
شباب تحت العشرين – 1249
الشباب والإحسان
من الأخلاق العظيمة التي يجب على الشباب التمسك بها خلق الإحسان؛ فالإحسان خُلقٌ جميل؛ فالمحسن لا يؤذي أحدًا، وإن آذاه أحد عفا وصبر وصفح وغفر، وإذا عامل الناس عاملهم بالفضل والإحسان، فيعطيهم وإن منعوه، ويَصِلهم وإن قطعوه، ويمنّ عليهم وإن حرَموه، وإنما كان كذلك؛ لأنه كان بالله غنياً، وبه راضياً، ومنه قريباً، ولديه حبيبًا.
فمَن أحسن مع الله أحسن مع الناس، ووجد في قلبه سهولة الإحسان إليهم، كما قال -تعالى-: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: 34-35)، ومن أهم أنواع الإحسان التي يجب على الشباب التخلق بها، الإحسان في العبادة، ومعناها أن يأتي بها على الوجه المشروع دون زيادة ولا نقصان، فيتقن صلاته وزكاته وحجه وصيامه، وأن يحسن في كل قول أو عمل يتقرب به إلى ربه -سبحانه-.كتب الله الإحسان على كل شيء
لقد كتب الله الإحسان على كل شيء، فما من قول أو عمل يقوم به المسلم إلا ويجب عليه أن يحسنه ويتقنه، سواء كان ذلك في العبادات والطاعات، أم في أمور الحياة؛ لقوله النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، فالإحسان واجب في كل شيء، في الأقوال والأفعال والأخلاق والمعاملات، والفساد منهي عنه في كل شيء، قال -سبحانه-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90).حقيقة الإحسان
الإحسان هو إتقان العمل، وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، ويعد الإحسان مرتبة عالية من مراتب الدين الثلاثة، بعد الإسلام والإيمان، فقد ورد في السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعريف الإحسان-: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، وقال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} (سورة النحل٩٠).ما لا يسع الشباب جهله في العقيدة
من أمور العقيدة التي يجب على الشباب تعلمها توحيد الله -عز وجل-، ومعرفة أصول التوحيد وأقسامه، ومن أنواع التوحيد التي يجب على الشباب فهمها والعمل بمقتضاها: توحيد الألوهية، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «أما توحيد الألوهية: فهو توحيد الله بأفعالك أنت، تخصه بالعبادة دون كل ما سواه، من صلاة، وصوم، ودعاء، ونذر، وزكاة، وحج، وغير ذلك، وهو معنى لا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله، وهو أن تخص ربك بأفعالك، بعباداتك، بقرباتك، لا تدعو مع الله إلهًا آخر، لا تعبد معه سواه من شجر، أو حجر، أو صنم، أو نبي، أو ولي، فلا تدعُ غير الله».من الواجبات العظيمة للشباب
تجنب أذى المسلمين
الإحسان إلى الخلق
من أنواع الإحسان: الإحسان إلى العباد: بحسن الخُلُق، وصدق التعامل، وبذل النصيحة، وتفريج الكربة، وإعانة الضعيف، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، والتصدق على المحتاج، وإرشاد التائه، وتعليم الجاهل، والتيسير على المعسر، والإصلاح بين الناس، إلى غير ذلك من أخلاق الإسلام الرفيعة، وآدابه العظيمة؛ فإنّ مِن أجلّ نعم الله -تعالى- على العبد: أن يوَفقَ مع القيام بحق الله -تعالى- إلى القيام بحقوق عباد الله، من الإحسان إليهم، والسعي في مصالحهم، وبذل المعروف لهم، ومن أقرب الناس الواجب الإحسان إليهم والداك، وذلك: ببرهما وطاعتهما في المعروف، بإيصال الخير إليهما، وكف الأذى عنهما، بالدعاء والاستغفار لهما في حياتهما وبعد موتهما، أحسن إليهما في نظرة العين، ونبرة الصوت وابتسامة الوجه، واحفَظ فيهما وصية ربك -سبحانه-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (العنكبوت: 8).المعين على التخلق بخلق الإحسان
من أهم الأمور التي تعين الشباب على التخلق بالإحسان استشعار العبد لمراقبة الله -عزوجل-، وأن يعلموا أن الله -عزوجل- معهم، رقيب عليهم، مطلع عليهم في كل زمان وفي كل مكان، قال -تعالى-: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}. فمَن علم علمَ يقين أنّ الله -عزّوجلّ- ناظر إليه مطّلع على عمله، هل يجدر به بعد ذلك أن يضيع عمله، وأن يفرط فيما يجب عليه؟ أم هو في حاجة إلى من يراقبه من البشر؟ {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.أمور تخالف العقيدة
من المخالفات التي يقع فيها بعض الشباب، أن يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه إلا الخالق، سواء أكان هذا المخلوق حيا أم ميتًا، كأن يطلب شفاء مريض، أو كشف كربة، أو أن يغيثه، أو أن يعيذه، وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا كله شرك أكبر، مخرج من الملة بإجماع المسلمين؛ لأنه دعا غير الله، واستغاث به، واستعاذ به، وهذا كله عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله بإجماع المسلمين، وصرفها لغيره شرك، ولأنه اعتقد في هذا المخلوق مالا يقدر عليه إلا الله -سبحانه وتعالى-.
لاتوجد تعليقات