بريد القراء
بكاء الصحابة رضي الله عنهم
بكى معاذ - رضي الله عنه - بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون، وكان حذيفة - رضي الله عنه - يبكي بكاء شديدا، فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال: لا أدري على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟
ومن فوائد البكاء من خشية الله:
أ - أنه يورث القلب رقة ولينا.
ب - أنه سمة من سمات الصالحين.
جـ - أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة.
د - أنه طريق للفوز برضوان الله وجنته.
وصاحب العين التي تحرس في سبيل الله لا يدخل النار؛ لأن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام للإسلام وناشر لوائه وحامي حماه، والمجاهدون هم صفوة الخلق وسادة الناس، وهم الناصحون للعالم كله على الحقيقة، الباذلون نفوسهم ومهجهم ليسعدوا البشرية بالتمتع بهذا الدين، فينالوا بذلك رضوان الله في الدنيا والآخرة، فالجهاد في سبيل الله يحقق للأمة الإسلامية الخيرية على الأمم الأخرى؛ لأنه قمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، وقال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}، وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله..}.
فضل الجهاد في السنة
عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال: سألت رسول الله[، قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال[: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».
مريم عبدالعزيز العنزي
الأطفال والأجهزة الحديثة
في هذا الزمن يكتسب الأطفال معلوماتهم من خلال استعمالهم للأجهزة الحديثة، مثل الحاسب الآلي وغيره من الأجهزة، معلومات في مجال الألعاب واللغة والعلوم المناسبة لأعمارهم، فكل عمر يختلف عن العمر الآخر، إنه عصر الاكتشافات الحديثة، التي تقدم للأطفال كل ما هو جديد.
الأطفال يختلفون في سلوكهم، فتجد أطفالا سلوكهم جيد يحب بعضهم بعضا، لا إزعاج ولا غير ذلك من الأمور، وهناك أطفال أخلاقهم تتفاوت بنسب مختلفة على حسب تربيتهم في البيت أو المدرسة، والله الهادي إلى الأخلاق الجيدة والسلوك الحسن.
الكتب الخاصة للأطفال لها دور في تربية الطفل من خلال ما ينشر من صور مناسبة تحث على السلوك الحسن، وذلك ينعكس على حياة الطفل في البيت والمدرسة؛ فالكتب المبسطة تشمل عادات حسنة يحتاجها الطفل في حياته لكي يتعود عليها.
محطات حياتية
أبذل جهدك على قدر ما تستطيع لاكتساب المعلومات من الذين سبقوك خبرة في الحياة؛ لأنهم هم القدوة في الأمور التي تخفى عليك.
القراءة المستمرة للكتب القيمة تجعلك إنسانا مثقفا حيث تسير في الحياة سيرا سليما بما أعطاك الله وهداك إلى التفكير السليم.
يوسف علي الفزيع
الابتلاء سنة الله...طريق الفوز والفلاح
الابتلاء تمحيص المؤمن من الكاذب:
الابتلاء -أو الفتنة- سنة من سنن الله تعالى في خلقه أجمعين منذ أن خلق الله عز وجل آدم وحواء، وهي جارية إلى يوم الدين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقد يصاب الإنسان المؤمن بالمحنة والابتلاء والفتنة ليختبره الله عز وجل في إيمانه وصبره وصدقه وإخلاصه مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الصادقين اللذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (العنكبوت: 2-3). فالإيمان ليس أقوالا وأماني فقط بل هو أفعال وأعمال وسلوكيات، وأقوال يجب أن تترجم في الواقع والحياة.
للابتلاءات والفتن صور وأشكال مختلفة:
للابتلاءات والفتن والمحن صور وأنواع وأشكال مختلفة تصيب جميع الناس: المؤمنين والفجار والكفار والصادقين والكاذبين والفقراء والأغنياء والأصحاء والمرضى وغيرهم من خلائق الله في هذه الحياة الدنيا، فالإنسان مهما كان يُبتلى ويفتن ويمتحن في كل شيء وفي الإيمان والمال والغنى والفقر والصحة والمرض والأهل والأحباب والأولاد وفي أعزها ما يملك وغير ذلك، وقد يُبتلى الإنسان بالخير والشر مصداقا لقوله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} (الأنبياء: 35). إلا أن الإنسان المؤمن هو أكثر الناس ابتلاء وامتحانا وفتنة في هذه الحياة الدنيا؛ لأنه غريب ويقبض على دينه كأنه قابض على الجمر، كما قال عليه الصلاة والسلام: «يأتي على الناس زمان الصابر على دينه كالقابض على الجمر» حديث حسن، ولأن الدنيا فانية والحياة الحقيقية والدائمة والخالدة هي الحياة الأخروية. قال رسول الله [: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. فطوبى للغرباء» رواه الإمام مسلم في صحيحه. ولذلك وجب على الإنسان المؤمن الثبات في المحنة والشدائد والصبر على البلاء والفتنة في كل الأوقات والأحوال لأن هذا هو الطريق الصحيح وهو طريق الأنبياء والرسل والمؤمنين في كل زمان ومكان، ولذلك يحذرنا الله عز وجل من الوهن والإحباط والفشل والاستسلام والانهزام النفسي؛ لأن الابتلاء سنة جارية وماضية إلى يوم الدين مصداقا لقوله:{فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا}(فاطر: 43). وقوله كذلك: {وتلك الأيام نداولها بين الناس} (آل عمران: 140).
عمر الرماش
الشيطان عدو الإنسان
لقد أخذ الشيطان - أعاذنا الله منه - العهد والميثاق، لغواية بني آدم، وجاء ذلك صريحا في كتاب الله عز وجل، حيث قال تعالى: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال فالحقُّ والحقَّ أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين}؛ ولهذا حذر الله تبارك وتعالى من الشيطان وكيده وجنده، وبيّن ذلك واضحا جليا في القرآن الكريم، فقال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} (فاطر: 6)، فالواجب على من ميزه الله بالعقل ووهبه هذه النعمة العظيمة أن يستعملها فيما خلق من أجله ألا وهي عبادة الله وحده لا شريك له، ويجعل كل وقته مسخرا لطاعة مولاه الذي خلقه فسواه، ووهب له النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، ومن استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فقد خسر وخاب وندم.
فطاعة الله عز وجل، وطاعة الشيطان الرجيم لا تجتمعان في قلب إنسان أبدا، فالله يدعو إلى الجنة والمغفرة، يدعو عباده للرحمة والرأفة، أما الشيطان عدو الإنسان فلا يدعو إلا إلى كل فاحشة ورذيلة، وكل ما يبعد عن الفضيلة، فهو يدعو العباد إلى السخط والنار والعياذ بالله، قال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا} (الكهف: 50)، فكان اتباع الشيطان من أسباب الانتكاسة والخسارة في الدنيا والآخرة، فالشيطان يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، فإن هم أطاعوه واتبعوا الهوى والشهوات، وارتكبوا المحرمات والمنهيات، وإن هم تركوا الطاعات، وهجروا القربات، فإن هم فعلوا ذلك فقد أحلوا أنفسهم دار البوار، وستحل بهم النقمات، ثم سيتخلى عنهم شيطانهم الذي اتبعوه واتخذوه وليا لهم من دون الله، نعم سيعترف لهم بعد أن يكونوا حطبا لجهنم، وحصبا لها، بأنه لم يأمرهم إلا بالباطل فاتبعوه، فهو ليس مسؤولا عنهم، ولم يجبرهم على اتباعه، ولن ينقذهم من النار، إذ كيف سينقذهم منها وهو خالد فيها؟.
والقرآن يصور هذه الأحداث لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فيقول الله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} (إبراهيم: 22)، فالشيطان لا يفتأ يوسوس للإنسان حتى تزلّ قدمه عن طريق النجاة، وتتفرق به السبل، ويغرق في لجج المعاصي والآثام، وتتلاطم به بحور الذنوب العظام؛ فتضيق به نفسه، وتتفاقم الدنيا عنده، فيلهث من أجلها، فيصبح لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، فهذا هو عمل الشيطان عدو الإنسان.
راشد الهجري
لاتوجد تعليقات