رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 20 أبريل، 2015 0 تعليق

بث روح النصر في قلوب الجيش

النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على إعداد الروح المعنوية لأتباعه -رضي الله عنهم- قبل الغزوة وأثناءها وبعدها، وذلك عبر النقاط الآتية:

- بث روح التفاؤل والثقة بالله -عز وجل- وحسن التوكل عليه والثقة بنصر الله وتأييده وعونه، وكان يقرأ عليهم آيات النصر ومنها: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (الروم:47) وأيضا { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر:51)، ولما أتى خيبر ليلا قال صلى الله عليه وسلم : «خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» رواه البخاري.

- يربي أصحابه على نبذ الظلم، ونصرة المظلوم والوقوف مع العدل حتى ولو لم يكونوا مسلمين، كما حدث لما اجتمعت قبائل من قريش في دار عبدالله بن جدعان وتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو غيرهم، إلا أقاموا معه حتى ترد عليه مظلمته وهو ما يسمى بحلف الفضول، وحديث البراء  بن عازب في الصحيحين: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  بسبع ونهانا عن سبع -ذكرنا- ونصر المظلوم-..».

     وفي حديث جابر مرفوعا: «ما من امرئ يخذل امرأً مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته» (رواه أبو داود وحسنه الألباني.

- الإحسان إلى الجيش؛ فلا يشق عليهم لا في طعام، ولا شراب، ولا تواصل مع أهله، وعلاجه، وراحته، وقبل ذلك عبادته.

- اختيار أحسن المنازل لهم ليشعروا بالراحة والأمن والأمان، فعن أبي هريرة قال: «كنا إذا نزلنا طلبنا للنبيصلى الله عليه وسلم  أعظم شجرة وأظلها..» في الفتح 6/120.

- يحرص على سلامة جنوده ويتفقدهم ويرعاهم.

- لا يصدق أخبار الواشين عنهم، وإذا سقط أحدهم أسيراً أو تأخر أفدى، وبعث بسرية مجهزة لإنقاذه.

- توفير من يعاون أفراد الجيش بكل ما لا يطيقونه؛ فلما خرج صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة.

-  يحفظ لهم سبقهم في الدين ويحسن الظن بهم ويرعى أهليهم، فإذا انتصر لم ينس أفضال من كان معه ودورهم، ويرعى أهاليهم طيلة مدة الحرب.

- حرصه على وحدة صف الجيش، والإجهاز على بوادر الفرقة والنزاع؛ فلا يسمح بالدسائس، ويبعد كل متربص ويعزل كل خائن، ويرجع المنافقين، وقال صلى الله عليه وسلم : «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة» متفق عليه.

- كان يدعو لهم، ويستغفر لهم، ويأمر بالقنوت لهم، ويرسل ممن يهدئ من روعهم، ويثبتهم بالكلمات والمواعظ الطيبة، قالصلى الله عليه وسلم : «اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا».

- إسقاط التكليف بما يشق عليهم من الجهاد بالمال، فقالصلى الله عليه وسلم : «من يجهز جيش العسرة فله الجنة» رواه البخاري.

- الحرص على مصالح الجيش، وسماع نقدهم واقتراحاتهم، حتى يكونوا في عزة؛ ففي غزوة تبوك لما أصاب الناس مجاعة، قالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرس نواضحنا فأكلنا وادَّهنَّا،  فقال صلى الله عليه وسلم : «افعلوا».

- توجيه أصحابه إلى الاستفادة من التجارب والمعلومات التي تصلهم حول جيش العدو، فقال صلى الله عليه وسلم : «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين» متفق عليه.

- وضوحه وموضوعيته واستنكار أخطائهم من غير مداهنة أو مداراة أو تحيز، لما قال لأسامة: «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!».

- عدله مع أصحابه؛ فلما مر بسواد بن غزية فطعنه في بطنه، وقال: استو يا سواد.

-  عنايته بمشاعر الجيش وتطييب خواطهم وإظهار حنان القائد وعطفه لما قال: «يا حذيفة اذهب فادخل مع القوم، فانظر ماذا يصنعون، ولا تحدث شيئا حتى تأتينا».

- إيناسه لهم وإدخال السرور عليهم وإنشاد الأشعار معهم، وكان يقول: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة».

اللهم انصر جيشنا الباسل، واجعل كيد الأعداء في نحرهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك