رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 30 ديسمبر، 2024 0 تعليق

مشاركة فاعلة من جمعية إحياء التراث في أعمال: الملتقى العربي الدولي الرابع للتطوع المؤسسي لعام 2024م

  • انعقاد (الملتقى العربي الدولي للتطوع المؤسسي 2024) في المعهد العربي للتخطيط برعاية الشيخة فادية سعد العبدالله الصباح
  • مشاركة جمعية إحياء التراث الإسلامي في الملتقى بورقة عمل بعنوان: (التطوع المؤسسي الرقمي ومستقبل العمل الخيري) ألقاها السيد وليد الربيعة (أمين سر الجمعية)
  • يؤدي التطوع المؤسسي الرقمي دورا حيويا في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما يعد واحدًا من التحولات الحديثة
  • الربيعة: من المتوقع أن يشهد التطوع المؤسسي الرقمي نموا متسارعًا في السنوات القادمة مدفوعًا بالتطور التكنولوجي وزيادة الوعي بأهمية العمل التطوعي
  • التطوع المؤسسي الرقمي ليس مجرد صيحة تقنية أو مبادرة عابرة بل هو ضرورة استراتيجية واستثمار مستقبلي ناجح من أجل مواكبة التحديات المعاصرة
 

انطلقت يوم الثلاثاء الماضي الموافق 17 ديسمبر 2024م أعمال (الملتقى العربي الدولي للتطوع المؤسسي 2024) في المعهد العربي للتخطيط، برعاية الشيخة فادية سعد العبدالله الصباح، وبمشاركة عربية ودولية، ونظم الملتقى كل من: معهد الإنجاز المتفوق للتدريب والإستشارات بدولة الكويت ومركز التطوع بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وتم -من خلاله- بدء مبادرات لتمكين القطاع المجتمعي، وعرض الكثير من التجارب والخبرات من قبل المختصين في مجال رقمنة العمل الخيري.

غلاف البحث المقدم من الجمعية

الملتقى العربي الدولي الرابع للتطوع المؤسسي لعام 2024 م

مشاركة جمعية إحياء التراث الإسلامي

         عُقد الملتقى تحت شعار: (ممارسات وتجارب مسؤولة ومبتكرة لتعظيم أثر التطوع المؤسسي الرقمي)، وقد دُعيت جمعية إحياء التراث الإسلامي للمشاركة فيه بورقة عمل بعنوان: (التطوع المؤسسي الرقمي ومستقبل العمل الخيري) وقد ألقاها السيد/ وليد الربيعة (أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي)، وحضر الملتقى عن الجمعية كل من السيد/ سالم الناشي (رئيس قطاع العلاقات العامة والإعلام)، والسيد/ عبدالله زيد الصلال (رئيس الشؤون القانونية) والسيد/ ذياب أبوساره.  

التطوع المؤسسي الرقمي ومستقبل العمل الخيري

جاء في كلمة الربيعة: يعدّ التطوع المؤسسي الرقمي أداة قوية لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع؛ فهو يوفر فرصًا جديدة للمشاركة في العمل التطوعي، ويوسع نطاق التأثير الاجتماعي للمؤسسات والأفراد. ويؤدي التطوع المؤسسي الرقمي دورا حيويا في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يعد التطوع المؤسسي الرقمي واحدًا من التحولات الحديثة التي تشهدها المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة؛ وذلك بهدف تعزيز العمل التطوعي من خلال استثمار الأدوات الرقمية والمنصات الإلكترونية لتقديم خدمات فعّالة ومستدامة تتجاوز الحواجز الزمنية والجغرافية، وتستثمر مفهوم القرية الكونية الواحدة من أجل إسعاد البشرية وتخفيف المعاناة وتطوير الخدمات والمنتجات وتقديم يد العون للمحتاجين. وليس أدل على ذلك من ظروف العمل التطوعي في زمن جائحة كوفيد -19؛ حيث استمرت العديد من المبادرات التطوعية بفضل الحلول الرقمية، مثل المساعدة في إنشاء مواقع اختبار الفيروس، أو تقديم الدعم النفسي عبر الإنترنت.

تكريم الجمعية من قبل الملتقى 

جهود جمعية إحياء التراث.. جائحة (كورونا) نموذجا

         ثم ذكر الربيعة بعضا من جهود الجمعية في مجال التطوع والعمل الخيري إبان أزمة (كورونا) بقوله: كانت جمعية إحياء التراث من أولى الجمعيات الخيرية التي تفاعلت مع هذا الأمر إيجابيا، وعلى المستويات جميعها، ولم يقتصر الأمر حينئذ على تكوين فريق إدارة الأزمات لتنسيق العمل والمشاريع والحملات المختلفة مع قطاعات الجمعية وفروعها على مستوى الكويت، بل توجهت جهود الجمعية للأسر المحتاجة والمتعففة داخل الكويت، وأسر ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى وأسرهم، ورعاية أسر الأرامل والأيتام، ومتابعة تنفيذ أنشطة الإرشاد والتوعية بتلك الأزمة، ضمن سلسلة توجيهات شرعية للعديد من الدعاة والعلماء، وتبني عدد من الحملات كحملة (خلك واعي) وحملة (همتي في بيتي)، مع استمرار الدروس والدورات العلمية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم عن بعد، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي..

ومن أبرز الأنشطة إطلاق منصة تراث للعلوم الشرعية، وتنظيم (دورة عثمان بن عفان العلمية الأولى) عن بعد، والموسم الثقافي عن بعد، ودورة شرح أحاديث مختارة من (رياض الصالحين) والنادي الربيعي للصغار أونلاين، وتنظيم دورة تأصيلية في السنة النبوية تشمل أساسيات علم الحديث، وإقامة دورة الذكاء الاصطناعي وخدماته للجمعيات الخيرية، والتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإنجاز مشروع الربط الآلي مع الجمعيات الخيرية، وإطلاق المبادرات التربوية والاجتماعية من خلال برنامج (الاستشارات الأسرية) عبر الهاتف؛ لتقديم أفضل الحلول ودعم الروابط الأسرية والزوجية، وتنظيم المنتدى الرمضاني (من يحمل همّ الأمة؟) ونشر المحاضرات حول دور العلماء والمؤسسات الإعلامية والفكرية في النهوض بالأمة من خلال برنامج زووم، وإطلاق برنامج (أفتوني) للرد على استفسارات الصائمين طوال شهر رمضان المبارك عبر وسائل التواصل، وإنشاء (مقرأة تراث) لتحفيظ القرآن الكريم وتصحيح تلاوته عبر الهواتف الذكية،كما تحقق -من خلال هذا التطبيق- العديد من النجاحات والمبادرات، كان من آخرها مسابقة (موظفي الجمعية)، ومسابقة (الألف خاتم)، ووصولها الى الدعاة المكفولين، وإلى العديد من الدول.
  • ومن أبرز الإنجازات التقنية المميزة أيضا توقيع اتفاقية تعاون بين كل من جمعية إحياء التراث الإسلامي والأمانة العامة للأوقاف، بشأن مشروع منظومة التعلم التقني العالمية (العلم النافع)، لتشمل مجموعة من البرامج والتطبيقات التي تسهل إيصال العلم الشرعي والقرآن الكريم وعلومه، لطلاب العلم داخل الكويت وحول العالم بالطريقة التقنية الحديثة، وتعزيز التعليم الشرعي الوسطي وتحقيق وصول واسع للمعرفة الدينية للفئات في مختلف أنحاء العالم.
 

مستقبل واعد وقدرات لا متناهية

         وقال الربيعة في نهاية كلمته: من المتوقع أن يشهد التطوع المؤسسي الرقمي نموا متسارعًا في السنوات القادمة، مدفوعًا بالتطور التكنولوجي وزيادة الوعي بأهمية العمل التطوعي؛ حيث يسهم التطوع الرقمي في تفعيل العديد من البرامج عن بعد، وإصدار المطبوعات في مجالات التبرع والعمل الخيري، وفي تعزيز الصحة والوقاية، ودعم مسيرة التعليم، والتدريب، والاستشارات، والترجمة، والبرمجة، والبحث العلمي، التصميم.. وغيرها. ويتطلب الأمر -بلا شك- تكثيف البرامج التدريبية وعقد المزيد من ورش العمل وشراكات النجاح مع مزودي الخدمات التكنولوجية؛ من أجل تعزيز البنية التحتية وحماية المعلومات والبيانات، واستثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي (Ai)، وتعزيز الواقع الافتراضي (VR)، واستخدام إنترنت الأشياء لتوفير بيانات حية للمبادرات، مثل: مراقبة التلوث أو تحسين البنية التحتية،وإطلاق المسابقات المحفزة على الابتكار والإبداع والتطوير، وتنظيم مؤتمر سنوي حول الابتكار في العمل التطوعي الرقمي بمشاركة محلية ودولية، كما نقترح استثمار المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي لتشجيع الشباب على الانخراط في العمل الخيري والتطوعي، وإطلاق مشروع الألف متطوع عن بعد، ليتحول فيما بعد إلى مشروع المليون متطوع، مع صياغة ميثاق العمل التطوعي الرقمي من خلال ندوتكم المباركة هذه، وإطلاق أكاديمية التطوع الرقمي، والاستفادة من خبرات المنظمات العالمية المتخصصة في التطوع الرقمي، مثل (متطوعو الأمم المتحدة)؛ وذلك من أجل تعزيز التمكين والاستدامة والشفافية في العمل الخيري والإنساني.

فعاليات ملتقى العمل التطوعي المؤسسي وجلساته

         وكانت هنالك العديد من المشاركات والجلسات العلمية التي تحدث فيها الخبراء والمختصون، كل في مجاله، ومن ذلك كلمة الراعي الفخري للملتقى الشيخة فادية الصباح، التي أكدت فيها أنها تولي موضوع التطوع عناية كبيرة في ظل التطور الرقمي المتسارع، والحرص على تذليل العقبات أمام الاندماج في العصر الرقمي عبر تشجيع المعرفة والتعليم، ولا سيما في ظل استحضار خطة التنمية الكويتية 2035، وتماشيا مع غايات الهدف الرابع لخطة التنمية المستدامة الأممية لعام 2030م. من جانبه أكد الدكتور عبدالله الشامي (المدير العام للمعهد العربي للتخطيط) استدامة دعم المبادرات، وذكر أن هذا الملتقى يمثل منصة رائدة لتسليط الضوء على الدور الحيوي للتطوع المؤسسي الرقمي في تعزيز التنمية المجتمعية والاقتصادية. فيما قدم الدكتور عادل المرزوقي (نائب رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية) كلمة، أكد فيها أن الشبكة الإقليمية وعلى مدى 18 عاما اهتمت بتأطير العمل التطوعي ليكون عملا احترافيا مبنيا على استراتيجيات وسياسات، تعزز الأثر المستدام لمشروعات العمل التطوعي ومبادراته. ثم كانت كلمة ضيف الشرف للمستشار بدر محسن المطيري (رئيس البعثة والوفد الدائم لمنظمة التعاون الإسلامي لدى منظمة الأمم المتحدة، السفير الدولي للدبلوماسية الإنسانية)، وعرض فلم (التطوع المؤسسي الرقمي)، والبدء الرسمي لكرسي الشيخة عزة السالم الصباح؛ لتمكين المنظمات العربية الخيرية من معززات التنمية المستدامة، وتدشين موقع الدكتور عبدالله المعتوق، وتكريم عدد من الشخصيات المعنية بالعمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية. وقد تم تكريم السيد/ وليد الربيعة (أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي ) على كلمته ومشاركته في الملتقى، ومن جانبه قدّم السيد الربيعة (أمين السر) دروعا تذكارية للشيخة فادية الصباح (الراعي الفخري للملتقى)، والدكتور شهاب أحمد العثمان (المدير العام لمعهد الإنجاز المتفوق للتدريب والاستشارات - رئيس اللجنة المنظمة للملتقى).

ثم كانت الجلسات العلمية الخمس للملتقى، بمشاركة نخبة من الأساتذة والمختصين والخبراء في مجال التدريب والتعليم والاقتصاد والقانون، حول العمل التطوعي وشتى مجالاته ذات الصلة بالعمل المؤسسي والرقمنة، وغيرها من المحاور، حول العمل التطوعي المؤسسي الرقمي، وتعزيز الممارسات المسؤولة لخدمة المجتمع وتنميته، ومتطلبات إدارة التطوع المؤسسي الرقمي وفقا لاستراتيجية برنامج متطوعي الأمم المتحدة، وأثر الابتكار الرقمي في مجالات العمل التطوعي وتأثيره الإيجابي، والقيمة الاقتصادية للعمل التطوعي المؤسسي الرقمي والعائد منه على المتطوعين والمجتمع، وأدوات تصميم الفرص التطوعية المؤسسية الرقمية، وإدارة المتطوعين عبر المنصات الرقمية، ومنصات عالمية تطوعية رقمية ومسارات الإنضمام لها، ودور الابتكار الرقمي في تحسين فعالية المبادرات التطوعية المؤسسية. وكان من المؤسسات المشاركة في الملتقى كل من: وزارة الإعلام، والهيئة العامة للشباب، ووزارة الداخلية، ومبرة العوازم الخيرية من دولة الكويت، ومؤسسة الأميرة العنود، وجمعية سفانة الصحية بحائل، وغدن للاستشارات وبناء القدرات - من المملكة العربية السعودية.

معرض الملتقى

         وقد شارك فيه جهات عدة، من خلال بوثات لعرض الإصدارات والخدمات والمنتجات، وكان لجمعية إحياء التراث الإسلامي بوث خاص لتوزيع البحث النظري والميداني حول العمل التطوعي بعنوان: (العمل التطوعي في حياتنا) والمؤلف من 45 صفحة، وتوزيع العدد الخاص بالعمل التطوعي من مجلة الفرقان ومجلة أجيالنا وغيرها من الإصدارات، وتم من خلاله التعريف بالجمعية وأهم إصداراتها، وتبادل المطبوعات مع ضيوف المعرض من الجهات والفرق التطوعية من الكويت وخارجها.

الخاتمة

          التطوع المؤسسي الرقمي عن بعد ليس مجرد صيحة تقنية أو مبادرة عابرة، بل هو ضرورة استراتيجية واستثمار مستقبلي ناجح من أجل مواكبة التحديات المعاصرة، وينبغي لنا جميعا أن نشارك في هذا العطاء الرقمي وتنظيمه ودعمه وتطوير آلياته وبرامجه.  ولا شك أن تعزيز هذا التوجه في دولة الكويت، يتطلب استثمارات ذكية وشراكات استراتيجية، وهو ما يمثل فرصة لتحقيق قفزات نوعية في العمل التطوعي والتنمية الاجتماعية لتطوير الشراكة بين القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والعمل الخيري لخدمة البشرية جمعاء، وبذلك يمكن للكويت أن تكون رائدة في تحويل العمل التطوعي التقليدي إلى نموذج رقمي يُحتذى به عالميا.    

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك