رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: عبدالحق التركماني 19 ديسمبر، 2018 0 تعليق

مكافحة الجوع في الإسلام بواعثُ إيمانيَّةٌ وأخلاقيَّةٌ وواجباتٌ شرعيَّةٌ

 تعدُّ مشكلة (الجوع) من أخطر المشكلات التي تواجه البشرية، وتسبِّب هلاكَ أعدادٍ كبيرةٍ منها كلَّ عامٍ؛ لهذا فإن التركيز على مشكلة (الجوع) من الواجبات التي لها الأولوية، ومكافحته من حقوق الإنسان الضرورية، فلا غروَ أن يكون إطعام الجائعين من الأعمال الفاضلة التي حثَّ عليها الأنبياء والمرسلون -عليهم الصلاة والسلام-، وتتابعت شرائعهم بالأمر بها، وبيان فضائلها، وتضمَّنت الشريعةُ الإسلامية من الأحكام والآداب التفصيلية في مكافحة الجوع والتخفيف عمَّن يعانون وطأته ما لا مثيل له في أيِّ شريعةٍ سابقةٍ، ولا قوانينَ حادثةٍ؛ فقد جعلها الإسلام عملًا صالحًا من صُلْب الإيمان، ووضع الأحكام التي تشجِّع عليها، وأوردتْ من صنوف الوصايا والمواعظ والترغيب والترهيب ما يضمن استمراريتها في ضمير أتباعه وتصرفاتهم.

     وقد ذكرنا فيما سبق أن الشريعة الإسلامية خصت الصدقات المفروضة بالمسلمين أنفسهم؛ وذلك لأنها أحكام تعبدية لأهل الديانة كالزكاة وصدقة الفطر والكفارات ونحوها، أما الصدقات والهبات التطوعية فهي جائزة على غير المسلمين أيضًا، وقد تكون واجبةً في حالات الضرورة أو الحاجة الملحَّة، كما هو الحال في إغاثة المصابين بالمجاعة أو الكوارث العامة.

 لا تمييز على أساس الدِّين أو العرق

     لقد بيَّن الله -تعالى- أن الإحسان بالنفقة لا يشترط فيه الموافقة في الدِّين، ولا يمكن أن يستخدم ذريعةً للإكراه على الدخول في دين الإسلام، فقال -عزَّ وجلَّ-: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (البقرة: 272). قال الفخر الرازي (ت: 606): «والمعنى على الروايات جميعها: ليس عليك هدى مَن خالفك حتى تمنعَهم الصدقةَ لأجل أن يدخلوا في الإسلام؛ فتصدَّقْ عليهم لوجه الله -تعالى-، ولا توقف ذلك على إسلامهم، ونظيره قوله -تعالى-: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة: 8)؛ فرخَّصَ في صلة هذا الضرب من المشركين. وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - كان شديد الحرص على إيمانهم كما قال -تعالى-: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (الشعراء: 3)، وقال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99)؛ فأعلمه الله -تعالى- أنه بعثه بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه، وسراجًا منيرًا، ومبينًا للدلائل، فأما كونهم مهتدين فليس ذلك منك ولا بك؛ فالهدى هاهنا بمعنى الاهتداء؛ فسواء اهتدوا أو لم يهتدوا فلا تقطَعْ معونتَك وبرَّك وصدَقَتك عنهم، وفيه وجه آخر: ليس عليك أن تلجئهم إلى الاهتداء بواسطة أن توقف صدقتك عنهم على إيمانهم، فإن مثل هذا الإيمان لا ينتفعون به، بل الإيمانُ المطلوب منهم الإيمان على سبيل التطوع والاختيار».

 وصف عباد الله المؤمنين

     وقال -تعالى- في وصف عباده المؤمنين: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} (الإنسان: 8 - 9)، فأطلق إطعامهم للمسكين واليتيم، ولم يقيده بكونهم مسلمين أو غير مسلمين، أما (الأسير) فهو غير مسلم، ومحارب أيضًا؛ فقد جاء حاملًا سلاحه لقتل المسلمين والاعتداء عليهم، لكنه خُذل فوقع في الأسر؛ فلم يمنع ذلك هؤلاء المسلمين أن يطعموه لوجه الله -سبحانه-، من غير منٍّ ولا أذًى، ولا طلبٍ لمقابل، ولا إكراه على الدين، فرضي الله -تعالى- عن فعلهم هذا، وجعله من صفاتهم المحمودة، يُقرأ في كتابه العزيز إلى آخر الزمان. ولا شكَّ أن الإحسان إلى العدوِّ المحارب من أرقَى صور الإحسان، وقد سُئل الإمام مالك بن أنسٍ (ت: 179) -رحمه الله- عن الأسير في هذه الآية: هل هو مسلم أو مشرك؟ قال: بل مشرك.

إطعام الطعام دون قيد

     وهكذا جاءت الأحاديث بالأمر بإطعام الطعام دون قيد الإسلام، فمن ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أطعموا الجائعَ، وعودوا المريضَ، وفكُّوا العانيَ»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا إلَّا كان ما أُكِلَ منه له صدقةً، وما سُرِقَ منه له صدقةً، وما أَكل السبعُ منه فهو له صدقةٌ، وما أَكلت الطيرُ فهو له صدقةٌ، ولا يَرْزَؤُه أحدٌ إلَّا كان له صدقةٌ».

التنبيه على الضروريِّ

     وجاءت السنة أيضًا بالتنبيه على الضروريِّ الذي به قوام حياة بني آدم، ورأس ذلك: الماءُ، وقد ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا يكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم»، فكان أحدهم: «رجلٌ على فضل ماءٍ بفلاةٍ يمنعه ابنَ السَّبيل، يقول الله له: اليوم أَمنعكَ فَضْلي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداك»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخرَ: «لا تمنعوا فضْلَ الماء لتمنعوا به فضلَ الكَلَأ»، وهذا كله يؤكد العموم الوارد في حديثٍ ثالثٍ، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الناسُ شركاء   في ثلاثٍ في الماء، والكَلَأ، والنَّار».

المساهمة بالقدر المستطاع

     إن الرغبة في المشاركة في الخير، ومَدِّ يَدِ العون للمحتاجين، يجب ألَّا يحجزها قلَّة ذات اليد، ولا ضعف الإمكانيات، فيبادرُ كلُّ إنسان إلى المساعدة والإغاثة بما يتيسر له، غير خجِلٍ ولا متردِّدٍ، ولا يلتفت إلى أصحاب النفوس المريضة الذين يتنقَّصون من عمله، ويتخذون إمكانياته المتواضعة مادةً للسخرية والاستهزاء؛ فذلك من صفات المنافقين الذين قال الله -تعالى- فيهم: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة: 79).

     وقد وردت الأحاديثُ في الحثِّ على الصدقة ولو بالشيء القليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «من تصدَّق بعَدْل تمرةٍ من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيبَ، فإنَّ الله يتقبَّلُها بيمينه، ثم يُربِّيها لصاحبه، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل».

     وعن يزيد بن أبي حبيبٍ، يُحدِّثُ أنَّ أبا الخير حدَّثه: أنه سمع عقبة بن عامرٍ يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل امرئٍ في ظلِّ صدقته حتى يفصل بين الناس»، أو قال: «حتى يحكم بين الناس»؛ فكان أبو الخير لا يأتي عليه يومٌ إلَّا يتصدق فيه بشيءٍ، ولو كعكةً، ولو بَصَلةً.

لقد أثمر هذا الحديث في راويه أبي الخير وهو الفقيه مرثد بن عبد الله اليَزَنيُّ المصريُّ هذا السلوك النبيل؛ فكان يحرص على الصدقة بما يتيسر له، ولو كان ضئيلًا.

     وهذه الطريقة قد أثبتت نجاحها وتأثيرها في عصرنا الحاضر، ولاسيما مع وجود وسائل التقنيَّة والتواصل الحديثة؛ فعمدت المؤسسات الخيرية إلى حثِّ الناس على التبرع بمبلغ قليل جدًّا، فيبادر كثير من الناس إلى المساهمة، ولا يجدون في ذلك حرجًا ولا ثقلًا، ويكون مجموع التبرعات مبلغًا كبيرًا، يصلح لإنجاز المشاريع الإغاثية المنشودة.

 ضمان جودة الطعام وصلاحيته

     من خلال البحث في (الانترنت) نحصل على عشرات النتائج لأخبار وتقارير رسمية وإعلامية عن الأطعمة الفاسدة، أو منتهية الصلاحية، التي يتم توزيعها في مناطق الصراع والكوارث، كما حصل في سوريا والعراق واليمن وغيرها، ونتج عن ذلك حالاتُ تسمُّمٍ ووَفَياتٍ. وليس الغرض هنا ذكر تلك الوقائع بالأسماء والأماكن والتواريخ، فهذا خارج عن موضوع بحثنا.

استشعار المسؤولية

     إن تلك الوقائع تدل على أن بعض القائمين على الأعمال الإغاثية، أو التجَّار المنفِّذين لها لا يستشعرون المسؤولية في هذه الأعمال النبيلة، وتغلبهم أنانيَّتهم، فيعمدون إلى أرخص الأطعمة، وأسوأ أنواعها، ليطعموها الجائعين، هذا الفعل الدنيء قد جاء الإسلام بالنهي عنه، بل جاء بالحث على تحرِّي الطيب والجيد من الطعام، تقربًا إلى الله -تعالى-، وتزكية للنفس من الشح والبخل، ومراعاة لمشاعر المحتاجين، وقيامًا بحقِّهم، كما قال الله -عزَّ وجلّ-َ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (البقرة: 267)، ففي هذه الآية يأمر -تعالى- عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسَّر لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض، فكما منَّ عليهم بتسهيل تحصيله؛ فعليهم أن ينفقوا منه، شكرًا لله، وأداء لبعض حقوق إخوانهم عليهم، وتطهيرًا لأموالهم، وعليهم أن يقصدوا في تلك النفقة الطيِّبَ الذي يحبونه لأنفسهم، ولا يتيمَّموا الرديء الذي لا يرغبونه، ولا يأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة؛ لهذا امتدح الله -تعالى- عباده المؤمنين بأنهم: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} (الإنسان: 8)، أي يطعمون الطعام رغم حبِّهم له، وقلَّته، وشهوتهم له، وحاجتهم إليه، وفعلهم هذا امتثال منهم لقول الله -تعالى-: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} (آل عمران: 92).

     وقال الله -تعالى-: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} (المائدة: 89)، فأمر الله -تعالى- في كفارة اليمين أن يكون الإطعام من «أوسط» طعامه المعتاد، أي: أعدله وجيِّده. قال ابن عباسٍ، وسعيد بن جُبير، وعكرمةُ: أيْ من أعدل ما تطعمون أهليكم. وقال عطاء الخراساني: من أَمثَلِ ما تطعمون أهليكم، وقال ابنُ زيدٍ: هو الوسط مما يقوت به أهله، ليس بأدناه ولا بأرفعه، ولاحظ ابن جرير الطبري تفاوت أحوال الناس في هذا الباب، واختلاف طبقاتهم، فقال: «وأولى الأقوال عندنا قول من قال: من أوسط ما تطعمون أهليكم في القلة والكثرة».

خلاصة ونتائج وتوصيات

بعد هذه النظرة العاجلة في جملة من نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأحكام الشريعة الغرَّاء نخلص إلى أنَّ الدين الإسلامي قد تضمن من الأحكام والتوجيهات والآداب الكفيلة بالقيام بهذا العمل الإنسانيِّ النَّبيل على أتمِّ وجهٍ وأحسنه:

فالمسلم يبادر إلى إطعام الجائع بنية التعبد لله -تعالى-، لا يبتغي بذلك جزاءً ولا شكورًا من أحدٍ، ولا يستغلُّه للدعاية والترويج لنفسه، فضلا عن أن يجعله وسيلة للتهرب من الضرائب، أو كسب منافع سياسية واجتماعية.

إن الإسلام قد جمع لتحقيق التكافل الاجتماعي والقيام بحقِّ الفقراء والمساكين بين طريقتين، تكمِّل إحداهما الأخرى، الأولى: التطوع الاختياري، والثانية: التشريع الإلزامي.

حرَّم الإسلام استغلال (إطعام الفقراء) للترفع والاستعلاء عليهم، أو تجريح مشاعرهم بالمنِّ والأذى، ورغَّب في صدقة السرِّ.

     ينبغي ألَّا يكون الاختلاف في الدِّين أو العرق أو اللون أو الموطن سببًا للتمييز في إغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين؛ فالناس كلهم شركاء في القدر الضروري من المطعم والمشرب والدواء والمسكن الذي به قوام حياتهم، كما لا يجوز اشتراط الدخول في دين الإسلام لمنح المعونات الخيرية، والأسوأ من ذلك الإكراه في الدِّين.

تقدير كلِّ مساهمة في الخير، مهما كانت يسيرة ومتواضعة، والتشجيع على ذلك منهج إسلاميٌّ أصيل، حثَّت عليه نصوص القرآن والسنة.

جاءت الشريعة الإسلامية بالأحكام التي تضمن جودة الطعام المقدَّم إلى الفقراء، وصلاحيته للأكل، وأن يكون بالمستوى اللائق لبني آدم.

 توصيات مهمة

عدم إغفال الجانب الديني في حثِّ الناس على مكافحة الجوع؛ فإن الشريعة الإسلامية تزخر بنصوص كثيرة وأحكام رائعة في هذا المجال، لا شكَّ أن بثَّها في المسلمين، وتذكيرهم بها، سيشجعهم على المساهمة الفعالة في هذا المشروع.

الشراكة مع الجهات العلمية والدعوية، مثل وزارات الشؤون الإسلامية، للاستفادة من إمكانياتها ومنافذها الدعوية والإعلامية، وخبراتها في توجيه الجماهير، بما يخدم جهود مكافحة الفقر.

غرس هذه المعاني الإسلامية النبيلة في نفوس الناشئة من خلال التركيز عليها في مواد التربية الإسلامية في المدارس العامة، وإعداد برامج ونشاطات تساهم في جلب الاهتمام بمشكلة الجوع، والشعور بأهمية المشاركة في مكافحتها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك