
الفرقان.. ساهمت في بناء الدعوة وترسيخ معالم العلم والإيمان
لا يخفى على كل بصير متابع للإصدارات الإسلامية والدوريات الشرعية حقيقة مهمة وهي أن: مجلة الفرقان الكويتية، مجلة علمية تربوية دعوية خيرية؛ حيث استطاعت أن تجمع بين هذه الصفات خلال هذه السنين الطويلة؛ فكانت علمية في مقالاتها وطرحها وفي أسلوبها؛ وكانت تربوية في موضوعاتها ومعالجاتها، دعوية في حكمتها وبصيرتها ووسيلتها، وخيرية في إحسانها وفي نشاطاتها وفي برامجها وفي تكافلها.
ولاشك أن هذا الصرح العظيم لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بتوفيق الله -تعالى- الذي قيد من الدعاة والكتاب والباحثين من اهتم بهذه المجلة واعتنى بها، حتى رأيناها تخرج في ثوب علمي، وبأسلوب دقيق شرعي؛ ويلحظ المتابع لهذه المجلة العريقة اهتمامها بفقه الواجب، وبتصور الواقع، وكذلك اعتناءها بالتنقية والتربية، واعتناءها بعلوم القرآن والسنة، وبالموضوعات الشرعية، والمعالجات التربوية؛ كما أنها جمعت بين معالجة قضايا الواقع وقضايا المسلمين، وبين النظر الشرعي الدقيق؛ ولهذا واكبت هذه المجلة طوال هذه السنين الطويلة غالب النوازل والأحداث التي مرت بالأمة وكانت معالجتها لتلك الأحداث معالجة علمية ربانية، قائمة على تصور الواجب، وعلى فهم الواقع، وهي معالجة مبنية على الحكمة والاعتدال والوسطية، وعلى تحكيم نصوص الكتاب والسنة؛ ولهذا نلحظ تنوعا في المجلة سواء في مجال العقيدة أم في مجال الموضوعات التربوية، أم في مجال الاتباع، أم في مجال تشخيص أخطاء المسلمين في عباداتهم وفي سلوكهم وفي فكرهم، وكذلك من جهة اعتنائها بالتربية الأسرية والتربية المجتمعية.
كما استطاعت أن تجمع بين العلم والدعوة، وبين العمل الدعوي والعمل الخيري، وبين العمل الفردي وبين التعاون الشرعي؛ ولهذا عرضت هذه المجلة طوال تلك السنين جملة من المشاريع الخيرية ومن البرامج التوعوية التي ساهمت في بناء الدعوة وفي ترسيخ معالم العلم والإيمان في الأفراد والمجتمعات.
أمور خمسة
ويلحظ المتابع لأعداد هذه المجلة أمورًا خمسة:
الشمولية والتأصيل الشرعي
- الأول: أن المجلة اتصفت بالشمولية والتأصيل الشرعي في عرض الموضوعات وكتابة المقالات وإجراء اللقاءات ولاسيما اعتناؤها بمفصل العقيدة والتوحيد، والأحكام والفتاوى، والآداب والأخلاق، والتكافل والمواساة، والسياسة الشرعية برؤية منهجية معتدلة وسطية.
معالجة الانحرافات الفكرية
- الثاني: معالجتها للظواهر الفكرية المنحرفة كالتكفير والغُلو معالجة شرعية حكيمة، تعكس الفهم الدقيق لمقاصد الشريعة الإسلامية.
حفظ الشريعة والدين
- الثالث: أنها جمعت في موضوعاتها ومقالاتها بين حفظ الشريعة والدين وتحقيق مصلحة الوطن والبلاد؛ لتكون منبرًا من منابر الدعوة إلى الأمن والإيمان وتحقيق مصلحة العباد والبلاد.
دور العلماء
- الرابع: أظهرت المجلة دور علماء الأمة في التعليم والتربية والإصلاح والتزكية، واقتدت بطريقة الأكابر من علماء الأمة كالألباني وابن باز وابن عثيمين وغيرهم -رحمهم الله جميعًا.
قضايا المسلمين
- الأمر الخامس: عرضت المجلة قضايا المسلمين وتحدياتهم بالنقل الدقيق والفقه العميق والنظر السديد وبالمبادرات الخيرية والتطوعية، وساهمت في التعريف بالمركز العلمية في قارات العالم ولاسيما في أفريقيا وشبه القارة الهندية.
شمس تضيء لتبدد غياهب الجهل
نشكر الله -جل وعلا- على توفيقه لإخواننا القائمين على مجلة الفرقان، تلكم المجلة التي لها دور متميز في نشر المنهج السلفي بصفائه ونقائه، والعقيدة الصحيحة القائمة على الأدلة النقلية والعقلية، على فهم سلف الأمة، التي توضح سماحة الإسلام وسلامته من كل ما ينسبه إليه الحاقدون والجاهلون والمتهورون.
وهذا العمل يُعد نوعا من أنواع الجهاد في سبيل الله بالكلمة الحسنة والتوعية النقية؛ فإن الانحراف الفعلي دمويًا كان أم فكريًا يبدأ مشواره الطويل في سردابه المظلم من نقطة الجهل بما كان عليه سلف هذه الأمة، وصدق الله -عز وجل-؛ إذ يقول: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)} (النساء)، هذا فضلا عن القيام بنشر السنن المنطلقة من الكتاب المحكم، والسنة الثابتة، والإجماع المتيقن، وتقديم أنموذج متميز للإعلام الإسلامي الهادف، الذي جمع بين عراقة الأصل ومواكبة مستجدات العصر بما لا يخالف القواعد الشرعية، والأدلة النقلية والعقلية، كما أن المجلة خلال مسيرتها الرائدة نحو ثلاثين عامًا، أصدرت فيها نحو ألف عدد حتى الآن قد أشادت في هذه المسيرة العلمية المباركة بدور العلماء العاملين الناصحين، الذين يدعون إلى الحماس المنضبط، لا إلى التهور المنفلت، وبينت لقرائها على اختلاف بلدانهم في القارات ضرورة الرجوع إلى هذا النوع من العلماء، لا إلى المتعالمين المتهورين السفهاء، كما أصَّلت منهج أهل السنة في كيفية التعامل عند تزاحم المصالح والمفاسد، وكل محور من هذه المحاور شمس تضيء وتبدد غياهب الجهل وظلمات الأهواء؛ فجزى الله القائمين على هذه المجلة خيرًا كثيرًا، والداعمين لها، والمساعدين في نشرها بلغات متعددة، ليعم نفعها ويمتد إشعاعها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا إلى يوم الدين.
لمسة وفاء
الكاتبة والاستشارية الأسرية
مجلة الفرقان تعد مجلة الانطلاق الفكري، والطلاقة العلمية المنهجية ذات التأصيل البيّن الذي يُحدِث فرقًا في سماء الإعلام، نتذكر معًا أنها المجلة التي احتضنت العديد من الكتّاب من أصحاب الرسالة السامية، مجلة الفرقان هي التي طرحت العديد من القضايا في المجالات التي تهمّ شرائح المجتمع كافة وناقشتها، وهي الحريصة دومًا على تجديد اصطباغها بلغة الخطاب الإعلامي الفعّال بما يحافظ على الخط المنهجي السليم الذي يتوافق تمامًا مع الكتاب والسنة؛ فهذه لمسة وفاء لمجلتنا الغرّاء -مجلة الفرقان.
جهود واضحة
مركز هداية للتعريف بالإسلام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يسر مجلس إدارة مركز هداية للتعريف بالإسلام- محافظتي الأحمدي، ومبارك الكبير- العاملين بالمركز أن يباركوا لمجلة المسلمين جميعا مجلة (الفرقان) المتألقة كالعادة، بإصدار عددها الألف، وكذلك نثمن الجهود الواضحة لمجلس إدارة المجلة والعاملين فيها في مجال الدعوة ونشر العقيدة الصحيحة، كما ورد في الكتاب والسنة والمنهج الوسطي، ونبذ التطرف والأفكار المنحرفة، وكذلك تعاونكم الدائم ومتابعتكم لأعمال المركز وما يستجد فيه من أمور الدعوة إلى الله وإشهار الإسلام.
أما من ناحية الإخراج؛ فالفرق واضح وكبير؛ فالاحترافية والإبداع يزداد جمالا يوما بعد يوم؛ فبارك الله في جهودكم وإلى الأمام، وفقكم الله لخدمة الإسلام وهذه الجمعية المباركة.
لاتوجد تعليقات