رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: د. محمد الحمود النجدي 25 سبتمبر، 2023 0 تعليق

شرح كتاب الصيام من مختصر مسلم – باب: أيُّ يومٍ يَصُومُ في عَاشُورَاء؟

 

عَنْ الحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَال: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَال: إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ المُحَرَّمِ، فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِماً، قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. الحديث رواه مسلم في الصيام (2/797) باب: أيّ يومٍ يُصام في عَاشُوراء؟

  يُخبِرُ التَّابعيُّ الحكمُ بنُ الأعرَجِ، وهو الحكم بن عبد الله بن إسْحاق البَصري، ثقة، أنَّه جاء إلى عبدِ الله بنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- وهو وَاضِعٌ رِداءَه تحْتَه ذراعه، مُتوسّد عليه، عندَ بئرِ زَمْزَمَ داخلَ المسجد الحرامِ بمكة، فسَأل ابنَ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عن صَومِ يومِ عَاشُورَاءَ، متَى يكونُ؟ فقال له ابنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: إذا رأَيْتَ هِلالَ شَهرِ المُحَرَّمِ، وثَبَتَتْ بِدايَتُه، فابْدَأْ بعَدِّ الأيامِ حتَّى تَصِلَ إلى اليومِ التَّاسِعِ فصُمْهُ. فقوله: «فاعْدُد وأصْبِحْ يومَ التاسع صَائما» قال الحافظ النّووي: هذا تصريحٌ منْ ابن عباس بأنّ مَذهبه أنّ عَاشوراء، هو اليومُ التاسع مِنَ المُحرّم. انتهى. ولعلّ ابن عباس- والله أعلم- أخَذ ذلك مِنْ قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ». رواه مسلم.

تعيين هذا اليوم

          وقد اخْتلفَ العُلماء في تعيين هذا اليوم: فكان ابنُ عباس -رضي الله عنهما- يَرى أنّه يومُ التاسع، فكأنه رأى أنّ ثوابَ الصّيام أصْبح في يومِ التاسع بَدلاً مِنَ العاشر؛ لأنّه ليس في الحديث لأصُومَنَّ التاسعَ والعاشر، وإنّما النّصّ على التاسع فقط. أمّا جُمهور العُلَماء مِنَ السّلف والخَلف: فذهبُوا إلى أنّ عاشُوراء هو يومُ العاشر مِنَ المُحرّم، كما هو ظاهر الأحاديث، ومُقْتضى اللفظ لغة: «عاشوراء»، وفَهِم الجُمهور أنّ قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لأصُومَنّ التاسع» هو إضافةً إلى يوم العاشر، فيَكون المعنى: سأصُوم العاشر، ومعه التاسع، مُخَالفة لليهود والنّصارى، وليس المقصودُ به أنَّ العاشرَ يُهمَلُ ويُخَصُّ الصِّيامُ بالتَّاسعِ. قال الترمذي: «اختلف أهل العلم في يوم عاشوراء، فقال بعضهم: يوم التاسع، وقال بعضهم: يوم العاشر، وروي عن ابن عباس أنه قال: صوموا التاسع والعاشر، وخالفوا اليهود. وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحاق». (3/ 128). - وقال ابن عبد البر: «اختلفَ العُلماء في يومِ عاشُوراء، فقالت طائفة هو اليوم العاشر من المُحرّم، وممّن روى ذلك عنه سعيد بن المسيب والحسن بن أبي الحسن البصري، وقال آخرون: هو اليومُ التاسع منْه، واحتجّوا بحديث الحكم بن الأعرج قال: أتيتُ ابن عباس في المسجد الحرام... فذكره. قال: وقد روى عن ابن عباس القولان جميعاً، وقال قومٌ من أهل العلم: مَنْ أحبّ صَوم عاشوراء، صام يومين التاسع والعاشر، وأظنّ ذلك احْتياطاً منْهم، والله أعلم». «التمهيد» (7/ 213). - وممّن ذهب إلى أنّ عاشوراء اليوم التاسع: ابن حزم، حيثُ قال: «ونَسْتحبُ صوم يوم عاشُوراء وهو التاسع مِنَ المُحرّم، وإنْ صامَ العَاشر بعده فحَسن». المحلى (7/ 17)، وساق رواية ابن عباس.

الأفضلُ والأكمَل

والأفضلُ والأكمَل للمُسْتطيع أنْ يصومَ التاسع والعاشر، وذلك لسَببين:
  • الأول: أنّ النّزاع قائمٌ بين العلماء في تَحديد اليوم الذي فيه الفَضل، والأولى للحَريص على الثواب أنْ يَصوم اليومين خُرُوجاً مِنَ الخِلاف.
  • الثاني: أنّ هَدْي النّبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نَدَبَ إليه أمّته، هو صيامُ التاسع مع العاشر، تمييزاً للمُسلم عن غيره، لِئَلَّا يَتَشَبَّهَ باليَهُودِ فِي صِيامِ اليَومِ العاشِرِ وحدَه. والمحبّ يقتفي أثرَ مَنْ أحبّ، فيكون منْ علاماتِ مَحبّته: اتباع هديه وطريقته.

هل يُصامُ يوم الحادي عشر؟

  • ولكنْ هل يُصامُ يوم الحادي عشر أيضاً مع عاشوراء؟
اسْتَحبّ بعضُ العُلماء كابن القيم رحمه الله صيام اليوم الحادي عشر مِنَ المُحرّم أيضاً، قال: لأنّه قد وَرد عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - الأمرُ بصيامِه، وذلك فيما عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وخَالِفُوا فِيهِ اليَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْماً، أَوْ بَعْدَهُ يَوْماً». رواه أحمد (2155) وابن خزيمة (2095)، وقد حسّنه الشيخ أحمد شاكر، وضعّفه مُحققو المسند. وقال الألباني: «إسناده ضعيف، لسُوء حفظ ابن أبي ليلى، وخالفه عطاء وغيره فرواه عن ابن عباس موقوفاً، وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي» انتهى. وقد ذَكَر بعضُ العلماء سبباً آخر: لاستحباب صيام اليوم الحادي عشر، وهو الاحتياط لليوم العاشر، فقد يُخْطئ الناس في هلال مُحرّم، فلا يُدرى أيّ يومٍ بالضبط هو اليوم العاشر، فإذا صَام المسلم التاسع والعاشر والحادي عشر، فقد تحقّق مِنْ صيام عاشُوراء، وقد روى ابن أبي شيبة في (المصنف) (2/313): عن طاووس رحمه الله: أنه كان يَصُوم قبله وبَعده يوماً، مَخافة أنْ يَفوته. وقال الإمام أحمد: «مَنْ أرادَ أنْ يَصُومَ عاشُوراء: صامَ التاسع والعاشر، إلا أنْ تُشْكل الشُّهور فيصُوم ثلاثة أيام، ابن سيرين يقول ذلك». (المغني) (4/441).

مَنْ فاته صيام اليوم التاسع

         وأمّا مَنْ فاته صيام اليوم التاسع، فيُسْتحبّ له صيام الحادي عشر، لمُخالفة اليَهود، فإنْ صامَ العاشر وحده، فلا حَرجَ عليه في ذلك، ولا يكون ذلك مَكروهاً، قال المِرْداوي: «لا يُكْره إفْرادُ العاشر بالصّيام على الصّحيح منَ المذهب، ووافق الشيخ تقي الدين- ابن تيمية- أنّه لا يُكْره». انتهى باختصار. (الإنصاف) (3/346).

باب: فَضْل صيام يوم عاشوراء

         عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَاماً يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْراً، فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأَمَرَ بِصِيَامِهِ. عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَال: مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -[- صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، وَلَا شَهْراً إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي رَمَضَانَ. في الباب حديثان، الحديث الأول: رواه مسلم في الصيام (2/796) باب: صوم يوم عاشوراء، والحديث الثاني في الباب نفسه (2/797).

نَحْنُ أَحَقّ بِمُوسَى مِنْهُمْ

         ‏قَوْله: «أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُود يَصُومُونَ عَاشُورَاء, وَقَالُوا: إِنَّ مُوسَى صَامَهُ وإِنَّهُ الْيَوْم الَّذِي نَجَوْا فِيهِ مِنْ فِرْعَوْن وَغَرِقَ فِرْعَوْن، فَصَامَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأَمَرَ بِصِيَامِهِ، وقَال: نَحْنُ أَحَقّ بِمُوسَى مِنْهُمْ»، ‏قَالَ الْمَازِرِيّ: خَبَر اليهُود غَيْر مَقْبُول، فَيَحْتَمِل أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أُوحِيَ إِلَيْهِ بِصِدْقِهِمْ فِيمَا قَالُوه، أَوْ تَوَاتَرَ عِنْدَهُ النَّقْل بِذَلِكَ حَتَّى حَصَلَ لَهُ العِلْم بِهِ. قَال القَاضِي عِيَاض رَدًّا على المَازِرِيّ: قَدْ رَوَى مُسْلِم أَنَّ قُرَيْشاً كَانَتْ تَصُومهُ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - المَدِينَة صَامَهُ، فَلَمْ يَحْدُث لَهُ بِقَوْلِ الْيَهُود حُكْمٌ يَحْتَاج إِلَى الْكَلَام عَلَيْه، وإِنَّمَا هِيَ صِفَة حَال، وجَوَاب سُؤَال، فَقَوْله: «صَامَهُ» لَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ اِبْتَدَأَ صَوْمه حِينَئِذٍ بِقَوْلِهِمْ، ولَوْ كَانَ هَذَا لَحَمَلْنَاهُ علَى أَنَّهُ أَخْبَرَ بِهِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ عُلَمَائِهِمْ كَابْنِ سَلَام وَغَيْره. قَالَ الْقَاضِي: وَقَدْ قَالَ بَعْضهمْ: يَحْتَمِل أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَصُومهُ بِمَكَّة، ثُمَّ تَرَكَ صِيَامه حَتَّى عَلِمَ مَا عِنْد أَهْل الْكِتَاب فِيهِ فَصَامَهُ. قَالَ: وَمَا ذَكَرْنَاهُ أَوْلَى بِلَفْظِ الْحَدِيث. قال النووي‏: الْمُخْتَار قَوْل الْمَازِرِيّ، ومُخْتَصَر ذَلِكَ: أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَصُومهُ كَمَا تَصُومهُ قُرَيْش فِي مَكَّة، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَة فَوَجَدَ الْيَهُود يَصُومُونَهُ فَصَامَهُ أَيْضاً بِوَحْيٍ أَوْ تَوَاتُرٍ أَوْ اِجْتِهَادٍ، لَا بِمُجَرَّدِ أَخْبَارِ آحَادِهِمْ. واَللَّهُ أَعْلَم. «شرح مسلم»، فكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَأمُرُ أصحابَهُ بِصَومِ يومِ عاشوراءَ، قَبْلَ أنْ يُفرَضَ صِيامُ رَمَضانَ لفَضْلِ ذلك اليومِ، فلمَّا فُرِضَ صِيامُ رَمضانَ تَرَكَ أمْرَهم بِصيامِه، ولكنَّه صارَ تَطوُّعًا لمَن أراد.

مُخالفة اليهود

         وفي هذا الحَديثِ: يَروي عبْدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هاجَرَ إلى المَدِينةِ مِن مكَّةَ، وفي العامِ التَّالي وَجَدَ يَهُودَ المدينةِ يَصُومُون يَومَ عاشُورَاءَ، وهو يومُ العاشرِ مِن شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ، فسَأَلَهم عن سَببِ ذلك، فذَكَروا أنَّ هذا يَومٌ صالِحٌ وَقَعَ فيه خَيرٌ وصَلاحٌ، حيثُ نَجَّى اللهُ فيه بَنِي إسْرائِيلَ مِن عَدُوِّهِم فِرْعونَ بإغراقِه وجُنودِه في البحْرِ، فَصامَه نَبيُّ اللهِ مُوسَى -عليه السَّلامُ-، فلَمَّا عَلِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك، أخبَرَ أنَّه أحَقُّ بمُوسَى مِنهم، حيثُ إنَّهما أخَوانِ في النُّبوَّةِ، ولأنَّه - صلى الله عليه وسلم - أطوَعُ وأتْبَعُ للحقِّ منهم، فهو أحَقُّ أنْ يَشكُرَ اللهَ -تعالى- على نَجاةِ مُوسى -عليه السَّلامُ-، ولذلك صامَهُ - صلى الله عليه وسلم -، وأَمَرَ المسلِمينَ بصِيَامِه، لأنَّنا -نَحنُ المسلِمينَ- أوْلَى بِحبِّ مُوسى -عليه السَّلامُ- ومُوافقَتِه مِنَ اليهودِ، حيثُ إنَّهم بَدَّلوا شَريعتَه وحَرَّفوها، ونحنُ أتْباعُ الإسلامِ الَّذي هو دِينُ كلِّ الأنبياءِ، وقدْ روَى ابنُ عبَّاسٍ أيضًا أنَّ السُّنَّةَ أنْ يَصومَ المُسلِمُ اليومَ التَّاسعَ معه، مُخالفةً لليهودِ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ، وثبَت فيه أيضاً: مِن حَديثِ أبي قَتادةَ - رضي الله عنه -: أنَّ صِيامَه يُكفِّرُ ذُنوبَ السَّنَةَ التي قَبْلَه.    

فوائد الحديث

1- يومُ عاشوراءَ مِن أيَّامِ اللهِ المُبارَكةِ، فيه نَجَّى اللهُ -عزَّوجلَّ- نَبيَّه مُوسى مِن فِرعونَ وجُندِه، وعظَّمَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - هذا اليومَ، وحرَصَ على صِيامِه، وحَثَّ المسلِمينَ على ذلك، شُكرًا للهِ. 2- مَشروعيَّةُ شُكرِ اللهِ -تعالَى- بالصَّومِ، لمَن حَصَلَ له خَيرٌ مِن تَفريجِ كُرَبٍ، أو تَيسيرِ أمْرٍ. 3- يومُ عاشوراءَ هو يومُ العاشرِ مِنَ الْمُحرَّمِ، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَحرِصُ على صِيَامِ يومِ عَاشُورَاءَ، ويُوصِي به، وكان صِيامُه فَرْضاً قَبْلَ رمضانَ، إلى أنْ نَزَلَ صَومُ رمضانَ على المُسلمينَ، فكانتِ الفريضةُ صَومَ رمضانَ فَقطْ، وأصبَحَ صَومُ عاشوراءَ مُخيَّرًا فيه، مَن شاءَ صامَه، ومَن شاءَ تَرَكَه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك