رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 27 أبريل، 2025 0 تعليق

الصانع: مشروع إفطار الصائم ليس مجرد وجبة طعام بل رسالة حب ودعم وأمل في نفوس المحتاجين

  • مشروع إفطار الصائم يعد أحد أهم المشاريع ذات الأولوية في جمعية إحياء التراث الإسلامي، وأحد أكبر المشاريع الرمضانية
  • يستهدف المشروع توفير وجبة الإفطار للفئات المحتاجة من الأسر المتعففة، والعمالة البسيطة، ومن لا يجدون قوت يومهم
  • تنفيذ مشروع ولائم الإفطار يأتي تعبيرًا عن حب الكويتيين للخير وحرصهم على مد يد العون للمستحقين
  • بدأ المشروع منذ أكثر من 25 سنة وكان في بداياته يغطي مناطق محدودة أما اليوم فهو يشمل العديد من المحافظات داخل الكويت
  • من أهم الشركاء الداعمين للمشروع الأمانة العامة للأوقاف وهذه الشراكة أصبحت من أهم الأعمدة التي يرتكز عليها العمل الإنساني والخيري
  • تجاوز عدد المستفيدين هذا العام 320٫000 صائم موزعين على أكثر من 102 من المواقع داخل الكويت، إضافة إلى مشاريع إفطار خارجية في عشرات الدول
  • وجبات الإفطار لها أثر إيجابي كبير على التضامن والتلاحم بين أفراد المجتمع خلال شهر رمضان فهي تعزز الروابط الاجتماعية وتعمق التواصل بين الناس
 

   يعدّ مشروع إفطار الصائم أحد أهم المشاريع ذات الأولوية في (جمعية إحياء التراث الإسلامي)، وأحد أكبر المشاريع الرمضانية التي تحرص إدارة الجمعية على تنفيذها، ويُقدر عدد الوجبات بالآلاف، وتجدد الجمعية التزامها برسالتها الخيرية والإنسانية عبر هذا المشروع، الذي يلامس احتياجات آلاف الصائمين داخل الكويت وخارجها، في هذا الحوار، يحدثنا مدير إدارة التنسيق والمتابعة نواف الصانع، وهو أحد القائمين على المشروع، عن تفاصيل التنفيذ، أهدافه، والتحديات التي تواجههم.

  • بداية، نود أن تعطينا فكرة المشروع والهدف الأساسي منه.
  • تنفيذ مشروع ولائم الإفطار يأتي تعبيرًا عن حب الكويتيين للخير، وحرصهم على مد يد العون للمستحقين داخل الكويت،ولاسيما في شهر رمضان المبارك، وامتداد لجهود أهل الخير من الآباء والأجداد الذين كانوا يحرصون على إقامة ولائم الإفطار في المساجد كلما جاء شهر رمضان ليستفيد منها كل مستحق.
وقد انطلقت فكرة مشروع إفطار الصائم تحقيقًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا»؛ فكان تفطير الصائم من المشاريع الأكثر حاجة ومن أعظم القربات في شهر رمضان المبارك؛ حيث تقوم الجمعية بإعداد وجبات الإفطار في المساجد وخيم إفطار الصائمين داخل الكويت وخارجها، ويستهدف المشروع توفير وجبة الإفطار للفئات المحتاجة من الأسر المتعففة، والعمالة البسيطة، ومن لا يجدون قوت يومهم، ولاسيما في هذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الأجور، وتسمو فيه معاني الرحمة، ونشر التراحم والتكافل بين المسلمين، وكذلك يستهدف المشروع دلالة المحسنين من أهل الخير لاكتساب أجر إفطار الصائم في رمضان.

  • كيف يمكن لتوزيع وجبات الإفطار أن يسهم في دعم الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان؟
  • يمكن لتوزيع وجبات الإفطار أن يسهم بشكل كبير في دعم الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان من خلال توفير الطعام لهم يوميا، تلعب هذه الوجبات دورًا مهمًا في تخفيف العبء المالي عن الأسر ذات الدخل المحدود وتوفير وجبة طعام شهية ومغذية لهم ولأفراد أسرهم، فضلا عن ذلك، يشعر الفقراء والمحتاجون بالاهتمام والدعم من قبل المجتمع عندما تُوزع الوجبات عليهم؛ مما يعزز مشاعر الانتماء والكرامة لديهم.
  • متى بدأ تنفيذ هذا المشروع؟ وهل شهد تطورًا مع مرور السنوات؟
  • بدأ المشروع منذ أكثر من 25 سنة، وكان في بداياته يغطي مناطق محدودة، أما اليوم فهو يشمل العديد من المحافظات داخل الكويت، إضافة إلى مشاريع إفطار في دول عديدة حول العالم، ونحن في كل عام نحاول التوسّع في عدد المواقع وزيادة أعداد المستفيدين.

  • كم يبلغ عدد الصائمين المستفيدين من المشروع هذا العام؟
  • بحمد الله، تجاوز عدد المستفيدين هذا العام 320٫000 صائم، موزعين على أكثر من 102 من المواقع داخل الكويت، إضافة إلى مشاريع إفطار خارجية في عشرات الدول.
  • كيف يُنظم العمل اللوجستي والإشراف على المشروع؟
  • لدينا فرق ميدانية متخصصة، تعمل على مدار الساعة، بالتعاون مع متطوعين ومتطوعات، كما نعمل مع شركات موثوقة مرخصة تلتزم بأعلى معايير الجودة والنظافة والسلامة الغذائية، وهناك فريق عمل يتابع متابعة ميدانية تشرف على توزيع الوجبات يوميًا.
  • من أبرز الشركاء في تنفيذ المشروع؟
  • وضعت جمعية إحياء التراث الإسلامي -ضمن رؤيتها الاستراتيجية- ضرورة التعاون والشراكة مع المؤسسات الخيرية؛ وذلك بهدف تطوير العمل الخيري، وتفعيل آلية تعامله، سواء كان مع المؤسسات والجهات الرسمية أم مع جميع أفراد المجتمع، ومن أهم الشركاء الأساسيين الداعمين لهذا المشروع: الأمانة العامة للأوقاف، وهذه الشراكة الاستراتيجية أصبحت من أهم الأعمدة التي يرتكز عليها العمل الإنساني والخيري، فلم يعد بإمكان المؤسسات الخيرية أن تعيش في معزل عن بعضها بعضًا، فالشراكة المجتمعية من قيم جمعية إحياء التراث الإسلامي التي أرستها في عملها منذ تأسيسها؛ بهدف التكامل مع مؤسسات الدولة الحكومية والشعبية كافة، كذلك لا نغفل دور المحسنين من أبناء الكويت الذين لا يدخرون جهداً في تقديم المساعدات للأسر المحتاجة، مؤكدًا أهمية التراحم والتكافل اللذين جبل عليهما أهل الكويت.

  • ما أهم التحديات التي تواجهكم في تنفيذ المشروع؟
  • هناك تحديات عديدة تواجه عملية توزيع وجبات الإفطار خلال شهر رمضان، وأحد هذه التحديات هو تأمين التمويل اللازم لاستمرار المشروع وتغطيته لأكبر عدد ممكن من الصائمين، كذلك نواجه تحديات عديدة في توفير أعلى معايير الجودة في الوجبات المقدمة، وتوفير الدعم اللوجستي اللازم لضمان التوزيع الفعّال في المواقع المحددة في الأوقات المناسبة.
كذلك من التحديات المهمة تنظيم عملية التوزيع بشكل فعّالة ومنظمة، ولاسيما في التجمعات الكبيرة؛ حيث يكثر عدد الصائمين والمحتاجين للطعام، لكننا نحاول التغلب على هذا التحدي من خلال التخطيط المسبق الدقيق لعملية التوزيع، وتوظيف عدد كافٍ من المتطوعين وتنظيمهم تنظيما جيدا، فضلا عن استخدام التكنولوجيا والتطبيقات الذكية لتنسيق عملية التوزيع وتسهيلها.

  • ما الطرق الفعّالة لتنظيم توزيع وجبات الإفطار على الصائمين؟
  • توزيع وجبات الإفطار على الصائمين يتطلب التخطيط الجيد والتعاون بين الأفراد والجمعيات والمؤسسات الخيرية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تكوين فرق عمل متخصصة لتنظيم عمليات الاستلام والتوزيع، وتحديد المواقع المناسبة لتوزيع الوجبات، مثل المساجد والمستشفيات وأمكن وجود العمال، كما يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في تنظيم عمليات التوزيع، مثل استخدام التطبيقات الذكية لتسجيل الطلبات وتنظيم جداول التوزيع، ولا يقتصر دور الأفراد والمؤسسات على توزيع الطعام فقط، بل يمكنهم أيضًا تقديم الدعم المالي والمادي لتمويل عمليات التوزيع بنظام فعّال ومستدام.

  • ما القيم الإنسانية والدينية التي تشجع على توزيع وجبات الإفطار في رمضان؟
  • تشجع العديد من القيم الإنسانية والدينية على توزيع وجبات الإفطار في شهر رمضان، ومن أهم تلك القيم قيمة إطعام الطعام وبذله للمحتاجين؛ فهو من أحب الأعمال إلى الله -عزوجل-، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحب الناس إلى الله -تعالى- أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- سرور تُدخله على مسلم، أو تَكشف عنه كُربة، أو تَقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا»؛ وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ -عز وجل- سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، أو تَكشفُ عنه كُربةً، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دَيْنًا»، ولا شك أن إطعام الطعام وبذله منها، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي العمل أفضل؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطعمه خبزًا».

  • هل لتوزيع وجبات الإفطار أثر إيجابي على التضامن والتلاحم بين أفراد المجتمع خلال شهر رمضان؟
  • لا شك في ذلك؛ فتوزيع وجبات الإفطار لها أثر إيجابي كبير على التضامن والتلاحم بين أفراد المجتمع خلال شهر رمضان، فهو يعزز الروابط الاجتماعية ويعمق التواصل بين الناس؛ حيث يُقدم الطعام بروح الجود والسخاء؛ مما يشعر الصائمين بالتقدير والانتماء إلى المجتمع، فضلا عن ذلك، يجمع توزيع الإفطارات الجماعية الناس من مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية؛ مما يعزز التعاون والتضامن بينهم، ويعكس قيم الوحدة والتكافل في المجتمع.

  • ما أهمية دور المتطوعين في عملية توزيع وجبات الإفطار على الصائمين؟
  • يحمل دور المتطوعين في عملية توزيع وجبات الإفطار خلال شهر رمضان أهمية كبيرة، فهم يساهمون بجهودهم ووقتهم لتنظيم عملية التوزيع وتنفيذها بطريقة فعّالة وسلسة، فضلا عن ذلك، يعد دور المتطوعين فرصة للمساهمة الفعّالة في خدمة المجتمع وتحقيق الخير، كما تعزز المشاركة التطوعية قيم التضامن والمسؤولية المجتمعية بين الأفراد، وبفضل جهودهم المتواصلة، يتمكن المتطوعون من تحقيق فائدة كبيرة للمحتاجين ودعمهم خلال شهر رمضان المبارك.

  • ما رسالتكم للمجتمع؟
  • لا شك أن الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يتقرب بها المسلمون إلى الله بالعبادة والصبر والعطاء، وبعد ساعات طويلة من الصيام، تكون وجبة الإفطار مصدر سعادة وراحة للصائم، لكنها لدى الفقراء والمحتاجين تأخذ معنى أعمق؛ فهي تمثل لهم الأمل في يوم جديد خالٍ من الجوع، وفرصة لعيش أجواء رمضان بروحانية وطمأنينة، فبينما يجتمع الكثيرون حول موائدهم العامرة، هناك آلاف الأسر التي لا تجد ما تسد به رمقها، وتنتظر بفارغ الصبر يد الخير التي تمد لها الطعام، ليكون سببًا في إسعاد أطفالهم وإدخال السرور إلى قلوبهم؛ لذلك فإن المبادرات الإنسانية التي تقدم وجبات الإفطار الساخنة أو السلال الغذائية للأسر المتعففة تعكس القيم الإسلامية النبيلة التي تدعو إلى التراحم والتكافل، إنها ليست مجرد وجبة طعام فحسب، بل هي رسالة حب ودعم وأمل، تبعث الطمأنينة في نفوس المحتاجين، وترسم البسمة على وجوههم في هذا الشهر المبارك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك