رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 14 يوليو، 2014 0 تعليق

درر وفوائـد من كــلام السلف


العلم بأمور الدين

- السؤال: حفظكم الله السائل يقول: ما المسائل التي يجب تعلمها والعمل بها؟

- يجب أن يتعلم الإنسان كل ما يحتاج إليه في دينه دون حصر؛ فعلى الإنسان أن يتعلم كيف يتوضأ؟ كيف يصلي؟ كيف يصوم؟ كيف يحج? كيف يزكي إذا كان عنده مال؟ فكل ما يحتاج الإنسان إلى معرفته في الدين فإنه يجب عليه أن يتعلمه، هذه هي القاعدة وهي واضحة، وأما ما لا يحتاج إليه فطلب العلم فرض كفاية إذا اشتغل الإنسان به قام بفرض كفاية، وإن اكتفى بغيره من أهل العلم فذمته بريئة.

فتاوى نور على الدرب للإمام ابن عثيمين رحمه الله

كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟

- هذا سائل البرنامج يقول كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟

- الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين، ومن أحسن ما يكون في هذا الباب: كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، إذا حفظوه عن ظهر قلب، وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لأفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير؛ لأنها مبنية على السؤال والجواب، وبعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد، ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير الشمس، يقول من الذي جاء بها القمر النجوم الليل النهار؟ ويقول لهم الشمس من الذي جاء بها؟ الله القمر؟ الله الليل؟ الله النهار؟ الله، كلها جاء بها الله -عز وجل- حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة؛ لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله -عز وجل- كما قال النبي[: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»؛ وكذلك يعلمهم كيف يتوضؤون بالفعل، فيقول الوضوء هكذا، ويتوضأ أمامهم؛ وكذلك الصلاة مع الاستعانة بالله تعالى وسؤاله -عز وجل- الهداية لهم، وأن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق، أو كل فعل محرم؛ فلا يعودهم الكذب، ولا الخيانة، ولا سفاسف الأخلاق، حتى وإن كان مبتلىً بها كما لو كان مبتلىً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم؛ لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم، وليعلم أن كل صاحب بيت مسؤول عن أهل بيته لقوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}(التحريم: 6)، ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة، ورسول الله[ أكد ذلك في قوله: «الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته»، وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة، فإن أقرب الناس إلى أبائهم وأمهاتهم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث، وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، نسأل الله -تعالى- أن يعيننا جميعاً على ما حملنا من الأمانة والمسؤولية.

فتاوى نور على الدرب للإمام ابن عثيمين رحمه الله

 

من نفائس العلاّمة ابن القيم فيما يخصّ قراءة القرآن

... طرح العلاّمة ابن القيم تساؤلا: أيهما أفضل الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أم سرعة القراءة مع كثرتها، وذلك في كتابه: (زاد المعاد في هدي خير العباد)، ثمّ سرد أقوال السلف في هذه المسألة فقال: «والصواب في المسألة أن يُقال‏:‏ إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفعُ قدراً، وثوابَ كثرة القراءة أكثرُ عدداً، فالأول‏:‏ كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمتُه نفيسة جداً، والثاني‏:‏ كمن تصدَّق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتُهم رخيصة، وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن قتادة قال‏:‏ سألت أنساً عن قراءة النبي  صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏«‏كان يمدُّ مدًّا‏»‏‏.‏

وقال شعبة‏:‏ حدثنا أبو جمرة، قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ إني رجل سريعُ القِراءة، وربما قرأتُ القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابنُ عباس‏:‏ لأن أقرأ سورةَ واحدة أعجبُ إِلَيَّ من أن أفعل ذَلِكَ الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً ولا بد، فاقرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك‏.‏

وقال إبراهيم‏:‏ قرأ علقمةُ على ابن مسعود، وكان حسنَ الصوت، فقال‏:‏ «رتِّل فِداك أبي وأمي، فإنه زينُ القرآن‏».‏

وقال ابن مسعود‏:‏ «لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَة»ِ‏.‏

وقال عبد اللّه أيضاً‏:‏ «إذا سمعتَ اللّه يقول‏: {يا أيّها الذين آمنوا} فأصغِ لها سمعك، فإنه خيرٌ تُؤمر به، أو شرٌّ تُصرف عنه»‏.‏ وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى‏:‏ «دخلت عليَّ امرأة وأنا أقرأُ ‏(‏سورةَ هُود‏)‏ فقالت‏:‏ يا عبد الرحمن‏:‏ هكذا تقرأ سورة هود‏؟‏‏!‏ واللّه إني فيها منذ ستةِ أشهر وما فرغتُ مِن قراءتها»‏.

كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد) صفحة 327 طبعة مؤسسة الرسالة.

 

الورع

كلام يكتب بماء الذهب في الحذر من العجب بالعمل وازدراء المقصرين في الأعمال قال المروذي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وذكر أخلاق الورعين فقال أسأل الله ألا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟.

وقال المروذي أيضا: قلت لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل) ما أكثر الداعين لك فتغرغرت عينه وقال أخاف أن يكون هذا استدراجا. (الورع للمروذي».

(كتاب-الورع).

 

قل هو من عند أنفسكم

 

قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله : وما أجرى الله وابتلى به من الزعازع والمحن من أكبر أسبابه وأعظم موجباته مخالفة الأمر الشرعي وترك طاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله؛ ولهذا يُسلّط العدو، وتُنزع المهابة من صدور أعدائكم، وتضربون بسوط الذل والمهانة، كما جاءت به الآثار وصحت به الأخبار وشهد له النظر والاعتبار.

مجموعة الرسايل والمسايل النجدية (198/3).

 

 

الحذر من إثارة الفتن بين الراعي والرعية

 

     قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: «ولا يحلّ لأحد أن يتخذ من خطأ ولاة الأمور إذا أخطؤوا - أعني: ولاة الأمور معرّضون للخطأ كغيرهم - كل بني آدم خطاء وخير الخطَّائين التوابون، ولكن لا يجوز لأحد أن يتّخذ من هذا الخطأِ سلّمًا للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين النَّاس؛ فإن هذا يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال ونظام، وإن كانت حقًّا ويوجب بالتالي التمرّد عليهم وعدم السمع والطاعة، وربّما يوجب الخروج عليهم كما جرى في صدر هذه الأمة.

     ولا شك أن في هذا تفكيكًا للمجتمع وإحداثًا للفوضى والفساد؛ ولهذا جعل الله تعالى طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله، جعلها عبادة يتعبَّد الإنسان بها لله عزَّ وجل؛ لأن الله -تعالى- أمرَ بها، وكل شيء أمرَ الله به فإنه عبادة، سواء كان ذلك فيما يتعلَّق بمعاملة العبد مع خالقه أم بمعاملة العبد مع مخلوق آخر..».

 (الخطب المنبرية - موقع العلامة ابن عثيمين رحمه الله على الإنترنت).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك