رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 مارس، 2016 0 تعليق

الجَــــدَل في الكتاب والسُّنة (1)

يكثر في أيامنا هذه الجدل والنقاش في أمور كثيرة، والتنازع بموضوعات مختلفة، والتحاور في وسائل التواصل المتنوعة، ولا بد للمسلم من التزام الحدود الإسلامية في ذلك، ومراعاة الضوابط الشرعية، والآداب المرعية. فالمؤمن لا يخرج في شيء من نواحي حياته عن شريعة ربه {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (الأنعام: 162-163).. وهل الجدل والجدال ممدوح مطلقا؟ أم أنه يمدح في أحوال ويذم في أحوال أخرى؟.

- أولاً: الجدل لغة: هو مقابلة الحُجّة بالحجة؛ والمجادلة: هي المناظرة والمخاصمة، والجدالُ: الخصومة؛ سمي بذلك لشدته.

والجدل أيضاً: هو اللدد في الخصومة، والقدرة عليه، وجادله أي: خاصمه، مجادلة وجدالًا. هذا معنى الجدل لغةً.

 أما معنى الجدل اصطلاحاً:

فقال الراغب الأصبهاني: الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة. (المفردات).

وقال الجُرجاني: الجدل: دفعُ المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه. التعريفات.

وقال أيضًا: الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها.

وقريب من الجدل: المراء.

ومعنى المراء لغةً:

هو الجدال. والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشكِّ والريبة، ويقال للمناظرة: مماراة، وماريته أماريه مماراة ومراء: أي جادلته.

ومعنى المراء اصطلاحاً:

قال الجرجاني: المراء: طعنٌ في كلام الغير لإظهار خللٍ فيه، من غير أنْ يرتبط به غرض، سوى تحقير الغير!

وقال الهروي عن المراء: هو أنْ يستخرج الرجل من مناظره كلاماً، ومعاني الخصومة وغيرها.

فالمراء: هو كثرة الملاحاة للشخص، لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع.

وما الفرق بين الجدال والمراء؟

قيل: هما بمعنى واحد.

غير أنّ المراء مذموم، لأنه مخاصمة في الحقِّ بعد ظهوره، وليس كذلك الجدال.

ولا يكون المراء إلا اعتراضاً، بخلاف الجدال، فإنَّه يكون ابتداء واعتراضًا.

 - وما الفرق بين الجدال والحجاج؟

الفرق بينهما: أن المطلوب بالحجاج: هو ظهور الحجة. والمطلوب بالجدال: رجوع الشخص عن المذهب.

 - وما الفرق بين الجدل، والمناظرة، والمحاورة؟

قيل: الجدل يُراد منه إلزام الخصم ومغالبته.

أما المناظرة: فهي تردد الكلام بين شخصين، يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله، وإبطال قول صاحبه، مع رغبة كلٍّ منهما في ظهور الحق.

- والمحاورة: هي المراجعة في الكلام، ومنه التحاور أي التجاوب، وهي ضرب من الأدب الرفيع، وأسلوب من أساليبه، وقد ورد لفظ الجدل والمحاورة في موضع واحد من سورة المجادلة، في قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} المجادلة: 1.

وقريب من ذلك: المناقشة والمباحثة. (مناهج الجدل في القرآن الكريم).

فالجدلُ إذاً: هو إظهارُ كل من المتنازعَيْنِ حجته التي يدفع بها كلام صاحبه ، يريد بذلك أن يكشفَ لصاحبِه صحّةَ كلامِه، وتقويةِ حجّتِه، وهدمِ مقالِ خصمِه وردّه.

والجدلُ بهذا الاعتبارِ: قد يكون مأموراً به شرعاً، وقد يكون منهيًّا عنه؛ لذلك ينقسم الجدلُ إلى: محمودٍ ومذمومٍ.

فالجدلُ المحمودُ: ما كان في الدعوة إلى الله -تعالى- ببيان الحق، وإبطال الباطل، أو الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وضرب الأمثلة التي يتضح بها الحق، لا لمحض الجدال والمغالبة؛ فإنَّ ذلك مطلوب ليس مذمومًا.

والجدلُ المحمودُ يحتاج إليه الدّاعية مع الخصمِ، مِنِ استعمالِ المعارضةِ والمناقضةِ؛ بالأدلة والبراهين، بقصْدَ بيانِ غرضِه الصّحيحِ وأنّه مُحِقٌّ مِن جهةٍ، وإظهارِ فسادِ غرضِ خصمِه، وأنّه مُبْطِلٌ مِن جهةٍ أخرى، مع تفنيدِ شبهات الخصمِ، وضعف تعلُّقِه بها.

والجدلُ المحمودُ لا يخرج عن حيّزِ الوجوبِ أو النّدبِ، كما قال شيخ الإسلام ابنُ تيميّةَ -رحمه الله-: «وأمّا جنسُ المناظرةِ بالحقِّ؛ فقد تكون واجبةً تارةً، ومستحبَّةً تارةً أخرى».

     وقد بوّب ابنُ عبدِ البرّ -رحمه الله- لجنسِ الجدلِ المحمودِ في كتابه (جامع بيانِ العلمِ وفضلِه) بابا بعنوانِ: (إثباتُ المناظرةِ والمجادلةِ وإقامةِ الحجّةِ)، وذكر فيه جملةً مِنَ الأدلّةِ المفيدةِ لترجمةِ بابِه مِنَ القرآنِ والسّنّةِ، وأحوالِ الأنبياءِ مع أممِهم، ومجادلاتِ الصّحابةِ فيما بينهم، أو فيما بينهم وبين غيرِهم مِن أهلِ المللِ وأهلِ البدعِ، وكذا مناظراتِ العلماءِ بعد الصّحابةِ رضي اللهُ عنهم، كما سيأتي بيانه.

- أما الجدال المذموم:

فقد ورد ذمُّ أنواع من الجدال في كتاب الله تعالى، لأمم وأفراد وقعوا فيه، وكذا في سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقوال سلف الأمة وأئمتها.

أما في القرآن الكريم:

أولا: الجدال والخصام بعد ظهور الحجة، وقيام البرهان الواضح، فإنه مذموم أشدّ الذم، وصاحبه مُتوعَّد بأليم العقاب، إن لم يقلع عنه وينقاد للحق.

فمن ذلك:

1- قول الله تعالى: {ما يُجادل في آياتِ الله إلا الذين كفروا فلا يَغْررك تقلُّبُهم في البلاد} غافر:4.

قال البغوي: {ما يجادل في آيات الله} في دفع آيات الله، بالتكذيب والإنكار، {إلا الذين كفروا} قال أبو العالية: آيتان ما أشدهما على الذين يجادلون في القرآن: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}(غافر: 4)، {وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد} البقرة: 176.

وقال ابن كثير: يقول تعالى: ما يَدفع الحق، ويجادل فيه بعد البيان، وظُهور البرهان {إلا الذين كفروا} أي: الجاحدون لآيات الله، وحججه وبراهينه، {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} أي: في أموالهم ونعيمها وزهرتها، كما قال: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد}آل عمران: 196 - 197، وقال تعالى:{نُمتِّعهم قليلاً ثم نضطَّرهم إلى عذابٍ غليظ}لقمان: 24.

2- قول الله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ}الأنفال: 6.

     فقوله -تعالى- {يجادلونك في الحق بعدما تبين} مجادلة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما ندبهم إلى العير وفاتت العير، وأمرهم بقتال المشركين، ولم يكن معهم كبير أهبة لذلك، عليهم شق ذلك، وقالوا: لو أخبرتنا بالقتال لأخذنا العدة. ومعنى {في الحق} أي: في القتال. بعدما تبين لهم أنك لا تأمر بشيء إلا بإذن الله. وقيل: بعدما تبين لهم أن الله وعدهم: إما الظفر بالعير، أو بأهل مكة؛ وإذ فات العير فلا بد من أهل مكة، والظفر بهم. فمعنى الكلام الإنكار لمجادلتهم. قاله القرطبي بنحوه. وهو قول ابن عباس ومجاهد والسدي وغيرهما. وقال ابن جرير: وقال آخرون: عنى بذلك المشركين.

ثم روى عن ابن زيد قال: هؤلاء المشركون، جادلوه في الحق {كأنما يساقون إلى الموت} حين يدعون إلى الإسلام {وهم ينظرون} قال: وليس هذا من صفة الآخرين، هذه صفة مبتدأة لأهل الكفر.

ثم قال ابن جرير: ولا معنى لما قاله؛ لأن الذي قبل قوله: {يجادلونك في الحق} خبر عن أهل الإيمان، والذي يتلوه خبر عنهم، والصواب قول ابن عباس وابن إسحاق أنه خبر عن المؤمنين.

قال ابن كثير: وهذا الذي نصره ابن جرير هو الحق، وهو الذي يدل عليه سياق الكلام، والله أعلم.

 ثانياً- الجدال بغير سلطان ولا علم، ولا دليل أو برهان، فإنه مَمْقوتٌ مبغوض عند الله تعالى، وعند المؤمنين.

وفيها آيات في كتاب الله تعالى:

فمن ذلك:

1- يقول الله تعالى: {الذين يُجادلون في آياتِ الله بغيرِ سلطانٍ أتاهم كبُر مَقتاً عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يَطبع الله على كلّ قلبِ مُتكبرٍ جبَّار }غافر: 35.

     قال الإمام الطبري: يقول -تعالى- ذكره مخبراً عن قول المؤمن من آل فرعون: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ} فقوله (الذين} مردود على (من) في قوله {مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} وتأويل الكلام: كذلك يضلّ الله أهل الإسراف والغلوّ في ضلالهم بكفرهم بالله، واجترائهم على معاصيه، المرتابين في أخبار رسله، الذين يُخاصمون في حججه التي أتتهم بها رسله، ليدحضوها بالباطل من الحُجَج.

{بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ} يقول: بغير حُجة أتتهم من عند ربهم، يدفعون بها حقيقة الحُجَج التي أتتهم بها الرسل ; و(الذين) إذا كان معنى الكلام ما ذكرنا في موضع نصب ردًّا على (مَن).

     وقوله: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ) يقول: كبر ذلك الجدال الذي يجادلونه في آيات الله مقتا عند الله (وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ; وإنما نصب قوله: (مَقْتا)؛ لما في قوله (كَبُرَ) من ضمير الجدال، وهو نظير قوله: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) فنصب كلمة من نصبها؛ لأنه جعل في قوله: (كَبُرَتْ) ضمير قولهم (اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) وأما من لم يضمر ذلك فإنه رفع الكلمة.

وقوله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) يقول: كما طبع الله على قلوب المسرفين الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم، كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر على الله أنْ يُوحده، ويصدّق رسله (جبار): يعني متعظم عن اتباع الحق انتهى.

2- ويقول جل ذكره: {إنَّ الذينَ يُجادلون في آيات الله بغير سُلطانٍ أتاهم إنْ في صدورهم إلا كِبْر ما هم ببالغيه}غافر:56.

     قال الطبري: يقول تعالى ذكره: إنَّ الذين يخاصمونك يا محمد، فيما أتيتهم به من عند ربك من الآيات (بغير سلطان أتاهم) يقول: بغير حُجة جاءتهم من عند الله بمخاصمتك فيها (إنْ في صدورهم إلا كِبر) يقول: ما في صدورهم إلا كبرٌ يتكبرون من أجله عن اتباعك، وقبول الحق الذي أتيتهم به حسداً منهم على الفضل الذي آتاك الله، والكرامة التي أكرمك بها من النبوة (ما هم ببالغيه) يقول: الذي حسدوك عليه، أمرٌ ليسوا بمدركيه ولا نائليه؛ لأنَّ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس بالأمر الذي يدرك بالأماني؛ وقد قيل: إنَّ معناه: إن في صدورهم إلا عظمة ما هم ببالغي تلك العظمة؛ لأنَّ الله مذلهم. انتهى

 - ثالثا: الجدال بغير سُلطان ولا علم مع الاستكبار عن قبول الحق، والصدّ عنه: وفيها آيات، فمنها:

1- قولُه تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق}لحجّ: ٨.

     قال ابن كثير: لما ذكر -تعالى- حال الضُّلال الجُهّال المُقلدين، في قوله: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ويتّبع كلَّ شيطانٍ مريد}، ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رؤوس الكفر والبدع، فقال: {ومن الناس مَن يُجادل في الله بغير علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير} أي: بلا عقل صحيح، ولا نقل صحيح صريح، بل بمجرد الرأي والهوى.

وقوله: (ثاني عطفه) قال ابن عباس وغيره: مستكبراً عن الحق إذا دُعي إليه. وقال مجاهد وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم: (ثاني عطفه) أي: لاوي عنقه، وهي رقبته، يعني: يعرض عما يدعى إليه من الحق رقبته استكباراً.

وقوله: (ليضل عن سبيل الله): قال بعضهم: هذه لام العاقبة ; لأنه قد لا يقصد ذلك، ويحتمل أن تكون لام التعليل. ثم إما أنْ يكون المراد بها المعاندين، أو يكون المراد بها أنَّ هذا الفاعل لهذا إنما جبلناه على هذا الخلق، الذي يجعله ممن يضل عن سبيل الله.

     ثم قال تعالى: (له في الدنيا خزيٌ) وهو الإهانة والذل، كما أنه لما استكبر عن آيات الله لقاه الله المذلة في الدنيا، وعاقبه فيها قبل الآخرة; لأنها أكبر همه ومبلغ علمه، (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك) أي: يقال له هذا تقريعا وتوبيخا، {وأن الله ليس بظلام للعبيد} انتهى باختصار.

 2- وقولُه تعالى: {أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}الأعراف: ٧١.

     يقول نبي الله هود -عليه السلام-لقومه: {أتجادلونني في أسماءٍ سميتموها أنتم وآباؤكم} أي: أتخاصمونني في أسماء سميتموها زُوراً وبهتاناً آلهة، أنتم وآباؤكم، وهي أصنام لا تضر ولا تنفع (ما نزَّل الله بها من سلطان) يقول: ما جعل الله لكم في عبادتكم إياها من حُجة تحتجون بها، ولا عذراً تعتذرون به؛ لأنّ العبادة إنما هي لمن ضرَّ ونفع، ورزقَ ومنع، وأثاب على الطاعة، وعاقب على المعصية.

فأما الجماد من الحجارة والحديد والنحاس، فإنه لا نفع فيه ولا ضر.

رابعا: القوة والشِّدّة في الجِدال بغير سُلطان ولا علم، مع الاسْتكبار والإصرار:

فمنه:

1- قول الله تعالى: {وتُنْذر به قَوماً لُداً} مريم: 97. قال قتادة: جَدلاً بالباطل. وقال أبو صالح: عوجاً عن الحق. وقال مجاهد: لا يستقيمون.

أي: هم أقوياء في الجدال في الكفر، مع العوج والضلال، والصد عن سبيل الله تعالى، مع الشدة والإصرار.

2- قوله تعالى: {وقالوا أآلهتنا خيرٌ أم هو ما ضربوه لك إلا جَدَلا بل هم قومٌ خصمون}  الزخرف: 58. فقوله تعالى: (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) أي: آلهتنا خيرٌ أم عيسى؟ قاله السدي. وقال: خاصموه وقالوا: إنَّ كل مَنْ عُبدَ من دون الله، في النار، فنحن نرضى أنْ تكون آلهتنا مع عيسى والملائكة وعزير، فأنزل الله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} الآية.  وقال قتادة: (أم هو) يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم . وفي قراءة ابن مسعود (آلهتنا خير أم هذا) وهو يقوي قول قتادة، فهو استفهام تقرير في أن آلهتهم خير. وقوله (ما ضربوه لك إلا جدلا) جدلا: حال، أي: جدلين. يعني ما ضربوا لك هذا المثل إلا إرادة الجدل ; لأنهم علموا أنّ المراد بحصب جهنم، ما اتخذوه من الموات.

(بل هم قوم خصمون) مجادلون بالباطل.

والآيات في هذا الباب من كتاب الله -عز وجل- كثيرة ومتعددة. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك