رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 4 نوفمبر، 2019 0 تعليق

المربي الفاضل غازي فهد سيف ابن هبلة الغانم في ذمة الله

 

ودعت الكويت الأسبوع الماضي أحد رجالاتها الفضلاء، وهو المربي غازي فهد سيف بن هبلة الغانم؛ حيث انتقل إلى -رحمة الله- يوم الجمعة الموافق 25 أكتوبر، وابن هبلة -رحمه الله- من أسرة كويتية عريقة، وقد استشهد جده في معركة الصريف عام  1901.

     تخرج الشيخ غازي في كلية التربية الأساسية التابعة للتعليم التطبيقي، ثم التحق بجامعة الكويت بعد افتتاحها، ودرس فيها لمدة أربع سنوات، ثم تخرج وعمل بتدريس مادة التربية الإسلامية واللغة العربية لمدة ست وعشرين سنة، ثم عمل موجهًا بوزارة التربية لمدة ست سنوات.

تولى الشيخ غازي رئاسة لجنة الدعوة والإرشاد التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي فترة من الزمن، وكان معروفًا بنشاطه الدعوي، وهمته العالية في طلب العلم، وإلقائه للدروس العلمية ودلالة الناس على الخير والبر.

 

رجل يحمل هم الدعوة

     قال عنه د. خالد السلطان -مدير إدارة الكلمة الطيبة بجمعية إحياء التراث الإسلامي-:  كنت أراه من بعيد ولا أعرفه لصغر سني؛ فلما شرعت بإلقاء الدروس في مناطق الكويت، اقتربت منه أكثر؛ فعرفت أنني أمام رجل يحمل هم دعوة مباركة على منهاج السلف الصالح؛ فكان يربي الشباب عليها، ويتكلم بها في كل مناسبة، ومن فضل الله عليه، أنه مرت عليه كثير من الفتن التي اقتحمت بيت الدعوة، ولكن في كل مرة أراه يقف بشموخ ووضوح. ملامح الحزن والدموع التي صاحبت الواقفين على قبره، عبرت بصدق للجموع، ماذا يعني غازي في قلوبهم؟! رحمك الله وأحسن الله عزاكم أسرة أبي فهد، وعظم الله أجركم إخواني في الدعوة السلفية.

كان نعم الأخ

     أما الشيخ محمد الكوس فقال عنه: أخي غازي أبو فهد -رحمة الله عليه- كان نعم الأخ، وقد عرفته منذ زمن بعيد؛ حيث زاملته في بعض المقررات عندما كنت طالبا بكلية الشريعة، ثم زاملته حين كان موجهًا، وكان له مواقف رائعة جدًا معي ومع غيري من الزملاء، وهي أكثر من أن تعد وتحصى، وهي دليل على طيب أخلاقه ودماثتها. 

رجل محب للعلم

أما د. محمد ضاوي العصيمي فقال عنه: لم تر عيني رجلاً محبا للعلم مع كبر سن مثله؛ فقد كان صاحب همة عالية في هذا الباب، -رحمك الله- أبا فهد، وجعل نزلك مع الأبرار.

نعم الرجل خلقا وأدبا

من ناحيته قال د. عادل المطيرات -أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة-: كان نعم الرجل خلقًا وأدبًا ودينًا.

رجل ذو خلق وعقيدة

أما الإعلامي يوسف عبد الرحمن فقال: كان رجلا ذا خلق وعقيدة، ولي معه ذكريات طيبة -رحمه الله-؛ فكان صاحب خلق عال، وشخصية مميزة، وعمل بالدعوة منذ زمن بعيد.

كان رجلًا صالحًا تقيًّا

أما صلاح المسباح فقال: العم أبو فهد غازي بن هبلة، كان رجلًا صالحًا، تقيًّا، دمث الخلق، لطيف المعشر، وضيء الوجه، صاحب سنة، محبًّا لأهل الاستقامة والدعوة، -رحم الله- العم أبا فهد، وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى.

 

علاقة مميزة

     من جهته قال ابنه عبدالله غازي فهد: الوالد كان بمثابة جد بين أبنائه وأحفاده، وكان له أسلوب مميز في التواصل مع الناس على اختلاف مشاربهم وأطيافهم كافة؛ فكان يمازح الناس ويلاطفهم على اختلاف أعمارهم وشرائحهم، كما أن علاقته بإخوته وأقاربه كانت علاقة مميزة. 

     ولذلك كانت علاقته قوية بأبناء المنطقة جميعهم، وقد رشح نفسه عضوا لمجلس إدارة جمعية الروضة التعاونية، وكان دائمًا يقول لأبنائه: أنتم إخواني وربعي، انصحوني إذا وقعت في خطأ، وكان كثير القرب منا، يشكو لنا همومه الخاصة، وفي رمضان كان يؤم الناس في صلاة التراويح في مسجد (ابن قيم الجوزية) في منطقة الروضة لمدة أربعين سنة تقريبًا، وكان يصلي بصوت جميل محبب إلى النفس.

كان من مؤسسي الدعوة

     أما د. وليد البذال فقال: خالي -رحمة الله عليه- علاقتي به تمتد إلى خمسين عامًا، وأنا طفل صغير، وكان كلما كبر سني، زاد تعلقي به، ووجدته برغم مرور الأيام وتغيرها لم يتغير، ولم يتأثر، بل كان في ازدياد وثبات على ما كان عليه، وفعلا أتعب من بعده، وكان من مؤسسي الدعوة في منطقة الروضة، وكانت علاقته متميزة بالشيخ عبدالله السبت، وكان كثير الزيارة له في مكتبته، ولمشايخ الدعوة السلفية ومؤسسيها.

وكان جريئا جدًا في الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وكان لا يتحرج من إبداء النصح، وإنكار المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان يتخوف من الإفتاء، ولا يقدم عليه، وإذا كانت النصيحة تستلزم السر جعلها سرًّا، وإذا كانت تستلزم الجهر نصح جهرا.

وأخيرًا مما يخفف عن هذا المصاب، ونحن أهله وإخوانه، ما عرفناه أنه ذهب وهو على خير، الأمر الثاني إحساس أنه موجود، وكثير منا لم يستوعب هذه الصدمة للآن، إلا أنها أقدار الله -تعالى- لابد لنا أن نصبر عليها.

من جهته قال عبد الله الصلال عنه -رحمه الله-:  قال أبو العتاهية:

ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ           ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ

لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ        أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ

وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ            فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ

أبو فهد -رحمة الله عليه- كان خير أخ، وخير صديق، ناصحًا لمن يحيد عن الطريق، مشجعًا لمن يسير في الدعوة، معينًا له بعد الله -تعالى- لا يألو جهدًا في النصح، ومحاولة الإصلاح بين الخصوم ما وسعه ذلك.

لقد ترك أبو فهد فراغًا كبيرًا برحيله، وجرحًا غائرًا لا يندمل، لقد وسدناه التراب ونحن نقول: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا فهد لمحزونون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شخصية متدينة متواضعة

     من جهته قال مدير الإعلام والعلاقات العامة بجمعية إحياء التراث الإسلامي سالم الناشي: رحل الأخ الفاضل الشيخ غازي فهد سيف بن هبلة الغانم (1953-2019) عن أحبابه وأهله، رحل عن منطقة الروضة التي عرفت به زمنًا، وذلك يوم الجمعة 27 صفر 1441هـ الموافق 25 أكتوبر 2019.

عرف -رحمه الله- بشخصيته المتدينة المتواضعة والهادئة؛ حيث جمع بين حبه لعقيدة السلف الصالح، وطلب العلم، والقيام بالدعوة إلى الله، وحب الناس، كما أنه أكسب هذه الصفات لأبنائه فهد، ومحمد، ويوسف، وعبدالله.

     عمل أبو فهد -رحمه الله- مدرسًا وموجهًا لمادة التربية الإسلامية في مدارس الكويت إلى أن تقاعد. يقول عنه صديقه المقرب عبد المحسن العيسى: أُعِــــدُّ أبا فهد أخي الكبير منذ سكنت منطقة الروضة في بداية السبعينيات، وكنا ندعو إلى الله سويا في المساجد وبين الشباب، وكان منزله من أوائل بيوت الدعوة في منطقة الروضة، وكانت تقام الدروس في بيته، وعندما قرر هدم بيته، اخترنا مكانا آخر؛ فتأثر تأثرا شديدا لانقطاع الدروس عنه.

     وذكر الأخ سامي الدليجان عن الأخ غازي: أنه تعرف عليه في عام 1977، وكان كريما عف اللسان واليد، لا يشتكي أو يتأفف، بل دائم العمل والإنجاز والدعوة،  يعتني بشباب الدعوة ويذكرهم بصلاة الجماعة وصلاة الفجر، وعرف عنه أنه كان يقدر العلماء والمشايخ ويجلهم ويكرمهم، كما كان حريصا في دعوته على قضايا التوحيد، وكان زاهدا في الدنيا، حريصا على تجمع الشباب، وعدم تفرقهم، وكان يحذر من مخالفة الشرع، بل يلتزم الكتاب والسنة، ولاسيما في الفتن، وعند المظاهرات، ويرى أن الخروج على الحاكم فتنة عظيمة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك