رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 23 أبريل، 2019 0 تعليق

شرح كتاب الجنائز من صحيح مسلم – باب: ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِ الدَّحْدَاحِ، ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَسٍ عُرْيٍ؛ فَعَقَلَهُ رَجُلٌ فَرَكِبَهُ؛ فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بِهِ ونَحْنُ نَتَّبِعُهُ نَسْعَى خَلْفَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال : «كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ - أَوْ مُدَلًّى - فِي الْجَنَّةِ لِابْنِ الدَّحْدَاحِ»، أَو قَال شُعْبَةُ: «لِأَبِي الدَّحْدَاحِ»، الحديث أخرجه مسلم في الجنائز ( 2/265) وبوب عليه النووي كتبويب المنذري، وروى مسلم في الباب: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: أُتِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بفَرَسٍ مُعْرَوري؛ فركبه حين انْصرفَ من جنازةٍ ابن الدحداح، ونحنُ نَمْشي حوله .

     قوله: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِ الدَّحْدَاحِ»، وقيل: أبو الدحداح، كما قَال شُعْبَةُ - راوي الحديث - : «لِأَبِي الدَّحْدَاحِ»، وقيل: أبو الدحداحة الأنصاري، مذكور في الصحابة، واسمه : ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنيم بن إياس، حليف الأنصار. الإصابة ( 2/40)، وقال ابن عبد البر : لا يُعرف اسمه! قاتل ببسالة وشجاعة نادرة يوم أحد؛ فحمل عليه خالد بن الوليد -ولم يكن قد أسلم بعد- بالرمح فأنفذه فوقع جريحاً، واستشهد مَن كان معه من الأنصار .

     وقال الواقدي: أقبل ثابت بن الدحداحة يومَ أُحد؛ فقال: يا معشر الأنصار إنْ كان محمدٌ قُتل؛ فإن الله حيٌ لا يموت؛ فقاتلوا عن دينكم؛ فحمل بمن معه من المسلمين؛ فطعنه خالدٌ فأنفذه؛ فوقع ميتاً، ثم قال: وبعض أصحابنا يقول: إنه جُرح ثم بَرَأَ من جراحته ومات بعد ذلك على فراشه، مرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية (أي : سنة 6 هـ )؛ فالله أعلم. الإصابة (2/41)، والثاني هو الأقرب لحديث الباب.

قوله: «ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَسٍ عُرْي»، وفي رواية «بفرس معروري» قال أهل اللغة: اعروريت الفرس : إذا ركبته عريا، أي لا سرج عليه ولا جل ؛ فهو معروري، قالوا: ولم يأت افعولي معدي إلا قولهم: اعروريت الفرس، واحلوليت الشيء.

قوله: «فعقله رجل»، أي: أمْسَكه له وحبسه حتى يركبه؛ « فجعل يتوّقص»، أي : يتوثّب .

قوله: «ونَحْنُ نَتَّبِعُهُ، نَسْعَى خَلْفَه»، أي : نمشي خلفه، وهي رواية جابر .

     قال النووي: قوله: «ونحن نمشي حوله»، فيه: جواز مشي الجماعة مع كبيرهم الراكب، وأنه لا كراهة فيه في حقّه ولا في حقهم، إذا لم يكن فيه مفسدة ، وإنما كُره ذلك إذا حصل فيه انتهاك للتابعين، أو خيف إعجاب ونحوه في حقِّ التابع، أو نحو ذلك من المفاسد .

     قوله: “«كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ “ العذق: قال النووي -رحمه الله-: «الْعِذْقُ هُنَا بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ الْغُصْنُ مِنَ النَّخْلَةِ؛ وَأَمَّا الْعَذْقُ بِفَتْحِهَا؛ فَهُوَ النَّخْلَةُ بِكَمَالِهَا، وَلَيْسَ مُرَادًا هُنَا» انتهى. وقال في النهاية: العذق بكسر العين: العُرْجون بما فيه من الشماريخ ، والرداح: الثقيل.

سبب قوله صلى الله عليه وسلم

     وسبب قوله صلى الله عليه وسلم: «كم من عذق معلق في الجنة لأبي الدحداح» ما رواه الإمام أحمد (12482)، وابن حبان (7159)، والحاكم (2194): عن أَنَسٍ: «أَنَّ رجُلًا قَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا؛ فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِها؛ فقال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ»، فَأَبى؛ فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فقال: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي؛ فَفَعَلَ؛ فَأَتَى النَّبِيَّ[؛ فقال: يا رسولَ اللهِ، إِنِّي قدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، قال: فاجْعَلْها له؛ فقدْ أَعْطَيْتُكَهَا؛ فَقَال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ »، قالها مِرَارًا؛ فأَتَى امْرَأَتَهُ؛ فقال: يا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ؛ فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ؛ فقالَتْ: رَبِحَ البَيْعُ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا»، قال الحاكم: (صحيح على شرط مسلم)، وكذا قال الألباني في  الصحيحة (2964).

المُرادُ بالحائطِ

- المُرادُ بالحائطِ: الجدارُ، ومعنى إقامةِ الحائطِ بالنَّخلةِ: اعتمادُه عليها واستنادُه، فطلب مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ يحُثَّ صاحبَ النَّخلةِ أنْ يَتصدَّقَ بها عليه؛ لأنَّ صاحبَ الجدارِ كان يتيماً فقيرًا لا يَستطيعُ أنْ يَشترِيَها؛ فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لصاحبِ النَّخلةِ: «أعْطِها إيَّاهُ بنَخلةٍ في الجنَّةِ»، أي: أمَرَه بالتَّصدُّقِ بها على أنْ يُعوِّضَه اللهُ بنخلة في الجنَّةِ، وهذا مِن الحثِّ على الصَّدقةِ . قوله: «فأبَى»، أي : امتنَعَ صاحبُ النَّخلةِ عن التَّصدُّقِ بها؛ «فأتاهُ أبو الدَّحداحِ فقال له: بِعْني نَخلتَك بحائطي»؛ فاشْتَراها ودفَعَ ثمَنِها حديقتَه كاملةً، لأجْلِ أنْ يَتصدَّقَ بها على الرَّجلِ أو اليتيم الَّذي طلَبَها .

قوله : «ففَعَلَ»، أي : رضي وباعَهَا الرَّجلُ لأبي الدَّحداحِ؛ فأتى أبو الدَّحداحِ النَّبيَّ[؛ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد ابتعْتُ النَّخلةَ بحائِطي، قال: فاجْعَلْها له، أي : أعْطِها للرَّجلِ الَّذي طلَبَها.

فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مبشراً له: «كمْ مِن عِذْقٍ رَداحٍ» أي: غُصنٍ ثقيلٍ، ومُمْتلئٍ بالثِّمارِ، «لأبي الدَّحداحِ في الجنَّةِ، قالها مِرارًا» أي: تأكيدًا لها، وحثِّاً على مِثلِ هذه الأعمالِ.

ربح البيع

     قال أنسٌ رضي الله عنه : «فأتى امرأتَه» أي : رجَعَ أبو الدَّحداحِ لزوجتِه وهي في البُستانِ، «فقال: يا أُمَّ الدَّحداحِ، اخْرُجي مِن الحائطِ؛ فقد بِعْتُه بنَخلةٍ في الجنَّةِ؛ فقالت: رَبِحَ البيعُ - أو كلمةً تُشْبِهُها - فأجابَتْه فوراً، ووافقته في فِعلَتِه وتصرُّفِه ، وأثنَتْ عليه ولم تتردّد.

قصة عذق اليتيم

      وروى عبد الرزاق: عن معمر قال أخبرني الزهري قال : أخبرني كعب بن مالك قال: أولُ أمرٍ عتب على أبي لبابة أنه كان بينه وبين يتيم عذق؛ فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقضي به النبي صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة؛ فبكى اليتيم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعه له» فأبى، قال : «فأعطه إياه ولك مثله في الجنة» فأبى؛ فانطلق ابن الدحداحة؛ فقال لأبي لبابة: بعني هذا العِذق بحديقتين؟ قال: نعم، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال: يا رسول الله، أرأيت إنْ أعطيتُ هذا اليتيم هذا العذق، ألي مثله في الجنة؟ قال: «نعم»؛ فأعطاه إياه، قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كم من عِذقٍ مذلل، لابن الدحداحة في الجنة»، قال: وأشار إلى بني قريظة حين نزلوا على حكم سعد؛ فأشار إلى حلقه: الذبح، وتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، ثم تاب الله عليه بعد ذلك.

رواية البيهقي

     وورد اسمه أيضا، عند البيهقي في سننه (6/ 260) فروى: عن سَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ عَتَبَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ: أَنَّهُ خَاصَمَ يَتِيمًا لَهُ فِي عذْقِ نَخْلَةٍ؛ فَقَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِأَبِي لُبَابَةَ بِالْعذْقِ؛ فَضَجَّ الْيَتِيمُ وَاشْتَكَى إِلَى رَسُولِ الله[؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي لُبَابَةَ: هَبْ لِي هَذَا الْعذْقَ يا أَبَا لُبَابَةَ لِكَيْ نَرُدَّهُ إِلَى الْيَتِيمِ»؛ فَأَبَى أَبُو لُبَابَةَ أَنْ يَهَبَهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا لُبَابَةَ، أَعْطِهِ هذا الْيَتِيمَ، وَلَكَ مِثْلُهُ فِي الْجَنَّةِ»؛ فَأَبَى أَبُو لُبَابَةَ أَنْ يُعْطِيَهُ؛ فقال رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنِ ابْتَعْتُ هَذَا الْعَذْقَ فَأَعْطَيْتُ الْيَتِيمَ أَلِي مِثْلُهُ فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ»؛ فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ، وهو ابْنُ الدَّحْدَاحَةِ، حَتَّى لَقِيَ أَبا لُبَابَةَ؛ فَقَالَ: يا أَبا لُبَابَةَ، أَبْتَاعُ مِنْكَ هَذَا الْعذْقَ بِحَدِيقَتِي، وكَانَتْ له حَدِيقَةُ نَخْلٍ؛ فقال أَبُو لُبَابَةَ: نعمْ؛ فَابْتَاعَهُ مِنْهُ بِحَدِيقَة؛ فَلَمْ يَلْبَثِ ابْنُ الدَّحْدَاحَةِ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ يَوْمَ أُحُد؛ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَاتَلَهُمْ فَقُتِلَ شَهِيدًا؛ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «رُبَّ عذْقٍ مُذَلَّلٍ لِابْنِ الدَّحْدَاحَةِ فِي الْجَنَّةِ» .

هذا الرجل هو أبو لبابة

ففي هذه الرواية أن هذا الرجل هو أبو لبابة، وهو صحابي مشهور، وهو أحد النُّقباء، واسمه : بشير بن عبد المنذر الأنصاري، وقيل اسمه: رفاعة، وقيل غير ذلك، والمشهور الأول. (الإصابة: 7/ 289-290).

وهذا الإسناد مرسل ، ولكنه من مراسيل سعيد بن المسيب ، ومراسيل ابن المسيب قوية عند بعض أهل العلم، قال الذهبي: «مَرَاسِيْلُ سَعِيْدٍ مُحْتَجٌّ بِهَا». سير أعلام النبلاء (5/125)، وقال الحافظ: «اتفقوا على أنَّ مرسلاته أصح المراسيل». تقريب التهذيب .

ليس عاصياً أو منافقاً

     ولا يلزم من الموقف السابق لأبي لبابة رضي الله عنه أنْ يكون عاصياً أو منافقاً؛ فإنّ النخلة حقّه، وإنما شقّ على صاحبه خروجها عن ملكه، وربما تضرّر بذلك، ولم يُلزمه النبي صلى الله عليه وسلم بإعطائها لجاره، وإنما ندبه إلى ذلك، ووعده عليها أجراً خاصاً في الجنة؛ فإعطاؤها له كان مندوباً في حقه، وعملاً فاضلاً، وليس كل مَن ترك المندوب، أو العمل الفاضل يكون مذموماً، ولا آثماً ؛ فضلاً عنْ أنْ يكون منافقاً، وإذا قدر أنْ كان ذلك إثماً وذنباً؛ فليس كل مَنْ وقع في ذنبٍ، لزم أنْ يؤاخذه الله عليه؛ فإن موانع لحوق الوعيد بأصحاب المعاصي كثيرة، كأن يتوب من ذلك؛ فيتوب الله عليه، أو تكون له حسنات أخرى، هي أكبر منها تمحوها، أو يبتلى بما يكفّر عنه خطاياه، أو يشفع فيه بعض الشافعين من المؤمنين ، أو تدركه رحمة رب العالمين، وقد قال الله -عز وجل-: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}( التوبة : 102).

فوائد الحديث

     في هذا الحديث: حَثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على المُسارَعةِ في الخيراتِ، والمسابَقةِ فيها، وبيان ما في ذلِك مِن الأجْرِ والفضْلِ العظيمِ عندَ اللهِ -عزَّ وجلَّ . وفيه موقف مشرّف وعظيم لأبي الدحداح، وهو مسارعته لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم دون تردد، وتضحيته بماله حينما باع بستانه ليحقق لصاحب النخلة مراده، طمعا فيما عند الله.

     وفي الحديثِ: أنَّ هذا الموقف الرائع الذي سُجل لأبي الدحداح، سجل لزوجته أيضا -رضي الله عنهما-؛ فلقد هان عليها ذلك البستان في هذه الدنيا الفانية مقابل ما أعدّ الله -تعالى- لهما في الجنة وفي الآخرة ؛ فسارعت لمساندة الزوج، وإعانته على الخير والبذل؛ فلم يكن هناك أي معارضة منها لزوجها، بل قالت له: «رَبِح البيعُ»؛ فيالها من امرأةٍ مباركة عظيمة! ينبغي أنْ تكون قدوةً حسنة لكلّ مسلمة، وأن يكونَ ذلك دَأب الزَّوجةِ الصالحةِ التي تُعينُ زَوجَها على العَملِ الصالِحِ؛ فتقتدي به في التضحية والبذل والعطاء في سبيل الله -تعالى- والسمع والطاعة لزوجها في المعروف .

     ولو تصورنا أنها رفضت الخروج من ذلك البستان، لتأخّر البيع؛ ولحرمت زوجها تلك المكرمة المعدة له ولها في الآخرة؛ ولحصل النزاع والخلاف في ذلك البيت، لكنها كانت زوجة عاقلة مؤمنة . وفي الحديثِ: الحثُّ على حُسنِ الجوارِ، والتَّنازُلِ للجارِ، والتَّصدُّقِ عليه.

      وفيه: بيانُ عِظَمِ أجْرِ الصَّدقةِ عندَ اللهِ -عز وجل- وأن أجرها أضعافٌ مضاعفة، كما قال -تعالى- : {من ذا الذي يُقْرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة واللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(البقرة: 245)؛ فقد حث -تعالى- عباده على الإنفاق في سبيله، وقد كرّر -تعالى- هذه الآية في كتابه العزيز في غير موضع، وفي حديث النزول يقول -تعالى-: «مَنْ يقرض غير عَديمٍ ولا ظلوم». رواه مسلم .

وفيه: بيانُ مَنزلةِ أبي الدَّحداحِ، وثَوابِ ما عَمِلَ، وفَضلِ زَوجتِه ورضاها وصبرها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك