
العقيدة الإسلامية داخل الفصول الدراسية
- الهدف من تدريس العقيدة، أن نبث في نفوس الطلاب العقيدة الصحيحة التي تقوم على الإيمان الراسخ بوجود الله
بين أيدينا كتاب هام من المكتبة الإسلامية المعنية بالشأن التربوي والجانب التعليمي ولاسيما غرس العقيدة في نفوس الأبناء والبنات، وهو كتاب (العقيدة الإسلامية داخل الفصول الدراسية) لمؤلفه د.سالم يوسف الحسينان - حفظه الله-؛ حيث يعد من المصنفات التي تعتني بهذا الباب وتتميز به، يجمع الكتاب العديد من المسائل والكثير من الحقائق العلمية والشرعية، وأهم القواعد والأصول والفنون التي يجب مراعاتها عند تدريس العقيدة الإسلامية داخل الفصول الدراسية، كما يعدّ الكتاب نداء لكل معلم معني بالأمر لكي ينهض لهذه المهمة الشريفة، ويتهيأ لها ويعد لها عدتها وكذلك تبصير المتعلمين بأهمية العقيدة الصحيحة ودورها في تحقيق استقامة حياة المسلم، وآخرته على السواء.
ويقع هذا الكتاب في غلاف واحد من 166 صفحة يتكون من تمهيد ومقدمة المؤلف، وسبعة مباحث، ثم الخاتمة والمراجع، ثم فهرس الموضوعات، وقد قدم لهذا الكتاب أصحاب الفضيلة الشيخ د. محمد الحمود النجدي، والشيخ د. فرحان عبيد الشمري حفظهم الله، وتم طباعته الطبعة الأولى (1446هـ- 2025 م) وقام على الطباعة دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع بدولة الكويت.
لماذا هذا الكتاب
تعرض المؤلف في مقدمة مؤلفه لبعض من أسباب كتابة هذا البحث والتي ذكر منها:
إن الهدف من تدريس العقيدة، أن نبث في نفوس الطلاب العقيدة الصحيحة، التي تقوم على الإيمان الراسخ بوجود الله وكمالاته التي لا تحصى، وكذلك الإيمان الجازم بالرسل، والملائكة، وبالكتب السماوية، وباليوم الآخر، وما فيه من ثواب وعقاب، وبالقضاء والقدر. وإن من أهم أسباب ثبات الإيمان في قلوب الطلاب وجود وازع وحماية في نفوسهم أمام المتربصين الذين ينشرون الشبهات والإلحاد بين أبناء المسلمين.
ووجود معلّم مميز في تدريس العقيدة، يخاطب وجدان طلابه، ويغرس فيهم عظمة الخالق وحقوقه، ويثبت الإيمان بالأركان الستة في قلوبهم ليظهر على عباداتهم ومعاملاتهم.
العقيدة آداب وأخلاق وأهداف
تناول المؤلف في هذا المبحث أهم ما يجب أن يتحلى به المعلم في شرح درس العقيدة، وكيف أن التعليم مهنة الرسل؛ إذ بعثهم الله -تعالى- معلّمين للخلق، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنما أنا لكم مثل الوالد أعلّمكم» والمعلمون قد ورثوا هذا المقام عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لذا ينبغي للمعلّم عموما، ومعلّم التربية الإسلامية خصوصا أن يتحلى بقيم وأخلاق، وأن يتصف بصفات تليق بالمقام الذي وضعه الله -تعالى- فيه وذكر منها:
أن يكون ربّانيا، أن يكون مخلصا في الاستقامة على دين الله -تعالى-، وأن يكون صبورا على معاناة التعليم، وتقريب المعلومات إلى أذهان الطلاب، وأن يكون حليما في التعامل معهم، وأن يكون صادقا فيما يدعو إليه، وأن يتصف بسعة العلم ومداومة التزود منه، وأن يكون على علم بكيفية الربط بين موضوع درس العقيدة وحياة الطلاب وواقعهم المعُاش.
قيم وأخلاق يجب غرسها في الطالب
ثم تعرض المؤلف في هذا المبحث لبعض القيم والأخلاق التي يجب غرسها في الطالب أثناء تدريس العقيدة والتي كان منها:
أن العقيدة تستقى من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم - بفهم الصحابة والسلف رضوان الله عليهم، وينبغي الأدب مع كلام الله -تعالى- وكلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، والأدب مع علماء السلف بالترحم عليهم واحترامهم، وألا يشتغل في أول أمره بمسائل الاختلاف بين العلماء، ولابد من ملازمة العلم للعمل، وأن يعلم الطالب أنه بتعلمه للعقيدة فإنه يقف على ثغر الدفاع عن الشريعة.
أهداف تدريس العقيدة
ثم تناول المؤلف -حفظه الله- أهم أهداف تدريس العقيدة سواء كانت أهدافاً عامة أو خاصة وكان من ضمن هذه الأهداف:
تثبيت العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الطلاب، وإعداد الإنسان الصالح الذي يعبد الله على بصيرة، وتعريف الطلاب معنى التوحيد وأهميته وضرورته، وتعريف الطلاب بالله -تعالى- وعظمته ودلائل قدرته، وتعميق إيمان الطلاب بأسماء الله -تعالى- وصفاته في حياة المسلم، وتعليم الطلاب وجوب محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه واتباعه، وأن يربط الطلاب الإسلام بالحياة الواقعية لحل مشكلاتها، وغرس عقيدة الولاء والبراء في نفوس الطلاب.
مادة العقيدة مهارات وحلول
في هذا المبحث تناول المؤلف مهارات التدريس الأساسية والتي هي: (مهارات التخطيط، ومهارات التنفيذ، ومهارات التقويم) كما ذكر بعضاً من فوائد التخطيط والتحضير في العملية التربوية والتعليمية والتي منها:
مهارات التخطيط
زيادة ثقة المعلم بنفسه، والتمكن من المادة العلمية، وتحديد الأهداف والمعايير الخاصة، والتخطيط الجيد يزيد تركيز المعلم ويبعد عنه التشتت والتخبط، كما يمكّن التخطيط المعلم من إدارة الصف بصورة تفاعلية، كما يوفر عملية التقويم والتغذية الراجعة، ويساعد التخطيط على مراعاة الفروق الفردية، وتجريب الوسائل والأدوات والبحث عن الاستراتيجيات المناسبة.
مهارات التدريس
قسم المؤلف في هذا المبحث المهارات لمجموعات: المجموعة الأولى مهارات تنفيذ الدروس والتي منها إثارة الدافعية لدى المتعلمين، اختيار الأسئلة المناسبة وتوجيهها، واستخدام الوسائل التعليمية المناسبة، واختيار الأسئلة المناسبة، والإلقاء الجيد للدرس ثم تناول المجموعة الثانية والتي كانت تتضمن مهارات الإدارة الصفية ثم مهارات تقويم التدريس. ثم تناول المؤلف مراحل تدريس العقيدة وكيف أن تدريس العقيدة يمرّ بعدة مراحل وخطوات بيانها فيما يلي:
التهية الحافزة، وعرض النصوص القرآنية والنبوية، وتكليف الطلاب بقراءتها، ومناقشة الطلاب، واستخلاص العقائد الواردة في النص، ومن ثم إجابة الأسئلة الواردة في الكتاب.
العقيدة وسائل وأنشطة تعليمية
في هذا المبحث عرّف المؤلف الوسيلة بأنها ما يتوصل به الإنسان إلى شيء أو ما يتقرب به إلى غيره، كما عرف الوسيلة التعليمية بأنها كل ما يستعين به المدرس على إيصال المادة العلمية وسائر المعارف والقيم إلى أذهان الطلاب وتوضيحها، أما عن أهمية الوسيلة فقال المؤلف إن الوسيلة تزيد من فاعلية الطالب ونشاطه الذاتي لما تضفيه على الدرس من حيوية وواقعية ونشاط، وأنها تعمل على إثارة وجذب اهتمامات الطالب وهواياته، وتساعد على تثبيت المعلومات وتذكّرها، وتدرّب الطالب على اتباع الأسلوب العلمي في التفكير، وتعين على مراعاة الفروق الفردية، وتقدم للطالب تمهيدا للموضوع الذي سيدرسه وتجعله يعيش فيه.
أنواع الوسائل
أما عن أنواع الوسائل فقسّمها المؤلف إلى أنواع عدة:
وسائل سمعية وتشمل على الإذاعة المدرسية والتي رأى المؤلف أنها وحدة اتصال مهمة بين الإدارة والهيئة التعليمية والطلاب؛ فعن طريقها يتم نقل التعليمات والأخبار والنشاطات وغيرها إلى الطلاب. وسائل بصرية وتشمل ما يلي: ذوات الأشياء مثل الحيوانات والنباتات، الخرائط والمجسمات والصور، المصادر والمراجع والصحف والمجلات، الكتاب المدرسي، والسبورة أو الشاشة الإلكترونية.
الوسائل السمعية والبصرية وتشمل ما يلي: الأفلام التوثيقية والتعليمية، والتطبيقات العلمية التي يقوم بها الطلاب تحت إشراف المدرس.
سلبيات بعض المعلّمين في تدريس العقيدة
قام المؤلف في هذا المبحث باستعراض بعض السلبيات التي يقع فيها بعض معلّمي العقيدة التي يجدر التنبيه إليها والتي كان منها:
عدم الدقة من قبل بعض معلمي العقيدة في توزيع المنهج على الحصص، وإهمال بعض معلمي العقيدة لعنصر التمهيد أو استخدامهم له بطريقة غير صحيحة لا تتفق مع الدرس، واقتصار بعض معلمي العقيدة على المعلومات الموجودة بين دفتي المقرر الدراسي، وعدم الاهتمام الجادّ بإيراد الأمثلة والاستشهادات من الواقع وربطها بالدرس، وعدم توافق الوسيلة التعليمية مع حقائق الدرس، وعدم التدرج في عرض المعلومات وعدم مراعاة سن المتعلمين، وعدم تشجيع بعض معلمي العقيدة الطلاب على المناقشة وإبداء الرأي.
الخاتمة
وفيها أكد المؤلف على أن هذا الكتاب وما حواه من مرشدات الطريق، فلا ينبغي الاقتصار على ما فيه؛ بل يجب على المعلم أن يبحث عن الجديد النافع في الميدان التربوي التعليمي من حيث الوسائل والأساليب والأفكار وطرق التدريس المتعلقة بمجال تدريسه العقدي حتى يتمكن من مواكبة العصر، ولا يكون بمعزل عن طلابه، وعليه أن يعزز مادته النظرية بتطبيقات عملية حيّة من واقع ما يعيشه هو وطلابه حتى يستطيع إيصال ما يريده بسهولة ويسر، وحتى يتسنى له كذلك تحصين طلابه من العقائد الدخيلة والأفكار الهدّامة التي إن تركت بلا مدافعة فمن شأنها أن تعصف بالجميع.
لاتوجد تعليقات