
المخالفات الشرعية في الا عتداء على الكويت عام 1990
لا نقصد التشفي من بيان بعض المخالفات الشرعية، التي حصلت أيام الاعتداء على الكويت عام 1990، أو اجترار الماضي، وجلد الذات، بل القصد من هذا كله أخذ العبرة والعظة، وعدم تكرار مثل هذه المخالفات في تعامل الدول والأفراد فيما بينهم. 1- تبييت النية للاعتداء ظلمًا وعدوانا، فقد شرع الإسلام أن تحل الخلافات بالوسائل الشرعية وبالصلح والمفاوضات، لا بالقوة والعدوان والظلم، قال - تعالى -: {فإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء:59). 2- الافتراء والكذب لتسويغ الظلم والعدوان، قال الله -تعالى-: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} (الشعراء:222). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإيّاكم والكذِبَ! فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ..». وهو من خصال المنافقين، قال - صلى الله عليه وسلم -: «آية المنافق ثلاث، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». 3- الظلم والبغي بغـير حق ولا سيما في حــق المسلمين، قال - تعالى -: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الأعراف: 33). وأمر الله بقتال الطائفة التي تبغي؛ فقال - تعالى -: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. 4- الاعتداء والقتل بغير حق، من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله -عز وجل-: قتل مسلم بغير حق، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} (الفرقان:68-69)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»، كما حرم الإسلام ترويع المسلم؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»، والأدلة كثيرة، وتأمل عقوبة من يشير للمسلم بحديدة فقط؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ». 5- تعذيب الإنسان، كرم الله الإنسان، وحرم الاعتداء عليه بأي نوع من الأنواع، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا». وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، بل نهى الإسلام عن حرق الحيوانات بالنار، قال - صلى الله عليه وسلم -: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ، حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا؛ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ». 6- غصب حقوق الآخرين قهرًا بغير حق والاستيلاء عليها، الغصب هو الاستيلاء على حق الآخر قهرًا بغير حق، وأجمع المسلمون على تحريم الغصب، وهو معصية وكبيرة من الكبائر؛ لقوله - تعالى -: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ} (البقرة:188), ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام»، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه»، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوقه من سبع أرضين»، ويلزم الغاصب التوبة، ورد المغصوب إلى أهله، وطلب العفو منه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت عنده لأخيه مظلمة، فليتحلل منه اليوم، قبل ألا يكون دينار ولا درهم». 7- تحريم السرقة وأخذ أموال الناس بالباطل، فكيف بالمسلمين؟! جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمال المسلم حُرمة؛ فلا يجوز أبدا الاعتداء عليه بالإتلاف أو السلب والنهب، والأصل في تحريم السرقة قوله -تعالى-: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم} (المائدة:38)، وكان - صلى الله عليه وسلم - يبايع على عدم السرقة؛ فيقول: «بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا...»، وقال - صلى الله عليه وسلم نافيا الإيمان عن السارق وقت فعله السرقة-: «.. ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن...»، وهو مطرود من رحمة الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله السارق؛ يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده «، واللعن: أي الطرد والإبعاد عن رحمة الله. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ، فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ». أسأل الله أن يحفظ بلدنا وبلاد المسلمين من كل سوء، وأن ينعم علينا بالأمن والأمان والسلم والسلام.
29/07/2024م
لاتوجد تعليقات