رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 1 يوليو، 2014 0 تعليق

شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري ( 95 ) باب: ما يــحــــلّ عُـــقَـــد الشيــطـــــان

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وبعد:

 فهذه تتمة الكلام على أحاديث كتاب (الصلاة) من مختصر صحيح الإمام مسلم للإمام المنذري رحمهما الله، نسأل الله عز وجل أن ينفع به، إنه سميع مجيب الدعاء.

390.عَنْ أَبِي هُريرة رضي الله عنه: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ  صلى الله عليه وسلم : «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ، ثَلَاثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ: عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتْ الْعُقَدُ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ».

 الشرح:

قال المنذري: باب: ما يَحلّ عُقَد الشيطان.

والحديث أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (1/538) وبوّب عليه النووي (6/65): باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح.

ورواه البخاري في التهجد (1142) باب: عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصلِّ بالليل.

قوله: «يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ  صلى الله عليه وسلم » أي: هو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قوله.

قوله: «يَعْقِدُ الشَّيطانُ على قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ، ثلاثَ عُقَدٍ إِذا نامَ» وقال البخاري في تبويبه «إذا لم يُصل» مع أنها لم ترد في الحديث!

قال ابن التين وغيره: قوله: «إذا لم يصلِّ»؛ مخالف لظاهر حديث الباب، لأنه دالٌ على أنه يعقد على رأس مَنْ صلى، ومَنْ لم يصلِّ، لكن من صلى بعد ذلك تنحل عقده، بخلاف من لم يصلِّ.

وأجاب ابن رشيد بأن مراد البخاري: باب بقاء عقد الشيطان.. إلخ.

 

     قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن تكون الصلاة المنفية في الترجمة صلاة العشاء، فيكون التقدير: إذا لم يُصلِّ العشاء، فكأنه يرى أنّ الشيطان إنما يفعل ذلك بمن نام قبل صلاة العشاء، بخلاف من صلاها، ولا سيما في الجماعة، وكأنّ هذا هو السّر في إيراده لحديث سمرة عقب هذا الحديث؛ لأنه قال فيه: «وينام عن الصلاة المكتوبة».

     قال: ويقويه ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم  أنّ «من صلى العشاء في جماعة، كان كمن قام نصف ليلة»؛ لأن مسمى قيام الليل يحصل للمؤمن بقيام بعضه، فحينئذ يصدق على من صلى العشاء في جماعة أنه قام الليل، والعقد المذكورة تنحل بقيام الليل، فصار من صلى العشاء في جماعة، كمن قام الليل في حلّ عقد الشيطان انتهى.

قوله: «الشيطان» كأن المراد به الجنس، وفاعل ذلك هو القرين أو غيره، ويحتمل أن يراد به رأس الشياطين وهو إبليس، وتجوز نسبة ذلك إليه لكونه الآمر به الداعي إليه، ولذلك أورده المصنف في «باب صفة إبليس» من بدء الخلق، قاله الحافظ.

     قوله: «قافية رأس أحدكم» أي: مُؤخر عنقه. وقافية كل شيء مؤخره، ومنه قافية القصيدة، وفي النهاية: القافية القَفَا، وقيل: مُؤخر الرأس، وقيل: وسطه. وظاهر قوله: «أحدكم» التعميم في المخاطبين، ومن في معناهم، ويمكن أنْ يُخص منه، من ورد في حقّه أنه يُحفظ من الشيطان كالأنبياء، ومن تناوله قوله: {ِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} (الإسراء:65)، ومن قرأ آية الكرسي عند نومه، فقد ثبت أنه يُحفظ من الشيطان حتى يُصبح.

 

     قوله: «بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ» وفي، البخاري «يضرب على مكان كلّ عقدة»، ومعنى «يضرب» أي: بيده على العقدة، تأكيداً وإحكاماً لها، قائلا ذلك، وقيل: معنى يضرب: يحجب الحِس عن النائم حتى لا يستيقظ، ومنه قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ } (الكهف: 11)، أي: حجبنا الحس أنْ يلج في آذانهم فينتبهوا، وعند سعيد بن منصور بسند جيد: عن ابن عمر: ما أصبح رجلٌ على غير وِتر، إلا أصبح على رأسه جَرير، قدر سبعين ذراعا. والجرير هو الحبل.

قوله: «عليك ليلاً طويلا» هكذا بالنصب، وفي البخاري «عليك ليلٌ طويل» بالرفع، قال عياض: رواية الأكثر عن مسلم بالنصب على الإغراء، ومن رفع فعلى الابتداء، أي: باقٍ عليك، أو بإضمار فعل؛ أي: بقي.

     وقال القرطبي: الرفع أولى من جهة المعنى؛ لأنه الأمكن في الغرور، من حيث إنه يخبره عن طُول الليل، ثم يأمره بالرقاد بقوله: «فارقد»، وإذا نُصب على الإغراء، لم يكن فيه إلا الأمر بملازمة طول الرقاد، وحينئذ يكون قوله: «فارقد» ضائعا، ومقصود الشيطان بذلك تسويفه بالقيام والإلباس عليه.

وقد اختلف في هذا العَقد؟

     فقيل: هو على الحقيقة، وأنه كما يَعقد الساحر من يسحره، وأكثر من يفعله النساء؛ تأخذ إحداهن الخيط، فتعقد منه عقدة وتتكلم عليه بالسحر، فيتأثر المسحور عند ذلك، ومنه قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } (الفلق: 4)، وعلى هذا، فالمعقود شيءٌ عند قافية الرأس، لا قافية الرأس نفسها، وهل العقد في شعر الرأس أو في غيره؟ الأقرب الثاني؛ إذْ ليس لكل أحدٍ شَعر، ويؤيده ما ورد في بعض طرق الحديث، ففي رواية ابن ماجة ومحمد بن نصر: عن أبي هريرة مرفوعا: «على قافية رأس أحدكم حبلٌ فيه ثلاث عقد».

ولأحمد: عن أبي هريرة بلفظ: «إذا نام أحدكم، عقد على رأسه بجرير» وغيرها.

والجرير بفتح الجيم هو الحبل، وهذه العقد ليست لازمةً باقية، بل ورد التصريح بأنها تنحلّ بالصلاة، فيلزم إعادة عقدها.

     وقيل: هذه العُقد هي على المجاز، كأنه شبّه فعل الشيطان بالنائم، بفعل الساحر بالمسحور، فلما كان الساحر يمنع بعقده ذلك تصرف من يحاول عقده، كان هذا مثله من الشيطان للنائم. وقيل: المراد به عقد القلب وتصميمه على الشيء، كأنه يوسوس له بأنه بقي من الليلة قطعة طويلة، فيتأخر عن القيام. وانحلال العقد كناية عن علمه بكذبه فيما وسوس به. وقيل: العقد كناية عن تثبيط الشيطان للنائم بالقول المذكور، ومنه: عقدت فلانا عن امرأته؛ أي: منعته عنها، أو عن تثقيله عليه النوم، كأنه قد شد عليه شداداً.

وقال بعضهم: المراد بالعقد الثلاث: الأكل والشرب والنوم؛ لأنّ من أكثر الأكل والشرب كثر نومه. واستبعده المحب الطبري؛ لأنّ الحديث يقتضي أنّ العقد تقع عند النوم، فهي غيره.

قال القرطبي: الحكمة في الاقتصار على الثلاث أن أغلب ما يكون انتباه الإنسان في السحر، فإنْ اتفق له أنْ يرجع إلى النوم ثلاث مرات، لم تنقض النومة الثالثة إلا وقد ذهب الليل.

وقال البيضاوي: التقييد بالثلاث إما للتأكيد، أو لأنه يريد أن يقطعه عن ثلاثة أشياء: الذكر والوضوء والصلاة، فكأنه منع من كل واحدة منها بعقدة عقدها على رأسه، وكأن تخصيص القفا بذلك لكونه محل الوهم ومجال تصرفه، وهو أطوع القوى للشيطان، وأسرعها إجابة لدعوته. (الفتح).

قوله «انحلت عقده» وفي لفظ «انحلت العقد» بلفظ الجمع هنا، وفي البخاري أيضا.

فالنائم إنْ قام من نومه فذكر الله انحلت عقدة واحدة، وإنْ قام فتوضأ أطلقت الثانية، فإن صلى أطلقت الثالثة، كما في لفظ البخاري: «عقده كلها».

قال الحافظ: وكأنه محمولٌ على الغالب، وهو من ينام مضطجعاً، فيحتاج إلى الوضوء إذا انتبه، فيكون لكل فعل عقدة يحلها.

وظاهره أنّ العقد تنحل كلها بالصلاة خاصة، لأنها تستلزم الطهارة وتتضمن الذكر، وهذا معنى قوله: «فإذا صلى، انحلّت عقده كلها».

إنْ كان المراد به من لا يحتاج إلى الوضوء، فظاهر على ما قررناه، وإن كان من يحتاج إليه، فالمعنى انحلت بكل عقدة، أو انحلت عقده كلها بانحلال الأخيرة التي بها يتم انحلال العقد.

وفي رواية أحمد المذكورة قبل: «فإنْ قام فذكرَ الله، انحلّت واحدة، فإن قام فتوضأ أطلقت الثانية، فإن صلى أطلقت الثالثة».

 

قوله «طيب النفس» أي: لسروره بما وفّقه الله الكريم له من الطاعة، ووعده به من ثوابه، مع ما يبارك له في نفسه، وتصرفه في كل أموره، مع ما زال عنه من عقد الشيطان وتثبيطه، قاله النووي.

قال الحافظ: كذا قيل، والذي يظهر أن في صلاة الليل سراً في طيب النفس، وإن لم يستحضر المصلي شيئا مما ذكر، وكذا عكسه، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} (المزمل: 6).

     وقد استنبط بعضهم منه أنّ من فعل ذلك مرة، ثم عاد إلى النوم لا يعود إليه الشيطان بالعقد المذكور ثانيا، واستثنى بعضهم - ممن يقوم ويذكر ويتوضأ ويصلي - من لم ينهه ذلك عن الفحشاء، بل يفعل ذلك من غير أنْ يقلع، والذي يظهر فيه التفصيل بين من يفعل ذلك، مع الندم والتوبة والعزم على الإقلاع، وبين المصر. انتهى.

قال النووي: فيه فوائد: منها: الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ، وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة في الصحيح، وقد جمعتها وما يتعلق بها في باب من كتاب الأذكار، ولا يتعين لهذه الفضيلة ذكر، لكن الأذكار المأثورة فيه أفضل.

قال: ومنها - أي من فوائده - التحريض على الوضوء حينئذٍ، وعلى الصلاة وإنْ قلّت. انتهى.

قوله «وإلا أصبح خبيث النفس» أي: بتركه ما كان اعتاده، أو أراده من فعل الخير، كذا قيل، وقد تقدم ما فيه.

وقوله «كسلان» غير مصروف، للوصف ولزيادة الألف والنون، وسبب كسله: ما عليه من عقد الشيطان وآثار تثبيطه واستيلائه، مع أنه لم يزل ذلك عنه.

ومقتضى قوله: «وإلا أصبح»؛ أنه إنْ لم يجمع الأمور الثلاثة، دخل تحت من يصبح خبيثاً كسلان، وإنْ أتى ببعضها، وهو كذلك، لكن يختلف ذلك بالقوة والخفة، فمن ذكر الله - مثلا - كان في ذلك أخفّ ممن لم يذكر أصلا.

قال الحافظ: وروينا في الجزء الثالث من الأول من «حديث المخلّص» في حديث أبي سعيد، الذي تقدمت الإشارة إليه: «فإنْ قام فصلى، انحلّت العقد كلهن، وإنْ استيقظ، ولم يتوضأ، ولم يصل، أصبحت العقد كلها كهيئتها».

وقال ابن عبد البر: هذا الذم يختص بمن لم يقم إلى صلاته وضيّعها، أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة، أو إلى النافلة بالليل، فغلبته عينه فنام، فقد ثبت أنّ الله يكتب له أجر صلاته، ونومه عليه صدقة.

     وقال أيضا: زعم قومٌ أنّ هذا الحديث، يعارض قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يقولنّ أحدُكم: خبثتْ نفسي». وليس كذلك، لأن النهي إنما ورد عن إضافة المرء ذلك إلى نفسه كراهة لتلك الكلمة، وهذا الحديث وقع ذماً لفعله، ولكل من الحديثين وجه، وقال الباجي: ليس بين الحديثين اختلاف، لأنه نهى عن إضافة ذلك إلى النفس - لكون الخبث بمعنى فساد الدين - ووصف بعض الأفعال بذلك تحذيراً منها وتنفيرا.

     قال الحافظ: تقرير الإشكال: أنه صلى الله عليه وسلم  نهى عن إضافة ذلك إلى النفس، فكل ما نهي المؤمن أنْ يضيفه إلى نفسه، نهي أنْ يضيفه إلى أخيه المؤمن، وقد وصف [ هذا المرء بهذه الصفة، فيلزم جواز وصفنا له بذلك، لمحل التأسي، ويحصل الانفصال فيما يظهر بأن النهي محمول على ما إذا لم يكن هناك حامل على الوصف بذلك، كالتنفير والتحذير انتهى.

ثم قال الحافظ ابن حجر: تنبيهات:

- الأول: ذكر الليل في قوله: «عليك ليلٌ»، ظاهره اختصاص ذلك بنوم الليل، وهو كذلك، لكن لا يبعد أن يجيء مثله في نوم النهار، كالنوم حالة الإبراد مثلا، ولا سيما على تفسير البخاري من أن المراد بالحديث الصلاة المفروضة.

- ثانيها: ادعى ابن العربي: أن البخاري أومأ هنا إلى وجوب صلاة الليل، لقوله: «يعقد الشيطان». وفيه نظر! فقد صرّح البخاري في خامس ترجمة من أبواب التهجد بخلافه، حيث قال: «من غير إيجاب».

وأيضا فما تقدم تقريره، من أنه حمل الصلاة هنا على المكتوبة، يدفع ما قاله ابن العربي أيضا، ولم أر النقل في القول بإيجابه، إلا عن بعض التابعين. قال ابن عبد البر: شذّ بعض التابعين، فأوجب قيام الليل، ولو قدر حلب شاة، والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه.

- ثالثها: قد يُظن أن بين هذا الحديث، والحديث الآتي في الوكالة من حديث أبي هريرة الذي فيه: «أن قارئ آية الكرسي عند نومه لا يقربه الشيطان» معارضة، وليس كذلك؛ لأن العقد إنما حمل على الأمر المعنوي، والقرب على الأمر الحسي، وكذا العكس، فلا إشكال، إذْ لا يلزم من سحره إياه مثلا أنْ يماسه، كما لا يلزم من مماسته، أن يقربه بسرقة أو أذى في جسده ونحو ذلك.

وإنْ حُملا على المعنويين، أو العكس، فيجاب بادعاء الخصوص في عموم أحدهما. والأقرب أن المخصوص حديث الباب، كما تقدم تخصيصه عن ابن عبد البر بمن لم ينو القيام، فكذا يمكن أن يقال: يختص بمن لم يقرأ آية الكرسي لطرد الشيطان، والله أعلم.

- رابعها: ذكر شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين في «شرح الترمذي » أن السر في استفتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين، المبادرة إلى حلّ عقد الشيطان، وبناه على أنّ الحل لا يتم إلا بتمام الصلاة، وهو واضح، لأنه لو شَرَع في صلاة، ثم أفسدها، لم يساو من أتمها، وكذا الوضوء.

وكأن الشروع في حلّ العقد، يحصل بالشروع في العبادة، وينتهي بانتهائها.

     وقد ورد الأمر بصلاة الركعتين الخفيفتين عند مسلم من حديث أبي هريرة، فاندفع إيراد من أورد أن الركعتين الخفيفتين، إنما وردتا من فعله صلى الله عليه وسلم  كما تقدم من حديث عائشة، وهو منزهٌ عن عقد الشيطان، حتى ولو لم يرد الأمر بذلك، لأمكن أنْ يقال: يحمل فعله ذلك على تعليم أمته، وإرشادهم إلى ما يحفظهم من الشيطان.

وقد وقع عند ابن خزيمة من وجه آخر، عن أبي هريرة في آخر الحديث: «فحلُّوا عُقد الشيطان ولو بركعتين».

- خامسها: إنما خصّ الوضوء بالذكر، لأنه الغالب، وإلا فالجنب لا يَحل عقدته إلا الاغتسال، وهل يقوم التيممُ مقام الوضوء، أو الغسل لمن ساغ له ذلك؟ محل بحث. والذي يظهر إجزاؤه، ولا شك أنّ في معاناة الوضوء، عوناً كبيرا على طرد النوم، لا يظهر مثله في التيمم.

- سادسها: لا يتعين للذكر شيء مخصوص لا يجزئ غيره، بل كل ما صدق عليه ذكر الله أجزأ، ويدخل فيه تلاوة القرآن، وقراءة الحديث النبوي، والاشتغال بالعلم الشرعي، وأولى ما يذكر به، ما سيأتي بعد ثمانية أبواب في «باب فضل من تعار من الليل». ويؤيده ما عند ابن خزيمة من الطريق المذكورة: «فإن تعار من الليل فذكر الله».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك