رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 22 يناير، 2025 0 تعليق

الكوارث منطلقات شرعية لفهم الحوادث الكونية

  •  الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله: هذه الحرائق والرياح هي بأمر الله عزوجل وقدرته وليست ظواهر طبيعية كما يقول الجهال
  •   من المنطلقات المهمة لفهم سنن الله في الكون أنها تذكير بقدرة الله تعالى القاهرة لعباده ولا سيما إذا كثرت الكبائر والجرائم حتى يتوبوا إليه
  •  العلامة ابن عثيمين: إرسالِ هذه العقوبات مِن تمام قدرةِ الله وإبطَال لقول هؤلاء الملحـدين حينما تأتي مثل هذه الآيات في الوقت الحاضر فيقولون: هذه مِن الكوارث الطبيعية
  • ينقسم النّاس إلى فريقين مُتناقضين أمام أيّ حدث كَوني فريق ينفي قدرة الله تعالى في الوجود وأحداثه ويُنكِر أنّ للحدث أبعادًا خلف الحدث وفريق يُفرِط في الحَدَث إلى الحدّ الذي يدفعه إلى التألّي على الله
  •   لابد أن يعتقد المسلم أن أفعال الله سبحانه وتعالى كلها خير فالشر لا يُنسب إليه سبحانه وما قد يراه الإنسان شرّا قد يكون هو عين الخير في قدر الله
  •  الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: الله سبحانه يبتلي عباده بالخير والشر لتتبين مواقفهم فمنهم من يتوب إلى ربه ويعد هذه الآيات منبهات وموقظات له من الغفلة ومن الناس من لا يتعظ بما يجري ويعده أمرًا طبيعيا
  •  لابد من الاعتقاد بأنه لا شيء يحدث في هذا الكون الواسع صغيرا كان أم كبيرا جليلا أم حقيرا من الذرة إلى المجرة إلا والعليم سبحانه عالم به علما شاملا كاملا دقيقا مفصلا مستوعبا محيطا

بين الحين والآخر نرى ونسمع عن كارثة من الكوارث تضرب بلدًا من البلدان، أو منطقة من الأرض، فيحدث فيها من الهدم والدمار والموت والتشريد الشيء الكثير، كل ذلك يحدث في لحظات وساعات معدودة، فبعد أن كان الناس آمنين مطمئنين سالمين، بين غمضة عين وانتباهتها تحوَّل هذا الأمن إلى خوف وفزع ورعب، مثل هذه الكوارث والحوادث تحدث للمؤمن الطائع التقي المهتدي وتحدث لغيره أيضا، غير أن العاقل لا ينبغي أن تمر عليه هذه الأمور كما تمر على غيره من غير أن يأخذ منها العبر والعظات. إن وقوع مثل هذه الكوارث لابد أن يتوقف الإنسان أمامها ليراجع تصوراته عن الكون، فيتأكدَ من صحة موقفه، ومن جملة ما يلفت النظر في مثل هذه الأوقات السؤال عن الحكمة من هذه الكوارث، وهل حُكْم المسلمين وغيرهم فيها سواء؟

موقف المؤمن من الأحداث الكونية

        غالبا ما ينقسم النّاس إلى فريقين مُتناقضين أمام أيّ حدث كَوني، فريق ينفي قدرة الله -تعالى- في الوجود وأحداثه، ويُنكِر أنّ للحدث أبعادًا خلف الحدث، وفريق يُفرِط في الحَدَث إلى الحدّ الذي يدفعه إلى التألّي على الله وتحديد مقاصده الحتمية من الحدث وتوزيع العقاب والثواب.

        أمّا المُؤمن فحاله وسط بين هذين الطرفين، فلا ينفي قدرة الله -تعالى- ولا يُغيّب هذه الأحداث عن آثار الله وقدرته وتدبيره، ولكنّه مع هذا يتواضع أمام قصوره المعرفي وجهله، وينشغل بما هو مسؤول عنه، وعما يجب عليه فعله أمام الظرف الراهن.

منطلقات لفهم سنن الله الكونية

المؤمن في تفسيره لهذه الأحداث والكوارث، ينطلق من منطلقات إيمانية عدة، تحدد له وجهته في تناول هذه الأحداث، وهي النحو الآتي:

لا يقع في الوجود شيء إلا بأمر الله

      من صفات ربوبية الله -سبحانه-، صفة الأمر، كما قال -سبحانه- في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (الأعراف: 54)، ومفاد صفة الأمر، أنه لا يقع في ملك الله شيء إلا بأمر الملك -سبحانه-، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، قال -سبحانه في سورة يوسف تعقيبا على بيع السيارة يوسف، في سوق النخاسة بثمن بخس-: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف:21)، ولئن كانت هذه قاعدة عامة في كل أمر يقع في الوجود، فإن المصائب والكوارث والمضار، لا تشذ عن تلك القاعدة، يدل على ذلك ما ورد في سورة التغابن من قوله -تعالى-: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (التغابن: 11)، وفي قصة الملكين هاروت وماروت، جاء في سورة البقرة: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (البقرة: 102).

 علم الله شامل كامل ودقيق ومحيط

       لابد من الاعتقاد بأنه لا شيء يحدث في هذا الكون الواسع، صغيرا كان أو كبيرا، جليلا أو حقيرا، من الذرة إلى المجرة، إلا والعليم -سبحانه- عالم به علما شاملا كاملا، دقيقا مفصلا، مستوعبا محيطا، كما قال -سبحانه- في سورة الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (الأنعام:  59)، وفي المصائب والجوائح ورد قوله -سبحانه- من سورة الحديد: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَافَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِب كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد: 22 - 23). والمعنى: أنه لا تقع مصيبة أو جائحة - سواء في الأنفس أم في المحيط الطبيعي - إلا وهي معلومة مقدرة عند  الله، سبق العلم بها في الأزل قبل الخلق، ثم جاء خلقها من قبله -سبحانه-، موافقا لذلك العلم الأزلي المطلق السابق.

لا يقع في الوجود شيء إلا بحكمة الله

        أفعال الله -سبحانه وتعالى-، وهي كل ما يحدث في هذا الوجود، معللا بحكم وعلل ومقاصد، شأنها في ذلك شأن أحكامه -سبحانه-، ومن ذلك أنَّ خلق السموات والأرض ليس لعبًا وعبثًا، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ} (الدخان: 38)، وليس باطلا بلا قصد وغاية، والبشر بعلمهم المحدود، وإدراكهم النسبي، لا قدرة لهم على إدراك حكمة الله -سبحانه- في الخلق والأمر، التي هي فرع عن علمه المطلق، قال -سبحانه-: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (الإسراء: 85)، ونظرًا لقلة علمه، وقصور فهمه، فإن نظرة الإنسان إلى الوقائع والظواهر، تتسم بالسطحية والعجلة.

كل أفعال الله وتقديره خير

        لابد أن يعتقد المسلم أن أفعال الله -سبحانه وتعالى- كلها خير، فالشر لا يُنسب إليه -سبحانه-، وما قد يراه الإنسان شرّا، قد يكون هو عين الخير في قدر الله، فبعض الناس لا يرى في هذه الكوارث وأشباهها من الابتلاءات والمصائب إلا عقوبات لأصحابها، ونقمة من الله على أربابها، والحق أن هذا ليس بلازم، والأمر قد يكون خلاف ذلك، وهو أيضا يختلف باختلاف أحوال الناس:

- فقَدْ يكونُ رحمة يرحم الله بها بعض عباده، يغفر بها الخطايا، ويرفع الدرجات، كما قال -سبحانه-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ}(البقرة: 155)، وفي الحديث في صحيح مسلم: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».

- وقد يكون اصطفاء واجتباء لبعضهم، شهادة يختم لهم بها ويرفعهم إلى مصاف الشهداء؛ فقد أخبر -صلى الله عليه وسلم - أن «صاحب الهدم شهيد»(رواه البخاري ومسلم).

- ولا يمنع أيضًا من أن يكون عُقُوبَةً عَلَى بعض أهل المَعاصِي المصرِّين عليها، وأهل الذنوب المعلنين المجاهرين بها، وقد قال -سبحانه-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}(الشورى:30)، ولعله تخويف لهم وتحذير لعلهم يرجعون، كما قال: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} (النحل: 45).

التذكير بقدرة  الله -تعالى-

       من المنطلقات المهمة لفهم سنن الله في الكون أنها تذكير بقدرة الله -تعالى- القاهرة لعباده، ولا سيما إذا كثرت الكبائر والجرائم، حتى يتوبوا إليه، فيرى المؤمن مدى ضعفه وعجزه، ويعاين قدرة خالقه المطلقة على الذهاب بهذه الحياة الدنيا كلها في طرفة عين، ويشاهد بعينيه كيف تتبدل الدنيا الفانية أو تنتهي في لمح البصر، كما قال -تعالى-: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}(الإسراء:59)، وكما ورد في الحديث الشريف المتفق عليه: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوّف الله بهما عباده، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا، وادعوا حتى ينكشف ما بكم».

         الآيات الكونية تُحقِّق مراد الله -تعالى- بمعاقبة قومٍ واصطفاء آخرين، فهي لأهل الكفر والفسوق والعصيان عقوبةٌ وابتلاء، وهي لأهل الإيمان والصلاح والتقوى اصطفاءٌ واجتباء، وهي للعتاة الظالمين عقوبةٌ عاجلة تأتي قبل العقوبة الأخروية الآجلة.

الحرائق والرياح بأمر الله -عزوجل- وقدرته

        قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: هذه الحرائق والرياح هي بأمر الله -عزوجل- وقدرته وليست ظواهر طبيعية كما يقول الجهال والكفرة، قال -تعالى-: {وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(الزُّخرُفِ: ٤٨)، فكل ما يَضر الناس من المصائب، والبلايا العامة، كلها من آثار ذنوبهم، وآثار اقترافهم ما حرم الله -عز وجل-، والمعاصي متى ظهرت، ضرت العامة، أما قول بعض الناس أنها عوارض طبيعية، هذه من أقوال الغافلين عن الله -تعالى-، يرون المنكرات، ويرون العقوبات، ويرون الشرور، ولا يتنبهون، ولا يتحركون، نسأل الله العافية، ومثل ما قال عن بعضهم {قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ} (الأعراف : 95)، إذا جاءت المصيبة قالوا: قد مس آباءنا، يعني هذا قد وقع فيمن قبلنا، وهو مستنكر، وهكذا نسأل الله العافية.

تمامُ قدرةِ الله -تعالى- في إرسالِ هذه العقوبات

        قال العلامة ابن عثيمين: وقوله -تعالى-: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا}(العنكبوت:40)، مِن فوائد هذه الآية تمامُ قدرةِ الله في إرسالِ هذه العقوبات؛ فإنَّها كلها عقوبات تدُلّ على القدرة، ومنْها إبطَال قول هؤلاء الملحـدين حينما تأتي مثل هذه الآيات في الوقت الحاضر فيقولون: هذه مِن الكوارث الطبيعية، تأتي الزلازل وهي الرجفة، ويقولون: هذه مسألة طبيعية، وتأتي الفيضانات العظيمة التي تُدَمِّر ويقولون هذه كوارث طبيعية! ولا يعتَبِرُون بها، ويرون أنَّها نوع من العقوبات التي جرَت على الأمم السابقة، وكذلك الرياح الشديدة، وهذا مِن موت القلوب والعياذ بالله! أنَّ الإنسان يُعرض عن التأمُّل والتدبر في هذه الآيات ويضِيفها إلى فعل الطبيعية، وكأنها -على زعمهم- هي التي تخلُق وتفعَل دون الله -عز وجل-.

موقف المسلم من الآيات الربانية

        قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: الله -سبحانه- يبتلي عباده بالخير والشر؛ لتتبين مواقفهم عند ذلك، فمنهم من يتوب إلى ربه ويعتبر هذه الآيات منبهات له وموقظات له من الغفلة والمخالفة؛ فتكون هذه النوازل خيرًا له وإن ناله منها ما يكره، ومن الناس من لا يتعظ بما يجري ويعده أمرًا طبيعيا ويقول: {قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ} (سورة الأعراف: 95)، ويسمي ما يجري كوارث طبيعية، فينسب ذلك إلى الطبيعة؛ لأنه لا يؤمن بالله أو يؤمن إيمانًا ضعيفًا لا ينير له طريقه، أو يقلد غيره في ذلك، ويعبر بتعبيره دون تأمل بمعناه، والمؤمن يجب أن يكون منطقه موافقاً لإيمانه ومعتقده، وقد ذكر الله -سبحانه- أن من لا يعتبر بالأحداث والوقائع، يعامله الله بأحد أمرين: إما أن يعاجله بالعقوبة، وإما أن يستدرجه بالنعمة ليزداد إثماً ثم يأخذه على غرة، كما قال -تعالى-: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 44-45).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك