رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 2 أبريل، 2019 0 تعليق

الفرقان والأقليات المسلمة

 

بالرغم من كون الأقليات المسلمة حول العالم (المسلمون في الدول غير الإسلامية) تتراوح  نسبتهم حول 30% من إجمالي تعداد مسلمي العالم (حوالي 500 مليون نسمة)، إلا أنهم لا يحظون بتغطية إعلامية احترافية متخصصة، ترفع واقعهم، وتلقي الضوء على جهودهم في دولهم، وتتطرق للتحديات التي تواجههم بنهج إيجابي يستهدف خلق الوعي ودعم جسور التواصل بين الشعوب المسلمة حول العالم الإسلامي، سواء في دولها ذات الأغلبية المسلمة، أم في تلك الدول التي تعيش فيها أقليات عددية مسلمة، وسعياً لرفع الواقع، بل المعاناة التي تجدها تلك الأقليات المسلمة التي مازالت حاضرة وبقوة إلى اليوم ولا تجد من يتقدم لإنهائها، سعت الفرقان وعبر العديد من الملفات لتسليط الضوء على معاناة هذه الشعوب المكلومة.

هموم متشابهة

     وتعاني الأقليات في العديد من قارات العالم ولاسيما في أفريقيا وآسيا، حروبا وصراعات، فقرا وقلة في الموارد والإمكانيات، تهميشا اجتماعيا وسياسيا، هذه هي أبرز هموم الأقليات الإسلامية التي تناولتها الفرقان عبر ملفاتها المختلفة عن الأقليات، وبنظرة عامة على خريطة الصراعات السياسية والعسكرية في العالم، نجد أن أغلب مناطق التوتر تتركز في المناطق التي تتواجد فيها أقليات إسلامية، كما هو الحال في جامو وكشمير، وتركستان الشرقية، والفلبين، وبورما، والبلقان.. إلخ.

واقع الإعلام والأقليات

   ولا شك أن اهتمام الفرقان بهذا الملف جاء من تجاهل عدد من وسائل الإعلام لهموم هذه الشعوب المسلمة؛ فبقليل من الجهد في متابعة وسائل الإعلام العربية، تستطيع أن تكتشف بسهولة، أن المسلمين حول العالم في الدول غير المسلمة (الأقليات المسلمة) يحظون فقط باهتمام انتقائي ومؤقت من قِبَل وسائل الإعلام، يرتبط حضوره فقط بوقوع مذابح منا حدث مؤخرا في نيوزيلاندا وهو ما سنفرد له ملفا خاصا في العدد القادم إن شاء الله، أو تهجير قسري لهؤلاء المسلمين، أو بصلاة التراويح في شهر رمضان أو الأعياد، وبمجرد ما أن ينشغل العالم بحدث آخر سرعان ما ينصب هذا الاهتمام على الحدث الجديد، ويتبدد الزخم الإعلامي فجأة وكأن شيئاً لم يحدث، وفي حقيقة الأمر هذا اهتمام مبتور، يعرض فقط جزءاً من الصورة، ويتجاهل أجزاء كثيرة؛ فالتركيز المرهون فقط بالبكائية والمرتبط باضطهاد المسلمين هؤلاء، ينقل إليك الصورة ناقصة، أغفلت قصصاً كثيرة من النجاحات وتعايش المسلمين في المجتمعات غير المسلمة وكيف أسهموا في نهضتها.

السؤال المهم

     هذه الصورة الناقصة غاب معها السؤال الأهم ألا وهو: ما دور المسلمين أنفسهم تجاه مجتمعاتهم غير المسلمة التي تفتح لهم الباب، وتمنحهم حقوق المواطنة والتعايش؟ فالزخم الإعلامي المصاحب فقط للأقليات المضطهدة -ومع الأسف- ليته كان اهتماما مستمرا باستمرار الاضطهاد لكنه اهتمام مؤقت رغم استمرار الاضطهاد من عشرات السنوات، مثل واقع المسلمين الروهينغا، دون تسليط الضوء على الواقع الإيجابي لملايين المسلمين في دول أخرى، -مع الأسف- هذه المعالجة المنقوصة رسخت صورة ذهنية مغلوطة بطريقة غير مباشرة لدى المشاهد أو القارئ، قد يستشعر معها أن المشكلة في الإسلام أينما حلّ وفي المسلمين، في تجاهل تام للتوازن ما بين مسلمين توفرت لهم سبل التعايش المشترك؛ فانطلقوا يقومون بدورهم في خدمة مجتمعاتهم غير المسلمة، وآخرين حرموا من مجرد الحقوق، وهذا ما حاولت الفرقان معالجته عبر تناولها لهذا الملف.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك