رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 11 مارس، 2025 0 تعليق

لماذا نصـوم؟

  • الصيام فرض على المسلمين؛ بل هو ركن من أركان الدين؛ لذا فإن المسلم يصومه لهذا الغرض؛ ولأنه يحقق مراد الله - سبحانه وتعالى-، فالله تعبدنا بعبادات معينة وأهمها الأركان العملية: الصلاة والصيام والحج والزكاة.
  • فالصيام طاعة لله وهو مما فرضه الله على الأمم السابقة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183)، وجعل الله من غايات الصيام التقوى {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}..
  • والتقوى كما عرفها سلفنا الصالح هي: أداء فرائض الله، وترك محارم الله، والإخلاص لله -سبحانه- وعن إيمان به وبرسله، وعن تصديق لكل ما أخبر الله به ورسوله، وعن خوف بما عند الله من العقوبة، وعن رغبة لما عند الله من المثوبة، هكذا التقوى وحقيقتها أن يجعل الإنسان بينه وبين غضب ربه وعقابه وقاية تقيه من ذلك بفعل أوامر الله وترك نواهي الله، يرجو ثواب الله ويخشى عقاب الله.
  • قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «كَفَى بالمَرْءِ إِثْمًا أَن يُقَالَ لَهُ: اتَّقِ الله؛ فَيَغْضَب، ويقولُ: عَلَيْكَ نَفْسَكَ». وقال ابن تيمية: «الله ضمن للمتقين أن يجعل لهم مخرجاً مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فيدفع عنهم ما يضرهم، ويجلب لهم ما يحتاجون إليه، فإذا لم يحصل ذلك دلَّ على أن في التقوى خللاً، فليستغفر الله وليتب إليه. وقال: من لم يقف عند أمر الله ونهية، فليس من المتقين».
  • قال ابن القيم: «التقوى ثلاث مراتب: إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات. الثانية: حميتها عن المكروهات. الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى تُعطى العبد حياته والثانية تفيدُهُ صحته وقوته، والثالثة تكسبُهُ سروره وفرحهُ وبهجته». وقال ابن رجب الحنبلي: «مَن عَامَلَ الله بالتَّقْوَى والطَّاعَةِ فِي حَالِ رَخَائِهِ عَامَلَهُ اللهُ باللُّطْفِ والإِعَانَةِ في حَالِ شِدَّتِهِ».
  • قال السعدي: «كل خير في الدنيا والآخرة فمن آثار التقوى والصبر، وأن عاقبة أهلها أحسن العواقب لقوله: {قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}(يوسف:90). والتقوى هي: «خوف الله ومراقبته وتعظيمه -سبحانه-، وذلك  بفعل الأوامر وترك النواهي، والإخلاص لله في العمل والصدق في ذلك» (ابن باز).. وهي: « اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه». (ابن عثيمين).
  • وللتقوى فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة: فهي سببٌ للإكرام عند الله -عز وجل-، قال -تعالى-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}  (الحجرات:11) وإنها: سببٌ للنجاة يوم القيامة من عذاب الله، قال -تعالى-:  {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}  (مريم:71-72). وقال -تعالى-:  {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى}  (الليل:17).  وهي سببٌ لقبول الأعمال، قال -تعالى-:  {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}  (المائدة:27). وهي سبب في تيسير أمور المسلم كلها، قال - تعالى-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (الطلاق:4)، وسبب لحماية الإنسان ، قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (الأعراف:201).

10/3/2020م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك