رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حسن شحادة 22 يوليو، 2018 0 تعليق

مساهمة التجار في الإصلاح تتمثل في تقوى الله والتزام شرعه

 

الإصلاح مسؤولية مجتمعية عامة، كلٌّ بحسب موقعه ودوره، قال -عز وجل-: {وما كان ربك لِيهلك القرى بظلمٍ وأهلُها مصلحون}(هود: 117)، ومن الشرائح المجتمعية المطالبة بالإصلاح  (التجار)، والتجارة حثّ الله -عز وجل- عليها في كتابه؛ فقال -تعالى-: {فإذا قُضِيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}(الجمعة: 10)، والمقصود ابتغوا الرزق بالتجارة والعمل، وقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم التجارة بنفسه، وكان كثير من الصحابة يعمل بالتجارة، كالصديق، وعثمان قبل الخلافة، وعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهم- جميعاً.

كما أن التجارة كانت سبباً للدعوة لدين الإسلام قديماً؛ حيث فُتح كثير من الدول، وآمنت العديد من الأمم من خلال التجار المسلمين، وحسن تعاملهم، وصدقهم، وأمانتهم، ودعوتهم للناس للتوحيد والسنة.

     ونحن اليوم نعيش في عصر تعد فيه التجارة عصب الحياة، وقد تطورت فيه الأعمال التجارية  تطورا رهيبا، ولاسيما عندما مزجت مع التقنية الحديثة ووسائل الاتصالات الحديثة، وتوسعت الأعمال التجارية والخدمية فيه توسعا غير مسبوق فأصبحت هناك التجارة والعملة الإلكترونية (بيتكوين) وهناك الاقتصاد التشاركي على غرار شركة أوبر لتأجير السيارات، وغيرها.

وامتزجت التجارة بكثير من الميادين التي لم تكن تِجارية في السابق، كالتعليم والطب والسياحة، وحتى الثقافة والفن والدين والإعلام؛ حيث أصبحت التجارة هي الطاغية عليها وتفرض منطقها عليها.

ولم تعد التجارة تلاحق رغبات الناس، بل أصبحت هي من تصنع الرغبة عند الجمهور والزبائن، وهي من تتحكم في أذواقهم واختياراتهم وتفرض عليهم نمط حياتهم وسلوكهم.  

     واليوم أصبحت التجارة سبباً في نشر كثير من المنكرات والفساد؛ بسبب عدم التقيد بالأحكام الشرعية، والحرص على الكسب الحلال والطيب، كتقديم الرشاوي للحصول على العطاءات بغير حق، أو لتمرير نواقص التنفيذ؛ مما تسبب بخراب البنية التحتية في بلادنا، كما أن تقديم الرشاوى من بعض التجار، ساهم في فساد جهاز الرقابة الحكومي على كثير من القطاعات.

     والطمع والجشع وعدم تقوى الله عند جزء من التجار، هي ما أغرق السوق ببضائع مغشوشة وغير صالحة، وعدم مراعاة كثير من التجار لأحكام الشريعة الإسلامية، يجعلهم يتاجرون في مواد محرمة، كالسجائر، والشيشة، وأمثالها، وفي الملابس الفاضحة، والكتب والمجلات الهدامة، ومتابعة الموضة الفاسدة والفاحشة، والقنوات الفضائية الهابطة، وهذا كله من الفساد المنافي للإصلاح.

ومساهمة التجار في الإصلاح تتمثل في تقوى الله -عز وجل- والتزام شرعه بالحرص على الصدق، والأمانة، والإتقان، وعدم الغش، ومحاربة الفساد والرشوة، والبعد عن الكسب الحرام.

     وقيام التجار بالتأسيس لصناعات محلية متقنة، هو من الإصلاح المطلوب، الذي يلزم الناس دعمه وتشجيعه؛ لما فيه من منفعة وطنية عامة للجميع، وحرص التجار على نشر الفضيلة والحلال من خلال مراعاة أحكام الشريعة في بضائعهم، كالملابس مثلا؛ حيث يبتعدون عن الملابس العارية، ذات الصور الماجنة، ويوفرون الملابس الجميلة، واللائقة، الساترة، والسابغة، دون أن تشف، أو تجسّد، كما هو حاصل -مع الأسف- في غالب قطاع لباس المحجبات حتى!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك