رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 29 نوفمبر، 2016 0 تعليق

ضوابط الجهاد (6) الجهاد البدعي

من شروط الجهاد الشرعي أنْ يكون خالصاً لله -تعالى- وأنْ يكون الجهاد صحيحاً شرعاً منضبطاً بالضوابط الشرعية  المنصوص عليها في القرآن الكريم ، والسُّنّة النبوية الشريفة

جهاد أهل البدع مقدَّم على جهاد الكفار؛ لأنَّ المبتدعة أضرُّ على المسلمين من الكفار الأصليين،  بل هم أضر على الأمة المسلمة اليوم من الملاحدة والعلمانيين ودعاة الفسق والفجور  والولاة الظلمة

أعظم الأضداد لدين الله  هو الشرك؛ لذلك  فجهاد المشركين من أعظم الجهاد كما كان جهاد السابقين الأولين

مَن رأى من أميره شيئاً فليَصْبر عليه  فإنه مَنْ فارقَ الجماعةَ قِيدَ شبرٍ  فقد خَلع رِبْقة الإسلام من عُنُقه

 

فضائل الجهاد كثيرة جداً، فهو من أفضل القُربات، ومن أعظم الطاعات، وهو ذروة سنام الإسلام ، وبابٌ عظيم من أبواب الشريعة الغراء؛ يقوم به ذوو الفضل والشرف والسُّؤدد في الدّين، دعوة ودفعاً؛ لما يترتّب عليه من مصالح عظيمة لأمة الإسلام، من نصر للمؤمنين، وإعلاء لكلمة الدين، وقمع للمنافقين والكافرين، وتسهيل لانتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج للعباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام، وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين، واستكمالا لما بدأناه عن هذه المسألة نتكلم اليوم عن الجهاد البدعي:

يشترط لأنْ يكون الجهاد شرعياً شرطان هما:

أولاً - أنْ يكون خالصاً لله -تعالى- بأنْ يكون لإعلاء كلمة الله -تعالى- ورفعة دينه .

ثانياً - أنْ يكون الجهاد صحيحاً شرعاً، أي: منضبطاً بالضوابط الشرعية، المنصوص عليها في القرآن الكريم، والسُّنّة النبوية الشريفة، يعني في حدود الأمر والنهي الشرعيين .

     فإذا اجتمع فيه الشرطان ، فهو جهادٌ شرعي، صاحبه مأجورٌ عليه أجراً عظيماً، يفوق به سائر الأعمال الصالحة كما سبق، أما إنْ خرج عن الإخْلاص، وابتغاء ما عند الله -سبحانه- فصاحبه مأزور غير مأجور ، قال تبارك وتعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(هود: 15-16).

     ففي هذه الآية: إنّ أهل الرياء يُعْطون بحسناتهم في الدنيا، وأنهم لا يظلمون نقيراً، فمن عمِل صالحا التماس الدنيا، صوماً أو صلاة أو تهجدا بالليل، أو حجاً أو جهاداً، لا يعمله إلا التماس الدنيا، يقول الله: أُوفِّيه الذي التمس في الدنيا من الثواب العاجل ، وأُحبط عمله الصالح الذي كان يعمله التماس الدنيا ، وهو في الآخرة من الخاسرين.

قال قتادة: مَنْ كانت الدنيا همّه وسدمه وطلبته ونيته، جازاه الله بحسناته في الدنيا، ثم يُفضي إلى الآخرة وليس له حَسنة يُعطى بها جزاء، وأما المؤمن فيُجازى بحسناته في الدنيا، ويثاب عليها في الآخرة .

ونحوها قول الله تعالى: {مَنْ كانَ يُريد حَرث الآخرةِ نَزدْ له في حَرثه ومَنْ كان يُريد حرثَ الدنيا نُؤته منها وما له في الآخرةِ مِن نَصيب}(الشورى: 20).

التحذير من الرياء

     أما الأحاديث في التحذير من الرياء فكثيرة: فعن أبي موسى رضي الله عنه ، قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل: يُقاتل شَجاعةً، ويقاتل حِميةً ، ويقاتل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قاتلَ لتكون كلمةُ اللهِ هي العُليا، فهو في سبيلِ الله». رواه مسلم.

     في الحديث دليل على وجوب الإخلاص في الجهاد، والتصريح بأنَّ القتال للشجاعة والحمية، والرياء خارج عن ذلك، وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: «جاءَ رجلٌ فقال: يا رسول الله: أرأيتَ رجلاً غَزا يلتمس الأجرَ والذّكر، مالَه ؟ قال: «لا شيءَ له»، فأعادها ثلاثاً، كلُّ ذلك ، يقول: «لا شيءَ له»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله لا يَقْبل مِن العمل ، إلا ما كان له خَالصاً ، وابْتُغيَ به وجهه». رواه أبو داود والنسائي .

     وجاء في الحديث أنه من أول مَنْ يعذّب يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أولَ الناسِ يُقضَى يوم القيامة عليه، رجلٌ استُشهد، فأُتى به، فعرَّفه نِعَمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهدت، قال: كذبتَ، ولكنك قاتلتَ؛ لأنْ يُقال جَريء، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه، حتى أُلقي في النار ..». الحديث رواه مسلم (3527).

     ومما جاء في التحذير من الرياء : حديث أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري، وكان من الصحابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا جَمع اللهُ الأولين والآخرين يوم القيامة، ليومٍ لا ريبَ، فيه نادى مُنادٍ: مَنْ كان أشركَ في عملٍ له لله ، فليَطلب ثوابَه من عند غير الله، فإنَّ اللهَ أغنى الشرُّكاء عن الشرك». رواه الترمذي (3079) وابن ماجة (4193) وقال الشيخ الألباني: حسن. الترغيب والترهيب برقم (33) .

خروج الجهاد عن الحدود الشرعية

وكذلك إذا خرجَ في جهاده عن حدود الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد خرج عن أنْ يكون جهاداً في سبيل الله! وصار جهاداً بدعياً في سبيل البدعة والهوى والدُّنيا، صاحبه مأزورٌ غير مأجورٍ! ولو ناله من الأذى والجراح والقتل ما ناله!

بل صار جهادُ هذا الخارج عن شرع الله -تعالى- وقتال صاحب الجهاد البدعي، وردّه ومنعه من إيذاء أهل الإسلام، هو الجهادُ في سبيل الله؛ لأنه يُطلب فيه إعلاء كلمة الله -تعالى- أمام مَن يقاتل لإعلاء هواه وبدعته! ويلحق الأذى والضرر بأهل الإسلام .

     وعلى هذا: فليس كلُّ مَنْ قاتل مُدَّعياً أنه يجاهد كان مُجاهدا! وكان جهاده في سبيل الله! ما لم يُخلص لله -عز وجل- أولاً، ثم يَعتصم بالكتاب والسُّنة وما جاء فيهما؛ فيلزم في قتاله حدود ما شرعه الله -عزّ وجل- لعباده ، ويَنتهي عما نهى الله -عز وجل- ورسوله صلى الله عليه وسلم .

بل يجبُ منعُ من خالف شروط الجهاد الشرعي وضوابطه، وردّه عن مَسْلكه هذا، حتى يفيء إلى أمر الله -تعالى- وأمر  ورسوله صلى الله عليه وسلم .

كما قال تعالى: {يا أيها النبيُّ جَاهد الكفارَ والمنافقينَ واغلظْ عليهم ومأواهم جهنمُ وبئس المصير}(التوبة : 73).

 الجهاد لأهل البدع

والجهاد لأهل البدع في الجهاد وغيره بالعلم والحُجة والبرهان، جهاد أنبيائه ورسله، وخاصته من عباده، المخصوصين بالهداية والعلم والتوفيق، والجهاد بالسيف والسنان ، جهاد عموم الناس.

     وقد قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: إنَّ أشرف أنواع الأقلام، القلم الذي يرد على أهل البدع والأهواء، فقال مبيناً أنواع الأقلام: «القلم الثاني عشر : القلم الجامع ، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل ، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم، وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمـن خرج عن سبيله بأنواع الجدال، وأصحاب هذا القلم حربٌ لكل مُبْطل، وعدوٌ لكل مخالف للرسل، فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن». التبيان في أقسام القرآن (ص :132).

     وقال الإمام ابن القيم أيضاً: والمقصود: إنَّ الله -سبحانه- يُحبُّ أن تُعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض، كما يحبُّ أن تُعرف سبيل أوليائه لتُحب وتُسلك، وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار، ما لا يعلمه إلا الله، من معرفة عموم ربوبيته سبحانه، وحكمته وكمال أسمائه وصفاته، وتعلُّقها بمتعلقاتها، واقتفائها لآثارها وموجباتها، وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته، وحُبِّه وبغضه ، وثوابه وعقابه، والله أعلم (كتاب الفوائد).

     وقال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (الرد على الأخنائي: ص 205)، لا ريب أنَّ الجهاد والقيام على مَنْ خالف الرسل والقَصْد، بسيف الشرع إليهم ، وإقامة ما يجب بسبب أقوالهم ؛ نُصرةً للأنبياء والمرسلين، وليكون عبرةً للمعتبرين، ليَرتدع بذلك أمثاله من المتمرّدين، مِن أفضل الأعمال التي أَمرنا الله أنْ نتقرّب بها إليه؛ وذلك قد يكون فرضاً على الكفاية، وقد يتعين على مَن عَلِم أنَّ غيره لا يقوم به، والكتاب والسُّنة مملوآن بالأمر بالجهاد وذكر فضيلته، لكنْ يجب أنْ يُعرف الجهاد الشرعي الذي أمر به الله ورسوله، من الجهاد البدعي، جهاد أهل الضلال، الذين يُجاهدون في طاعة الشيطان! وهم يظنون أنهم مجاهدون في طاعة الرحمن! كجهاد أهل الأهواء والبدع كالخوارج ونحوهم، الذين يجاهدون في أهل الإسلام؛ وفيمن هو أولى بالله ورسوله منهم، مِن السابقين الأولين، والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، كما جاهدوا علياً ومَن معه، وهم لمعاوية ومن معه أشدّ جهاداً .

ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، الذي رواه أبو سعيد رضي الله عنه قال: «تَمرقُ مَارقةٌ من المسلمين، تَقْتلهم أدْنى الطائفتين إلى الحقِّ»، فقتلهم عليٌ ومَنْ معه، وهم كانوا يَدَّعون أنهم يُجاهدون في سبيل الله، لأعداء الله!

وكذلك مَن خرج من أهل الأهواء على أهل السُّنة ، واستعان بالكفار من أهل الكتاب والمشركين والتتر وغيرهم، هم عند أنفسهم مجاهدون في سبيل الله! بل وكذلك النصارى، هم عند أنفسهم مجاهدون!

صلى الله عليه وسلم وإنما المجاهد في سبيل الله: مَنْ جاهد لتكون كلمةُ الله هي العليا، ويكون الدِّين كلُّه لله، كما في الصحيحين: عن أَبِي مُوسى قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: الرَّجلُ يُقاتِلُ حَمِيَّةً، ويُقاتلُ شَجَاعَةً، ويُقَاتِلُ رِيَاءً، فأَيُّ ذلك في سبِيلِ اللَّه، قال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كلمةُ اللَّهِ هيَ العُليَا، فهو في سَبِيلِ اللَّهِ»، وقد قال الله تعالى: {وقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}(الأنفال : 39 ).

الجهاد باللسان

     والجهاد باللسان؛ هو مما جاهد به الرسولُ ، كما قال -تعالى- في السُّور المكية: {ولَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً  فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}(الفرقان:51- 52)، وإذا كان كذلك؛ فالجهاد أصله: ليكونَ الدينُ كلُّه لله؛ بحيث تكون عبادته وحده هو الدينُ الظاهر، وتكون عبادةُ ما سواه مقهوراً مكتوماً، أو باطلاً معدوماً، كما قال في المنافقين وأهل الذمة؛ إذْ لا يمكن الجهاد حتى تصلح جميع القلوب؛ فإنَّ هُدى القلوب إنما هو بيد الله، وإنما يمكن حين يكون الدين ظاهراً : دين الله، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(التوبة :33 ).

أعظم الأضداد لدين الله

     ومعلومٌ أنَّ أعظم الأضداد لدين الله: هو الشرك ، فجهاد المشركين من أعظم الجهاد ، كما كان جهاد السابقين الأولين، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وكلمة الله: إما أنْ يُراد بها كلمة معينة، وهي التوحيد: لا إله إلا الله، فيكون هذا من نمط الآية، وإما أنْ يُراد بها الجنس، أنْ يكونَ ما يقولُه اللهُ ورسوله، فهو الأعلى على كلِّ قول، وذلك هو الكتاب ثم السُّنة؛ فمنْ كان يقولُ بما قاله الرسول، ويأمر بما أمر به، وينهى عما نهى عنه، فهو القائمُ بكلمةِ الله، ومَنْ قال ما يُخالف ذلك من الأقوال التي تخالف قول الرسول، فهو الذي يَستحقّ الجهاد ، فهذا محادٌّ لله ورسوله، وهو المستحقُ للجهاد، دون الآمر بما أَمر الله به، الناهي عما نهى الله عنه، فإنّه يجبُ نصره ومُوالاته، كما يجبُ جهاد المخالف له، ومعاداة ما أتاه من الباطل. انتهـى كلامه -رحمه الله.

بل جهاد أهل البدع مقدَّم على جهاد الكفار؛ لأنَّ المبتدعة أضرُّ على المسلمين من الكفار الأصليين، بل هم أضر على الأمة المسلمة اليوم، من الملاحدة والعلمانيين ودعاة الفسق والفجور، والولاة الظلمة.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: والمبتدع الذي يَظن أنه على حقٍّ، كالخوارج، والنَّواصب الذي نَصبوا العداوة والحرب لجماعة المسلمين، فابتدعوا بدعةً ، وكفَّروا من لم يُوافقهم عليها؛ فصار بذلك ضررهم على المسلمين، أعظم من ضرر الظَّلمة الذين يعلمون أنَّ الظلمَ مُحرم، وإنْ كانت عقوبة أحدهم في الآخرة لأجل التأويل، قد تكون أخفّ، لكنْ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، ونهى عن قتال الأمراء الظلمة ، وتواترت عنه بذلك الأحاديث الصحيحة ؛ فقال في الخوارج: «يَحقر أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، وصيَامه مع صيامهم، يَقرؤون القرآن لا يُجاوز حَنَاجرهم، يَمرقُون من الإسلام كما يمرقُ السَّهم من الرمية، أيْنما لقيتُمُوهم فاقتُلوهم»، وقال في بعضهم: «يقتلون أهلَ الإيمان، ويَدَعُون أهل الأوثان»، وقال للأنصار: «إنكم ستلقون بعدي أثرةً فاصْبروا، حتى تلقوني على الحوض»، أي: تلقون مَن يستأثر عليكم بالمال، ولا يُنصفكم، فأمرهم بالصبر، ولم يأذنْ لهم في قتالهم.

وقال أيضا: «سَيكونُ عليكم بعدي أُمراء، يَطلبون منكم حَقَّهم ، ويمنعونكم حقَّكم»، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟! قال: «أدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا اللهَ حقَّكم».

وقال: «مَن رأى من أميره شيئاً فليَصْبر عليه، فإنه مَنْ فارقَ الجماعةَ قِيدَ شبرٍ، فقد خَلع رِبْقة الإسلام من عُنُقه»، وقال: «مَنْ خَرَج عن الطَّاعة، وفارقَ الجماعةَ، ماتَ ميتةً جاهلية». انتهى كلامه، من منهاج السنة (5/150) .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك