شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري(31) حادثة الإفــك( 1 )
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. والحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، [ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
باب في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} (النور: 11).
2153. عَنْ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ [ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا: وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، ذَكَرُوا: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ [ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ [ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ [ مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ [ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ مَسِيرَنَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ [ مِنْ غَزْوِهِ وَقَفَلَ، وَدَنَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ مِنْ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدْ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي فَحَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِيَ الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ. قَالَتْ: وَكَانَتْ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبَّلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنْ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرْ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَادَّلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي....».
الشرح: هذا الحديث هو في تفسير « سورة النور» وقد أورد فيها حديث الإفك المشهور، وهو تفسير لقوله تبارك وتعالى فيها: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور: 11) إلى تمام عشر آيات من سورة النور، والتي أنزل الله سبحانه وتعالى فيها براءة عائشة الصديقة أم المؤمنين، زوج النبي [ في آيات تتلى إلى يوم القيامة.
وقد روى هذا الحديث عن الزهري وهو محمد بن شهاب ابن مسلم الزهري المدني رحمه الله، من أفاضل التابعين، ومن أوائل من دوّن حديث النبي [، وجمعه بأمر من أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد.
قال: «أخبرنا سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة ابن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة رضي الله عنها»، فهؤلاء كلهم سمع من الزهري حديث عائشة رضي الله عنها، ويقول: كلهم حدثني طائفة من حديثها، وكان بعضهم أوعى لحديثها من بعض، وأثبت اقتصاصا « يعني هؤلاء الرواة بعضهم أوعى وأثبت وأحسن إيراداً وسردا للحديث من بعضهم، وقد وعيتُ حديث كل واحد منهم الذي حدثني، وبعض حديثهم يصدّق بعضه. وهذا الذي فعله الزهري من جمعه الحديث عنهم وسياقه سياقا واحداً جائزٌ لا شيء فيه؛ لأن الحديث يبيّن بعضُه بعضا، وهؤلاء الأربعة الذين ذكرهم الزهري كلهم أئمة وحفاظ وثقات، ومن أجل التابعين منزلة، فجمع حديثهم وحدث به، وسرده مسرداً واحدا.
قالوا: « ذكروا أن عائشة زوج النبي [ قالت: كان رسول الله [ إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه، فأيّتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله [ معه « وهذا دليلٌ لمشروعية العمل بالقرعة بين الزوجات، إذا أراد الزوج السفر بواحدة منهن لمصلحته هو، فيقرع بينهن إذا كان لا يستطيع أن يأخذهن جميعا، والعمل بالقرعة جائز شرعا، في القسم بين الزوجات وفي العتق والوصايا والقسمة، وقد جاءت فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما، كحديث الرجل الذي مات وله ستة أعبد - أي ستة عبيد - فأعتقهم عند موته، فأقرع بينهم النبي [ فأعتق اثنين وأرق أربعا. وقد أعتق اثنين وأرقّ الباقي؛ لأن الميت له الثلث فقط بعد موته، وهذا داخل في الوصية وداخل في العتق.
وهو قول الأئمة الثلاثة والجمهور من أهل العلم.
قال ابن المنذر: استعمالها كالإجماع، ولا معنى لقول من ردها.
وكان أبو حنيفة لا يرى القرعة من الأمر المشروع أو العمل الشرعي، وينقل عنه إجازته القرعة.
وقال أبو عبيدة: عمل بها - يعني بالقرعة - ثلاثة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: يونس وزكريا ومحمد صلى الله عليه وسلم ، يونس عليه السلام كما جاء في كتاب الله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} (الصافات: 141)، فاقترع أهل السفينة لما هاج البحر أن يلقوا رجلا من أهل السفينة، فوقعت القرعة على يونس عليه الصلاة والسلام، فأعادوا القرعة فوقعت على يونس ثلاثا، فعند ذلك ألقى بنفسه في البحر. وأما زكريا عليه السلام فلما تنازع بنو إسرائيل أيهم يكفل مريم عليها السلام، اقترعوا كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} (آل عمران: 44)، فألقى بنو إسرائيل أقلامهم في الماء،وكان كلٌ قد كتب اسمه على القلم الذي كان يكتب به التوراة، فألقوها في الماء، وقالوا: الذي يقف قلمه ولا يجري مع الماء هو الذي يكفل مريم، فيأخذها في كفالته ويربيها في حجره، فوقف قلم زكريا عليه الصلاة والسلام، فعند ذلك كفلها، كما قال عز وجل: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً} (آل عمران: 37) الآية .
وأما محمد [ فالأحاديث عنه كما سبق في العمل بالقرعة كثيرة، ومنها هذا الحديث: أنه [ كان إذا أراد السفر أقرع بين نسائه.
وعن مالك في رواية عنه: أن له أن يسافر بمن شاء منهن بلا قرعة، إذا كانت أنفع له في طريقه والأخرى أنفع له في بيته وماله. والصحيح أن العمل بالقرعة هو الوارد في السنة، إلا أن يكون هناك ضرورة بحيث أنه يقدّم ويؤخر للضرورة ، ورجحان العمل بالقرعة هو لورود السنة الصحيحة بها، ومتى صحّت السنة النبوية، فلا حاجة بنا إلى القياس ولا إلى الاجتهاد كما هو معلوم.
قالت عائشة: « فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله [، وذلك بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي « تقول عائشة: إن النبي [ غزا غزوة وأقرع بين نسائه فخرج سهمها، أي خرج اسمها، فخرجت مع الرسول [ وسافرت معه، وكان ذلك بعدما أُنزل الحجاب، أي: بعد نزول فريضة الحجاب على النساء، أي بعد نزول آية الأمر بالحجاب، وهي قول الله سبحانه وتعالى {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (الأحزاب: 59).
قولها: « فأنا أحمل في هودجي» والهودج هو ما يوضع على البعير لتركب فيه المرأة، له أعواد ويغطى بالقماش، وتجلس المرأة فيه، ليكون أستر لها عن نظر الرجال.
قولها: «وأنزل فيه مسيرنا» أي إذا نزلوا في أثناء الطريق، كانت عائشة رضي الله عنها وأرضاها تبقى فيه ولا تخرج.
قولها: «حتى إذا فرغ رسول الله [ من غزوه وقفل « قفل أي رجع» ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل « آذن ويصح أن يقال: أذن، هو الإعلان، والأذان هو الإعلان، أي: إن النبي [ لما نزل هذا المنزل في أثناء الطريق، أبلغ الصحابة أنه سيرحل، وذلك ليستعد الناس للرحيل والرجوع.
والجيش كما تعلمون عدد كثير، فإذا نزلوا بمحل ونام الناس فيه أو أكلوا، أو استراحوا وقضوا حاجاتهم، أو صلوا، فيحتاجون بعد ذلك أن يؤذن فيهم مؤذن، يعلمهم أنهم سيرحلون بعد قليل.
قولها: « فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع» تقول: لما آذنوا بالرحيل، وعلم الناس أنهم سيرحلون قريبا، جاوزت الجيش قليلا، أي تنحيت عنهم حتى قضيت حاجتي، ولما رجعت إلى الهودج – أي إلى الرحل- لمست صدري وإذا العقد، يعني القلادة التي كانت تلبسها، وهي من جزع ظفار، والجزع بفتح الجيم، هو عقد من الخرز، وظفار بلد معروف بين اليمن وعُمان، تجلب منه قلائد تلبسها النساء، قيل: هو سواد وبياض، أي هذا الخرز سواد وبياض تلبسه النساء.
فهي رضي الله عنها لما وصلت إلى الرحل، افتقدت العقد الذي كانت تلبسه، فرجعت تلتمس العقد أو القلادة، رجعت إلى المكان الذي قضت فيه حاجتها لتبحث عنه.
قولها: « فحبسني ابتغاؤه» أي: مكثت أبحث عنه، وهذا أخذ مني وقتا.
قولها: «وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي، فحملوا هودجي فرحّلوه على بعيري» فهي لما كانت تبحث عن العقد جاء الرهط أثناء ذلك - والرهط هم الجماعة دون العشرة - جاءوا إلى الهودج وحملوه من الأرض ووضعوه على البعير الذي كانت تركبه، وهم لا يشعرون أنه خال، تقول: وهم يحسبون أني فيه، أي هم يظنون أني في الهودج.
قالت: « وكانت النساء إذ ذاك خفاف لم يهبلن « يُهَبلن فيها أكثر من ثلاث لغات، يقال: يُهَبلن أو يَهبَلن بفتح الياء أو ضمها، يعني لم يثقلن باللحم والشحم، والمقصود أن النساء إذ ذاك خفاف؛ لقلة الزاد والحاجة، فيصيبهن الجوع كثيرا، كما جاء في الصحيح: أن النبي [ كان يمر عليه الشهر والشهران، ولا يوقد في بيته نارٌ [. وكانوا يعيشون على التمر والماء، فهذه عامة عيشتهم، وصبروا على هذا العيش الغليظ الشديد، وكانوا يرددون: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
وفي رواية البخاري: «لم يثقلن» وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن.
قولها: «ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة» أي الشيء القليل أو البلغة، أي كانت المرأة تأكل الشيء القليل من الطعام؛ ولذا لم يستنكر القوم خفة الهودج حين رحلوه ورفعوه.
قولها: «وكنت جارية حديثة السن» وأيضا هي كانت صغيره السن، والجارية هي البنت الصغيرة، ولا يتطرق إليها ثقل البدن لأنها كانت حديثة السن.
قولها: «فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي» أي: لما رحلوا البعير وبعثوه، أي قام، والبعث هو القيام، وساروا بجملها، كانت قد وجدت عقدها بعدما استمر الجيش، أي بعدما مشى الجيش وفارق المكان الذي كانت فيه، فلما جاءت عائشة رضي الله عنها إلى مكان الجيش ومنازلهم، وإذا هي ليس بها داع ولا مجيب، الداعي: هو المنادي، أي ليس بها مَن ينادي، وليس بها من يجيب فيقول: نعم، أي ليس فيها من يقول: يا فلان، فيقول له المجيب: لبيك يا فلان، فلا داعي ولا مجيب.
قالت: «فتيممت منزلي» تعني قصدته، أي رجعت إلى المكان الذي كنت أجلس فيه. «وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي» ظنت أن القوم في أثناء الطريق سيفقدونني وسيشعرون أن الهودج خال ليس فيه أحد، فيرجعون إلي ويبحثون عني.
قولها: «فبينا أنا جالسة في منزلي فغلبتني عيني فنمت» أي بينما هي جالسة تنتظر أن يرجع إليها الجيش نامت رضي الله عنها.
قولها: «وكان صفوان بن المعطل السلمي» صفوان بن المعطل: بفتح الطاء بلا خلاف، كذا ضبطه أبو هلال العسكري. والذكواني منسوب إلى ذكوان بن ثعلبة، وهو صحابي فاضل، شهد الخندق والمشاهد .
قولها: « قد عرّس من وراء الجيش، فادلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان» أي إن صفوان بن المعطل كان ممن وضعه النبي [ بمؤخرة الجيش، فيأتي آخر الجيش ليتفقد منازلهم، لعله يجد سلاحاً قد وقع من بعضهم، أو يجد متاعا لهم سقط من أحدهم، وأدلج بمعنى سار آخر الليل، فأصبح عند منزلي، أي لما جاء الصباح فإذا هو عندي. « فرأى سواد إنسان « أي رأى شخصا نائما «فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب» أي قبل نزول فرض الحجاب عليهن . وللحديث بقية.
لاتوجد تعليقات