رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالقادر علي ورسمه 1 نوفمبر، 2011 0 تعليق

ليبيا تستعيد هويتها الإسلامية- المستشار عبد الجليل يعلن أن أي قانون يعارض الشريعة الإسلامية معطل قانوناً

 

هذا ما يجب أن يتحقق في جميع الثورات العربية، حتى تتمكن من تحقيق الاستقلال الكامل لبلدانها التي لم  تتحرر من الموروث الذي تركه الاستعمار الأجنبي في بلداننا الذي فرض علينا طريقته في الحكم بعدما نحى الشريعة الإسلام جانبا؛ مما جعل منظومة الحكم في البلدان الإسلامية لا تختلف في شيء عن منظومة الحكم في البلدان الغربية رغم أننا نملك منظومة متكاملة للحكم ولبناء الأمة، وهي منظومة حضارية استطاعت أن تقود العالم أكثر من أربعة عشر قرنا، ولكننا ما زلنا نعاني الخضوع للمنظومة الحضارية التي فرضها علينا المستعمر، وهذا يعني أن الأمة الإسلامية لم تتحرر من الاستعمار الحقيقي، وإن تغيرت المسميات من استعمار أجنبي إلى دولة وطنية.

       لم نر من الدول التي ادعت أنها وطنية سعيا حقيقيا لإعادة الأمة إلى شريعتها، بل ما تزال تتشبث بتوصيات المستعمر القديم كما هي: إبعاد الإسلام عن الحكم والتوجيه، ولكن ما فعله المستشار عبد الجليل وإعلانه الصريح أن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، واعتبار جميع القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية معطلة كان سابقة لم نتعود سماعها  من الحكام، وتعد مؤشرا إيجابيا يشير إلى أن الأمة قد تستعيد حريتها بالكامل، رغم أن أعداء الإسلام لن يتركوها تطبق شريعتها وإسلامها بسهولة.

       وجاء في خطاب المستشار عبد الجليل في مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه تحرير كامل أراضي ليبيا من فلول القذافي قوله: «نحن بوصفنا دولة إسلامية اتخذنا الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، ومن ثم فإن أي قانون يعارض المبادئ الإسلامية للشريعة الإسلامية فهو معطل قانونا».

       وأشار إلى أن قانون الزواج والطلاق الذي حد من تعدد الزوجات هو مخالف للشريعة الإسلامية، وهو موقوف، وقال: إن هناك نية صادقة لتقنين كل القوانين المصرفية بالذات، ونسعى إلى تكوين مصارف إسلامية بعيدة عن الربا، ويذكر أن الشعار المكتوب على العملة الليبية هو قوله تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا}، ومع ذلك لم تطبق هذه الآية في القوانين الليبية وبنوكها، ونرجو أن يتمكن المستشار عبدالجليل والشعب الليبي من تحقيق هذه الوعود ليحققوا لوطنهم الحرية الكاملة، وليثبتوا للعالم أنهم لم يثوروا من أجل إزاحة شخص الطاغية فقط، ولكنهم ثاروا لتغيير النظام الذي وضعه الطاغية.

هجوم شرس

       وقد تعرض المستشار عبد الجليل لهجوم شرس من قبل الدول الغربية، ومنظمات حقوق الإنسان، وبعض العلمانيين العرب بسبب هذه التصريحات، وفي رده على هذه الهجمات قال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي الاثنين الماضي: «كلامي بالأمس لا يعني تعديل أي قانون أو إلغاؤه، أطمئن المجتمع الدولي أننا ليبيون مسلمون، ولكننا من المسلمين الوسطيين». وتساءل: «لماذا لم يركزوا على قولي: إن أموال بعضهم ودماءهم وأعراضهم محرمة على الآخرين؟! هذه أساسيات الدين الإسلامي، وهذه سلوكيات المسلم، وإذا التزم المسلمون بهذه المبادئ الثلاثة، فلن يكون هناك خطر على أي تيارات أخرى»، وأضاف: «عندما ضربت مثلا بقانون الزواج والطلاق أردته مثلا فقط؛ لأن ذلك القانون الحالي لا يجيز تعدد الزوجات إلا بإجراءات إذا لم تتوافر لتعذر ذلك الأمر، بينما بنص قرآني الشريعة تجيز التعدد».

       ورغم أن المستشار عبد الجليل لم يرتكب ما يستوجب هذا التوضيح كله إلا أننا محكومون بمنظومة أخلاقية عالمية لا تسمح بأن يتحرر المسلمون من الإرث الاستعماري، والحرية التي يتشدقون بها لن تكون إلا ضمن إطارهم الفكري، والمشكلة الأخرى التي تواجه المسلمين إذا أرادوا التحرر من هذا الإرث الاستعماري الثقيل هي بعض المنافقين من بني جلدتنا الذين تربوا على موائد الغرب وأصبحوا حماة للدفاع عن كل ما يخالف الإسلام؛ مما يجعلهم طابورا خامسا لأعداء الإسلام، ورغم ذلك يجب على المسلمين ألا يخافوا ممن يحاول ثنيهم عن أن يستعيدوا حريتهم الكاملة حتى يحققوا للعالم التحرر الحقيقي من الشهوات التي استعبدتهم وجعلتهم ينسون حقوق الخالق ويهتمون بحقوق مزعومة للإنسان رغم مخالفتها الصريحة لشريعة الله ودينه، وقد استعبدت الشهوات الحضارة الحديثة وجعلوها لنا حقوقا يجب حمايتها حتى إننا نجد في بلداننا من يتباكى على حقوق الشواذ والفرق المنحرفة، وقد حاز المسلمون الأوائل قصب السبق في توضيح مثل هذه الأمور عندما دخل الصحابي الجليل على كسرى وأراد أن يجلس معه على عرشه وحاول الحرس منعه قال لهم قولته الشهيرة التي تدل على فهم للحرية الحقيقية عندما قال: «كانت تبلغنا عنكم الأحلام وأنكم تتساوون فيما بينكم، فإذا بكم يستعبد بعضكم بعضا، وإن قوما هذا حالهم فمصيرهم إلى زوال»،وقد زال ملك كسرى بعد ذلك بأيام قليلة ومن الغريب أن هؤلاء يحاولون وصم الإسلام والمسلمين بالإرهاب دائما وهاهم يستخدمون الإرهاب الفكري لمن يحاول أن يتحرر من قبضة منظومتهم الفكرية التي فرضوها على العالم بعد هيمنتهم على مصائر الأمم منذ عهد الإستعمار العسكري إلى يومنا هذا، ولكن الحقيقة التي يجب أن يفهمها الغرب وأذنابهم في العالم العربي والإسلامي أن الناس حين يحرمون أن يحكمهم دينهم يظهر فيهم العديد من أشكال المقاومة ويمكن أن تكون بعض هذه المقاومات غير محمودة العواقب، ويجب أن يترك الغرب لهذه الأمة أن تقرر مصيرها بنفسها، حتى يعيش العالم بأمن وبأمان، وبدون توصيات خارجية وتدخل بشؤون الآخرين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك