رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 18 مارس، 2024 0 تعليق

أيهما أفضل.. النوم أم الصوم؟

  • يجب أن نقرر أن ما افترضه الله علينا هو واجب الأداء؛ فلا يجوز التفريط في الفرائض والواجبات لأي سبب من الأسباب.
  • فقد حذر الله من التقصير في أداء الفرائض والواجبات بشكل عام، فقال - جل وعلا عن التقصير في الصلاة-: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون} (الماعون: 4-5). وفي آية أخرى قال -تعالى-: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (مريم:59).
  • فتأثير النوم على الفريضة تعامل معه النبي  -صلى الله عليه وسلم - بحكمة؛ بحيث يعذر النائم إن نام عن هذه الفريضة، فيقول: «أما إنّه ليس في النوم تفريط، إنَّما التَّفريط على من لم يصلّ الصّلاة حتى يجيء وقت الصَّلاة الأخرى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا». إذًا حرص الاسلام على تأكيد أداء الفرائض والواجبات.
  • والنوم مطلوب إذا أعان على فريضة؛ فقد «جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا (أي حسبوها قليلة)، فَقالوا: «وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟! قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ»، قالَ أحَدُهُمْ: «أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا»، وقالَ آخَرُ: «أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ»، وقالَ آخَرُ: «أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا»، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إليهِم، فَقالَ: «أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي». لاحظ هنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وأصلي وأرقد»، فأدخل تنظيم الوقت، ومنه النوم الذي هو راحة للبدن ضمن ما يحرص عليه - صلى الله عليه وسلم .
  • وقد عبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا بعبارة أخرى بقوله عندما سُئِلَ: أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قَالَ: «أدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ»..  وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «اكْلَفُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ». والنوم يعين على الاستمرار في الطاعة، إذًا الأعمال منوطة بالطاقة والاستمرارية.
  • لذا بين النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الميزان، فقال: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود -عليه السلام» ثم فصل النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا وقال: «كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه»، فإذا كان الليل طوله 9 ساعات فإنه كان ينام 6 ساعات ويصلي 3 ساعات، فلاحظ أن النوم هو الأكثر لأداء صلاة نفل هي الأقل.
  • وعندما اشتكت أم الدرداء زوجها، لسلمان -رضي الله عنهم-، من أنه يصلي كل ليله ويصوم نهاره، استدعاه سلمان - رضي الله عنه -، ووضح له عمليا كيفية تنظيم حياة المسلم، فَقَالَ (سلمان) - رضي الله عنه -: «إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ».  ثم أتَى (سلمان) - رضي الله عنه - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ ذلكَ له،  فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: صَدَقَ سَلْمَانُ.

18/3/2024م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك