رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 10 أكتوبر، 2016 0 تعليق

تعريفه – أحكامه – ضوابطه- مراحل تشريع الجهاد


حقق العلماء أنّ غَلبة الأنبياء على قسمين  غلبة بالحُّجة والبيان  وهي ثابتةٌ لجميعهم وغلبةٌ بالسيف والسنان، وهي ثابتة لخصوص الذين أُمروا منهم بالقتال في سبيل الله

مِن سُنن الله تعالى في عباده (سُنة التدرُّج) وقد أُمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأَخذ بها  واقْتُفِي أثرَها

أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين  بقتال الكفار كافة  ليكون الدِّين كلُّه لله عزَّ وجل  ولتفتح الأبواب لكلِّ مَن رغب في الإسلام    

 

فضائل الجهاد كثيرة جداً، فهو من أفضل القُربات، ومن أعظم الطاعات، وهو ذروة سنام الإسلام، وبابٌ عظيم من أبواب الشريعة الغراء؛ يقوم به ذوو الفضل والشرف والسُّؤدد في الدّين، دعوة ودفعاً، لما يترتّب عليه من مصالح عظيمة لأمة الإسلام، من نصر للمؤمنين، وإعلاء لكلمة الدين، وقمع للمنافقين والكافرين، وتسهيل لانتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج للعباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام، وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين، واليوم نستكمل الحديث عن مراحل تشريع الجهاد فنقول:

الجهاد أمرٌ ماض في الأمم قبلنا، وفريضةٌ قديمة، وقد دلَّ على هذا آيات عدة، منها:

1- قوله تعالى: {وكأينٍ منْ نبيٍ قاتل معه ربيون كثيرٌ فما وَهَنوا لما أصَابهم في سبيلِ اللهِ وما ضَعُفوا وما اسْتكَانوا والله يحبُّ الصابرين} آل عمران: 146، ففي هذه الآية الكريمة، يُخبر الله تعالى أنَّ كثيراً من الأنبياء السابقين، قاتل معهم جموعٌ كثيرة من أصحابهم، فما ضعفوا لِمَا نزل بهم من جروح أو قتل؛ لأنّهم احتسبوا ذلك في سبيل ربهم، وما عَجَزوا، ولا خضعوا لعدوهم، إنما صبروا على ما أصابهم، والله يحب الصابرين.

 2- وأيضا فقد جاهد موسى عليه السلام وقومه، فخرج ببني إسرائيل غازيًا إلى بيت المقدس، كما قال -تعالى- عنه: إنه قال لهم: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) المائدة: 21. فحصل منهم ما حصل من التخلّف عن الجهاد، وعاقبهم الله بما ذكره عزَّ وجل في هذه الآيات، من التِّيه في صحراء سيناء أربعين سنة، لما عَصَوا أمرَ الله -عزّ وجل- وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم . 

ثم بعد موت موسى عليه السلام، قاموا بالجهاد في سبيل الله، وفتحوا بيت المقدس، ودخلوه. 

3- وكذلك في بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام،كان الجهاد مشروعاً، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} البقرة: 246.

     فقوله تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل}، الملأ من القوم: وجوههم وأشرافهم (من بعد موسى) أي: من بعد موت موسى {إذ قالوا لنبي لهم} واختلفوا في ذلك النبي؛ فقال قتادة: هو يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السلام. وقال السدي: اسمه شمعون، وقال سائر المفسرين: هو إشمويل، وهو بالعبرانية إسماعيل بن يال بن علقمة، وقال مقاتل: هو منْ نسل هارون، وكذا قال مجاهد.

     وقوله تعالى: {فهل عسيتم إنْ كتب} فُرض {عليكم القتال} مع ذلك المَلك {ألا تقاتلوا} ألا تفوا بما تقولون معه {قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله} قال الفراء: أي وما يمنعنا ألا نقاتل في سبيل الله، كقوله تعالى: {ما منعك أن لا تسجد} الأعراف: 12، وقال الأخفش: «أن» هاهنا زائدة معناه: وما لنا لا نقاتل في سبيل الله {وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} أي: أَخرجهم مَنْ تغلب عليهم من ديارهم، وسبى ذراريهم، وهذا مما يدفعهم للقتال ولو لم يكتب عليهم.

     قال الله تعالى: {فلما كُتب عليهم القتال تولوا} أي: أعرضوا عن الجهاد، وضيعوا أمر الله {إلا قليلا منهم} الذين عصمهم الله من مخالفة نبيهم، وتمسَّكوا بأمر الله، وقيل: هم الذين عبروا النهر مع طالوت، واقتصروا على الغرفة {والله عليم بالظالمين} الذين ظلموا أنفسهم بترك أمر الله -تعالى- لهم بالقتال، وأمر رسوله عليه السلام.

4- وكذلك نبي الله سليمان عليه السلام، وشأنه مع بلقيس ملكة سبأ، وأنه قال: {ارْجِعْ إِلَيْهم فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ولَنُخْرِجَنَّهُم مِنها أَذِلَّةً وهُم صَاغِرُونَ} النمل: 37.

فقوله {ارجع إليهم} أي: بالهدية {فلنأتينهم بجنودٍ لا قِبل لهم} لا طاقة لهم {بها ولنخرجنّهم منها} أي: من أرضهم وبلادهم وهي سبأ {أذلةً وهم صَاغرون} ذليلون إنْ لم يأتوني مسلمين.

     فسليمان -عليه السلام- أرسل بدعوة الَخلق إلى الإسلام والتوحيد، فبلغه عن قومٍ وجدهم الهدهد يسجدون للشمس من دون الله، فأرسل إليهم كتاباً بألا يعلو عليه، بل يدخلوا في سلطانه وأمره، ويأتوه مسلمين، والإتيان بمعنى الاتباع له، ومسلمين أي: موحّدين؛ فلم ترد له الملكة جواب كتابه، بل أعطته هدية لتصْرفه عن مقصده، أو لاختباره في صدق دعوته.

     فكان جواب سليمان -عليه السلام- شديداً، وله الحق في ذلك، فتقديم المال له بهذه الحال، أسلوب من أساليب الإهانة له، وهو النبي الكريم ذو الملك الواسع، الذي لم يكن بحاجة للمال والهدايا، ولا شك أنّ الرجل الشريف من الناس، تأبى نفسه قبول الرشوة والهدايا، التي تُدفع له على سبيل صرفه عن مراده، أو التنازل عن مبدئه، فكيف بنبيٍ كريم كسليمان -عليه الصلاة والسلام؟ فهذا بلا شك مما يغضب النبي، الذي لم يكن طامعا في مُلك أو جاه، بل يستهدف نشر دين الله -تعالى- في الأرض.

وما إحضاره للعرش بين يديها، إلا ليريها ما منَّ الله -تعالى- به عليه من مُلكٍ ونعمة وقوة، مما أذهلها، وعلمتْ بأنّ ذلك تأييد من الله -عز وجل- لهذا النبي الملك الصالح، وكان فيه أيضاً شيء من الاحتفاء بها، واستمالتها لدين الله تعالى.

من أقوال أهل العلم في ذلك:

1- قال العلامة الشنقيطي: «وقد حقق العلماء أنّ غَلبة الأنبياء على قسمين: غلبة بالحُّجة والبيان، وهي ثابتةٌ لجميعهم، وغلبةٌ بالسيف والسنان، وهي ثابتة لخصوص الذين أُمروا منهم بالقتال في سبيل الله; لأنَّ مَن لم يؤمر بالقتال ليس بغالب ولا مغلوب; لأنه لم يغالب في شيء، وتصريحه تعالى بأنه كتب إن رسله غالبون، شامل لغلبتهم من غالبهم بالسيف، كما بيّنا أن ذلك هو معنى الغلبة في القرآن، وشامل أيضا لغلبتهم بالحجة والبيان، فهو مبين أنَّ نصر الرسل المذكور في قوله: {إنا لننصر رسلنا} الآية غافر: 51، وفي قوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون} الصافات: 171 - 172، أنه نصر غلبة بالسيف والسنان للذين أمروا منهم بالجهاد ; لأنّ الغلبة التي بيّن أنها كتبها لهم، أخصُّ من مطلق النصر؛ لأنها نصرٌ خاص، والغلبة لغة: القهر، والنصر لغة: إعانة المظلوم، فيجب بيان هذا الأعم بذلك الأخص». أضواء البيان (1/255-256).

     فعلم بذلك، أن هذا الأمر – وهو القتال في سبيل الله – لم يكن موجوداً في كلّ الأمم، فلم يُفرض الجهاد على بعض الرسل، وإنما أمروا بالدعوة إلى سبيل الله -تعالى- ودينه، بالكلمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كنوح وإبراهيم وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم الصلاة والسلام.

وفُرض على بعضهم جهاد الدفع فقط.

إلا أنّ الجهاد في شريعتنا الإسلامية، يختلف عن شريعة مَن قبلنا.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: والله -تعالى- قد بعثَ في كلِّ قومٍ نبيًا، كما قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر: 24.

وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} النحل: 36، وكذلك قوله: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} آل عمران:81.

والنُّصرة مع الإيمان هو الجهاد، ونوح وهود ونحوهم من الرسل عليهم السلام، لم يُؤْمروا بالجهاد والقتال، ولكن موسى -عليه السلام- وبنو إسرائيل أُمروا بالجهاد.

وشريعتنا قد جمعت الأحوال هذه كلها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مأمورين بالكف عن القتال، ثم أمروا بقتال الدفع، ثم لما قويت شوكتهم، أمروا بقتال الابتداء لنشر الإسلام. 

ويقول رحمه الله: «إن المسلمين كانوا ممنوعين قبل الهجرة، وفي أوائل الهجرة من الابتداء بالقتال،... إلى أن قال: ولهذا أَول ما أنزل من القرآن فيه نَزل بالإباحة، لقوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} الحج: 39. 

 

- مراحل تشريع الجهاد في الإسلام:

     إنَّ مِن سُنن الله -تعالى- في عباده (سُنة التدرُّج)، وقد أُمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأَخذ بها، واقْتفَى أثرَها، سواء كان ذلك في دعوته بمكَّة، حيثُ كانت الدعوة سِرّاً، ثم تدرَّجت وانتقلت من الدعوة السِّريَّة إلى الدعوة الجهريَّة، ثم إلى طلب النُّصرة من القبائل، والبحث عن سندٍ اجتماعي، وقوة للدعوة.

كذلك كان التدرُّج في تصحيح العقيدة وشعبها، وفرض الفرائض والعبادات، وتحريم بعض المحرمات.

- وقد مرَّ تشريع الجهاد في سبيل الله تعالى بثلاثِ مراحل:

- المرحلة الأولى: لما قام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله -تعالى- في مكة، ظهر له أعداء عادوه وآذوه، وكان توجيه الله -تعالى- له في كتابه؛ بالصبر والعفو والصفح عن المشركين، والإعراض عن أذاهم، وجهادهم بالكلمة والدعوة، وإقامة الحُجة عليهم، بالقرآن والبيان، والبرهان الشرعي والعقلي، كقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل:125.

وقوله سبحانه: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} الفرقان: 52.

فقوله {وجَاهْدهم به} أي: بالقرآن العظيم.

وقوله سبحانه: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الجاثية: 14.

فالذين لا يرجون أيام الله، هم المشركون الذين لا يرجون ثواب الله، ولا يخافون عذابه في الأمم العاصية.

وقول الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} الروم: 60.

وقوله تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} الحجر: 85.

والصفح الجميل: هو الصفح الذي لا أذية فيه.

وقوله تعالى: {فاصْدعْ بما تُمر وأعرض عن المشركين} الحجر: 94.

     وقال عزَّ مِن قائل: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} الزخرف: 88-89؛ أي: اصفحْ عنهم ما يأتيك مِن أذيتهم القوليَّة والفِعلية، واعفُ عنهم، ولا يبدر منك لهم إلاَّ السلام، الذي يُقابِل به أولو الألباب والبصائر، الجاهلين.

فأمرهم الله -تعالى- بالصبر، ومنعهم من القتال لحكمةٍ عظيمة، وهي ضعفهم وقلّة حيلتهم، وقلّة عددهم، فقد كانوا أقلَّ من العُشر، مع ضعف منعتهم وعُدّتهم.

- المرحلة الثانية: هي أَذِن اللهُ -تعالى- للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالقتال، في المدينة بعد الهجرة، حين تكالب عليهم الأعداء، وظَلموا المؤمنين بالاعْتداء عليهم، وإخراجهم من ديارهم بغير حق، والاستيلاء على دورهم وأموالهم.

     فأذِن الله -تعالى- لهم بالقتال حِفظاً للدِّين، ودفاعاً عن النفس والمال، ودفعاً للظلم والعُدوان، قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} الحج: 39. ثم ذكر الله -تعالى- صفة ظلمهم، فقال: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج: 40.

فهذه الآيات، هي أول الآياتُ نزولاً في الجهاد، كما قال أهل التفسير.

وأيضاً: قال الله تعالى: {وقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة: 190.

وهي أيضاً: من أول الآيات التي نزلت في القتال.

وقوله تعالى: {وقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} تذكيرٌ بالإخلاص.

وقوله {الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} أي:كما يقاتلونكم فقاتلوهم أنتم، وكفُّوا عمّن يَكف عنكم.

ونحوها: قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} البقرة: 193.

- المرحلة الثالثة: ثم أمر الله -عز وجل- رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ بقتال الكفار كافة؛ ليكون الدِّين كلُّه لله -عزَّ وجل- ولتفتح الأبواب لكلِّ مَن رغب في الإسلام، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كافَّةً كما يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} التوبة: 36.

     وعن ابن عُمر -رضي اللهُ عنهما- أنَّ رسولَ الله  صلى الله عليه وسلم قال: «أُمِرْتُ أنْ أقَاتِلَ النَّاسَ؛ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فإذا فَعَلُوا ذلك، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأمْوَالَهُم، إلا بِحَقِّ الإسْلامِ، وحِسَابُهُم على الله». متفق عليه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك