رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. خالد سلطان السلطان 4 يونيو، 2025 0 تعليق

الهدية من مختصر الشمائل المحمدية

  • تميز كتاب الهديّة من مختصر الشمائل المحمديّة بلغة سهلة ومختصرة مناسبة للقراء من مختلف الأعمار
  •  يعدّ هذا الكتاب خيارًا ممتازًا لمن يرغب في التعرف على شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم - بأسلوب مختصر وواضح

بين أيدينا كتاب مهم من المكتبة الإسلامية المهتمة بدراسة الهدي النبوي والسيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وهو كتاب: (الهدية من مختصر الشمائل المحمدية) للإمام أبي عيسى الترمذي من إعداد د.خالد سلطان السلطان، وهو من المؤلفات المعاصرة التي جمعت بين سهولة العرض، وجمال الأسلوب، ويعد هذا المصنف مدخلاً ميسّراً إلى معرفة شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يستهدف الكتاب تقريب سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - وصفاته الخُلُقية والخَلْقية بأسلوب مبسط وميسر، مع تبويب واضح وتلخيص بديع يناسب القارئ المعاصر، ولا سيما الشباب والمهتمون بالسيرة النبوية، وتأتي أهمية هذا الإصدار كونه مستمدا من كتاب (الشمائل المحمدية) للإمام الترمذي، الذي قام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- باختصاره.

       صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 1444هـ/2023م عن مكتبة الإمام الذهبي في الكويت، ويقع في 114 صفحة، وقد اعتنى بالإصدار فضيلة الشيخ المحدّث بدر عبدالله البدر، وأ.د. محمد عبدالرحمن الخميس، وأ.محمد خالد السلطان.

مقدمة المؤلف

       بين المؤلف د. خالد سلطان السلطان، مدى حبه وتعلقه بكتاب مختصر الشمائل المحمدية، وقد بين أن سبب هذا الحب والتعلق مرجعه لموضوع الكتاب؛ لأنه يهتم بشمائل أغلى البشر وسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -، الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ودعانا إلى الصراط المستقيم، ثم بين المؤلف كيف أنه قرأ هذا الكتاب الماتع مرارا وتكرارا، من خلال دورات أو دروس قد ألقاها في المساجد أو اللقاءات، وكانت بداية الكتابة في هذا الإصدار في جمهورية البوسنة والهرسك.

عمل المؤلف في البحث

أبان المؤلف طبيعة عمله ومنهجه المتبع في هذا الإصدار؛ حيث اشتمل على:

- اعتماده على كتاب مختصر الشمائل المحمدية للإمام الترمذي والمختصر من تأليف العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، واستبعاده كل حديث ضعيف حكم عليه العلامة الألباني.

- تسميته للباب المراد التحدث عنه بـ(هدية) مع ذكره للخصلة النبوية الشريفة المقصودة في هذه الهدية وهذا الباب.

- تنويعه في ذكر أسماء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل هديّة وباب؛ بهدف تعويد الناس على ذكر أسمائه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

- ذكر الصحابة الذين رووا شميلته -صلى الله عليه وسلم - في بداية كل هدية، وصاغ الأحاديث بعد جمعها من الباب أو الأبواب التي لها علاقة بالهدية على شكل فقرة، مع الاحتفاظ بذكر بعض العبارات النبوية والألفاظ الحديثية، مع الإشارة لرقم الحديث في كتاب مختصر الشمائل.

- وضع عناوين جانبية في بعض الأبواب، وفي نهاية كل هدية ذكر الأبواب بأرقامها التي جمع منها تلك المعلومات المذكورة من كتاب المختصر.

- كما وضح السلطان بعض المعاني وأنزلها منزل الواقع، ووضع صورًا توضيحية في بعض الهدايا لبيان معنى الشميلة وتقريبها لأهل هذا العصر.

هيكل الكتاب وأقسامه

يتناول الكتاب أمورا رئيسية، تشتمل على أبرز الجوانب في شخصية النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -، بدأ المؤلف بـــ (هدية) في ذكر نسب رسول الله -[-، ثم (هدية) في ذكر أسماء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - التي كان من أبرزها (محمد، وأحمد، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والمقفي، والحاشر، ونبي الملاحم) مع ذكر معاني كل اسم منها، ثم تعرض المؤلف في بحثه لصفات النبي -صلى الله عليه وسلم - الخَلقية، وتناول هذا الجزء من البحث ملامح النبي -صلى الله عليه وسلم - الشكلية والجسدية كما وردت في الأحاديث النبوية، مثل: لون بشرته، وطول قامته، وصفة رأسه -صلى الله عليه وسلم -، وصفة شعره ولحيته ووجهه وصفة فمه الشريف -صلى الله عليه وسلم -، وصفة عينيه وكفيه ويديه، وصفة عظامه -صلى الله عليه وسلم -، وصفة عقب قدميه وصفة شعر صدره -صلى الله عليه وسلم -، وصفة مشيه وجلسته، ومن ضمن هدايا هذا الجزء أيضا صفة خاتم النبوة مكانه وحجمه ولونه.

هدية: في لباس سيد البشرية -صلى الله عليه وسلم -

       في هذا الجزء من البحث شرع المؤلف في تناول لباسه -صلى الله عليه وسلم - وبعض الأمور التي كان يستخدمها -صلى الله عليه وسلم - فكانت (هدية) في خضاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - وكحله، ثم (هدية) في لباس سيد البشرية أحمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان عبارة عن القميص، والبردة، والجبة، والحلّة والمرط، والعمامة، ولباس البياض، والخف والنعلين، ثم الثياب التي مات فيها سيد البشرية أحمد -صلى الله عليه وسلم -. ثم تناول المؤلف خاتم النبي -صلى الله عليه وسلم - وكيف أن النبي -صلى الله عليه وسلم - كان يتزين بلبس الخاتم، وكيف أن خاتمه -صلى الله عليه وسلم - كان من ورق (أي من فضة)، وكان له فص حبشي الصنع خرز فيه بياض وسواد أو من عقيق، مع بيان أن الفصّ ما ينقش عليه الاسم، وأنه قد نقش على فصّ خاتمه -صلى الله عليه وسلم - ثلاث كلمات (محمد رسول الله) كل كلمة في سطر، وأن فص خاتمه - صلى الله عليه وسلم - جزء من الخاتم وليس بمنفصل عنه، أما عن سبب اتخاذه -صلى الله عليه وسلم - خاتما، أنه لما أراد أن يكاتب الملوك ويرسل لهم كتبا ليدعوهم إلى الله، قال له أصحابه -رضوان الله عنهم-: فلو اتخذت خاتما فإن الملوك لا يقبلون كتابا إلا ما كان مختوما، فكان الخاتم في يده - صلى الله عليه وسلم -، ثم كان في يد الخليفة الأول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، ثم كان في يد الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ثم كان في يد الخليفة الثالث ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، ثم سلمه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - لمسؤول بيت مال المسلمين وهو معيقيب -صلى الله عليه وسلم -، فوقع من معيقيب في (بئر أريس) وهو قريب من مسجد قباء.

هدية: في وصف عيش النبي - صلى الله عليه وسلم -

       تناول المؤلف في هذا الجزء من البحث شيئا من حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - اليومية وعيشته، فكان مما ذكره المؤلف أن النبي -صلى الله عليه وسلم - كان في ضيق من العيش، وكان لا يجد ما يكفيه وأهل بيته والفقراء من أصحابه، وأنه لم يجتمع عنده -صلى الله عليه وسلم - غداء ولا عشاء في يوم من خبز ولحم، وما شبع -صلى الله عليه وسلم - من خبز قط ولا لحم إلا على ضفف (أي إذا نزل عليه ضيوف، أو إذا اجتمع مع الناس)، وكان آل النبي -صلى الله عليه وسلم - يمكثون الشهر والشهرين والثلاثة ولا يوقد في بيوتهم نار لطبخ الطعام، وأن طعامهم كان الأسودين (الماء والتمر)، وأنه ما شبع آل محمد -صلى الله عليه وسلم - من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبُض -صلى الله عليه وسلم -، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم - ما أكل النقي من الدقيق ولا المنخول الصافي من الشوائب قطّ حتى قبض.

هدية: في وصف عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم -

       بدأ السلطان هذا المبحث من الكتاب بوصف عبادته -صلى الله عليه وسلم -، وأنها مع خفتها لا يطيقها أحد على وجه الاستمرار والديمومة، وأنه - صلى الله عليه وسلم - في قيامه الليل كان يقوم كل ليلة، وأنه كان -صلى الله عليه وسلم - ينام أول الليل إلى منتصف الليل أو قبيله، فإذا استيقظ مسح النوم عن وجهه، وقرأ العشر آيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يقوم مصليا، فإذا كان من السحر أوتر، ثم يأتي فراشه، فإذا سمع النبي -صلى الله عليه وسلم - الأذان وثب، وكان يأتيه بلال ليؤذنه بالصلاة، وأن صلاته بالليل كانت إحدى عشرة ركعة، في رمضان وفي غير رمضان، ولكنه كان أحيانا يزيد عليها، وكانت صلاة الليل التي يصليها -صلى الله عليه وسلم - طويلة مع الحسن، ومن عبادته -صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصوم التطوع حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وما استكمل شهرا في الصيام إلا رمضان، ولا صام أكثر شهر إلا شعبان، وكان يصوم غرة كل شهر ثلاثة أيام، وأحيانا كان يصوم أي ثلاثة أيام ولا يبالي، وكان يتحرى صيام الاثنين والخميس.

دعوة صادقة إلى محبة النبي -صلى الله عليه وسلم -

       تميز كتاب الهدية من مختصر الشمائل المحمدية بلغة سهلة ومختصرة، مناسبة للقراء من مختلف الأعمار، وتنظيم واضح للموضوعات وفق أبواب وفصول يسهل الرجوع إليها، واقتباس مباشر من السنة النبوية مع تعليقات مختصرة توضح المعنى، مع مراعاة الجانب التربوي والتطبيقي في عرض الشمائل، فكتاب (الهدية من مختصر الشمائل المحمدية) ليس مجرد كتاب معلومات؛ بل هو دعوة صادقة إلى محبة النبي -صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به في كل تفاصيل الحياة، وقد سعى المؤلف في كتابه إلى تقريب هذا التراث النبوي العظيم للناس بلغة يسيرة، ومنهج واضح، يجمع بين التحقيق العلمي والأسلوب التربوي، ليكون هديةً يهتدي بها القارئ إلى محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به، مما يجعل هذا الكتاب خيارًا ممتازًا لمن يرغب في التعرف على شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم - بأسلوب مختصر وواضح.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك