رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 15 أكتوبر، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1238

دور الأم في ربط أبنائها بالله -تعالى

ينبغي ربط قلب الولد بالله عزوجل لتكون غايته مرضاة الله والفوز بثوابه، {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} (الأنبياء:94)، وهذا الربط يمكن أن تبثه الأمهات بالقدوة الطيبة، والكلمة المسؤولة، والمتابعة الحكيمة، والتوجيه الحسن، وتهيئة البيئة المعينة لهم على الخير.

 

مسؤولية الأم في تربية أبنائها

       لابد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل في توجيههم كسلاً أو تسويفًا أو لا مبالاة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم:6) فلنجنب أنفسنا وأهلينا ما يستوجب النار، ودور المرأة ليس منحصرا في تربية ابنها على المأكل والمشرب والملبس؛ إذ لابد من إحسان التنشئة، ولابد من تربية أبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صافٍ وعبادة مستقيمة وأخلاق سوية وعلم نافع. ولتسأل الأم نفسها: كم من الوقت خصّصتْ لمتابعة أولادها؟ وكم حَبَتهم من جميل رعايتها، ورحابة صدرها، وحسن توجيهاتها؟! علمًا بأن النصائح لن تجدي إن لم تكن الأم قدوة حسنة! فيجب ألا يُدْعى الابن لمكرمة، والأم تعمل بخلافها، وإلا فكيف تطلب منه لسانًا عفيفًا وهو لا يسمع إلا الشتائم والكلمات النابية تنهال عليه؟! وكيف تطلب منه احترام الوقت، وهي تمضي معظم وقتها في ارتياد الأسواق والثرثرة في الهاتف أو خلال الزيارات؟! أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة ستُسألين عنها، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6). وفي كل تصرف من تصرفاتها وكل كلمة من كلماتها عليها أن تراقب ربها وتحاسب نفسها لئلا تفوتها الحكمة والموعظة الحسنة، وأن تراعي خصائص النمو في الفترة التي يمر فيها ابنها، فلا تعامله وهو شاب كما كان يعامل في الطفولة لئلا يتعرض للانحراف، وحتى لا تُوقِع أخطاءُ التربية أبناءنا في متاهات المبادئ في المستقبل يتخبطون بين اللهو والتفاهة، أو الشطط والغلو؛ وما ذاك إلا للبعد عن التربية الرشيدة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف؛ لذلك عليها تنمية مهاراتها التربوية لتتمكن من معرفة: لماذا توجه ابنها؟ ومتى توجهه؟ وما الطريقة المثلى لذلك؟  

أخطاء تقع فيها المرأة المسلمة

        من الأمور التي تقع فيها كثير من الفتيات، أنها ما إن تنتهي إحداهن من الدراسة النظامية حتى تهجر الكتب، بل والمطالعة عمومًا، وتصبح اهتماماتها المحدودة لا تتعدى لباسها وزينتها والتفنن في ألوان الطعام والشراب، وهي هموم دنيوية قريبة التناول، لا غير، فعليها أن تعلم أن المرأة المسلمة عضو فاعل في مجتمع الإسلام، فهي مؤثرة ومتأثرة به، وهي ليست هامشية فيه أو مهملة، ولا يصح بحال أن تكون سلبية أو اتكالية؛ فأمتنا الإسلاميَّة تنتظر من يعيد لها أمجادها من أبنائها البررة وبناتها الوفيات.  

من صفات المعلمة المسلمة

        من صفات المعلمة المسلمة التواضع؛ فذلك من خلق الإسلام وقد قال -تعالى- لنبيه الكريم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} (الشعراء:215)، فتبتعد عن المفاخرة والمباهاة، فالمعلمة التي تعامل طالباتها بصلف وكبرياء لن تجني غير كرههن لها، والمعلمة التي تسخر من طالباتها ولو بالهمز واللمز تترك جرحًا غائرًا في نفس أولئك الطالبات، فأين هي من أدب الإسلام الذي حذر من تلك المثالب بقوله -تعالى-: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} (الهمزة:1)، وأين القدوة الواجبة عليها والمنتظرة منها؟! ومن صفات المعلمة المسلمة أن تكون يقظة في رسالتها: فهي يقظة لجزئيات المنهج المدرسي لتستفيد منها كما يجب، وتوظفها لخدمة عقيدتها؛ فلا يُدرس العلم بمعزل عن العقيدة، وينبغي أن تكون المعلمة يقظة لما يتجدد من أحداث يومية: فلا تدعها تمر دون استفادة منها، بل بالطرْق والحديدُ ساخن كما يقال فتعلق على الحادثة التعليق المناسب في حينه،  وعليها أن تلاحظ تصرفات طالباتها، فتزجرهن عن سيّئ الأخلاق، وترغّبهن في حسنها بطريقة سليمة ولا تلجأ للتصريح إذا نفع التلميح.  

الاهتمام بتعليم البنات

        قيل: تعليم رجل واحد هو تعليم لشخص واحد، بينما تعليم امرأة واحدة يعني تعليم أسرة بكاملها، وبتعليم بناتنا وتنشئتهن النشأة الصالحة نردم الهوة الكبيرة التي تفصل أمتنا عن التقدم في كثير من ديار المسلمين، بل إن ديننا الإسلامي بلغ فيه حب العلم والترغيب في طلبه أن دعا إلى تعليم الإماء من نساء الأمة؛ كي تزول غشاوة الجهل، وتسود المعرفة الواعية، وقبل ذلك ليُعبد الله على بصيرة، وتستقيم الأجيال على أمر الله، وفيما رواه الإمام البخاري -رحمه الله- قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران».  

المرأة المسلمة والحرص على طلب العلم

        جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بحَديثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِن نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا ممَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، قالَ: اجْتَمِعْنَ يَومَ كَذَا وَكَذَا فَاجْتَمَعْنَ، فأتَاهُنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَّمَهُنَّ ممَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: ما مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ بيْنَ يَدَيْهَا، مِن وَلَدِهَا ثَلَاثَةً، إلَّا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ. وفي روايةٍ : ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ.  

من وصايا  النبي - صلى الله عليه وسلم -للنساء

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا نساء المسلمات، لا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها، ولو فِرْسِنَ شاةٍ». قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تحقرن جارةٌ جارتها، أي: لا تستقلل جارةٌ هديةً مُهداة لجارتها، والجارة يقصد به المجاورة للمنزل، كما يقصد بها الضَّرَّة، ولو فِرْسِن شاة: الفِرْسِن، وهو عُظَيمٌ قليلُ اللحم، وهو للبعير موضعُ الحافر للفرس، ويتوسَّع فيه فيطلق على ظِلْف الشاة أيضًا، وليس المراد حقيقة الفِرْسِن؛ فإنه لم تجرِ العادة بإهدائه، ولكن المراد من ذلك المبالغة في إهداء الشيء اليسير، وقَبوله، أي: لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها بسبب قلَّة ما تُهديه، ولا تمتنع الجارة من قَبول هدية جارتها مهما كان المُهدَى حقيرًا تافهًا.  

ما يفيده الحديث

  • لا ينبغي للمسلمة أن تمتنع عن الإهداء بسبب استصغار ما في يدها.
  • لا ينبغي للمسلمة أن تمتنع عن قَبول الهدية مهما صغرت.
  • ينبغي للمسلمين والمسلمات أن يتهادوا فيما بينهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك