رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 يوليو، 2014 0 تعليق

شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري ( 97 ) باب: جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض

 

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وبعد:

 فهذه تتمة الكلام على أحاديث كتاب (الصلاة) من مختصر صحيح الإمام مسلم للإمام المنذري رحمهما الله، نسأل الله عز وجل أن ينفع به، إنه سميع مجيب الدعاء.

393-عن قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ: أَنَّ سعدَ بنَ هشامِ بْنِ عامِرٍ أَرادَ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَرَادَ أَنْ يَبِيعَ عَقَارًا لَهُ بِهَا، فَيَجْعَلَهُ في السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ، ويُجَاهِدَ الرُّومَ حَتَّى يَمُوتَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَقِيَ أُناسًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَنَهَوْهُ عن ذلك، وأَخْبَرُوهُ أَنَّ رَهْطًا سِتَّةً أَرَادُوا ذلك في حَيَاةِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَنَهَاهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وقال: «أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ»؛  فَلَمَّا حَدَّثُوهُ بِذلك رَاجَعَ امرأَتَهُ، وقد كانَ طَلَّقَهَا ، وأَشْهَدَ علَى رَجْعَتِهَا، فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ عن وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أَدُلُّكَ علَى أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِوِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال مَنْ؟ قَال: عَائِشَةُ فَأْتِها فَاسْأَلْها، ثُمَّ ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي بِرَدِّهَا عَلَيْكَ فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهَا، فَأَتَيْتُ علَى حكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ فَاسْتَلْحَقْتُهُ إِلَيْهَا ، فقَال: ما أَنا بِقَارِبِهَا؛ لِأَنِّي نَهَيْتُهَا أَنْ تَقُولَ فِي هَاتَيْنِ الشِّيعَتَيْنِ شَيْئًا، فَأَبَتْ فِيهِمَا إِلَّا مُضِيًّا، قَالَ: فَأَقْسَمْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا ، فَأَذِنَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا ، فقالَتْ: أَحَكِيمٌ؟ فعَرَفَتْهُ، فَقَال: نعم، فَقالَتْ: مَنْ معك؟ قال: سعدُ بْنُ هشامٍ، قَالَتْ: مَنْ هشَامٌ؟ قَال: ابْنُ عامرٍ، فَتَرَحَّمَتْ علَيه وقَالَت خَيْرًا، قَال قَتَادَةُ: وَكَان أُصِيبَ يومَ أُحُدٍ، فَقُلْتُ: يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ، قال: فهمَمْتُ أَنْ أَقُومَ ولَا أَسْأَلَ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ، حَتَّى أَمُوتَ، ثُمَّ بَدَا لِي، فَقُلْتُ أَنْبِئِينِي: عن قيامِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَتْ: أَلَستَ تَقْرَأُ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل}؟ قلْتُ: بلَى، قالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- افْتَرَضَ قيامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذه السُّورَةِ، فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَصحابُهُ حَوْلًا، وأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ في آخرِ هذه السُّورَةِ التَّخْفِيفَ، فَصارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ، قال قلْتُ: يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عن وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ ما شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ ويَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ، لَا يَجْلِسُ فِيها إِلَّا فِي الثَّامِنَةِ، فَيَذْكُرُ اللَّهَ ويَحْمَدُهُ ويَدْعُوهُ، ثُمَّ يَنْهَضُ ولا يُسَلِّمُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّ التَّاسِعَةَ، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ ويَحْمَدُهُ ويَدْعُوهُ، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي ركْعَتَيْنِ بعد ما يُسَلِّمُ وهو قَاعِدٌ، وتلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ ركْعَةً يا بُنَيَّ، فَلَمَّا سَنَّ نَبِيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وأَخَذَهُ اللَّحْمُ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وصَنَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَنِيعِهِ الْأَوَّلِ، فَتِلْكَ تِسْعٌ يا بُنَيَّ، وكَان نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا صَلَّى صلَاةً، أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ علَيها، وكَانَ إِذا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، صلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ولَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، ولَا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ، ولَا صَامَ شَهْرًا كَاملًا غَيْرَ رمَضَانَ. قَال: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهَا، فقَال: صَدَقَتْ، لَوْ كُنْتُ أَقْرَبُهَا أَوْ أَدْخُلُ عَلَيْهَا، لَأَتَيْتُهَا حَتَّى تُشَافِهَنِي بِهِ، قَال قُلْتُ: لَو عَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَدْخُلُ عليها ما حَدَّثْتُكَ حَدِيثَهَا.

 الشرح: قال المنذري: باب: جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض.

والحديث رواه مسلم في صلاة المسافرين (1/512) وبوب عليه النووي: باب جامع صلاة الليل ، ومن نام عنه أو مرض.

قوله: «عن سعدَ بنَ هشام بْن عامر» هو الأنصاري المدني، تابعي ثقة، استشهد بأرض الهند .

وأبوه هشام بْن عامر الأنصاري النّجاري، صحابي، كان اسمه شهاباً فغيره النبي صلى الله عليه وسلم .

قوله: «أَرادَ أَنْ يَغْزُوَ في سبِيل اللَّه، فَقَدِمَ الْمدِينةَ فَأَرادَ أَنْ يَبِيعَ عقارًا لَه بِها، فَيَجْعَلَهُ في السِّلَاحِ والْكُرَاعِ، ويُجاهدَ الرُّومَ حتَّى يَمُوتَ» الْكُرَاعِ: اسم للخيل.

     قوله: «فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَقِيَ أُناسًا مِنْ أَهْلِ الْمَدينَةِ فَنَهَوْهُ عن ذلك، وأَخْبَرُوهُ أَنَّ رَهْطًا ستَّةً أَرادُوا ذلك في حياةِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَنَهَاهُمْ نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وقال: «أَلَيسَ لَكُمْ فيَّ أُسْوَةٌ؟» أي : أرادوا التبتل، والانقطاع للعبادة والجهاد، وترك زينة الحياة الدنيا بالكلية، فنهاهم النبيصلى الله عليه وسلم عن تحريم ما أحل الله تعالى لهم، ونزل قوله تعالى: {تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا‏}(المائدة: 87). (انظر تفسير ابن كثير 2/80 ) .

فنهى تعالى عن ترك الطيبات ، ونسب فاعله إلى الاعتداء .

     ومثله حديث النفر الثلاثة، الذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالّوها، ثم قال أَحدُهُمْ: أَمَّا أَنا فإِنِّي أُصلي اللَّيل أَبدًا، وقال آخَرُ: أَنا أَصومُ الدَّهرَ ولا أُفْطرُ، وقال آخرُ: أَنا أَعتزلُ النِّساءَ فلا أَتزوجُ أَبدًا، فَجاءَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِليهم فقال: «أَنْتُمْ الَّذين قُلْتُمْ كذا وكذَا؟! أَما واللَّهِ إِنِّي لأخشاكُمْ للَّهِ، وأَتْقَاكُم لهُ، لَكنِّي أَصومُ وأُفْطرُ، وأُصلِّي وأَرْقدُ، وأَتَزوَّجُ النِّساء، فمنْ رَغِبَ عن سُنَّتي، فليس مِنِّي». متفق عليه .

وقوله: «أَلَيسَ لَكُمْ فيَّ أُسْوَةٌ»، وقال ابن منظور: الأسوة والإسوة: القدوة.

ويقال: إئتس به، أي اقتد به، وكنْ مثله.

قال اللّيث: فلان يأتسي بفلان، أي يرضى لنفسه ما رضيه ويقتدي به، وكان في مثل حاله، والقوم أسوة في هذا الأمر أي حالهم فيه واحدة، والتّأسّي في الأمور: الأسوة، وكذا المؤاساة. لسان العرب (14/ 35) . 

وقال البغويّ: هي فعلة من الائتساء، كالقدوة من الاقتداء، اسم وضع موضع المصدر، أي به اقتداء حسن. تفسير البغوي (3/ 519) .

     قال القرطبيّ : واختلف في هذه الأسوة بالرّسول صلى الله عليه وسلم ، هل هي على الإيجاب أو على الاستحباب على قولين: أحدهما على الإيجاب حتّى يقوم دليل على الاستحباب، الثّاني على الاستحباب حتّى يقوم دليل على الإيجاب، ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدّين وعلى الاستحباب في أمور الدّنيا. الجامع لأحكام القرآن (155- 156).

قوله: «فَلَمَّا حَدَّثُوهُ بِذلك رَاجَعَ امرأَتَه، وقد كانَ طَلَّقَها، وأَشْهَدَ علَى رَجْعَتِهَا» أي: رجع عن رأيه، وترك ما عزم عليه.

     قوله: «فَأَتَى ابنَ عَبَّاس فَسَأَلَهُ عن وِتْرِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: أَلا أَدُلُّكَ على أَعلَمِ أَهلِ الْأَرضِ بِوِتْرِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قال: مَنْ؟ قال: عائشةُ، فَأْتِها فَاسْأَلْها، ثُمَّ ائْتِني فأَخبرنِي بِرَدِّهَا عليك» فيه: أنه يُستحب للعالم إذا سئل عن شيء، ويَعرف أن غيره أعلم منه به، أنْ يُرشد السائل إليه، فإن الدين النصيحة.

قوله: «فانطَلَقتُ إِليها، فَأَتَيْتُ على حكيمِ بنِ أَفْلَحَ فاسْتَلْحَقْتُهُ إِلَيها، فقال: ما أَنا بقاربِها؛ لِأَنِّي نَهَيْتُهَا أَنْ تَقُولَ فِي هَاتَيْنِ الشِّيعَتَيْنِ شَيْئًا، فَأَبَتْ فِيهِما إِلَّا مُضِيًّا، قَالَ: فَأَقْسَمْتُ عليه فجاءَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى عائشةَ فَاسْتَأْذَنَّا عليها، فَأَذِنَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، فقالَتْ: أَحَكِيمٌ؟ «حكيم بن أفلح هو المدني، تابعي لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال الحافظ : مقبول . فَاسْتَلْحقْتُهُ إِلَيها: طلبت منه الذهاب معي إليها. «هَاتَيْنِ الشِّيعَتَيْنِ» أي: الطائفتين، وهما فئة علي ومعاوية رضي الله عنهما، ومضيا: أي: أبتْ إلا أنْ تمضي فيه ، قال تعالى: {فما استطاعوا إلا مضيا}.

قوله: «فَقُلْتُ : يا أُمَّ الْمُؤمنين، أَنْبِئِينِي عن خُلُقِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرآنَ؟ قُلْتُ: بلَى، قالتْ: فَإِنَّ خُلُقَ نَبيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ».

وفي رواية قالت: «كان خُلُقُه القرآن، أما تقرأ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم: 4). أخرجه أحمد والطبري في التفسير .

وقد روي عن الحسن البصري أنه سألها نفس السؤال، فأجابت بنفس الجواب. أخرجه أحمد وابن سعد, وسألها كذلك مسروق بن الأجدع الهمداني .

وسألها يزيد بن بَابَنُوس: ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: كان خلقه القرآن، تقرؤون سورة المؤمنين. قالت: اقرأ {قد أفلحَ المؤمنون} قال يزيد: فقرأت قد أفلح المؤمنون إلى  {لفُروجهم حَافظون}، قالت: هكذا كان خُلق رسول الله. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (308) والبيهقي في الشعب، لكن سنده ضعيف، يزيد مجهول.

وسألها أبو الدرداء السؤال فقالت: «كان خُلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه». أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب .

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: يعني أنه كان يتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه.

وقال السيوطي: معناه العملُ به، والوقوفُ عند حدوده، والتأدُّبُ بآدابه، والاعتبارُ بأمثاله وقصصه، وتدبُّره وحسنُ تلاوته. (الديباج).

وقال السندي في حاشيته على النسائي: وكون خُلقه القرآن: هو أنه كان متمسكاً بآدابه، وأوامره ونواهيه ومحاسنه، ويُوضحه أنّ جميع ما قصَّ الله تعالى في كتابه من مكارم الأخلاق؛ مما قصّه من نبيٍّ أو وليٍّ، أو حثَّ عليه أو ندَبَ إليه، كان صلى الله عليه وسلم مُتخلِّقاً به، وكل ما نهى الله تعالى عنه فيه ونزَّه كان صلى الله عليه وسلم لا يحوم حوله.

قوله « فهمَمْتُ أَنْ أَقُومَ، ولا أَسْأَلَ أَحَدًا عن شَيءٍ، حَتَّى أَمُوتَ» رضا بما سمع من الجواب الشافي الكافي، عن حال النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه. (يتبع).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك