رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 7 سبتمبر، 2023 0 تعليق

آفاق التنمية والتطوير (٥) طرائق تطوير الذات وتنمية المهارات

 

  • ركز على ما تريد  ولا تبدّد طاقتك في الحيثيات البسيطة والهموم اليومية بل اجعل نظرك منصبا على هدفك وكن واثقا وقويا ولا تستمع إلى كلام المثبطين والسلبيين ويكفيك شرف المحاولة
   

نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.

لا يتوقف تطوير الذات على تحصيل المراتب العلمية  والشهادات الأكاديمية، أو بلوغ أعلى درجات السلم الوظيفي، بل قد يكون في قراءة كتاب أو سؤال خبير أو مصادقة الناجحين. فالإنسان الذي لا يطور نفسه، ويحسن من أدائه وسلوكياته وأقواله وأفعاله يموت - ليس إكلينيكيا وإنما- نمائيا وواقعيا؛ لأنه لن يشعر بلذة التطور، وألق النجاح، ومتعة المعرفة، وستصبح حياته رتيبة مملة! وكل شاب بحاجة إلى تطوير مهاراته من خلال اتباع بعض الطرائق التي تساعد في توسيع دائرة معارفه والارتقاء بمستواه العلمي والاجتماعي والعملي والاقتصادي. ضرورة ملحّة لا شك أن لكل شخص طريقته المناسبة في تطوير ذاته وتحسين مهاراته؛ للوصول إلى أهدافه وتحقيق المزيد من النجاحات. وقد أصبحت مهارات تطوير الذات وتقوية الشخصية من المهارات الأساسية للنجاح في حياتنا المعاصرة -ولا سيما الشباب- وذلك نظرا لارتفاع معدلات التنافسية؛ بسبب كثرة المخرجات الأكاديمية وتناقص الفرص الوظيفية في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم، ودخول عالم الذكاء الاصطناعي وأدواته المتزايده. وهناك جانب إيجابي مهم في تحصيل المزيد من المعارف واكتساب المزيد من المهارات لتحقيق الأهداف المشروعة، وهي أن تلك النجاحات المتحصلة من شأنها أن ترتقي وتعود بالنفع على المجتمعات والبشرية جمعاء، ولن تقتصر على تطوير الفرد وتنمية الذات. التغيير من الداخل هناك قاعدة مهمة في هذا السياق تنص على أن (التغيير يبدأ من الداخل) وكما قال -تعالى- : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} ومن ثم فإن أي توجه للتطوير والتحسين لا بد أن يأخذ حظه ووقوده من الاستعداد النفسي والروحي من خلال استحضار النية الخيّرة، واحتساب الأجر من الله، وأخذ النفس بمزيد من المثابرة والالتزام والمصابرة مع ضرورة التوجه لأهل الذِكر، بسؤال أهل الخبرة والمعرفة والناجحين في كل مجال لتقصير الطريق وتحصيل الخبرة المناسبة، وليس الغوص في متاهات الدورات والكورسات الطويلة والكتب المعقدة، وأنصح -في هذا الإطار- بمحاولة أخذ فكرة عامة عن متعلقات المهارة وفنونها ومحاورها، أو العلم الذي تحاول اكتسابه وتعلمه قبل الغوص في أعماقه والتخصص في مجال واحد منه؛ فالنظرة الإجمالية المبدئية توسع من مداركك وتنمي وعيك تجاه تلك العلوم والمعارف والمهارات. نقاط الضعف والقوة لعل من أشهر نماذج قياس نقاط القوة والضعف نموذج (سوات) الرباعي القائم على قياس عوامل القوة والضعف وتحديدها، والفرص والتحديات، وهناك أكثر من منهجية في البحث عن الأسلوب الأمثل لتطوير الذات ؛ فبعضهم ينصح بالتوسع في نقاط القوة لديك، وبعضهم ينصح بمعالجة نقاط الضعف ولا قاعدة مضطردة في ذلك، ولكنها اجتهادات وتحديد للأولويات بحسب ما تراه مناسبا لحياتك وعملك وشخصيتك ومستقبلك؛ فقد تطرأ لك مشكلة وتبحث عن حل لها، ومن ثم تتوجه لأخذ دورة او استشارة مختص، وقد تنوي الارتقاء في السلم الوظيفي من خلال تقوية معارفك ومهاراتك؛ فاحرص على اكتشاف ذاتك ومواطن قوتك وضعفك، وتأمل وفكر ثم اعمل وطور نفسك. التخطيط للنجاح اعلم أن هنالك ارتباطا وثيقا بين التخطيط والنجاح في الحياة ؛  فمن فاتته فرصة التخطيط وفشل فيها، فإنه بذلك قد خطط للفشل، ومن يعمل دون تخطيط، فإنه قد يتخبط ويسير نحو هدفه دون رؤية واضحة. والشاهد من ذلك أهمية التخطيط لتطوير الذات ووضع جدول للمرحلة القادمة لترتيب الأنشطة وتحديد الدورات التأهيلية والتدريبية والكتب.. الخ. مع ترتيبها بحسب أولوياتها والتسلسل المنطقي لها؛ فالخبرات والمعارف تراكمية. فالأمر ليس ردود أفعال، ولكنها إرادة نجاح وخطة عمل، وبعد ذلك لا بد من تفعيل ما يتم اكتسابه من معلومات ومراجعته وممارسته، وتحفيز الذات لمواصلة التقدم باتجاه الهدف من خلال الرؤية الواضحة والهدف. خطورة منطقة الراحة يقضي معظم الناس حياتهم داخل منطقة راحتهم، ولا يكلفون أنفسهم الانطلاق نحو الإنجاز وبذل الجهد والحركة، حرصا منهم على الشعور بالأمان والراحة، وهذا أمر لا يصلح أن يستمر مع الشاب ولا سيما لفترات طويلة؛ لأنه يحرم المرء من التطور الذاتي وتنمية المهارات والقدرات ويبقيه مكانه؛ بحيث لا يتقدم إلى الأمام، بل ربما يتراجع إلى الخلف قليلا. وأفضل طريقة لبدء رحلتك لتحسين الذات هو الخروج من منطقة الرّاحة -على الأقل- مرّة واحدة في اليوم، والحرص على اتخاذ خطوات صغيرة وعادات جديدة خارج روتينك اليوميّ، حتى تنجح في  توسيع منطقة الرّاحة وتحقيق التطور المطلوب. فليس هناك ما هو أكثر تدميرًا لموهبة الشخص وقدراته كالفراغ، وإضاعة الوقت دون جدوى، وتأجيل المهام والتسويف. وتذكر أن اكتساب العادات الحسنة سيحولها -تدريجيا- إلى نمط حياة سعيدة، وسيقود نحو مستقبل أفضل. القدوة الحسنة من أفضل أساليب تنمية الذات اتخاذ القدوة الحسنة وتقليد الناجحين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم وأسرار نجاحهم، واتخاذ أصدقاء الخير والنجاح؛ فهذا من المعينات الحقيقية مع الحرص على الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، مع التفاؤل وحسن الظن بالله، والإيمان بقدراتك واستحقاقك لأفضل النتائج بعد العمل بالأسباب والتوكل على الله. ومن المفيد هنا أن تقتدي بأحد يدفعك للتطوّر ويلهمك ويحفزّك، ويمكنك فعل هذا من خلال قضاء وقت مع أشخاص يمنحونك الإلهام ويسعون للهدف نفس؛ فهذا كفيل بمنحك حافزاً للمضيّ قدماً. عينك على المستقبل لا تبق حبيس الماضي واجترار قصص الفشل، بل اجعلها محطات مؤقتة وتحديات قابله للحل والتجاوز؛ فالتمسّك بالأحداث غير السّعيدة أو المزعجة يمكن أن يمنعك من المضي قدماً في حياتك. اغفر لنفسك وللآخرين على الأحداث الماضية؛ لتمضي قدماً نحو أحلامك وطموحاتك، واعلم أن تطوير الذّات ليس أمرا سهلاً، ولكنها مسيرة حياة، وإرادة تغيير؛ فاجعل عينك على المستقبل المشرق وروح التفاؤل. مزايا تطوير الذات تخيل نفسك بعد التدريب والتطوير في مكان ومكانة أفضل؛ فالتنمية الذاتيّة تساعدك على تحديد رؤيتك وأهداف حياتك بشكل أوضح. فعندما تضع أهدافاً لنفسك، يصبح من الأسهل وضع خطة والعمل من أجل تحقيق تلك الأهداف، ومن ثم تحقيق المزيد من السعادة والرفاهية والشعور بالأمان والاطمئنان. كما أنها تمنحك القدرة للسّيطرة على الأمور المحيطة بك، ومن ثم الشعور بمزيد من الثّقة والحماس وزيادة الإنتاجية. اعمل وتعلم بحب ورغبة، وابحث عن السعادة والمتعة في كل ما تقوم به من أجل تحسين مستقبلك وتطويره. كن مرنًا وعمليا كُن عمليًا ومرنًا في طريقة تعاملك مع الأمور ومواجهتك لها، واستمع إلى قصص الناجحين، وابحث عن عاداتهم الحسنة، وتقبل التغيير الإيجابي؛ فليس هناك وصفة فريدة للتنمية، بل قد تجد في رحلة تطوير الذات أكثر من أسلوب وطريقة. اقرأ وتعلم اجعل القراءة عادةً يومية بذات أهمية تناول الطعام والنوم، وخصص ثلث أو نصف ساعة يوميا للقراءة، وسوف تغير حياتك إلى الأفضل، ولا شك أن الذين يقرؤون هم الأفضل؛ لأنهم يكتسبون بذلك خلاصة تجربة المؤلف والكاتب وخبرتهما بما يفيدهم في كثير من الفرص المستقبلية، فالحكمة المتراكمة من تلك الرحلات العقلية في حياة أشخاص آخرين لا تُقدّر بثمن كما يقولون. والقراءة القراءة تعيد تشكيلك، وتضيف إلى شخصيتك ؛ فكن مغرمًا بالتعلم مهما كان عمرك ومستواك الحالي، فإنه يمكنك أن تخصص للتعلم مساحة في حياتك. اهتم بصحتك وغذائك اهتم بصحتك وغذائك الصحي، ومارس الرياضة بانتظام أسبوعيا؛ فإن العقل السليم في الجسم السليم، واحرص على تحقيق التوازن بين متطلبات الروح والجسد، وانعم بقسط مناسب من النوم والراحة والترفيه، وكافئ نفسك على النجاحات التي تحققها، وتصالح مع ذاتك، ولا تسمح للمشتتات والمعيقات والتحديات والمشكلات أن تدمر حياتك وطموحك. ركز على ما تريد، ولا تبدّد طاقتك في الحيثيات البسيطة والهموم اليومية، بل اجعل نظرك منصبا على هدفك، وكن واثقا وقويا ولا تستمع إلى كلام المثبطين والسلبيين، ويكفيك شرف المحاولة، وتمتع بمحطات مسيرة النجاح، واصنع ذكرياتك الجميلة حتى تجعل لحياتك معنى وقيمة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك