رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 7 سبتمبر، 2023 0 تعليق

جـارنـا جـائـع

 

  • يُعد مؤشر الجوع العالمي (Global Hunger Index (GHI أداة إحصائية تُستخدم لوصفِ حالة الجوع في بلدان العالم؛ حَيث يقيس التَقدم والفشل في الكفاحِ العَالمي ضِد الجوع.
  • السؤال الآن.. أين تقع الدول المسلمة من هذا المؤشر؟ وهل توجد دول مسلمة تعاني من الجوع؟ أو هي على حافة الجوع؟ هل هناك تحرك إسلامي لمكافحة الجوع في دول العالم الإسلامي؟
  • مع الآسف أقول: إن كثيرا من الدول الإسلامية في نطاق التعرض للجوع، وتحتل المرتبة الأدنى في مؤشر الجوع العالمي، وتوصف حالة المجاعة فيها بأنها خطيرة جدا، ويبلغ عدد المسلمين عند هذه الحالة أكثر من 100 مليون مسلم، في حين يعيش أكثر من نصف مليار مسلم في 30 دولة في أفريقيا وآسيا في وضع قريب جدا من الجوع.
  • الآن على الدول المسلمة (الغنية بالموارد الطبيعية) الاهتمام بقضية الأمن الغذائي الإسلامي، وأن تساهم في معالجة أخطر الملفات في العالم الإسلامي، ألا وهو الجوع؛ فالأرقام التي كشفتها التقارير الدولية بشأن انتشار الجوع في الدول الإسلامية، تهدد بالزج بملايين المسلمين على قوائم الموت جوعًا إن لم يتم تدارك الأمر في أسرع وقت.
  • وقد ارتفعت معدلات الجوع في العالم بطريقة مخيفة خلال السنوات الأخيرة؛ حيث يعاني 800 مليون إنسان من العوز الغذائي في عام 2022، وأشارت التقارير إلى أن نصف جائعي العالم من المسلمين، فنجد أن 50% من الدول التي بحاجة إلى المساعدات الغذائية، وتعاني المجاعة ونقص التغذية، هي دول إسلامية.
  • كما أن للأطفال نصيبا كبيرا في هذه الأزمة؛ حيث يعاني 45 مليون طفل دون الخامسة من العمر من أمراض الجوع كالهزال، وأكثر من 150 مليون طفل من توقف النمو؛ بسبب النقص الشديد في المغذيات بالأنماط الغذائية.
  • وهناك سببان رئيسيان أديا إلى حدوث المجاعات وسوء التغذية في الدول الإسلامية، الأول: الاضطرابات السياسية التي أفرغت الدول من مواردها، وحولتها إلى ساحات كبيرة للجوع، والثاني: التغيرات المناخية العالمية كانتشار موجات الجفاف الكارثية التي أطاحت بالمحاصيل والأراضي الزراعية ولا سيما في إفريقيا وآسيا، كما أن مؤشر توافر الغذاء في المنطقة العربية والإسلامية يقل عن المتوسط العالمي بشكل كبير.
  • والتقارير تشير إلى نتائج تشاؤمية إلى حد ما بشأن مستقبل الجوعى والأمن الغذائي في العالم، فنحو 670 مليون شخص (8% من سكان العالم) سيعانون من الجوع عام 2030 مهما كانت معدلات النمو والانتعاش الاقتصادي العالمي، وهو ما يعني ضرورة بذل المزيد من الجهود المضاعفة لتقليل حجم الكارثة.
  • الآن على الدول العربية والمسلمة الغنية التنادي لبذل جهود إضافية لدعم برامج الغذاء العالمي على المدى القصير، وتبني استراتيجيات وإجراءات تضمن عدم حدوث مجاعات في نطاق الدول الإسلامية. يقول النبي -  صلى الله عليه وسلم - : «ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ»؛ لذا لا ينبغي ترك أكثر من نصف مليار مسلم على حافة العوز والجوع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك