رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 4 نوفمبر، 2024 0 تعليق

قصص غريبة ..  مع الماء

  • ارتبط وجود الماء بوجود الحضارات عبر التاريخ، وارتبط الماء بقصص ومواقف ومناسبات عجيبة، شكلت حياة البشرية والإنسان، فالديانات والأنبياء والبشرية جمعاء، كان لها أدوار مع الماء غريبة؛ فلننظر ونتأمل !
  • وردت كلمة الماء في القرآن 63 مرة، وغالباً ما كان ورودها بمعنى النعمة؛ لما للماء من أهمّيّة بالغة، ومن أبرز الآيات التي ذكر الماء فيها: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، وقد فسّر العلماء هذا بأنّ الله جعل الماء سبباً للحياة.
  • ومن القصص المرتبطة بالماء، حين فتح الله -تعالى- أبواب السماء بماء منهمر، وفجر الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدره الله؛ فكان الطوفان العظيم الذي حدث في عهد نوح - عليه السلام - قال- تعالى -:{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا  إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ}(هود:41)، ثم قال - تعالى-:{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ  وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (هود:44).
  • وفي وادٍ غير ذي زرع  في مكة المكرمة، وليسَ فيه إنْسٌ ولَا شَيءٌ،  فَبَحَثَ جبريل عليه السلام- بجَنَاحِهِ حتَّى ظَهَرَ مَاءُ زمزم، فَجَعَلَتْ أُمَّ إسْمَاعِيلَ (هاجر) تحجزه وتَغْرِفُ مِنَه، وهو يَفُورُ بَعْدَ ما تَغْرِفُ، فَشَرِبَتْ وأَرْضَعَتْ ولَدَهَا، فَقالَ لَهَا المَلَكُ: لا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ؛ فإنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ (الكعبة والمسجد الحرام)، يَبْنِي هذا الغُلَامُ وأَبُوهُ، وإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وهكذا قامت أعظم حضارة في التاريخ خرج منها وبها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
  • وقد عاش النبي أيوب -عليه السلام- سنوات طويلة مع المرض والتعب ، وارتبط شفاؤه بالماء أيضا، قال- تعالى -:{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ  هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص:41-42)، فطلب الله منه أن يركض، فنبعت عين فاغتسل منها، ثم مشى نحوا من أربعين ذراعا، ثم ركض برجله، فنبعت عين، فشرب منها.
  • وقبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء جبريل - عليه السلام - وشق صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- «ثُمَّ غَسَلَهُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمَانًا، فأفْرَغَهَا في صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بيَدِي فَعَرَجَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ، قالَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ».
  • وقد أنزل الله المطر في غزوة بدر من غير زيادة ولا نقصان، قال- تعالى -:{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} (الأنفال: 11) قال ابن القيم - رحمه الله: «أنزل الله -عزَّ وجلَّ- في تلك الليلة مطراً واحداً، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلًّا طهرهم به وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطَّأ به الأرض، وصلب الرمل، وثبت الأقدام، ومهد به المنزل».
  • وبالماء يتمّ الوضوء قبل كل صلاة، ويتطهر به من النجاسات بالغسل، ويُغسَّل به أموات المسلمين قبل الدفن.

4/11/2024م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك