رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 30 نوفمبر، 2021 0 تعليق

شرح كتاب النكاح من صحيح مسلم – باب: تَزْويــج الصَّغيرة

 

 

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قالتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِسِتِّ سِنِينَ، وبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، قالَتْ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا، فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً، فأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ، ومَعِي صَوَاحِبِي، فَصَرَخَتْ بِي، فَأَتَيْتُهَا، وما أَدْرِي ما تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: هَهْ هَهْ، حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي، فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا، فإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقُلْنَ: على الخَيْرِ والبَرَكَةِ، وعلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَغَسَلْنَ رَأْسِي وأَصْلَحْنَنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا ورَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - ضُحًى، فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ؛ الحديث رواه مسلم في النكاح (2/1038) باب: تزويج الأبُ البِكر الصغيرة، ورواه البخاري في مواضع، أولها في: مناقب الأنصار (3894) باب: تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم - عائشة، وقدومها المدينة، وبنائه بها. وفي النكاح (5156) وغيرها.

     في هذا الحَديثِ تُخبرُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ -رَضيَ اللهُ عنها- بقِصَّةِ زَواجِها مِن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم - تَزوَّجَها وهي بنتُ ستِّ سنينَ، أي: عقَد عليها، لكن لم يَدخُلْ -صلى الله عليه وسلم - بها في هذا السِّنِّ، وإنّما لما بلغت تسع سنين، فقالت: «َتزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - لِسِتِّ سِنِينَ»، وفي رواية: «تزوجني وأنا بنتُ ست سنين» أي: عَقَد علي عقد الزواج، وفي رواية قالت: «وأنا بنتُ سبع سنين»، وفي أكثر الروايات: «بنت ست» والجمع بينهما: أنّها كان لها ستٌ وكسر، فمرةً اقتصرتْ على السّنين، ومرة عَدَّت السَّنة التي دخلت فيها. النووي «شرح مسلم».

أمرٌ متفق عليه بين العلماء

     وروى مسلم (1422) أيضا: عنها -رضي الله عنها-: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَهَا وهِيَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، ولُعَبُهَا مَعَها، وماتَ عنها وهِيَ بِنْتُ ثَمَاني عَشْرَةَ، وقد نقل ابن كثير -رحمه الله-: أنّ هذا أمرٌ متفق عليه بين العلماء، ولم يُذكر عنْ أحدٍ منهم خلافه، فقال -رحمه الله-: «قوله: «تزوجها وهي ابنة ست سنين، وبنى بها وهي ابنة تسع» مما لا خلافَ فيه بين الناس، وقد ثبت في الصّحاح وغيرها، وكان بناؤه بها -عليه السلام- في السّنة الثانية من الهجرة إلى المدينة». «البداية والنهاية» (3 / 161)، وعائشة -رضي الله عنها- إنّما ولدت بعد النبوة بنحو أربع سنين، وما تَزوَّجَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم - بِكرًا إلَّا أمَّ المؤمِنينَ عائشةَ -رَضيَ اللهُ عنها-، وقدْ كانت أحَبَّ أزْواجِه -صلى الله عليه وسلم - إليه.

قصّة خِطبة عائشة -رضي الله عنها- بمكة

     وقد روى الإمام أحمد قصّة خِطبتها بمكة: فعن أبي سلمة ويحيى قالا: لما هلكتْ خديجة، جاءت خولةُ بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله، ألا تزَّوج؟ قال: «مَنْ؟» قالت: إنْ شِئتَ بكراً، وإنْ شِئتَ ثيّباً، قال: «فمن البِكر؟» قالت: ابنة أحبّ خَلق الله -عز وجل- إليك: عائشة بنت أبي بكر، قال: «ومن الثيب؟» قالت: سَودة ابنة زمعة، قد آمنتْ بك، واتَّبعتك على ما تقول، قال: «فاذْهبي فاذْكريهما عليّ» فدخلتُ بيت أبي بكر فقالت: يا أمَّ رُومان، ماذا أدخلَ الله -عزّ وجل- عليكم مِنَ الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ قالت: أرْسَلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أخطبُ عليه عائشة، قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدْخل الله عليكم منَ الخير والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرْسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخْطبُ عليه عائشة، قال: وهل تَصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ له ذلك، قال: «ارْجعي إليه، فقولي له: أنا أخُوك، وأنتَ أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي» فرجعتُ فذكرتُ ذلك له... فجاءه فأنْكحه» الحديث.

وقولها: «وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ»

     قال في النهاية: الابْتناء والبناء: الدُّخول بالزوجة، والأصْل فيه أنَّ الرجل كان إذا تزوج امرأة، بنَى عليها قُبّة ليَدخل بها فيها، فيقال: بَنَى الرجلُ على أهله. انتهى. وقد كان ذلك في شهر شوال، كما ثبتَ ذلك عنها -رضي الله عنها- قالت: «تزوّجَني رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في شوالَ، وبَنَى بي في شوالَ. وكانت عائشةُ تستَحِبّ أنْ يُبْنَى بنسائِها في شوالَ». رواه الترمذي وابن ماجة، من السَّنة الأولى منَ الهجرة أو الثانية، ومكثت عنده تسعاً. (الفتح).

«وكانت عائشةُ تَستحِبُّ أن تُدْخِلَ نِساءَها»، أي: نساءَ قومِها على أزواجِهنَّ، «في شوَّالٍ»، أي: تَبرُّكًا بما حصَل لها فيه مِن الخيرِ برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وقصَدَت عائشةُ -رضي الله عنها- بهذا الكلامِ، رَدَّ ما كانت أحوالُ الجاهليَّةِ عليه، وما يتَخيَّلُه بعضُهم مِن كَراهةِ التَّزوُّجِ والتَّزويجِ والدُّخولِ في شهرِ شوَّالٍ، الَّذي هو مِن آثارِ الجاهليَّةِ؛ إذْ كانوا يتَطيَّرون بذلك.

قولها: «فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ»

     وفي البخاري: «فنَزَلنا في بني الحَارث بن الخَزرج» أي: لما قَدِمت هي وأمّها وأختها أسْماء بنت أبي بكر، وأمّا أبوها فقَدِم قبل ذلك مع النبي -[- في هجرته، وقولها: « فَوُعِكْتُ شَهْرًا، فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً» أي: ثمَّ وُعِكَتْ، أي: مرِضَتْ مَرضًا تَقطَّعَ منه شَعرُها أو تساقط، «حتَّى وَفَى» أي: صار جُمَيْمةً، وهو تَصغيرُ جُمَّةٍ، وهي ما سَقَطَ على المنْكبينِ مِن شَعرِ الرَّأسِ، وقولها: «فأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ» أي: فجاءتْها أُمُّها أمُّ رُومانَ، واسمُها زَينبُ بنتُ عامرِ بنِ عوَيْمِرٍ بن غَنْم بن مالك الكنانية، -رَضيَ اللهُ عنها-، امرأة أبي بكر الصديق، وهي أمّ عائشة وعبد الرحمن (ولدَي أبي بكر - رضي الله عنه)، وثبت في صحيح البُخَارِي: أنَّ أبا بكر قال لها- في قِصة الجَفْنة التي حَلف عليها أنَّه لا يأكل منها منْ أضيافه-: يا أخت بني فراس.

قولها: «وأنا على أُرجوحة»

     وفي رواية البخاري: «وهي تَلعَبُ مع صَاحِباتِها على أُرْجوحةٍ»، والأُرجوحة نَوعٌ مِن لُعَبِ الصِّغارِ، وهي خَشَبةٌ يُوضَعُ وسَطُها على مكانٍ مُرتفِعٍ، ويَجلِسونَ على طرَفَيْها ويَتحرَّكونَ بها، فتَرتفِعُ جِهةً، وتَنزِلُ الأُخْرى، ويَميلُ أحدُهما بالآخَرِ، وقولها: «فَصَرَخَتْ بِي، فَأَتَيْتُهَا» أي: نادتها بصوتٍ مرتفع فجاءت، «وما أَدْرِي ما تُرِيدُ بِي»، أي: أنها لم تكنْ تعلم بوقتِ دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها، وزفافها له.

قولها: «فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: هَهْ هَهْ، حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي»، وفي البخاري: «فنادَتْها أمُّها، فجاءَتْها عائشةُ -رَضيَ اللهُ عنها- وهي تَنهَجُ»، أي: تَتنفَّسُ تَنفُّسًا عاليًا، بسبب سُرعة مَشيها، يَغلِبُها التَّنفُّسُ مِن الإعْياءِ، والنَّهَجُ: تَتابُعُ التَّنفُّسِ مِن شدَّةِ الحَرَكةِ، أو فِعلٍ مُتعِبٍ.

قولها: «فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا، فإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ» وفي البخاري: «ثمَّ أدخَلَتْها الدَّارَ، وكان فيها نِسوةٌ مِن الأنْصارِ»، وهنَّ نِساءُ أهلِ المَدينةِ، فقُلْنَ: «على الخَيرِ والبَرَكةِ، وعلى خَيرِ طائرٍ»، وهو دُعاءٌ بالسَّعادةِ على أفضَلِ حظٍّ وبَرَكةٍ، والطَّائرُ: الحظُّ مِن الخَيرِ والشَّرِّ.

قولها: «فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَغَسَلْنَ رَأْسِي وأَصْلَحْنَنِي»، وفي البخاري: «ثمَّ جعَلْنَ يُمشِّطْنَها ويُزيِّنَّها»، وفيه: استحباب تَنظيفُ العَروسِ، وتَزيينُها لزَوْجِها، وتمْشيط شَعرها، واجتِماعُ النِّساءِ لذلك.

     قولها: «فَلَمْ يَرُعْنِي إلَّا رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضُحًى»، أي: تفاجأْت بذلك، ويُقالُ هذا في الشَّيءِ الَّذي لا يُتوقَّعُ فيَأْتي فَجأةً: لم يرعني إلا. «إلَّا برَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم - آتيًا في وَقتِ الضُّحى، فانصَرَفَتْ معَه، ودخَل بها -صلى الله عليه وسلم -، وكان عُمرُها حينَئذٍ تِسعَ سِنينَ، وكان ذلك في شوَّالٍ مِن السَّنةِ الأُولى مِن الهِجْرةِ، أوِ الثَّانيةِ.

فوائد الحديث

وفي الحَديثِ فوائد منها ما يلي:

- جواز زواج الرجل الكبير بالمرأة صغيرة السِّن، إذا رأى أبوها المصلحة لها في ذلك، ولم يكن في ذلك ضررٌ عليها.

- ليس في زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بعائشة -رضي الله عنها- وهي بنت تسع سنوات شيءٌ يُستنكر، فمن المعلوم أنَّ سنّ بلوغ المرأة يختلف بحسب الأعْراق والأجناس، وبحسب البيئات والمناخ، ففي المناطق الحارة تبلغ البنت مُبكراً، بينما في المناطق الباردة قد يتأخر البلوغ، وقال الترمذي: قالت عائشة: إذا بلغت الجاريةُ تسع سنين، فهي امرأة. سنن الترمذي (2/409)، ومثل هذا النكاح لم يطعن أحدٌ به في ذلك العصر، مع كثرة أعْداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليهود والمشركين، فقد كان معروفاً في الجاهلية، وجاء الإسلام وأقرَّه، وهو أنَّ الصغيرة تُخْطب وتتزوج بإذن وليها، وقد كانت عائشة ستزوج قبلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن المُطعم بن عدي، كما روى ذلك الطبري. «تاريخ الطبري» (3/ 162)، وقال الإمام الشافعي: «رأيتُ باليمن بنات تسعٍ يحضن كثيراً». «سير أعلام النبلاء» (10 / 91)، وقَال: «أَعْجَلُ مَنْ سَمِعْتُ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ يَحِضْنَ نِسَاءٌ بِتِهَامَةَ يَحِضْنَ لِتِسْعِ سِنِينَ». وروى البيهقي (1588).

     وقال الشَّافِعِىُّ أيضا: «رَأَيْتُ بِصَنْعَاءَ جَدَّةً بِنْتَ إِحْدَى وعشْرِينَ سَنَةً، حَاضَتْ ابْنَةَ تِسْعٍ، وَوَلَدَتْ ابْنَةَ عَشْرٍ، وَحَاضَتِ الْبِنْتُ ابْنَةَ تِسْعٍ، وَوَلَدَتْ ابْنَةَ عَشْرٍ». «السنن الكبرى للبيهقي» (1 / 319)، فعلى هذا؛ فقد دخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعائشة -رضي الله عنها- وهي بالغة، أو قد قاربت البُلوغ، والواجب على من يتكلم في علم من العلوم أن يكون كلامه بعلم وإنصاف، بعيداً عن الجهل والتعصب واتباع الهوى.

تلطف النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عائشة

3- ومع ذلك فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلطف كثيراً بعائشة لصغر سنّها، ويعاملها بما يتوافق معها وما تميل له نفسُها، فعنها -رضِيَ اللَّهُ عنها- قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ- تعني العرائس- عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ، يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي». رواه البخاري (7130) ومسلم (2440)، ينقمعن أي: يتخفين منه حياءً.

     وعنها -رضِيَ اللَّهُ عنها- قالتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ، وفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَال - صلى الله عليه وسلم -: «ما هَذَا يَا عَائِشَةُ؟» قَالَت: بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَال: «ما هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟» قَالَت: فَرَسٌ، قَال: «ومَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟» قَالَتْ: جَنَاحَانِ. قَال: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟!» قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ. رواه أبو داود (4932) وصحّحه الألباني في «آداب الزفاف» (ص203).

4- وفيه: استحباب الدُّعاءُ بالخَيرِ والبَرَكةِ، لكلِّ واحدٍ مِن الزَّوجَينِ.

5- وفيه: الدُّخولُ بالعَروسِ نَهارًا، وأنه لا يلزم أنْ يكون ليلاً، بل بحسب عادات الناس، وما تيسر لهم.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك