
الاتفاقية الأمنية بين مؤيد ومعارض!!
دائما في ميزان العدل تقف الكفة مع التأييد في معايير محدودة، تبتدئ بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة وآثار الصحابة، وأيضا بين المصلحة العامة وتقديمها، ودرء المفسدة، واجتماع الأمة؛ لأنها لا تجتمع على ضلالة، وهكذا.
الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجية أعدت إعدادا جيداً مع حرص تام على سيادة الدول ووحدة الشعوب والعدل والحفاظ على الأمن، ولاسيما في ظل التهديدات المتكررة من إيران وتدخلها السافر في دولنا عبر أذرعها وأتباعها، حيث تريد أن تنقل الفوضى الخلابة وتغرز سيوف الحقد والكراهية بين الشعب وولاة الأمر، ثم تذكي هـذه النار وتنظر إليها لتقدم نفسها بديلا، ثم تحكم قبضتها كما الحال في اليمن والعراق ولبنان من خلال إثارة خلاياها المدمرة ودعمها مباشرة أو من وراء جدر، مثلما يحدث في سوريا والبحرين وغيرها من الدول.
الاتفاقية الأمنية لا تخلو بعض بنودها من إشكالية في تنفيذها وصعوبة في الاستمرار بها، وتبقى بنودا بسيطة ومحلا للتقييم وقابلة للتعديل، ولكن أعتقد أنه آن الأوان لطرحها طرحا صحيحاً يظهر التقييم بعيدا عن هوى في النفس أو مصلحة خاصة، أو تعصب أو تنفيذ لأوامر خارجية، أو لأنها تقضي على طموح من يريد بالبلاد الإساءة وبالعبادة الإيذاء تحت مسوغات وشعائر فارغة واستخفاف بعقول أهل الصلاح والتقوى.
حصلت على نسخة من الاتفاقية الأمنية، وأمعنت فيها النظر، وقدمت المصلحة العامة، ووضعت أمامي كتاب القواعد الفقهية لأطبقها بأسلوب صحيح، مع مافي الكتب عن المصلحة الراجحة؛ لأرى أننا في أمس الحاجة إلى سرعة تنفيذها وتأييدها ولاسيما في ظل الخطر المحدق، واكتشاف خلايا إرهابية، ومخازن أسلحة مدمرة، وعدد هائل ممن باعوا أنفسهم لدول حاقدة وحاسدة، وقاموا بالتدريب لأشهر عديدة بل سنوات مديدة على أحدث الأسلحة التي إذا دخلت أفسدت على الناس حياتهم وآخرتهم.
الاتفاقية الأمنية مهمة من أجل كشف المخططات العدائية، واكتشاف أهل الولاء والبراء، وإظهار موقف الناس المحبين والصابرين وموقف الشامتين والمتربصين.
وهي ليست بدعة، بل أغلب الدول تطبقها بقدر مشترك رغم أنها حريصة على الحريات والسيادة وعلى مواطني بلادها، ولكن الاتفاقية تبقى خاضعة للزيادة والنقصان والحذف والتغيير والتقييم باستمرار لتقلل أطماع كل ذي شر، وتأخذ في الحسبان تطوير البلاد لنفسها حماية للبلاد والعباد.
أكثر المحاربين والواقفين ضد إبرام الاتفاقية هم شعوبيون، لهم مآرب أخرى، أو ليبراليون يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف، ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم، والمتربصون بنا الدوائر عليهم دائرة السوء.
وأعجب والله ممن يدلي بتصريحات تتفق وتنسجم مع مواقف المعادين من أجل أن يحصل على صك الرضا والموافقة والثناء والإعجاب المؤقت والمبني على أنك إذا اتفقت معهم رضوا عنك بحذر شديد، وإذا خالفتهم خاصموا في فجور.
لذلك يجب توحيد رأي الملتزمين والغيورين والحريصين على مصلحة البلد بالموافقة على تلك الاتفاقية لقطع أذرع إيران وأتباعها؛ لنعيش في أمن وإيمان وسلامة وإسلام: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ { 3 } الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}(قريش: 3-4)، ونقطع دابر هؤلاء المفسدين المثبطين الذين غاظهم وحدة دول المنطقة في التصدي للإرهاب بكل تياراته من باطينين وخوارج.
اللهم اجعل هذا البلد أمنا وسائر بلاد المسلمين.
لاتوجد تعليقات