رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إيهاب الشريف 1 أبريل، 2024 0 تعليق

النسوية التي ندعمها

 

النسوية التي ندعمها، هي تلك النسوية التي جاءت من خلال النصوص الشرعية المستفيضة التي أتت بحقوق المرأة ولتكريمها، وكذلك بالاستناد إلى الأبحاث العلمية المختلفة التي توافقت وتناغمت مع نصوص الوحي في بيان هذه الحقوق، وأنها لا شريعة في بيانها أتم من الشريعة الإسلامية، ودعمًا للنسوية أكتب هذه الكلمات.

النسوية، التي تُبنَى على نصوص الوحي: {وعاشروهن بالمعروف}، «استوصوا بالنساء خيرًا». النسوية، التي تعطي للمرأة حقها، وتصونها إنسانة كرَّمها الله وفضلها، فضلًا عن أنها مسلمة. النسوية، التي توقف المرأة عند الحدود الشرعية فلا تتجاوزها، بل تفخر وتعتز أنها تلتزم بها. النسوية، التي تأتي على شبهات الخصوم والمهزومين فتدمغها وتبهتها. النسوية، التي عاشتها المرأة المسلمة في ظلِّ دولة الإسلام عَبْر القرون المتتابعة؛ فلم تأتِ عليها مثلها، ولا اندرست معالهما، بل حفرت في ذاكرة التاريخ.

الفروق الطبية

          وكذلك تلك الفروق الطبية التي ذكرها الباحثون بين الرجل والمرأة، ومِن ثَمَّ أثَّرت فيما يوكل إلى كلٍّ منهما، بل حتى في كثيرٍ مِن الأحكام الشرعية التكليفية، وهذا لا شك يزيد المسلم يقينًا وطمأنينة إلى أحكام هذه الشريعة، وذلك من خلال مقالات مختصرة ومركزة توضِّح الفكرة، وتزيل الشبهة؛ ليهلك مَن هلك عن بينة ويحيا مَن حي عن بينة.

هل تسوي الشريعة بين الرجل والمرأة؟

         التسوية تعني المماثلة والمعادلة بين الشيئين، وهذه المساواة قد تجمع بين المتساويين وتفرِّق بين المتفرقين؛ فتكون مساواة عادلة، وتكون مساواة جائرة ظالمة إذا ما جمعت بين المتساويين والمتفرقين، قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-: «دين الإسلام دين العدل، وهو الجمع بين المتساويين، والتفريق بين المتفرقين، ولم يأتِ حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبدًا، إنما يأمر بالعدل» (شرح الواسطية).

العدل يشمل التسوية والتفريق

         والعدل يشمل التسوية والتفريق، أما المساواة فهي تشمل التسوية فقط، فمِن العدل: التفريق بين الرجل والمرأة في الميراث، والشهادة، وغير ذلك مما جاء به الدليل، فبالعدل يأخذ كلُّ مكلَّف حقه بما يتناسب معه، والدور الذي خلقه الله له، فالعدل إذن يشمل المساواة ويضبطها، فكما أن المرأة على النصف من الرجل في الميراث والشهادة؛ فلها حالات ترث فيها أكثر من الرجل، وكلا الحالين عدل.

حتى تنتظم نواميس الكون

          وفي ضوء ما تقدَّم نفهم: أن اللهَ خَلَق الزوجين الذكر والأنثى ليتكاملا ويتوافقا، لا ليتقابلا ويتنافرا، وبهذا تنتظم نواميس الكون وتستقيم حركة الحياة؛ ليس في الجنس البشري فحسب، بل في سائر المخلوقات {ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين}، فكل زوج مفتقر إلى زوجه محتاج إليه. وقد قدَّر الله وقَضَى أنه {ليس الذكر كالأنثى}، ونجاح الجنس البشري مرهون بفهمه لهذه الحقيقة، وليس الثورة عليها، وهو أمر جاء به الشرع في نواحٍ عِدَّة، كما أثبتته أيضًا الحقائق العلمية، وهذا الاختلاف ليس قاصرًا على الشكل الظاهري فقط، بل يشمل التكوين الداخلي كذلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك