رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: فالح عبد الله ارتيبان أرتيان 17 مارس، 2025 0 تعليق

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ}

قال الله -عزوجل-: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} (الممتحنة:4(، إبراهيمُ -عليه الصلاة والسلام- أبو الأنبياء وخليل الله -عزوجل-، ابتلي في الله أشد البلاء، وعانى في الله أشد العناء، فصبر في الله واحتسب، قال السعدي -رحمه الله-: قد ذكر الله في كتابه أخبارا كثيرة من سيرة إبراهيم -عليه السلام-، فيها لنا الأسوة، فإن الله أمر نبينا وأمرنا باتباع ملته، وهي ما كان عليه من عقائد وأخلاق وأعمال قاصرة ومتعدية، فقد آتاه الله رشده وعلمه الحكمة منذ كان صغيرا، وأراه ملكوت السماوات والأرض، ولهذا كان أعظم الناس يقينا، وعلما، وقوة من دين الله، ورحمة بالعباد.

        وكان قد بعثه الله -تعالى- إلى قوم مشركين يعبدون الشمس والقمر والنجوم وهم فلاسفة الصابئة الذين هم من أخبث الطوائف وأعظمهم ضررا على الخلق، فدعاهم بطرائق شتى، فقص الله لنا منها شيئا في كتابه فقال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (الشعراء)، وذكره الله -سبحانه- في موضع آخر من كتابه فقال: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات)، وقال الله -عزوجل- في سورة الأنبياء على لسان إبراهيم: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ}.

أحداث القصة من الداخل

       ولو نظرنا إلى أحداث القصة من الداخل وهذا البلاء الذي وقع فيه إبراهيم، قيل: حين أرادو رميه في النار وكانت النار عظيمة شديدة اللهب والدخان، وضعوه على منجنيق ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه، وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد ولك الملك لا شريك لك، وفي رواية: «قالت السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا، إبراهيم يحرق فيك، فقال، أنا أعلم به»، وقال إبراهيم حين رفع رأسه إلى السماء: اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض، ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل، فقذفوه في النار»، وفي رواية: جعل ملك المطر يقول: متى أومر فأرسل المطر؟ فكان أمر الله أسرع: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}.  

الفوائد والعبر المستفادة من القصة

  • إن الله اتخذ إبراهيم -عليه السلام- خليلا، والخلة أعلى درجات المحبة.
  • إن المشاعر ومواضع الأنساك كالحج والعمرة مما دلنا وأرشدنا إليها إبراهيم -عليه السلام.
  • إن أفضل الوصايا ما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب من القيام بالدين وتقوى الله والاجتماع على ذلك.
  • مشروعية الضيافة وآدابها ومشروعية السلام وآدابه.
  • مشروعية الهجرة، فإذا أوذي الإنسان في الله شرعت بل وجبت له الهجرة.
  • الثقة بنصر الله وإن طال الأمد؛ فإن فرج الله قريب.
  • الابتلاء والامتحان من الله لعباده ليعلم الله الصابرين ويعلم الصادقين منهم.
  • الأنبياء أشد الناس بلاء، وإذا أحب الله امرأ ابتلاه -سبحانه وتعالى.
 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك