رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 فبراير، 2012 0 تعليق

شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (1) باب: في فاتحة الكتاب

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.  والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا.  والحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

2095. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم  سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».

 الشرح:

هذا شرح كتاب فضائل القرآن، من مختصر صحيح الإمام مسلم ، للإمام المنذري رحمهما الله تعالى.

وفضائل القرآن تعني ما ورد في فضل القرآن العظيم وسوره الكثيرة، من الأحاديث النبوية، وقد جمع أهل الحديث كتبا في هذا الباب، منها:

- ما جمعه الإمامان: البخاري ومسلم في صحيحيهما، وبقية أصحاب السنن الأربعة، وأفرده بالتصنيف كلٌ من: أبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وابن الضريس وغيرهم، وكذلك للإمام ابن كثير كتاب في فضائل السور، وللسيوطي رسالة باسم: «حمائل الزهر في فضائل السور».

وقد دخلت في هذا الباب أحاديث كثيرة موضوعة ومكذوبة، وبعض القصاص والوعاظ كان يضع الحديث احتسابا للأجر! فقد قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي – وهو أحد من كذّبه أهل الحديث واتهموه -: من أين لك: عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟! فقال: إني رأيت الناس أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحق، فوضعت الحديث حسبة! «أي: احتسابا للأجر والثواب».

      وكذلك قيل لميسرة بن عبد ربه – وهو ممن يفتعل الكذب حسبة -: من أين جئت بهذه الأحاديث: من قرأ كذا فله كذا؟ قال: وضعتها أرغّب الناس فيها! «كما في الجرح والتعديل 8/254» لابن أبي حاتم.

وانظر مقدمة كتاب:  «الموضوعات» لابن الجوزي وغيره.

       وقد رد الله تعالى كيد الوضاعين والكذابين، وفضح صنيعهم، بما هيأ لهذه الأمة من العلماء الأجلاء، الذين أفنوا أعمارهم في البحث والتحري، وبيان ما صح من الأحاديث مما لم يصح، وكتبوا في ذلك الكتب والمؤلفات الكثيرة.

       وقد دخلت هذه الأحاديث المكذوبة والضعيفة كثيرا من كتب التفسير – وللأسف الشديد - بسبب جهل مؤلفيها بالحديث والأسانيد، ككتاب الكشاف للزمخشري المعتزلي، فإنه أورد فيه الأحاديث الموضوعة في آخر كل سورة من سور القرآن!!

وقد صحّ في فضل القرآن من الحديث، ما فيه كفايةٌ وغنية عن الضعيف والواهي، والحمد لله.

وبعض الناس يظن أنه لا بد لكل سورة من فضل خاص بها! وهذا ليس بصحيح.

        فقد جعل الله تبارك وتعالى لكتابه فضلاً عاما عظيما، يشمل جميع الآيات والسور، كقوله تبارك وتعالى: {اللهُ نزّل أحسنَ الحديث كتاباً مُتشابهاً مثاني تقشعرُ منه جلودُ الذين يخشون ربهم ثم تلينُ جُلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هُدى الله يهدي به من يشاءُ ومن يُضلل الله فما له من هادٍ} (الزمر: 23).

وقال سبحانه وتعالى: {إنّ هذا القُرآنَ يَهدي للتي هي أقومُ ويبشّر المؤمنينَ الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا} (الإسراء: 9).

وقال سبحانه وتعالى:  {ونُنزّل من القُرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين} (الإسراء:  82)،

وقال سبحانه وتعالى: {وإنه لكتابٌ عزيزٌ لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد} (فصلت: 41-42).

       وغيرها من الآيات الكثيرة التي دلت على فضل الكتاب العزيز عامة، وفي الأحاديث النبوية أيضا فضائل كثيرة للقرآن، كقول الرَسُولَ  صلى الله عليه وسلم  : « اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...».

وغيره مما سيأتي ذكره في هذا الكتاب المبارك.

        وهذه الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة تدل على أن القرآن متفاضلٌ، يعني بعضه أفضل من بعض، وهو قول عامة أهل العلم، من أهل الحديث وغيرهم، ومنهم هاهنا: الإمامان: الإمام مسلم ثم الإمام المنذري؛ إذ قولهم في كتابهم هذا: كتاب فضائل القرآن، يدل على اختيارهم أن هناك بعض السور في القرآن أفضل من غيرها.

فإذا قال القائل: القرآن كلُّه كلام الله تعالى، وكله مما نزل به جبريل عليه السلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فلماذا يكون بعضه أفضل من بعض؟!

- والجواب أن نقول: التفاضل يكون بحسب موضوع السورة، فالسورة التي تتحدث عن الله سبحانه وتعالى، وعن أسمائه وصفاته وأفعاله، تكون أعظم بكثير من غيرها؛ لأن الموضوع يشرف بمتعلقه، فإذا تعلق الموضوع بشيء عظيم، كان الموضوع عظيما، وهكذا السور القرآنية.

- وأيضا: فبعض السور تجمع المعاني الجليلة على قصر آياتها، ومن ذلك سورة الفاتحة، التي تسمى بأم الكتاب، وتسمى بفاتحة الكتاب، وتسمى بأم القرآن، وتسمى بالشفاء، وتسمى بالكافية، وتسمى بالرقية أو بالراقية، وغيرها من الأسماء التي وردت في السنة النبوية.

وكما قلنا: إن القرآن أفضل من التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله ، وكلها كلام الله تعالى كما هو معلوم.

وقال النووي رحمه الله: «والمختار جواز قول هذه الآية أو هذه السورة أعظم وأفضل».

ثم قال: «بمعنى أن الثواب المتعلق بها أكثر! وهو معنى الحديث، والله أعلم». انتهى

- قلت: وفيه نوع تأويل لمعنى الحديث، والصحيح الأول، وأن كلام الله تعالى بعضه أفضل من بعض، ولا يقتضي ذلك نقصا لصفات الله وكلامه.                               

       وقد أورد المنذري فضائل السور من صحيح مسلم بدءاً من فاتحة الكتاب، حتى نهاية القرآن حسب الترتيب في المصحف الشريف ثمانية وعشرين حديثا، فأورد في باب فاتحة الكتاب حديث ابن عباس رضي الله عنهما، الذي رواه الإمام مسلم في كتاب صلاة المسافرين (806) وبوب عليه النووي: باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة.

وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبي  صلى الله عليه وسلم  « قد يكون تمثل له في صورة رجل أو غيره، وجلس عند النبي  صلى الله عليه وسلم  .

قوله: «سمع نقيضا من فوقه» والنقيض هو: صوت الباب إذا فتح.

- قوله: «فرفع رأسه فقال - أي جبريل -: هذا بابٌ من السماء فتح اليوم لم يفتح قطٌ إلا اليوم» قال جبريل للنبي  صلى الله عليه وسلم  لما فتح باب من أبواب السماء: هذا الباب لم يفتح قبل هذا اليوم، وهذا يدل على علمه بأحوال السماء، ومعرفته بأبوابها، ورئاسته للملائكة.

قوله: «فنزل منه ملكٌ، فقال جبريل: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلى اليوم» يعني لم يسبق له أن نزل إلى الأرض إلا هذا اليوم.

قوله: « فسلم وقال: « أبشر بنورين أوتيتهما» أي: لما نزل إلى الأرض جاء إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  ثم بشره قائلا له: « أبشر بنورين « فيه وصف للقرآن وسوره بأنها نورٌ، والقرآن نور كما وصفه الله سبحانه وتعالى بذلك في أكثر من موضع من كتابه سبحانه، قال تعالى:  {قد جاءكم بُرهانٌ من ربكم وأنزلنا إليكم نُوراً مبينا} (النساء: 174).

{قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبينٌ يَهدي به الله من اتبع رضوانه سبلَ السلام ويُخرجهم من الظلماتِ إلى النورِ بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم} (المائدة: 16).

{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أَمرنا ما كنتَ تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ ولكن جعلناه ُنوراً نهدي به من نشاءُ من عبادنا} (الشورى: 52).

       فالقرآن قد اشتمل على العلوم النافعة، والأخبار الصادقة، والأمر بكل عدل وخير وإحسان، والنهي عن كل شر وظلم وطغيان، والناس إذا لم يستضيئوا بأنواره هم في ظلام عظيم، وشقاء وبلاء.

وربنا سبحانه وتعالى يهدي لنوره من يشاء من عباده، كما قال: {يَهدي اللهُ لنوره من يشاء} (النور: 35) ممن يعلم طهره ونقاء قلبه.

- قوله: «لم يؤتهما نبيٌ قبلك» فبشره بنورين ثم بين له أن هذين النورين لم يؤتهما نبي قبله، أي هذا من خصوصيات النبي  صلى الله عليه وسلم  التي اختص بها، فمما جعله ربنا عز وجل خاصا بنبي هذه الأمة نزول فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، وهذا يدل على أن فاتحة الكتاب لم ينزل مثلها قط، وسميت فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها القرآن، فأول ما يستفتح القارئ التلاوة سورة الفاتحة، وأيضا تستفتح بها الصلوات.

- قوله: «وخواتيم سورة البقرة» وهما الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وهذا أيضا مما اختص الله تعالى به نبينا محمدا  صلى الله عليه وسلم  ، فلم ينزل مثل الفاتحة ولا خواتيم البقرة فيما سبق من الكتب.

- قال: «لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته» يعني: إلا أعطيت ثوابه، أو أعطاك الله سبحانه وتعالى ما اشتمل عليه من الدعاء، فإن الفاتحة فيها ثناءٌ ودعاء، فقوله سبحانه {الحمدُ لله ربّ العالمين الرحمنِ الرحيم  مالك يوم الدين} هذا كله ثناءٌ على الله سبحانه وتعالى، ثم قال: {إياك نعبدُ وإياك نستعين} هذا فيه تخصيصُ الله عز وجل بالعبادة دون ما سواه، وتخصيصه بالاستعانة أيضا بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} ثم جاء الدعاء فقال: {اهْدنا الصّراط المستقيمَ  صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين} وهذا دعاءٌ يدعو به المصلي كل يوم في الفرائض سبع عشرة مرة، غير السنن الرواتب والنوافل، فهو إذاً في كل يوم يدعو بهذا الدعاء أكثر من عشرين مرة أو أكثر، إذا هو داوم على السنن الرواتب وغيرها، يسأل الله سبحانه وتعالى الهداية إلى الصراط المستقيم.

- وكذلك خواتيم سورة البقرة فيها ثناءٌ على الله سبحانه وتعالى ودعاء، فقوله: {لا يكلّف الله نفساً إلا ُوسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تُؤاخذنا إنْ نسينا أو أخطأنا...} إلى آخر الآية، كله دعاء وثناء على الله سبحانه وتعالى، وطلب منه تعالى.

وقد ورد في فضل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة أحاديث أخر، كما ورد في سورة الفاتحة أحاديث أخر.

- ففي سورة الفاتحة: روى الإمام البخاري في صحيحه: من حديث أبي سعيد بن المعلى: أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال له:  «لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، فلما أراد أن يخرج من المسجد، قال: «هي فاتحة الكتاب، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

      فسورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن، وذلك لأنها مشتملة على جميع مقاصد القرآن، ومن تدبرها وأمعن النظر فيها، وجد فيها توحيد الألوهية والربوبية، والإيمان بالله تعالى وبأسمائه الحسنى، والإيمان بالرسل والنبيين، واليوم الآخر والحساب، وغير ذلك مما حوته هذه السورة من الهداية إلى الشريعة المحمدية، التي هي وسطٌ بين شريعة المغضوب عليهم والضالين.

فلا عجب أن تكون أعظم سورة في كتاب الله تبارك وتعالى.

- وجاء في الحديث الآخر: قوله [: «والذي نفسي بيده، ما أنزلَ اللهُ في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، إنها السّبع المثاني» رواه الترمذي والنسائي من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه.

- وجاء هنا في الحديث: «أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك»، ففاتحة الكتاب ما نزل مثلها في الكتب السماوية السابقة أبدا.

- وكذلك خواتيم سورة البقرة:  ورد فيها قوله  صلى الله عليه وسلم  : «إن الله تعالى كتب كتاباً قبل أن يَخلق السموات والأرض بألفي عام، وهو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين خَتَم بهما سورة البقرة، ولا يُقرآن في دارٍ ثلاث ليال فيقربها شيطانٌ» رواه أحمد (4/274) والترمذي في فضائل القرآن (2882) والنسائي في عمل اليوم (967).

- وقال أيضا  صلى الله عليه وسلم  في الحديث الصحيحين:  «من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كفتاه» ومعنى «كفتاه» قيل: من كل سوء ومن كل شر، فمن يقرأ هاتين الآيتين في ليلة - والليلة تبدأ من بعد المغرب - فمن قرأها في أول الليل حفظته إلى الصباح، ولم يمسسه سوء ولا شيطان حتى يصبح. وقيل:  كفتاه عن قيام الليل، فمن قرأ هاتين الآيتين في ركعة أو في ركعتين كفتاه من قيام الليل، وهذا ببركة ما في هاتين الآيتين العظيمتين، واللتين أوتيهما النبي  صلى الله عليه وسلم  من كنز تحت العرش، كما جاء في هذا الحديث الصحيح السابق.

- ومن الفوائد في هذا الحديث:  أن السماء لها أبواب، وأن أبوابها إذا فتحت لها نقيض وصوت يسمعه من شاء الله أن يسمعه.

      وأن الملائكة تعرج وتنزل من هذه الأبواب، وأن القرآن ينزل من السماء بواسطة جبريل عليه السلام، وأما قول جبريل هنا: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، وبشره بالفاتحة وخواتيم سورة البقرة، فقد قيل: إن جبريل نزل بالفاتحة وخواتيم سورة البقرة قبل هذا في مكة، ثم نزل هذا الملك يخبر الرسول  صلى الله عليه وسلم  بفضل هذه السورة، وهاتين الآيتين.

- وفيه أيضا: فضل قراءة القرآن، وأن الأجر بكل حرف، فلن تقرأ بحرف منه إلا أعطيت أجره، وليس على السورة فقط، ولا على الجملة من القرآن، بل على الحرف الواحد منه. وهذا من فضل الله تعالى على عبادة.

وروى الإمام الترمذي : أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به عشرُ حسنات، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرفٌ، ولام حرف، وميم حرف».

والله تعالى أعلم

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك