الانتخابات الرئاسية.. الاختبار الصعب أمام القوى السياسية والشعبية في مصر
ياسر برهامي: «سنختار المرشح الذي يدعم شريعة الله وليس من يعارض تطبيق الشريعة في الإسلام»
د.محمد عباس: هناك اتجاه الولاء والبَراء، الذى يتعهد بالإسلام كاملاً، معتبرًا أن عدم اختيار مرشح لا يرضى عنه الإسلام هو كتمان للشهادة
اتجاهان داخل الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح
ففي الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح يسود اتجاهان ورأيان في مسألة دعم مرشح بعينه في تلك الانتخابات، الاتجاه الأول يميل إلى عدم تحديد مرشح بعينه والانتظار لحين إغلاق باب الترشيح للرئاسة حتى يتسنى للهيئة بحث برامج جميع المرشحين وعدم الاقتصار على المرشحين الذين أعلنوا عن ترشحهم خلال الشهور الماضية.
الاتجاه الثاني هو إعلان دعم ترشيح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل باعتباره أقرب المرشحين الإسلاميين من التيار السلفي، إلا أنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن فتورًا أصاب العلاقة بين الهيئة وأبو إسماعيل خلال أحداث محمد محمود؛ نظرا لأن علماء الهيئة كانوا قد عقدوا اجتماعا معه وطلبوا منه تهدئة الموقف وعدم دعوة الجماهير للنزول إلى ميدان التحرير، إلا أنه لم يستجب لطلبهم.
فيما أكدت مصادر بحملة دعم ترشيح حازم أبو إسماعيل لرئاسة الجمهورية أنهم يتوقعون تسمية الهيئة لأبو إسماعيل مرشحا لها في الانتخابات الرئاسية؛حيث وصفوه بأنه أقرب المرشحين لهم، مشيرا إلى أن الخلاف حول أحداث محمد محمود كان سياسيًا.
من ناحيته أكد الدكتور محمد يسري، الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، أن الهيئة لم تحسم موقفها من تأييد مرشح معين في الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع يونيو القادم، موضحاً أن الهيئة ستنتظر فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر في 10 مارس القادم.
وكشف دكتور «يسري» عن أن الهيئة ستشكل لجنة من أعضاء مجلس أمناء الهيئة الشرعية، لدراسة الشخصيات التي تقدمت بترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية، موضحاً أنه عقب دراسة الهيئة للشخصيات سيتم الإعلان عن المرشح الرئاسي الذي ستدعمه الهيئة الشرعية.
مجلس شورى العلماء
وأما عن موقف مجلس شورى العلماء فقد أكد الدكتور عبدالله شاكر أن المشايخ في المجلس ونظرًا لأنهم يعلمون أن دعمهم لمرشح بعينه ربما يكون سببًا في فوزه بالرئاسة سيبحثون الفكرة من الأساس قبل أن يعلنوا عن مرشح بعينه، مشيرا إلى أن المجلس سينظر هل يدعم مرشحا أم يكتفي بإصدار توصيات لجميع المرشحين ويطلب منهم أن يتبعوها.
وأكدت بعض المصادر داخل المجلس أن إعلان الشيخ المحدث أبو إسحق الحويني دعمه لترشيح حازم صلاح أبو إسماعيل للرئاسة لا يعني إجماع المجلس على تسميته مرشحا للرئاسة. من جانبه أكد الشيخ محمد حسين يعقوب في أحد دروسه على قناة الرحمة أن تزكية أحد مشايخ المجلس لمرشح بعينه لا تعني اتفاق العلماء حول هذا المرشح.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس شورى العلماء يضم الدكتور عبدالله شاكر، رئيس المجلس، والشيخ محمد حسان نائب رئيس المجلس، والشيخ أبو إسحق الحويني، والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ سعيد عبدالعظيم والشيخ مصطفى العدوي والشيخ جمال المراكبي والشيخ أبو بكر الحنبلي، والشيخ وحيد بن بالي والشيخ جمال عبدالرحمن.
حزب النور يشكل لجنة خماسية لاختيار الـمرشح الرئاسي الـمناسب
أكد نادر بكار المتحدث الرسمي باسم الحزب أنه تم تشكيل لجنة خماسية لدراسة خبرات المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة واختيار الأفضل منهم، وتضم اللجنة الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب، ونادر بكار المتحدث الرسمي باسم الحزب، والدكتور يسري حماد عضو الهيئة العليا للحزب، والمهندس عمرو مكي مسؤول لجنة التكنولوجيا والمعلومات بالحزب، والمهندس شعبان درويش عضو الهيئة العليا للحزب.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب: إن قرار اللجنة الخماسية المعنية بدراسة برامج المرشحين للرئاسة، سيكون ملزما لكل الأعضاء، من القيادات إلى الأعضاء، مشيرًا إلى أن شباب الحزب يثقون في اختيار قياداتهم، وأنهم أوكلوا للقيادات مهمة اختيار المرشح الرئاسي.
وأضاف أن اللجنة سوف تعكف خلال الأيام القليلة المقبلة على دراسة برامج المرشحين للرئاسة، وعقد جلسات مع أصحابها للتعرف عن قرب على برامج الجميع وأفكارهم الإصلاحية، وبناء عليه سوف تختار اللجنة عن طريق الشورى المرشح الذي سوف تدعمه، مؤكدًا أن جميع المرشحين يقفون على مسافة واحدة بالنسبة للحزب.
مجلس إدارة الدعوة السلفية لم يحسم قراره بعد
وفي الإسكندرية أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مجلس إدارة الدعوة لم يحسم قرار تأييده لأي مرشح من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أن المجلس لن يكتفي بالجلوس مع المرشحين فقط وإنما سيتم عقد لقاءات مع فريق العمل الخاص بكل مرشح محتمل.
وأضاف الشيخ قائلا: «سنختار المرشح الذي يدعم شريعة الله وليس من يعارض تطبيق الشريعة في الإسلام»، موضحا أن مجلس إدارة الدعوة لن يعلن موقفه لتأييد المرشحين إلا بعد دراسة شاملة لكافة برامج المرشحين، وأن الدعوة لن تقف بجانب مرشح لديه برنامج لا يصلح لمصر.
الجماعة الإسلامية تؤيد حازم صلاح أبو إسماعيل
كشفت مصادر داخل تنظيم «الجماعة الإسلامية» عن توجه قوي بين أعضائها، لتأييد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، مشيرةً إلى أنّ الاتجاه داخل مجلس شورى الجماعة، يسير بشكل كبير نحو دعمه رغم وجود صلات قوية لعدد من الأعضاء بكل من الدكتور محمد سليم العوا، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح.
وأوضحت المصادر، أنّ الجماعة الإسلامية قررت تأجيل الإعلان عن أبو إسماعيل، لحين استكمال الجلسات المشتركة التي تعقدها مع المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة.
تنظيم الجهاد يسعى لدعم حازم أبو إسماعيل
فى السياق ذاته، يتجه تنظيم «الجهاد» في مختلف أنحاء الجمهورية إلى دعم أبو إسماعيل في انتخابات الرئاسة، حيث يرى قطاع واسع من الأعضاء أنه الأكثر حظوة بينهم في الاستحقاق الرئاسي، بحسب الشيخ أسامة قاسم.
توحيد الجبهة السلفية وخطب ود السلفيين
وفي السياق نفسه أكدت قيادات سلفية بارزة أنهم سيحددون من هو الرئيس القادم، وأن الانتخابات الرئاسية ستمر بالسيناريو نفسه «استفتاء 19 مارس». وذكرت تلك القيادات أن المساجد السلفية بدأت فعلياً ابتداء من خطبة الجمعة الماضية، في الدعوة لتوحيد الصوت السلفي تجاه مرشح واحد.
وذكرت المصادر نفسها أن الفريق أحمد شفيق، المرشح المحتمل للرئاسة، طلب من قيادات «حزب النور» السلفي دعمه مقابل تنفيذ كل طلباتهم، وفي مقدمتها تطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكداً أن معظم المرشحين قدموا هذا العرض؛ لأنهم يعلمون أن السلفيين سيتحكمون في الانتخابات بما يملكون من مساجد.
الـمفكر محمد عباس بين اتجاه الـمناورة واتجاه الولاء والبراء
في هذا السياق كشف الدكتور محمد عباس، المفكر الإسلامي، أن الشعب في اختياره سيكون بين اتجاهين، أولهما هو اتجاه المناورة، لافتًا إلى أننا إذا أخذنا به فسوف نهزم؛ لأنك حين تناور فلن يرضوا عنك، حتى تتبع ملتهم، وبعد أن تُرفع مئات الأقنعة، والأوراق المغيبة للحقائق، فسوف نُفاجأ بأنه لا بد من النزول على رغبتهم حتى يرضوا عنا، أما الاتجاه الآخر، فهو اتجاه الولاء والبَراء، الذي يتعهد بالإسلام كاملاً، معتبرًا أن عدم اختيار مرشح لا يرضى عنه الإسلام هو كتمان للشهادة، فحينما يتسلل الشيطان إليهم، يدفعهم إلى القول إن هذا هو المرشح الأصلح لكنه ليس الأنسب، متسائلاً: مَن يكون الأنسب؟ الذي ترضى عنه أمريكا وإسرائيل؟! وإلام المرجعية؟ هل تكون للغرب أم للإسلام؟!، مشددًا على أن الشعب اختار الإسلام، فلماذا لا يكون الرئيس إسلاميًا؟
خرافة الـمرشح التوافقي
ذاع في الفترة الأخيرة مصطلح جديد في الساحة المصرية وهو مصطلح: (مرشح الرئاسة التوافقي)، وهو بالطبع مصطلح حق يراد به باطل، وقد ذكر أحد الباحثين المتخصصين أن مصطلح (التوافقي) أكثر ارتباطًا بالدول المنقسمة على أسس طائفية، حيث تمارس الأحزاب والجماعات الممثّلة للطوائف الوصاية على طوائفها؛ حيث تتفق أو تتوافق الطوائف أو الأحزاب الممثلة لها على شخص محدد لمنصِب معين، ولا تقوم إحدى هذه الطوائف باستخدام وسائلها في الاعتراض عليه، وهنا يتم التوافق خارج دائرة الأُطُر القانونية أو الدستورية، أما في الدول المدنية الحديثة فالمصطلح ليس له وجود؛ إذ تقوم الثقافة السياسية على حق الشعب في الاختيار الحر المباشر، ولا مجال هنا للمحاصَصَة أو للتوافق بالمعنى الطائفي.
لذا فإن عملية التوافق من حيث هي اتفاق مجموعة من الأطراف الفاعلة على شخص محدد وتكريسه لمنصِب معين، هي عملية غير منضبطة أساسًا؛ إذ تمارس تلك الأطراف الفاعلة ومَن يوجهها استبداد (ديكتاتورية) القلة، وهى ضرب مباشر لحق الأفراد في الاختيار، الاختيار الحر الواعي المباشر عبر عملية اقتراع حرة نزيهة، غير موجهة وغير مقيدة بتربيطات ولا صفقات سياسية تتم تحت ستار مصطلحات فضفاضة لا يمكن ضبطها.
والتوافق من حيث هو عملية انتقائية تمثل حَجْرًا على رأي الأغلبية، وحقها في اختيار مَن يرونه صالحًا للمنصب دون تسويق مخادع، أو مسوّغات كاذبة.
أخيرًا فلا شك أنه اختبار شديد الصعوبة تمر به القوى السياسية والشعبية في مصر وعلى رأسها بالطبع التيارات الإسلامية التي يشير جميع المراقبين إلى أن اختيارها هو الذي سيحدد من هو رئيس مصر القادم، فهل تحسن تلك القوى الاختيار ويوفقها الله إلى أمر رشيد، وتعبر مصر إلى مرحلة جديدة من البناء والتنمية، أم تدخل في حلقة جديدة من الصراع والفوضى لا قدر الله؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة بإذن الله، وفق الله لمصر القوي الأمين الذي يقودها إلى بر الأمان.
لاتوجد تعليقات