
الشباب المسلم – 1261
وصايا وواجبات في حق الشباب
على الشاب المسلم أن يعرف دينه، ويتفقه فيه ويمثل الإسلام في سلوكه وعمله، وأن يسخر ما أودعه الله فيه من قوة ونشاط في خدمة هذا الدين.- على الشاب أن يعلم أن أمته هي خير أمة أخرجت للناس، وأن دينه أفضل دين وأن هذه الخيرية ثابتة لها ما دامت متمسكة بدينها، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
- على الشاب أن يكون همه -بعد إصلاح نفسه- إصلاح الآخرين، وتعبيد الناس لرب العالمين، وليحذر أن يكون داعية سوء، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
- على الشاب أن يعرف ما لوطنه من الحق فهو بلد الإسلام الذي ولد فيه، وعلى أرضه نشأ، وأن عليه لولاة أمره الطاعة في المعروف، وليحذر أن يكون آلة يستخدمها الأعداء للإفساد في وطنه.
- على الشاب أن يكون دائم الارتباط بالله -تعالى-، من خلال أداء الصلاة في وقتها، وكثرة الذكر والدعاء، والاستعانة به في جميع الأمور، والتوكل عليه، والمحافظة على الأوراد والأذكار الشرعية.
- على الشاب أن يحذر من التقليد الأعمى الذي يفقده شخصيته وتميزه، وقد نهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبه بالكفار فقال: «من تشبه بقوم فهو منهم».
- على الشاب أن يحافظ على رجولته، ويتجنب كل ما من شأنه أن يضعفها من ميوعة وتكسر وتشبه بالنساء وغير ذلك؛ فقد «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ».
حتى تستقيم لك نفسك
اعلم أيها الشاب أن نفسك لن تستقيم لك حتى تصبر على مشقة فعل الطاعة وترك المعصية، وأن تملأ فراغك بالمفيد النافع، وأن تتجنب الحرام؛ فإن في الحلال غنية عن غيره، وعاقبة الحرام وخيمة، وأن تكون حريصًا على اختيار الصحبة الصالحة فـــ «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد قيل: الصاحب ساحب، والصاحب الفاسد يدل على الشر، ويمنع من الخير ويزين المعصية ويقود إليها.أيها الشباب احذروا التدخين!
التدخين آفة قاتلة ومدمرة للشباب، فالله -تعالى- قد أحل لنا كل طيب وحرم علينا كل مضر وخبيث قال -تعالى-: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث} (الأعراف:157)؛ فالتدخين من الخبائث التي لها تأثيرها السيئ على صحة الإنسان وعلى حياته؛ فهو يؤدي إلى أمراض فتاكة ومدمرة، كما أنه مدخل لما هو أسوأ منه من الإدمان وغيره، والمبتلى به يفقد توازنه ويختل تفكيره، ولا يمكنه من إقامة علاقات طيبة مع الآخرين، ولا حتى مع نفسه، مما يتسبب في سيطرة الفوضى على حياته، وعدم التكيف وسوء التوافق والتواؤم الاجتماعي على سلوكياته، وكل مجريات حياته، كما أن له أضرارا دينية ونفسية واجتماعية لا حصر لها.الشباب عماد الأمة وأملها النابض
الشباب هم عماد الأمة وأملها النابض، ومستقبلها الزاهر المشرق، وهم عصب الحياة وطاقاتها الفتية، ولقد اهتم الإسلام بالشباب اهتماما كبيرًا، وحث على تربيتهم تربية سليمة، وحذر من الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها الشباب، بسبب الغفلة وقلة الوعي، والبعد عن العقيدة الصحيحة؛ بسبب كثرة الفتن والشهوات والشبهات.عشرون خصلة: عشر مذمومة، وعشر محمودة
الخوف من سلب التوحيد
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: التوحيد أغلى شيء وأنفسه في هذه الدنيا، ولئن كان أرباب كنوز الدنيا يخافون عليها الضياع والسلب، فإنَّ خوف أهل التوحيد على توحيدهم أعظم من ذلك وأشد، ولئن كان خوف أرباب الدنيا يعظم عندما يكثر السلب والنهب، فإنَّ خوف أهل التوحيد يزداد عندما تكثر الفتن والصوارف والصواد وما أكثرها في هذا الزمان!جماع الخلق الحسن
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «جماع الخلق الحسن مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض، وبعض هذا واجب وبعضه مستحب».بر الوالدين وظيفة العمر للشاب المسلم
بر الوالدين فرض عين وقربة وعبادة، والإحسان إليهما هو وظيفة الشاب المسلم: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، وصلة الرحم بركة في الرزق ومنسأة في الأثر قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».أيها الشباب احذروا الفراغ!
من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب مشكلة الفراغ، فكثير من الشباب لا يدرك قيمة الوقت ولا أهميته، ولا يعرف أنه سوف يحاسب يوم القيامة وسوف يسأل عن كل دقيقة من عمره، فالوقت هو الحياة، والعاقل هو من يتعامل مع وقت فراغه كما يتعامل مع عدو ألد يتربص به في كل حين، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».من جواهر الكلام
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه» قال ابن تيمية -رحمه الله-: هذه الكلمة من جواهر الكلام ومن أحسنه وأبلغه وأتمه؛ فالعبد إنما يصيبه الشر بسبب ذنوبه، ولا يجتمع هذان الوصفان إلا لعبد موفق لنيل ما يرجو والأمنةِ مما يحذر؛ عن أنس - رضي الله عنه - «أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟، قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ».
لاتوجد تعليقات