رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 2 أبريل، 2019 0 تعليق

الفرقان تحاور أول رئيس مجلس إدارة لها وصاحب فكرة إنشائها – القطامي: الفرقان كانت وما زالت مؤثرة في ترشيد العمل الإسلامي وصامدة في مواجه التغيرات الفكرية والعقدية والأخلاقية للأمة

 

     لكل عمل جنود مجهولون يغدقون بالعطاء ولا يبحثون عن اسم أو جاه أو مال، وفي الفرقان هناك الكثيرون منهم قدموا ومازالوا  دون أن يشار لعطائهم، وربما الكثير من كتاب وقراء الفرقان لا يعرفون دور هؤلاء الجنود في انطلاق عجلة هذه المجلة المباركة، ونحن اليوم مع أحد وأهم هؤلاء الأشخاص الذي أوقدوا شرارة انطلاق هذه المجلة المباركة، إنه الشيخ محمد القطامي.

- كيف نشأت فكرة إنشاء الفرقان وتأسيسها؟

- كانت الفكرة من مجلة الفرقان هي الحاجة إلى التواصل مع من يريد الطرح السلفي على الساحة، فضلاً عن توصيل وجهه النظر السلفية، وكذلك وجهة نظر جمعية إحياء التراث الإسلامي؛ لأن هناك أيضًا داخل السلفية تيارات مختلفة تتسمى بمسمى السلفية؛ ولذلك كان من الضروري أن تكون للجمعية نافذة للتواصل وإبلاغ وجهات نظرها في القضايا المختلفة، داخل الكويت وخارجها، وهذه كانت الفكرة لإنشاء المجلة.

     وتبعًا لذلك تحركنا لإنشائها؛ حيث بدأنا بدراسة قدراتنا من ناحية الموارد المالية والبشرية، ومعرفة السوق والقانون في كيفية إصدار المجلة، ومقرها ومكان ترخيصها وطباعتها وشحنها ومن يعمل فيها، وأيضًا الخطط قصيرة الأجل والخطط طويلة الأجل لمثل هذا العمل، وكيفية طرح المجلة حسب متطلبات البلد وظروفه، هذه كانت الخطوات العملية الرئيسة التي تمت لإصدار المجلة.

- ما التحديات التي واجهتكم في بداية العمل؟ وكيف تغلبتم عليها؟

- التحديات كانت كثيرة؛ لذلك فإنني سأذكر أهمها وهي على سبيل المثال، تحديات مالية، وتحديات قانونية، وتحديات فنية، وتوفير الكوادر البشرية، وتحديات وأوضاع سياسية ودينية، ولله الحمد تم التغلب على هذه التحديات بفضل الله أولاً، ثم بهمة المؤسسين لهذه المجلة المباركة وعزيمتهم وإخلاصهم، وحاولنا بقدر المستطاع مواجهتها بأفضل طريقة ممكنة، وهنا أذكر قصة في كيفية إنشاء المجلة؟؛ حيث كان لجمعية إحياء التراث محاولة سابقة في إصدار مجلة تابعة للجمعية، وبالتالي تم الاتفاق مع أحد أصحاب الجرائد في الكويت لشراء الجريدة منه وبالتالي إصدارها؛ لأنه لم يكن يسمح بإعطاء التراخيص لمن يريد، وكانت الوسيلة الوحيدة هي شراء صحيفة موجودة علي الساحة، وبالتالي نصدرها عن طريق الشراء، وتم الاتفاق مع صاحب إحدى الصحف، وتم توقيع الاتفاق بيننا وبينه، وكان الشرط الوحيد المطلوب لتنفيذ هذا الاتفاق أن توافق الهيئات الرسمية في بالكويت على هذه الصفقة؛ ولما تقدمنا بالطلب عند وزارة الإعلام بالكويت تم رفض هذا الطلب وبالتالي هذه الفكرة لم نستطع إنجازها لعدم موافقة الدولة، ولم يكتب النجاح لهذه المحاولة.

     وأمام هذا التحدي والرغبة القوية في إنشاء مجلة تعبر عن الدعوة السلفية اقترحت على الجمعية إنشاء مقر خارج الكويت، وفكرنا وقتها في قبرص أو بريطانيا، وصدرت المجلة في البداية من خارج الكويت، لكن كانت تعرض المواضيع على هيئة الرقابة في الكويت حرصًا على استمرار التعاون بيننا وبين مؤسسات الدولة الرسمية وعدم الدخول في مواجهة أو مخالفة للنظم والقوانين واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي في الكويت.

     وعن التحديات الأخرى التي كان أهمها التحدي المالي؛ فقد كتبت مذكرة بأهمية هذا الكيان الإعلامي وأنه يممكن أن يصدر بتكاليف معقولة جدًا من خلال خبرتي في إصدار المجلات، والحمد لله تم اعتماد هذه المذكرة؛ حيث حاولت فيها تغطية بعض التكاليف من خلال الإعلانات، وتم التعاقد بالفعل مع عدد من الوكالات، وبالتالي زادت القناعة لدى المسؤولين في الجمعية أنه من الممكن إنشاء المجلة والاستمرار في إصدارها دون أن تتوقف نتيجة لهذا التحدي.

     وبالتالي شرعنا في إنجازات هذا العمل، وتم تكوين مجلس إدارة للمجلة، وأنا كنت في البداية رئيس مجلس إدارتها وبالتالي أيضا سجلناها في جمعية الصحفيين الكويتية، وكان هناك هيئة معنية بتحرير المجلة وتجهيزها وطباعتها، وكنا حريصين على إيجاد طباعة جيدة بمصاريف أقل، والحمد لله تمكنا من فعل هذا الشيء، وبدأت المجلة تظهر في الأسواق الكويتية، وبدأت تطرح فكرة جمعية إحياء التراث داخل الكويت وخارجها، كونها مجلة عالمية تهتم بأمر المسلمين في كل مكان.

- ما الذي تمثله مجلة الفرقان بالنسبة لكم شخصيًا، ثم الدعوة السلفية، ثم الإعلام الإسلامي بصفة عامة ؟

- أنا أعد مجلة الفرقان بنائي؛ فهذا العمل احتسبنا فيه الأجر لله ونسأل الله القبول من خلال وجودنا في هذه الجمعية المباركة، جمعية إحياء التراث الإسلامي، ونتيجة لخبرتي الإعلامية السابقة التي بدأت لمّا كنت طالبًا في المدرسة من خلال مجلة الحائط إلى أن أصبحت في المرحلة الجامعية في إدارة الهيئة التنفيذية في اتحاد طلبة الكويت ومسؤولا عن إصدار مجلة الاتحاد، هذه الخبرات المتراكمة دفعتني للتفكير في إنشاء المجلة خدمة للجمعية ولمنهجها المبارك، وبالتالي فأنا فخور جدًا بعد مرور هذه الفترة أن أرى هذا الكيان وهذا الصرح الإعلامي البارز على الساحة الإسلامية سواء الكويتية أم خارجها أم العالم الإسلامي كله، مستمر في العطاء، ولاشك حبي للدعوة السلفية ولعلماء السلف دفعني أن أبذل الجهد في سبيل هذه الدعوة المباركة.

- في ظل تقلص الصحافة الورقية، كيف تقيمون صمود الفرقان العريقة إلى الآن في ظل هذه المتغيرات؟

- مجلة الفرقان مرت عليها ظروف كثيرة، منها كانت رغبات في إصدار مجلة بشكل صحيفة مثل ما ظهرت صحيفة (المسلمون)، وكذلك كان هناك حاجة للتواصل اليومي بدلاً من التواصل الأسبوعي، وكذلك حجم الإصدار بعدد الصفحات، وحاولنا خلال فترة معينة أن تظهر المجلة بشكل صحيفة يومية، لكن هذا لم يكن بالعمل السهل وليس بالتكلفة القليلة، واستقر الرأي إلى أن تم إصدارها أسبوعيا كي لا نثقل الموارد المالية لجمعية إحياء التراث، وحتى يمكن إصدارها بشكل يؤدي الغرض بأقل التكاليف المالية والبشرية، ثم بعد انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وجدنا أن المجلة واكبت هذا التطور، وأصبحت تصل إلى بقاع كثيرة من المعمورة عبر النشر الإلكتروني، ولا شك أن هذا الصمود وهذا الثبات في وجود الصحيفة الورقية، ومواكبة التطورات التقنية يدل على بركة هذا العمل الذي يستفيد منه آلاف المسلمين حول العالم.

     إنه لمن دواعي سروري أن يستمر هذا الصرح  الإعلامي طوال هذه الفترة ذات الأحوال الكثيرة والصعوبات الجمة، ولكن بفضل الله -سبحانه وتعالى- وتوفيقه استمرت المجلة في العمل خلال عقود أدعو الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل هذا العمل، وأن يثيب كل من كان له فضل أو دور في استمراره بالأجر والثواب، ولا شك أن هناك ضعفا في الطرح الإعلامي السلفي على الساحة الكويتية من جانب وعلى الساحة الإسلامية من جانب آخر؛ لذلك كانت المجلة تقلل من ذلك الضعف، وكذلك الطرح السلفي المعتدل والعمل الهادف الرصين للدعوة الإسلامية عموما.

- كيف استطاعت الفرقان نشر الوعي بحقيقة المنهج السلفي ووسطيته خلال رحلتها المباركة؟

- استطاعت الفرقان بوسائل متعددة منها، المقابلات، والحوارات، والفتاوى والاستفسارات، وطرح وجهات نظر جمعية إحياء التراث الإسلامي ومنهجها ورسالتها الوسطية والمعتدلة المنطلقة من كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة رضوان الله عليهم، وبالتالي استطاعت المجلة أن تكون اللسان الناطق لمنهج الجمعية ووسيلة لنشر رسالتها الدعوية داخل الكويت وخارجها.

- ما أهم القضايا المصيرية التي ترى أن الفرقان كان لها دور بارز فيها وأثرت تأثيرًا إيجابيًا من خلال تناولها لها؟

- من أهم القضايا التي أعتقد أن المجلة كان لها دور فيها، هي إبراز المنهج السلفي الوسطي والمعتدل الذي كان يعبر عنه منهج جمعية إحياء التراث الإسلامي، وذلك ببيان رأي الجمعية في  النوازل التي مرت بالأمة، وكان للجمعية موقف واضح منها وبيان حقيقة المنهج السلفي المنضبط، والأمثلة كثيرة على ذلك، وكان للمجلة دور واضح ومؤثر في مواجهة الأفكار التي تسوّق على أن الدعوة السلفية والفكر السلفي فكر تكفيري وصدامي.

كما أن المجلة حملت على عاتقها مواجهة الأفكار والمشاريع التي كانت تحاول تشويه صورة المنهج السلفي وإظهاره على أنه منهج بعيد عن الواقع وأنه مشروع ضعيف.

وكذلك كان من أهم القضايا التي تصدت لها الفرقان، مواجهتها للمشاريع البدعية والشركية التي حاولت تشويه عقيدة المسلمين والانحراف بها عن منهج أهل السنة والجماعة وفهم سلف هذه الأمة، كما أنها كانت عقبة كؤود أمام المشروع العلماني بمناهجه كافة.

- كيف ترى تناول الفرقان لقضايا المسلمين ولاسيما قضية فلسطين ؟

- قامت الفرقان بمتابعة قضايا الأمة المصيرية كافة وكانتحاضرة في الملمات التي ألمت بالأمة والنكبات التي تعرضت لها،  وكانت ولا شك القضية الفلسطينية من أبرز القضايا التي تابعتها المجلة، وكانت شاهد عيان على معاناة الشعب الفلسطيني، كون هذه القضية هي القضية المركزية للأمة.

- ما الفترة التي تعد فترة ذهبية للفرقان، وتعد بحق ملهمة للعمل الإسلامي وللدعوة الإسلامية؟ وما سر تميز هذه الفترة؟

- الساحة الإسلامية تفرض على المجلة طرح المواضيع المرتبطة بما يحصل في البلاد الإسلامية؛ لذلك لا أرى أن هناك فترة ذهبية، ولكن كل ما كان هناك حاجة لمعرفة رأي السلف لما يدور على الساحة من تطورات كانت المجلة تتصدى لذلك؛ لذلك أرى أن المجلة -بفضل الله- سارت على هذا الخط طوال مسيرتها المباركة؛ فكل فتراتها ذهبية بفضل الله -تعالى.

- أخيرًا كيف ترى الفرقان في الفترة المقبلة؟ وما أهم النصائح للقائمين عليها؟

- أرىي أن للمجلة دورا كبيرا في الفترة القادمة على أن تولي اهتمامًا كبيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي عبر مواقع الإنترنت، مع استمرار الطباعة؛ لتصل المجلة إلى شتى بقاع المعمورة، وتستفيد من التقنيات الحديثة، وأعتقد أن المجلة مازالت مؤثرة ولها دور كبير -بفضل الله- في ترشيد العمل الإسلامي، كونها المجلة السلفية الوحيدة التي ما زالت صامدة في مواجة التغيرات، سواء الفكرية أم العقدية أم الأخلاقية؛ فالحفاظ على هذا الكيان وهذا الصرح الإعلامي السلفي واجب وضرورة ملحة .

     وأود في نهاية هذا الحوار أن أشكر للقائمين على المجلة كافة على هذه الجهود التي يبذلونها، كما أود أن أشكر لجمعية إحياء التراث الإسلامي دعمها المستمر الذي ساهم في استمرارية صدور المجلة، وأيضًا المعلنين فيها، كما أود أن يستشعر الجميع هذا الأجر والثواب في قيام مثل هذا العمل التوعوي والحاجة الماسة له، بالتالي فالتضحية من أجل استمراره جهاد وواجب شرعي له أجرٌ عظيم عند الله -تعالى.

 

 

شكر وعرفان

 كتب: د. وليد بن إدريس المنيسي

 رئيس الجامعة الإسلامية بمنيسوتا

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛ فهذه أبيات متواضعة جادت بها القريحة، شكرًا وعرفانًا لمجلة الفرقان، بدولة الكويت العامرة المباركة، بمناسبة إصدار العدد رقم ١٠٠٠ من أعداد المجلة، التي تشرفت بأن أكون أحد كتابها، وضمنت الأبيات شكري وتقديري لجمعية إحياء التراث، ولرئيسها سعادة الشيخ طارق العيسى -حفظه الله ورعاه .

كلماتُنا في الشكر والعرفانِ

أهديتُها لمجلةِ الفرقانِ

هي درةٌ ونفيسةٌ وجليلةٌ

أفضالُها شاعتْ بكل مكانِ

أعدادها أَلْفٌ تفوحُ فصاحةً

 وهدايةً في سائر الأوطانِ

ويَزينها إصدارها في دولةٍ

 هي مَضْرِبُ الأمثالِ في الإحسانِ

أعني الكويتَ عزيزةً ، ورجالُها

 قدْ عَمَّ جُودُهُمُ بكل مكانِ

ولطارقِ العيسى كتبتُ قصيدتي

أَكْرِمْ به من سيدٍ مِعْوانِ

أكرم بإحياء التراث وأهلها

فَشَذاهُمُ أزكى من الريحانِ

واللهَ أسألُ أن يُديم عُلوَها

 ما ناح قُمْرِيٌّ على الأفنانِ

 

 

 

قدم راسخة

 د. محمد بن ضاوي العصيمي

 عضو هيئة التدريس – كلية الشريعة - جامعة الكويت

 

 

     لمجلة الفرقان قدم راسخة بين المجلات والدوريات الإسلامية، في زمن شح فيه الإعلام الهادف، وقلّ فيه النافع، وقد تميزت هذه المجلة الرائدة بالتنوع في موضوعاتها بين الشروحات العلمية، والمشاركات الدعوية، والمساهمات المجتمعية، والمواكبة للأحداث الإسلامية، وتفقد الجاليات المسلمة، وتبني الحملات التوعوية؛ حتى أصبحت -بفضل الله -تعالى- مرجعًا لكل من رام المصداقية والمعلومة الموثوقة والنفع والفائدة فجزى الله القائمين عليها خيرًا، وزادهم هدى وتقى، وعلماً وعملاً، ونفعًا وأثرًا، إنه جواد كريم.

 قلم سلفي معتدل

 

 الشيخ شريف الهواري

 رئيس جمعية الدعاة - مصر

 

 

     لاشك أن ألفية الفرقان حدث يحتاج إلي إشارة وإلى بيان، هذا القلم السلفي الوسط المعتدل الذي عرف طريقه إلى القلوب، وتبنى الوسطية والاعتدال والتوجيه والإرشاد والبيان، بهذه الطريقة البديعة السهلة التي تصل من أقصر الطرق للقراء؛ و إن دل هذا على شيء فإنما يدل على إدارة ناجحة وواعية؛ فكل التحية والتقدير لجمعية إحياء التراث الإسلامي التي تقوم على هذه المجلة وترعاها؛ وكل التحية والتقدير للأقلام التي تكتب فيها، فهي سلفية محضة، تعي متطلبات المرحلة وحاجة الأمة في مشارق الأرض ومغاربها؛ وكل التحية والتقدير لمن يشاركون في نشر هذه المجلة التي نحسبها مباركة بإذن الله -تبارك وتعالى-. لقد كان الوصول إلى هذا العدد إنجازا كبيرا للمجلة والعاملين فيها وإداراتها؛ فقد ازدادوا إبداعا وابتكارا وتقدما، وعليهم أن يواصلوا العمل على أكمل وجه ليصلوا لما يأملون ويرجون في هذا الباب الذي بدؤوا فيه متميزين؛ فنرجو ألا تتراجع المجلة أبدا عن هذا المستوى، بل نطمح في المزيد حتى تكون فعلا ملتقى لأبناء التيار السلفي عمومًا في مشارق الأرض ومغاربها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك