رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. خالد سلطان السلطان 10 فبراير، 2025 0 تعليق

خواطر  الكلمة الطيبة – فضل المساجد

  • كلما غدوت أو رحت إلى المسجد أعد الله لك نزلاً في الجنة بعدد ذهابك إليه وإيابك ومعنى النزل هو ما أُعد للضيف من مكان وطعام ونحوه
  • عظَّم الله عزوجل شأن بيوته في الأرض وأمر برفعها وبنائها وعمارتها بذكره وجعلها خير بقاع الأرض
  • من تعلق قلبه بالمسجد جعله الله مع السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة وهذه منزلة عالية لا ينالها أي أحد
   

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني اللَّيلةَ ربِّي -تبارَكَ وتعالى- في أحسَنِ صورةٍ، قالَ أحسبُهُ قال في المَنامِ فقالَ: يا محمَّدُ هل تدري فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى؟ قالَ: قلتُ: لا، قالَ: فوَضعَ يدَهُ بينَ كتفيَّ حتَّى وجَدتُ بَردَها بينَ ثدييَّ أو قالَ: في نحري، فعَلِمْتُ ما في السَّماواتِ وما في الأرضِ، قالَ: يا مُحمَّدُ، هل تدري فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى؟ قلتُ: نعَم، في الكفَّاراتِ، والكفَّاراتُ المُكْثُ في المسجدِ بعدَ الصَّلاةِ، والمَشيُ على الأقدامِ إلى الجماعاتِ، وإسباغُ الوضوءِ في المَكارِهِ، ومن فَعلَ ذلِكَ عاشَ بخيرٍ وماتَ بخيرٍ، وَكانَ مِن خطيئتِهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ، وقالَ: يا محمَّدُ، إذا صلَّيتَ فقل: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ فِعلَ الخيراتِ، وتركَ المنكراتِ، وحُبَّ المساكينِ، وإذا أردتَ بعبادِكَ فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مَفتونٍ».

فضل المساجد

        لقد عظَّم الله -عزوجل- شأن بيوته في الأرض، وأمر برفعها وبنائها وعمارتها بذكره، وجعلها خير بقاع الأرض، وإن حياة المسلم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسجد؛ لأنه يدخله في اليوم خمس مرات، فدعونا نأخذ جولة سريعة عن فضائل المساجد، وكيف رغَّب الله -عزوجل- عباده في الذهاب إلى المساجد؟ وما الأجور التي لا نجد ثوابها إلا في المسجد؟

تجلس في خير بقاع الأرض

من فضائل المساجد أنك تجلس في خير بقاع الأرض؛ فالمساجد أفضل البقاع التي يحبها الله -عز وجل-؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» (رواه مسلم).

تكفير السيئات ورفع الدرجات

        إنك لا تخطو خطوة إلى بيت الله -عزوجل- إلا جعل الله لك بكل خطوة تخطوها درجة وتمسح عنك سيئة، ويزداد ثواب هذه الخطوة إلى عشر حسنات إذا ذهبت إلى المسجد مبكرًا لانتظار صلاة، فقد قال: - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تطهَّر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشرا» (رواه ابن خزيمة)، ويزداد هذا الأجر لو مشيت إلى صلاة الجمعة فيكتب الله لك بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها؛ حيث روى أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع، ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها» (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه).

سبع وعشرون درجة

        إنك إذا صليت الفريضة في جماعة في أيّ مكان كتب لك ثواب سبع وعشرين درجة، أما إذا صليتها جماعة في المسجد، فإنك ستكسب ثوابًا إضافيًّا يعدل ثواب حجة كاملة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم» (أبو داود).

صلاة الضحى في المسجد

         إنك لو صليت ركعتي الضحى في أيّ مكان فلك ثواب من تصدق بعدد سلامى جسمه والبالغ عددها ثلاثمائة وستين سُلامى، أما لو صليت الضحى في المسجد، فسيرتفع ثوابها إلى ثواب أداء عمرة، وهذه سُنة يغفل عنها كثير من الناس، وقد قال: - صلى الله عليه وسلم -: «من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر» (رواه أبو داود).

يكتب لك أجر الصلاة

         إنه يكتب لك أجر الصلاة وأنك من المصلين منذ خروجك من بيتك إلى المسجد حتى رجوعك إليه؛ حيث روى عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «... والقاعد يرعى الصلاة كالقانت، ويُكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه» (رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم).

الملائكة تستغفر لك

         إنك إذا جلست في المسجد تنتظر الصلاة وكَّل الله لك ملائكة تستغفر لك ما دمت تنتظر الصلاة؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث» (رواه مسلم).

يجعل الله لك نزلا في الجنة

        إنك كلما غدوت أو رحت إلى المسجد أعد الله لك نزلاً في الجنة بعدد ذهابك إليه وإيابك، ومعنى النزل هو ما أعد للضيف من مكان وطعام ونحوه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح» متفق عليه.

يشهد الله لك بالإيمان

إن مَن عَمَرَ المسجد بذكر الله -عزوجل-، شهد الله له بالإيمان، قال -تعالى-: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة: 18).

يجعلك الله مع السبعة الذين يظلهم في ظله

         إن من تعلق قلبه بالمسجد، جعله الله مع السبعة الذين يظلهم الله -عز وجل- في ظل عرشه يوم القيامة، وهذه منزلة عالية الكل يرجوها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، -وذكر منهم-: ورجل قلبه معلق في المسجد» (رواه البخاري ومسلم).

يكتب لك ثواب الجماعة

         فقد بلغ من كرم الله -عز وجل- وترغيبه لبيوت الله، أن من قصد المسجد يريد صلاة الجماعة، كتب الله له ثواب الجماعة، ولو رأى الناس قد صلوا عنه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم راح فوجد الناس قد صلوا، أعطاه الله مثل أجر من صلاها وحضرها، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا» (رواه أبو داود والنسائي والحاكم)؛ فلذلك إذا فاتتك الصلاة فلا تكسل وتصلي في بيتك، وإنما اقصد بيت الله لتنال كل الأجور سابقة الذكر.

ثواب حجة وعمرة

        إن من جلس في المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، كتب الله له ثواب حجة وعمرة، وهذا لا يحصل إلا في المسجد، روى أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة « (رواه الترمذي).

يبني الله لك بيتًا في الجنة

        إن من بنى مسجدًا أو ساهم في بنائه ولو كان صغيرًا، بنى الله له بيتًا في الجنة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتًا في الجنة» (رواه الإمام أحمد)، ولنعلم أن قصور الجنة تتفاضل، وأن من أفضل هذه القصور وأشرفها ما بُني ثوابا لمن بنى مسجدا، كما قال النووي -رحمه الله تعالى- استنادًا لما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله»، أي مثله في الشرف، فكما أن المساجد أشرف البيوت في الأرض، فكذلك فإن أشرف القصور في الجنة تلك التي بنيت ثوابًا لمن بنى مسجدًا، ولا غرابة في ذلك، فكل الأجور التي سيحصل عليها المصلون إذا ذهبوا للمسجد ستكون في صحيفة من بنى المسجد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك