفت الموانع يكون التنزيل صحيحًا، وإلا يكون غير صحيح.تحقق النبي - صلى الله عليه وسلم - من ابن صائد
ولهذا لما قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن صائد هو الدجال فذهب وتحقق وسأله أسئلة وفاجأه وتخفى له حتى يعرف من أمره، لم يحكم عليه لمجرد أنه يهودي، وهو كما قال العلماء دجال من دجاجلة اليهود، لكن ليس هو الدجال، لهذا لما استأذن عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن يقتل ابن صائد، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - إن يكن هو لا تُسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله. فإذًا لم يطبق النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث مباشرة، وإنما تحقق هل هو الدجال أم ليس الدجال؟ وهكذا قال مجاهد عن عبدالله بن عمرو قال: كأني أنظر إلى الكعبة يهدمها رجل من الحبشة أُصَيْدِع أُفَيْدِع. قال مجاهد: فلما هدمها ابن الزبير لصيانتها وترميمها قال جئت لأنظر لأرى ما قال فيه، فلم أر مما قال شيئا، أن عبدالله بن الزبير ليس أصيدع وليس أفيدع؛ فلا نستطيع أن ننزل الحديث أن عبدالله بن الزبير هو المقصود.الضابط الخامس: التؤدة والتأني
من الضوابط المهمة أيضًأ التأني، ينبغي أن يكون الإنسان متأنيًا، التؤدة والأناة والرفق والحلم محمود شرعا، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التَّأَنِّي من اللهِ والعجلَةُ من الشيطانِ»، التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة، وقال - صلى الله عليه وسلم - لأشج عبدالقيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله، الحلم والأناة»، فالرفق والتأني وعدم العجلة محمود شرعا، وهو في هذا الباب أولى؛ لأن بعض الناس يريد أن يحقق سبقا صحفيا ويسبق الآخرين بتقرير أحكام يسبق فيها الآخرين فينحرف ويستعجل في تنزيل الأحكام. انظر مثلا إلى الكاتب محمد عيسى داود يقول: ولم يعرف العالم كله -بفضل الله- كاتبا أو مفكرا قال بنظرية وجود المسيخ الدجال في مثلث برمودا وأنه صاحب الأطباق الطائرة سوى الكاتب الصحفي محمد عيسى داود، فلا شك أنَّ الذي حمله على ذلك هو تحقيق سبق صحفي وأنه صاحب هذه النظرية. عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول: «إنها ستكون أمور مشتبهات؛ فعليكم بالتؤدة فإنك أن تكون تابعا في الخير، خير من أن تكون رأسا في الشر»، قال حفص بن غياث قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبدالله، إن الناس قد أكثروا في المهدي، الخليفة المهدي، عمر بن العزيز المهدي، فلان المهدي، فما تقول فيه؟ قال سفيان: إن مرّ على بابك فلا تكن منه في شيء حتى يجتمع الناس عليه. يعني تروَّ. ولهذا يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: لا يجوز الجزم بأن فلانا هو المهدي إلا بعد توافر العلامات التي بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الثابتة، وأعظمها وأوضحها كونه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت جورا وظلما، قال إبراهيم بن ميسرة: قلت لطاووس: عمر بن عبدالعزيز المهدي؟! قال: لا، إنه لم يستكمل العدل كله.خطورة الاستعجال في تنزيل النصوص
فالاستعجال في تنزيل النصوص على وقائع غير مقصودة يوقع الإنسان في الخطأ، أو يوقع في أن يُكذّب الخبر، أخرج مسلم عن عبدالله بن صفوان، قال أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَيَؤُمَّنَّ هذا البَيْتَ جيشٌ يغزونَهُ، حتى إذا كانوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأرْضِ، يُخْسَفُ بأوْسَطِهم، وينادِي أوَّلُهم آخرَهم، ثُمَّ يَخْسَفُ بِهم فَلَا يَبْقَى إلَّا الشَّريدُ الذي يُخْبِرُ عنهم» وفي زيادة عند ابن ماجه قال: فلما جاء جيش الحجاج ظننا أنهم هم -الجيش الذي سيخسف به- ما الذي حدث؟ اجتاحوا مكة وقتلوا الزبير وما أحد هلك منهم. إذًا أين المشكلة؟ هل الحديث كذب؟! فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة، وأن حفصة لم تكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -. فالخبر صحيح، ولكن ليس هذه الواقعة.الضابط السادس: مراعاة الترتيب
كذلك من الضوابط مراعاة الترتيب، فقد أخبرنا الله -عزوجل- أن الساعة أمامها أشراط، وأنها لا تكون حتى تكون أشراطها، وأن هذه الأشراط لها ترتيب معين كما في الأحاديث النبوية، فلا يدّعي إنسان أنها ستقع الساعة ولما تقع الأشراط، كما قال في حديث مسلم عن حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه - قال: «اطَّلَع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - علينا ونحن نتَذاكَرُ فقال: ما تَذكُرونَ؟ قالوا نَذكُرُ الساعةَ، قال» إنها لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ، فذَكَر الدُّخانَ والدجَّالَ والدابَّةَ وطُلوعَ الشمسِ من مَغرِبِها ونُزولَ عيسى ابنِ مريمَ - عليه السلام- ويَأجوجَ ومَأجوجَ وثلاثَ خُسوفٍ خَسفٌ بالمَشرِقِ وخَسفٌ بالمَغرِبِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم»، يقول أخرج مسلم عن يسير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيراء -يعني أتى من بعيد ليس له شأن ولا دأب- إلا أن يقول يا عبدالله بن مسعود جاءت الساعة، يا عبدالله بن مسعود جاءت الساعة، فقعد عبدالله بن مسعود وكان متكئا، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث ولا يُفرَح بغنيمة، لم يوافقه، فلا يصح لإنسان أن يستعجل في تنزيل هذه الأحكام، بل يتروى. أخرج الحاكم عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة فقيل خرج الدجال، فأتينا على حذيفة بن أسيد وهو يُحَدّث وقلت هذا الدجال قد خرج، قال: اجلس، فجلست، فأتى علي العريف فقال: هذا الدجال قد خرج وأهل الكوفة يطعنونه، قال: اجلس، فجلست. فنودي بعد ذلك أنها كذبة صبّاغ. فقلنا: يا أبا سريحة، ما أجلستنا إلا لأمر، فحدِّثنا. قال: إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف، ولكن الدجال يخرج في بُغض من الناس، وخِفة من الدين، وسوء ذات بين. فيرد كل منهج، فتطوى له الأرض ثم ذكر الحديث.ليس شرطا قرب العلامات من القيامة
ثم إن بعض الناس يظن أن العلامات تظهر ثم تأتي الساعة بعدها قريبا مباشرة، فليس من شرط العلامات أن تكون قريبة من الساعة، أن تطلع العلامات ثم تأتي القيامة؛ لأن العلامات متنوعة وكثيرة، قال -تعالى-: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}. وهذا حصل في زمان النبي- صلى الله عليه وسلم -، كم بيننا وبين النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -؟ مئات السنين، قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: «بُعثت أنا والساعة كهاتين» مسافة قريبة! كم بيننا وبين النبي الكريم؟ في حديث عوف بن مالك قال له النبي: اعدد بين يدي الساعة ستا، أولها موتي -موت النبي صلى الله عليه وسلم - وهو من علامات الساعة. فليس شرطا أن تكون العلامة ثم الساعة، إنما قد يكون بينهما زمن طويل في هذا.ليس شرطا أن تكون كل فتنة لها نص
وليس شرطا أن تكون كل فتنة لها نص، فنُحمّل النصوص ما لا تحتمل، بعض الناس يظن أن كل واقعة وكل مصيبة تقع بالمسلمين لابد لها ذكر في السُنَّة، فقد حدث على مر تاريخ الأمة مصائب كبيرة، حُرقت الكعبة، ورميت بالمنجنيق، ولا يوجد خبر عن ذلك، الباطنية اجتاحوا الحرم وقتلوا ومُلِئ بئر زمزم بالقتلى، وأخذوا الحجر الأسود عشرين سنة عندهم في الإحساء، ولا يوجد خبر عن هذا أيضًا، النصارى غزوا الشام قرنين من الزمان ولا يوجد خبر، فليس بالضرورة أن كل حدث جلل له خبر في السنة، وإنما أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم - بما أراد الله -تعالى- أن يخبرنا به، ولهذا ليس على الإنسان أن يتجرأ ولا يُقدم على تحديد أوقات معينة بتواريخ معينة لهذا الأمر؛ لأن هذا من الغيب الذي لم يطّلع عليه إلا الله -عز وجل-. قال القرطبي: والذي ينبغي أن يقال في هذا الباب أن ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتن والكوائن أن ذلك يكون، فهو صادق - صلى الله عليه وسلم -، لابد أن يقع، لكن متى؟ قال: وتعيين الزمان في ذلك يحتاج إلى طريق صحيح يقطع العذر، وإنما ذلك وقت علم الساعة لا يعلمها إلا الله -عزوجل-، يقول السخاوي: إن هذه التحديدات في زمان ومكان معين أخفاها الله عن أنبيائه ورسله فضلا عمن هم دونهم. قال ابن القيم -رحمه الله-: من القرائن التي تدل على أن هذا الحديث موضوع ذكر السنوات، ثم هناك حديث طويل ذكروه عن أبي هريرة أنه يذكر الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وغزو الكويت وغزو العراق بالتفصيل! أبو هريرة يقول أريد أن أحدثكم قبل أن أموت إبراء للذمة، ثم يسوق هذا الحديث الطويل بهذه الطريقة، وغير ذلك من هذا الهراء.لابد من مراجعة العلماء
لهذا نختم بأنه لابد من الرجوع إلى العلماء، قال الله -تعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، قال -تعالى-: {إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، فلابد من الرجوع إلى أهل العلم في هذا، وهناك علامات ظاهرة إذا وقعت كل الناس تعرف أن هذه وقعت، لكن هناك علامات دقيقة تحتاج إلى التأكد من المصدر، وفهم الدليل، ومعرفة طبيعة الواقعة، الشروط والموانع هل تنطبق أو لا تنطبق؟ لهذا أختم بكلام بعض العلماء يقول: إن الله -تعالى- أراد بنا شيئا، وأراد منا شيئا، فما أراده بنا طواه عنا، وما أراده منا بيّنه لنا، فما لنا نشتغل بما أراده بنا ونهمل ما أراده منا؟ الله -تعالى- أراد بنا أمرا، {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}. فلماذا يشتغل الإنسان بما يفعله الله وما هو في غيب الله، ويترك ما هو مطلوب منه؟ {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} قال عمر بن عبدالعزيز: إن الله لا يُطالب خلقه بما قضى عليهم وقدّر، ولكن يطالبهم بما نهاهم عنه وأمر، فطالب نفسك من حيث يطالبك ربك.
لاتوجد تعليقات