رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 12 مايو، 2020 0 تعليق

أحاديث ضعيفة في رمضان

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فهذه بعض الأحاديث الضعيفة المنتشرة بين الناس، والمتعلقة بشهر رمضان، ومنها:

الحديث الأول

     شهرُ رمضان معلّق بين السَّماء والأرض، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر»، وهو حديث مشهور على ألسنة بعض الوعاظ والخطباء، وهو حديث ضعيف، رواه ابن شاهين في ترغيبه كما في فيض القدير (4/167) والضياء المقدسي من حديث جرير، ورمز له السيوطي بالضعف، وقال المناوي: أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: لا يصح، فيه: محمد بن عبيد البصري، مجهول.

     قال العلامة الألباني -رحمه الله- بعد أن ضعّف الحديث: «ثم إن الحديث لو صحّ، لكان ظاهر الدلالة على أنّ قبول صوم رمضان متوقف على إخراج صدقة الفطر، فمن لم يخرجها لم يقبل صومه، ولا أعلم أحداً من أهل العلم يقول به»، قال: أقول هذا، وأنا أعلم أن بعض المفتين ينشر هذا الحديث على الناس كلما أتى شهر رمضان، وذلك من التساهل الذي كنا نطمع في أن يُحذِّروا الناس منه، فضلا عن أن يقعوا فيه هم أنفسهم!». انتهى.

الحديث الثاني

     حديث: «إنَّ الله ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان؛ إلا غَفَر له»، حديث موضوع، رواه الخطيب في تاريخه (5/91) من حديث أنس رضي الله عنه، وفيه: سلام الطويل متهم بالكذب والوضع، وشيخه زياد بن ميمون، اعترف بالوضع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1121) وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحي: سلام ليس بشيء، وقال البخاري والنسائي والدارقطني: متروك، قال يزيد بن هارون: وزياد بن ميمون كذاب، وقال يحي: ليس بشيء، وقال البخاري: تركوه، وانظر الضعفاء الصغير للبخاري (222) والميزان للذهبي (2970).

الحديث الثالث

     حديث: «إذا سلمت الجمعة سلمت الأيامُ، وإذا سلم رمضان سلمت السَّنة»، الحديث موضوع، أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/140) وابن عدي في الكامل (5/288) والبيهقي في الشعب (3708) وابن الجوزي في الموضوعات (1127) وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه: عبدالعزيز بن أبان أبو خالد القرشي، قال ابن حزم: متفق على ضعفة، قال ابن الجوزي: تفرد به عبدالعزيز، قال يحي: ليس هو بشيء، هو كذاب خبيث، يضع الحديث، وقال محمد بن عبدالله بن نمير: هو كذاب، وقال ابن عدي عن هذا الحديث: باطل ليس له أصل، والحديث قال عنه الألباني في الضعيفة (2565): موضوع.

الحديث الرابع

     حديث: «خمس تفطر الصائم وتنقض الوضوء: الكذب والغيبة والنميمة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة»، حديث موضوع، رواه الجورقاني في الأباطيل (1/351) وابن الجوزي في الموضوعات (1131) وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث كذب، وقال الجورقاني: وهذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات، فيه: جابان ومحمد بن الحجاج، فإنهما ضعيفان، وقال ابن الجوزي: وهذا موضوع.

     قلت: وهذه الأشياء لا شك في حرمتها ويتأكد حرمتها أثناء الصيام، وقد تذهب بأجر الصيام كله، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع» رواه ابن ماجة (1690 ) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، لكن لا دليل على أنها تفطر الصائم، فهو حكم شرعي آخر، لا بد له من دليل صحيح من كتاب أو سنة، وكذلك الحال بالنسبة لانتقاض الوضوء.

الحديث الخامس

     حديث: «من فطر صائما في رمضان من كسب حلالٍ صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبريل، ومن يصافحه جبريل يرق قلبه، وتكثر دموعه قال رجل: يا رسول الله, فإن لم يكن ذاك عنده؟ قال: «قبضة طعام» قال: أرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: «ففلقة خبز» قال: أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده؟ قال: «فمذقة من لبن» قال: أفرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: «فشربة من ماء» ضعيف جدا.

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/306) وابن الجوزي في الموضوعات (1125)، والطبراني في الكبير (6162) بنحوه مختصرا وغيرهم من حديث سلمان - رضي الله عنه - مرفوعا.

وفيه: علي بن يزيد وهو ابن جدعان، وهو ضعيف لسوء حفظه، والحسن بن أبي جعفر الجفري، ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، قاله الحافظ، وقد قال البخاري: منكر الحديث، وتركه أحمد بن حنبل.

الحديث السادس

حديث: «إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي؛ فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي، إلا كانت نوراً بين عينيه يوم القيامة»، ضعيف، أخرجه الطبراني في الكبير (3696) والدارقطني (2/204) والبيهقي (4/274) وغيرهم من حديث علي -رضي الله عنه.

     قال الهيثمي في المجمع (3/164-165): رواه الطبراني في الكبير ورفعه عن خباب ولم يرفعه عن علي، وفيه كيسان أبو عمر، وثقه ابن حبان وضعفه غيره اهـ، وكيسان أبو عمر ليس بالقوي، ضعفه أحمد وابن معين وقال الدارقطني: ليس بالقوي، والحديث ضعفه الدارقطني والبيهقي، والألباني في الضعيفة (401).

الحديث السابع

حديث «لا تقولوا رمضان؛ فإنَّ رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا شهر رمضان»، موضوع.

     أخرجه ابن عدي (7/2517) وعنه ابن الجوزي في الموضوعات (1118) والجورقاني (2/88- حديث 474) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه أبو معشر ضعيف، قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا أصل له، وأبو معشر اسمه نجيح، كان يحي ابن سعيد يضعفه، ولا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره، وقال يحي بن معين: إسناده ليس بشيء.

قلت – ابن الجوزي -: ولم يذكر أحدٌ في أسماء الله تعالى رمضان، ولا يجوز أن يسمى به إجماعاً، وفي الصحيحين: من حديث أبي هريرة عن النبي -[- أنه قال: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة» انتهى.

قلت: قد أخرجه البخاري في الصوم (4/112) ومسلم في الصيام (2/758) وهو واضح الدلالة في جواز تسميته رمضان.

الحديث الثامن

     حديث: أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمة قبلهم: خُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله -عز وجل- كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة» قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: «لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله»، ضعيف جدا.

أخرجه أحمد (2/292) والبزار (963) والبيهقي في الشعب (3602)، وفيه هشام بن أبي هشام القرشي أبو المقدام، متفق على ضعفه، ومحمد بن محمد بن الأسود مجهول الحال، وله شاهد: من حديث جابر - رضي الله عنه - عند البيهقي (3603) وسنده ضعيف، فيه: زيد العمي، ضعيف.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك