رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 26 يناير، 2025 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1251

الإيجابية في حياة المرأة المسلمة

        إيجابية المرأة المسلمة تعني المسارعة في الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم - دون تلكؤٍ أو تأخير مهما خالف الأمر رغباتها وما اعتادت عليه، تروي لنا أمنا عائشة -رضي الله عنها- كيف استقبل نساء المهاجرين والأنصار أمر الله لهنَّ بالحجاب، الذي يتعلق بتغيير شيء مهم في حياة المرأة درجن عليه في الجاهلية وفي بداية الإسلام أيضًا.

- والمرأة الإيجابية تدرك أن العمل لهذا الدين مسؤولية الجميع ذكرهم وأنثاهم؛ {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} فلم يخص الحق -عزوجل- واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الرجال دون النساء، وهذا ما تدركه المرأة الإيجابية؛ ولذلك فهي تستشعر مسؤولياتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير، سواء في محيط بيتها أم خارجه.

- والمرأة الإيجابية طالبة للعلم حريصة عليه؛ ذلك لأنها تعلم أنه حياة القلوب، ورياض العقول، وهو الميزان الذي توزن به الأقوالُ والأعمالُ والأحوال، وهو الحاكم المفرّق بين الغيّ والرشاد، به يُعرف الله ويُعبد، وبه تعرف الشرائع والأحكام، ويتميز الحلال عن الحرام، فالمرأة الإيجابية حريصةٌ على طلب العلم مجاهدةٌ في الحصول عليه والزيادة منه، تدعو بما أمر الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114).

- خلاصة القول: إنَّ المرأة الإيجابية ملتزمة بشرع الله، فهو نهج حياتها، {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} (الأنعام: 162- 163).

الأسرة والخلافات الزوجية

        تعترض الأسرة بعض الخلافات والنزاعات الأسرية والمجتمعية، ويرجع ذلك لأسباب عدة، لكن أهم هذه الأسباب: ضعف الوازع الديني في نفوس أفراد الأسرة، ومتى ‌ضعف ‌الوازع ‌الديني، قل الخوف من الله -تعالى-؛ فيهمل الإنسان ما عليه من الحقوق والواجبات الأسرية والمجتمعية، فينتج عن ‌ذلك تفكك روابط ‌الأسرة الإسلامية، وفوضى في الحياة الزوجية، إلى درجة أصبحت تهدد المجتمع بالتمزق والانهيار.

 

المرأة والعزة بدين الإسلام

        من أهم المفاهيم التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترسخها في نفسها: مفهوم العزة بالإسلام، والعزة لهذا الدين؛ ولذلك فإن هذه العزة تصوغ من شخصية المرأة المسلمة شخصية تستطيع بها أن تكون قدوة، ومربية، وداعية، وصابرة، وصامدة أمام الفتن، فإذا ضعف إيمانها، ضعف معه عزتها، واستسلمت أمام مغريات الدنيا ومفاتنها،

 

عناية الأسرة بحسن تربية الأبناء

         الأسرة المسلمة تُعنى بحسن تربية الأولاد وتعليمهم وتأديبهم، امتثالاً لقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6)، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها»،   ولا شك أنَّ صلاح الوالدين صلاحٌ لذريتهما بالقدوة الحسنة، ومجانبة ما يسقط المروءة، أو يضر بالدين والعقل، فمعصية الله، وتضييع أمانة البنين والبنات، يفتُّ في بناء الأسرة المسلمة ويعرضها لرياح التفكك، وأعاصير الانفصام.

 

المرأة الإيجابية واستثمار الوقت

         المرأة المسلمة لها في كل وقت وظيفة، ومن كل خير سهمٌ وغنيمة، تعرف أهمية وقتها، وتدرك مسؤولياتها عن عمرها، وأنها محاسبة عن أيام حياتها «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ فقد خلق الله كل إنسان وعنده طاقة وموهبة، وأودعه من الملكات والمقدرات الشيء الكثير، لكن كثيرا من الناس يموت ولم يستغل جلّ هذه الطاقات والمواهب، أو استغلها في غير طاعة؛ ولذلك فالمرأة الإيجابية تستغل وقتها بما يقربها إلى خالقها، وتوظف طاقاتها في خدمة دينها ودعوتها، لا تسرف في إضاعة الوقت في فنون الرشاقة والماكياج، وتحذر من مزهقات الأوقات، ومضيعات الساعات.

 

المرأة المسلمة التي نريد

        المرأة المسلمة الصالحة، توحيدُ الخالق يسري في كيانها، فهي تؤمن بالله، وتتوكل عليه، وتثق به وتتجه إليه في سرائها وضرائها، إذا مسها خيرٌ شكرت ولربها حمدت، وإذا أصابتها ضراء صبرت وتقرّبت إلى خالقها وتذللت، وراجعت نفسها واستغفرت؛ لأنها تقرأ قوله -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، إنها امرأة مستسلمةٌ لله، طائعة له، راضية بشرعه، لا تبتغي غير الإسلام دينًا، ولا ترتضي بغيره منهجًا، فهي ملتزمة به، في: أعمالها وأقوالها، وهديها ولباسها، فليس بينها وبين ما تعتقده تناقض وانفصام، هي مسلمة في بيتها ودارها، مع زوجها وأبنائها، وفي جميع أحوالها ملتزمة بأوامر ربها مستسلمة لما قضاه محبةٌ لما ارتضاه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.

 

الصحابية أم الدرداء -رضي الله عنها-

         هي هجيمة بنت حيَي الأوصابية، زوجة أبي الدرداء الصحابي المعروف العالم الورع، نشأت على حب العلم، وواصلت المسير، حتى كانت فقيهة يأخذ عنها العلماء، عرضت القرآن مرات على أبي الدرداء، وأخذت عن الصحابة - رضوان الله عليهم -، وأخذ عنها كثيرون، كانت عابدة مهيبة، فإذا أتاها الناس ذكروا الله -تعالى-، وتتجمع النساء إليها يأخذن عنها، ويتعبدن معها، بعد وفاة زوجها - رضي الله عنه -، واستمرت تعلم وتقرئ وتربي النساء على العبادة، وليت نساء اليوم يقرأنَ سير هؤلاء الأعلام، ويقتدين بهن، بدل أن ينشغلن بوسائل التواصل، وينشغلن بالمظاهر والقشور، وما يبعدهن عن تاريخهن وعن جداتهن، ويجعلهن يعشن عيشة متذبذبة! لا هي إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

من المكتبة الإسلامية للنساء

        (أخبار النساء) لابن الجوزي هو أحد كتب التراث التي صُنّفت في القرن السادس الهجري، وهو كتاب شائق، وماتع، ومفيد في الوقت نفسه، فلا تجد القارئة في أثناء قراءته سأمًا ولا مللاً، وقد عني فيه مصنفه بأخبار النساء من مختلف الوجوه الحياتية الاجتماعية، ولأهمية هذا الكتاب الذي يعد مصدرًا لا يستغنى عنه لمن يدرس أوضاع المرأة في الجاهلية والإسلام، حُقق وجاء عمل المحقق موزعًا في ثلاثة أقسام هي: القسم الأول: قسم التمهيد، وقد تناول فيه المباحث التالية: ابن الجوزي، حياته وآثاره، كتاب أخبار النساء ومنهج ابن الجوزي فيه، عمل المحقق في هذا الكتاب، القسم الثاني: الكتاب محققاً مذيّلاً بالشروح والتخريجات، القسم الثالث: قسم المسارد الفنية؛ حيث صنف للكتاب خمسة مسارد، لتسهيل سبيل عودة القارئ إلى مبتغاه بيسر وسهولة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك