رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 2 أبريل، 2019 0 تعليق

طارق العيسى رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث ومجلة الفرقان : المجلة ساهمت في تأصيل القيم الإسلامية وإبراز منهج الجمعية القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة

كان الإعلام وما يزال شريكًا استراتيجيًا للعمل الخيري؛ فالإعلام وسيلة مهمة في بناء العمل الخيري ودعمه وتطويره، ورد شكوك المرجفين حوله، وتطمين الداعمين، وبيان شفافيته ومصداقيته؛ من هنا كان لقاؤنا مع رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث ومجلة الفرقان -الشيخ طارق العيسى- للتعرف على آفاق هذه العلاقة الاستراتيجية وأبعادها وآثارها على العمل الدعوي والخيري.

- ما الذي تمثلة مجلة الفرقان للدعوة الإسلامية عمومًا والسلفية خصوصا؟

- لا شك أن من أنجع الأسباب وأنجحها لتبليغ دين الله -عز وجل- استخدام الوسائل المشروعة وتسخيرها في توعية الأمة ولاسيما شبابها مثل: الكتاب والشريط والصحيفة والمجلة والإذاعة، حتى يصل الوعي الكامل بأركان هذا الدين من عقائد وتشريعات وأخلاق وآداب وسياسة وتربية إلى كل فرد من أفراد الأمة وإلى كل أسرة من أسرها، شريطة أن يكون القائمون على ذلك من أهل العلم النافع والتقوى والإخلاص لله رب العالمين، وهذا ما نظن أن مجلة الفرقان تحققه سواء للدعوة السلفية أم للدعوة الإسلامية عموماً.

كيف ساهمت المجلة في تحقيق رسالة الجمعية في الدعوة إلى الله -تعالى؟

- سعت جمعية إحياء التراث منذ إنشائها للعمل على إبراز فضائل التراث الإسلامي، وتشجيع العلماء والباحثين في مجال الدراسات الإسلامية ورعايتهم، والعمل على نشر بحوثهم، ونتاج عملهم، ودعوة الناس للتمسك بدين الله -تعالى- بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل على تنقية التراث الإسلامي من البدع والخرافات التي شوهت جمال الإسلام، وحالت دون تقدم المسلمين، وقد ساهمت مجلة الفرقان التي تعد الناطق الإعلامي الرسمي باسم الجمعية إلى تحقيق هذه الغايات منذ صدور العدد الأول لها في عام 1989.

     وقد حرصت المجلة من خلال أبوابها المختلفة على إبراز منهج الجمعية في الدعوة إلى الله -تعالى- وهو منهج -كما يعلمه الجميع- واضح لا لبس فيه ولا غموض؛ حيث يقوم هذا المنهج على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح من الصحابة -رضوان الله عليهم- وتابعيهم بإحسان.

     كذلك ساهمت مجلة الفرقان من خلال علمائها وكتابها المتميزين والمختارين بعناية في بيان حقيقة التوحيد، وحقيقة العبودية لله -تعالى- وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له، وإحسان العمل كما قال -تعالى-: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقوله -تعالى-: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.

التعاون على البر والتقوى

     ومن أبرز ما سعت إليه المجلة في تحقيق رسالة الجمعية ورؤيتها في العمل الإسلامي إبراز أهمية تعاون المسلمين على البر والتقوى، وتلاقيهم على الخير، واعتصامهم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونشر الخير والفضيلة والعدل والإحسان عملا بقوله -تعالى-: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}، وقوله -تعالى-: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.

كذلك حرصت المجلة على تحذير المسلمين من البدع، والمحدثات في الدين، على اختلاف أنواعها، والتمسك بالإسلام النقي، والدين الخالص، وهو من أهم أهداف الجمعية في الدعوة إلى الله -تعالى.

- ما أهم التحديات الفكرية التي واجهتها الفرقان خلال مسيرتها الممتدة لثلاثين عامًا؟

- لا شك أن مجلة الفرقان بصفتها مجلة إسلامية تسعى لنشر الدعوة الإسلامية؛ فالتحديات التي تواجهها في الغالب هي التحديات نفسها التي تواجه العمل الدعوي، فضلا عن التحديات المهنية كونها مجلة إعلامية، والدعوة الإسلامية عمومًا تواجه التحديات على مر الزمان؛ فهي سنة الله -عز وجل-: قال الله -تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت:2).

     ومِن أهم التحديات التي واجهت مجلة الفرقان هي تلك الحروب الفكرية على الهوية الإسلامية في مواجهة البدع والانحرافات العقدية في المجتمع،  مواجهة الانحرافات الفكرية  كالتكفير والاعتداء على الحرمات، وغير ذلك مِن التحديات التي تصطدم بالإسلام ودعوته.

     ولا شك أن هذا التحدي بالذات وهو الغلو في التكفير، كان من أهم التحديات التي واجهتها جمعية إحياء التراث الإسلامي عبر وسائلها المختلفة التي من ضمنها مجلة الفرقان، فقد تعرضت الدعوة الإسلامية لفتن كثيرة، ولكن أخطرها (فتنة التكفير)؛  لما يترتب عليها مِن استحلال الدماء والأموال والأعراض وشيوع الفوضى، وما يترتب عليها من إسقاط مرجعية العلماء في نفوس العامة برميهم بالنفاق والعمالة، وغيرها من التداعيات السلبية على الدعوة الإسلامية.

- كيف ساهمت الفرقان في خدمة العمل الخيري وقضاياه؟

- بداية لابد أن نعلم أن العمل الخيري ليس بمعناه الضيق الذي يفهمه الناس أنه مجرد مساعدة لهذا، وعون لذاك؛ وإنما تعدت أدواره ليكون لبنة أساسية في بناء أي مجتمع عبر دوره الريادي التوعوي والتنموي، وعصرنا اليوم عصر الإعلام؛ حيث غزا -شئنا أم أبينا- كل بيت، بل كل فرد، ولم يعد أحد قادرًا على الابتعاد عنه أو تجاهل تأثيره وتبعات ذلك التأثير على الفرد والمجتمع.

     من هنا سعت مجلة الفرقان وعبر العديد من المقالات والتحقيقات والحوارات مع المسؤولين والمتخصصين في العمل الخيري إلى السعي لتغيير النظرة السائدة عن العمل الخيري بأنه مجرد مساعدات تُقدَّم للمحتاجين بأنواعهم، أو أعمال تُنفذ في بعض المناطق، بل سعت لغرس المفهوم الصحيح والحقيقي للعمل الخيري على أنه مشروع تنموي توعوي تثقيفي، وأحد ركائز التنمية المجتمعية.

     لذلك فقد استطاعت الفرقان بناء صورة ذهنية إيجابية عن العمل الخيري، وهذا أنتج -ولا شك- زيادة تقدير للعاملين في هذا المجال، كما حرصت المجلة على متابعة أنشطة الجمعية وفعالياتها، وكذلك المؤسسات الخيرية المختلفة في المجتمع الكويتي الرسمية والأهلية.

- كيف ترى تأثير الفرقان على الواقع الإسلامي والدعوي ؟

- ساهمت الفرقان في تأصيل القيم الإسلامية والمنهج الإسلامي في الحياة الاجتماعية، من خلال التزام مادتها الإعلامية بالفكر الإسلامي.

كذلك تصدت للحملات المغرضة والسموم الإعلامية التي يبثها أعداء الإسلام والجاهلون به، والعمل على إبراز حقيقة الإسلام من خلال منهج إعلامي متطور، يعّد له ويُدرس ويُنسق له بين مختلف أجهزة الإعلام الخارجي ومؤسساته.

 كذلك عايشت الفرقان الأحداث السائدة في مختلف أنحاء العالم، وحاولت تقديم رؤية شرعية منضبطة بالكتاب والسنة لمعالجة تلك الأحداث بموضوعية ومهنية.

- ما رسالتك التي تود توجيهها في نهاية هذا الحوار؟

- نتوجه إلى الله العلي القدير أن يوفق القائمين على إدارة المجلة إلى الاستمرار على هذا النهج وهذه السياسة الرشيدة، من خلال المقالات العلمية في شتى المجالات من عقيدة ومنهج وحديث وتفسير وفقه وتربية وأخلاق، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يجعل ما يبذله هؤلاء من جهود في سبيله ثمارًا نافعة وآثارًا عميقة في الأمة، تبدد عنها ظلمات الجهل، والخمول، والكسل، والخرافات، والبدع، والانحرافات الفكرية والعقدية، وكل ما يشوه صورة الإسلام ووسطيته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك