رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 20 أبريل، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 أخلاق لم تكن حتي في الجاهلية

1. قال لي ابن أخي: أعرف مجموعة من الشباب ينظمون رحلة إلى مسبح مختلط؛ ذكرتهم بالله، وقلت لأحدهم لأستثير نخوته: هل ترضى لأختك أن تسبح مع رجال؟! فقال: «عادي...أصلا أنا ماخد أختي معنا»!!

2. في بلادنا كثير من الأولاد عندما يناهزون البلوغ يريدون أن يبرهنوا على رجولتهم فترى أحدهم يقول للآخر: «يلعن أبوك» فتتوقع أنه يكون الرد عنيفاً فإذا به يضحك حتى لو تمادى الشاتم بسب أمه وأخته.

     هؤلاء ينعقد معهم اللسان ولا تدري بماذا تخاطبهم؟! فمشكلتهم أعمق من قلة الدين؛ إذ ليس لديهم الأساس الذي يبنى عليه الخطاب الديني عادة...ليست لديهم النخوة التي تستثيرها والفطرة التي تخاطبها.

     جاء الإسلام إلى أقوام عرب عندهم نخوة، وشرف، وشهامة، وغيرة. حتى جريمة وأد البنات كان من دوافعها الغيرة أن تقع ابنته في الفاحشة، فلو سُب عرض أحدهم لاستُلت السيوف وتطايرت الرؤوس!

     في الحديث الصحيح عندما جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم  يقول: «يا رسول الله ائذن لي بالزنا»، كان كافيا لرسول الله أن يسأله: «أتحبه لأمك»، «لابنتك»، «لأختك»، «لعمتك»، «لخالتك»...ويرد الشاب في ذلك: «لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك». لم يكن متوقعا من (إنسان) و(عربي) غير هذا الجواب. فبنى النبي صلى الله عليه وسلم على أساس هذه الغيرة.

اليوم، هناك من ينتسب للإسلام وقد يرد على هذه الأسئلة بـ(نعم أرضاه)!!! فماذا تقول له بعد ذلك؟!

     وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» فقال الصحابة متعجبين: «يا رسول الله! وكيف يلعن الرجل والديه؟!»؛ إذ لم يتصوروا للحظة أن يقع ذلك من (إنسان)...

فأجاب: «يَسبُّ الرَّجلُ أبا الرَّجلِ ، فيسُبُّ أباهُ ، ويسبُّ أمَّهُ فيَسبُّ أُمَّهُ».

والحالة الـمُتصورة وقتها أن يسب أبا شخص أو أمه على سبيل الغضب فيرد عليه الآخر بسب أبيه أو أمه غاضبا.

ما أظن الصحابة علموا أنه يأتي أقوام –وينتسبون إلى الإسلام!- يسبون آباء بعضهم ضاحكين! لم يكونوا يتصورون ذلك في الجاهلية فضلا عن الإسلام!

أيها الآباء ، أيتها الأمهات، عندما تجلسون مع أبنائك على المسلسلات التي تدمر الحياء.

عندما تخرجين بغير المظهر الذي ارتضاه الله لك.

وعندما تهملون تربيتهم على الكرامة والنخوة والإباء والغيرة وتتركوهم لحياة الكسل والخواء والتفاهة.

فاعلموا أنكم تتلفون في الأبناء مقوماتٍ فطريةً أساسية، يرتكسون فيها في بعض طباعهم إلى ما دون أخلاق الجاهلية! وحينئذ: إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدبٌ يفيد ولا أديب!

إياد عبد الرحمن

 

إنسان آخر

الإنسان الآخر الذي أودّ التحدث عنه، لا يعرف قلبه إلا الحب لمن حوله، وهو ودود ولطيف المعشر.

سواء كان أبا، فهو الحنون القريب، المربي الفاضل للصغير والكبير أم جاراً فهو يسعد به من حوله، ورفيقاً بمن أساء وأخطأ.

إنسان آخر

     لا تعرف نفسه العلو، فهو عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، في مجلس النبوة يصرح بحبه لعائشة، ولأبيها  رضي الله عنه ليعلم الإنسانية أن التعبير عّن العاطفة لمن نحبهم ليس خطأ.

كثيراً ما نفتقد أن يقول الآباء والأمهات لأبنائهم تحبكم يا فلذات أكبادنا، فلا أرى منكم ما نكره.

نريد أن تكون مجالسنا عامرة بروح الأخوة، ينبثق منها الود والمحبة. فأن يجب أن أنسى زلات أخي، وأعظم حسناته لتبقى مودته.

وجاري، أحسن له الجوار، فلا يرى مني ما يكره، تأسيا بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

     ما أحوجنا لضم أطفالنا، واحتواء فتياتنا وشبابنا، ولا يكون ذلك إلا بحبهم أولاً، وتقبل ما يصدر منهم كما كان صلى الله عليه وسلم  مع ذلك الشاب الذي يستأذنه للزنا. قربه وتطلف معه وبدأ بالحوار معه.

     لا تتغير السلوكيات إلا بتغير القناعات، فنحن نشكو من تصحر العواطف فيما بيننا، ونجتمع في مكان واحد والقلوب مشردة عن الأجساد {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (الرعد:11).

ابدأ بنفسك أولاً وكن إنسانا آخر، كن كمحمد صلى الله عليه وسلم  الذي امتدحه ربه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4).

تحتاج قلوبنا لشيء من العقل حتى تستقيم أخلاقنا.  وتحتاج عقولنا لشيء من العاطفة حتى تلين ردود أفعالنا.

إن من الحكمة أن تدفع بالتي هي أحسن في سائر تعاملاتك، وأن تصبر وعاقبة الصبر محمودة.

الإنسان الآخر من السهل أن تكون أنت  هو، إذا طبقت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم  «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ» حديث شريف رواه مسلم.

تعامل كمحمد صلى الله عليه وسلم  زوجاً وأباً وجاراً، لتكن أنت الآخر الذي نريد أن يتبع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في سائر تعاملاته.

     ماذا عرفت خديجة -رضي الله عنها- عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وماذا قالت عائشة -رضي الله عنها- عنه؟ «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ، وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي» رواه الترمذي وصححه الألباني.

منيرة هوشان المطيري

 

 

بين سبات الرابعة وهدير السابعة

-في الساعة الرابعة صباحاً، وهي وقت صلاة الفجر تجد طائفة من الناس وفقها الله، توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينة لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما تكبر {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}(النور: 36).

-بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فرشهم، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته في سباتهم.

-حسناً.. انتهينا الآن من مشهد الساعة الرابعة.

ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة.

- ما إن تأتي الساعة السابعة التي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج وبدأ وقت الدراسة والدوام.. إلا وتتحول عواصم البلاد وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار.. حركة موارة.. وطرقات تتدافع.. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة.. ومقاه تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل.

     المقارنة بين مشهدي الساعة الرابعه والسابعة صباحاً هي أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله.. لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولاغناء أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام.. إنها (الصلاة).. التي قبضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر: «الصلاة..الصلاة..» وكان ذلك آخر كلام رسول الله.. الصلاة التي عظمها الله في كتابه... تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا!

تأمل في قوله تعالى: سورة مريم: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }(مريم: 59).

الله المستعان هذا حالنا الذي نعيشه.

إبراهيم السكران

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك