الشباب المسلم 1280
هوية الشباب المسلم
هوية الشباب المسلم هي الانتماء إلى الدين الإسلامي الصحيح المنزل من عند الله -تعالى-، وفق ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البشرية جميعًا وإلى عقيدة التوحيد، التي هي أعظم عقيدة حملها الإسلام للبشرية، وما يترتب على ذلك من اصطباغ الإنسان بصبغة الإسلام فكرًا وسلوكًا في جوانب الحياة كافة، بداية من الاعتقاد وحتى الشكل الظاهر في الملبس والزي والهيئة، قال -تعالى-: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} (البقرة: 138).
والشباب المسلم في التمسك بالهوية ثلاثة أصناف:- صنف تطرف في أفكاره فأفسد أكثر مما أصلح وقدم لخَصمه سهمًا مسمومًا ليطعن به الإسلام.
- وصنف مُسخت هُويته تمامًا فانسلخ من عقيدته ودينه وتحرر من قيمه وأخلاقه وثوابته.
- وصنف ثالث ظل مُتشبثًا بحبل الإسلام وقيمه السامقة وتعاليمه النافعة، ومنهجه القويم.
مظاهر ضياع الهُويّة
- الجهل بالعقيدة التي هي مدار الاجتماع والافتراق في الدّنيا، والفوز أو الخسران بالآخرة.
- انجرار الشّباب خلف الأفكار الوافدة بلا تبصُّر أو نظرٍ إلى عواقبها.
- غياب مظاهر الالتزام الديني والقيمي، وغياب الهَدي الظاهر الذي يميّز شباب الإِسلام من غيرهم.
- ضحالة الأهداف، وقلة الطموحات والرضى بالقليل.
- غياب المعاني القويمة كالمروءة والنجدة والحياء ومكارم الأخلاق لدى بعض الشباب.
- انتشار ظاهرة هدر الأوقات وانعدام الثقافة النافعة، وعكوف الشّباب على مواقع التواصل التافهة وتضييع الأوقات والأعمار بها.
بناء الهُويّة في نفوس الشباب
على الشباب المسلم أن يسعى جاهدًا للعمل على استعادة هويتهم الإسلامية وبنائها بناءً يعيد إليهم ذواتهم المفقودة ومن ذلك ما يلي:- تعزيز علاقة الشباب بالمسجد؛ فهو المنارة الأولى للعلم، وفي ظلاله السكينة والاطمئنان.
- ارتباط الشباب بكتاب ربهم القرآن الكريم؛ ففيه صلاحهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة.
- الاعتزاز باللغة العربية والافتخار بها؛ مِن شعرها ونثرها، وما كتب فيها من ثقافتها.
- حرص الشباب على أوقاتهم واستثمارها، وترشيد تعاملهم مع وسائل التواصل وحرصهم على المفيد النافع منها.
- توثيق ارتباط الشباب بتاريخ الأمة المجيد زمن قوتها وازدهارها؛ كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: «لا يُصلح آخرَ هذه الأُمّة إلا ما أصلح أولها».
المكتبة الشبابية

تميز الشباب بعقيدتهم

الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص

العقيدة الصحيحة أساس النجاة
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: ليحمد الله من هداه الله لعقيدة السلف ونجاه من العقائد الباطلة؛ فالعقيدة الصحيحة أساس النجاة وقاعدة الفوز والفلاح، وعند الموت لا مجال للاستكثار من الأعمال الصالحة فناسب التذكير بالمعتقد الصحيح ليكون خاتمة العبد من الدنيا، وفي الدعاء: «اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان».
رد الشباب إلى هويته الإسلامية
لعل أول الوسائل وأنفعها لرد الشباب إلى هُويته الإسلامية أن يُدرك مدى أهمية هذه الهُوية ومكانتها في الحفاظ على ذاته وشخصيته، وذلك من خلال تصحيح المفاهيم الخطأ التي ألصقها بعض المشككين في الإسلام؛ فالإسلام دين العمل والنظام والرحمة، والمحبة، والتعاون، والتعايش، فهو دين يضمن لمعتنقه السعادة في الدنيا والآخرة.العقيدة والهوية الإسلامية
تعد العقيدة الإسلاميّة مرتكز الهُويّة الأول للشباب المسلم بما تحمله من معاني الإيمان بالله والبراءة مما عداه، وهي أيضًا شريعته التي تحدِّد له إطار حياته، وسلوكه، وهي تمثّلُ الإِرث العظيم بمكوناته ومراحله الذي أنتجته أُمّة الإِسلام عبر مسيرة تاريخها، إيمانًا به وافتخارًا ودفاعًا عنه، والسّعي إلى الحفاظ عليه ونشره.صاحب الهوية الواضحة
الحفاظ على الهُوية، لا يعني أبدًا الانغلاق والعُزلة والتقوقع، بل على العكس تمامًا؛ فصاحب الهُوية الواضحة يتعامل مع كل الأفكار وكل الأطياف دون خوف أو تردد؛ لأنه ببساطة واثق في هُويته مؤمن بعقيدته.أهمية السيرة النبوية في حياة الشباب
السيرة النبوية هي دراسة كل ما يتعلَّق بحياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والاطِّلاع على أخباره، ومعرفة صفاته الخِلْقِية والخُلُقية ودلائل نبوَّته، من الولادة وحتى الوفاة، وليس الغرض من دراسة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الوقوف على نوادر القصص وأجملها، والاستمتاع بمواقفها وأحداثها؛ وإنما الغرض منها أن يتمثل الشباب والفتيات حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جوانبها السلوكية والاجتماعية والشرعية، وأن يكون لهم قدوة حسنة، قال الله -تعالى-: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } (الأحزاب: 21).
لاتوجد تعليقات