إحياء التراث ترسل قوافل إغاثية لمساعدة المتضررين – الكوليرا تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان
- حجم الدمار والتخريب في القطاع الصحي داخل البلاد يقدر بـ11 مليار دولار و 75 في المئة من المستشفيات البالغ عددها 702 مستشفى منها 540 تابعة للصحة تعمل جزئيا
- أعلنت وزارة الصحة السودانية أن ولايتي كسلا والقضارف هما الأكثر تضررا من وباء الكوليرا نتيجة للأوضاع البيئية السيئة والماء غير الصالح للشرب
- كشف وزير الصحة السوداني عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا إلى 354 حالة فيما بلغ عدد الوفيات 22
- السفير السوداني: جمعية صندوق إعانة المرضى أكبر جهة كويتية تساعد في تقديم الخدمات الصحية في السودان بعد الحكومة الكويتية
- الحسينان: جمعية إحياء التراث الإسلامي تعمل على إغاثة المنكوبين في السودان وفق خطة إغاثية تشمل ثلاث مراحل: مرحلة (الإغاثة العاجلة) و(مرحلة الإيواء) ومرحلة (توفير عيادات ميدانية ومعينات صحية)
يعد إعلان هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة السوداني، عن تفشي مرض الكوليرا في البلاد، حلقة جديدة في مسلسل تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، التي تتدهور باستمرار منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.
وقال الوزير، -في مقطع فيديو نشرته وزارة الصحة السودانية على حسابها بمنصة (إكس)-: «نعلن أن هناك وباء الكوليرا في السودان؛ نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع»، مشيرا إلى أن قرار الإعلان اتخذ «بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء» بعد «عزل المايكروب خلال الفحص المعملي، وثبت أنه كوليرا».فيضانات مفاجئة
وقد شهد السودان في الشهر الجاري فيضانات مفاجئة، ضربت ولايات الشمال، وخلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بعد أن عانت مناطق شاسعة في البلاد من أمطار وفيضانات، هي الأكبر منذ سنوات طويلة، واجتاحت السيول مناطق ظلت عشرات السنين خارج خريطة المناخ الممطر في البلاد، وفق خبراء في الأرصاد الجوية، وفاقمت الظروف المناخية من سوء أوضاع عشرات آلاف الأسر، وأدت لانتشار الأمراض والأوبئة، مثل الكوليرا.ولايتا كسلا والقضارف
وأعلنت وزارة الصحة السودانية أن ولايتي كسلا والقضارف، في شرق البلاد، هما الأكثر تضررا من وباء الكوليرا؛ نتيجة للأوضاع البيئية السيئة، والماء غير الصالح للشرب، فيما كشف وزير الصحة السوداني، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا إلى 354 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 22، مشيرا إلى أن السلطات أطلقت حملة لمعالجة الأوضاع البيئية وتوفير مياه الشرب في المناطق التي ضربها الوباء، إلى جانب حملات لتوعية المواطنين بالاشتراطات الصحية ومتطلبات الوقاية من الوباء.التواصل مع المجتمع الدولي
كما أكد التواصل مع المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة لطلب لقاحات الكوليرا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يصل (تيدروس أدهانوم غيبريسوس) المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى السودان الأسبوع المقبل لتقييم الأوضاع الصحية هناك، وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تفشي الكوليرا في السودان منذ بدء النزاع المسلح، فقد أعلن في سبتمبر الماضي، رسميا، عن تفشي الوباء في ولاية القضارف، لتبلغ بعد ذلك سبع ولايات أخرى عن حالات مشتبه فيها، بينما أشارت تقديرات إلى أن ما يزيد على 3 ملايين شخص معرضون لخطر الإصابة بالعدوى، بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية في نوفمبر الماضي.توسيع جهود الاستجابة
وقال بيان لمدير إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة الدولية تعمل مع شركائها، والسلطات الصحية، للتعجيل بتوسيع جهود الاستجابة لتفادي حدوث مزيد من التفشي، وتشمل تلك الجهود تدريب الأطباء وطواقم التمريض على التدبير العلاجي لحالات الكوليرا والوقاية من العدوى ومكافحتها.السفير السوداني
إرسال إغاثات طبية
وبحسب البيان، فقد أرسلت المنظمة بالفعل 302 طن متري من مجموعات أدوات علاج الكوليرا، بما في ذلك الأدوية واللوازم والمعدات المختبرية، كما أنها تقدم الدعم الكامل لـ10 مراكز لعلاج الكوليرا في ولايات القضارف، والجزيرة، والخرطوم. وفي 14 نوفمبر الماضي، وصلت دفعة تضمنت 2.9 ملايين جرعة من جرعات اللقاح الفموي المضاد للكوليرا لحملة أطلقت بحلول نهاية الشهر في ست مناطق محلية في القضارف، ولاحقا في منطقة محلية واحدة في الجزيرة، ومنطقتين محليتين في الخرطوم. ويعاني القطاع الصحي في السودان عموما من مشكلات جمة، وقد زادت؛ بسبب استمرار النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.مستشفيات السودان على شفا الانهيار
وفي أبريل الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من أن مستشفيات السودان على شفا الانهيار، قائلة: إن ما بين 70 إلى 80 بالمئة من مستشفيات الولايات التي تشهد مواجهات مسلحة قد تتوقف عن العمل توقفا كاملا تقريبا، إما بسبب الهجمات التي تستهدفها أو لنقص المستلزمات والتجهيزات الطبية ونقص العمالة.11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات صحية
وقبل ذلك، وتحديدا في أواخر نوفمبر 2023، كشف مدير إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، في بيان، عن أن 11 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات صحية عاجلة، بينما يواجه أكثر من 20 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني كل طفل دون سن الخامسة في السودان من سوء التغذية الحاد. وفي مارس الماضي، أكد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، أن الوضع الصحي والإنساني في السودان يقترب من «الكارثة»، داعيا لزيادة المساعدات الإنسانية.حجم الدمار والتخريب في القطاع الصحي
وأكد هيثم محمد إبراهيم (وزير الصحة السوداني) -في وقت سابق- أن «حجم الدمار والتخريب في القطاع الصحي داخل البلاد يقدر بـ11 مليار دولار»، وأشار إلى أن «75 في المئة من المستشفيات البالغة 702 مستشفى منها 540 تابعة للصحة تعمل جزئيا؛ إذ تعرضت للتخريب وسلب الأجهزة والمعدات الطبية والشبكات، كما أن هناك بعض المستشفيات في إقليم دارفور ومستشفى مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة تدمرت كليا»، ودعت الأمم المتحدة، مطلع الشهر الجاري، المانحين الدوليين إلى زيادة دعمهم المالي «بشكل عاجل» لمنع حدوث مجاعة في السودان.السفير السوداني: موقف الكويت استمرار لنهجها الإنساني لإغاثة المحتاجين
أكد السفير السوداني لدى البلاد، (عوض الكريم الريح بلة)، أن «ما نراه من جهود كويتية لإغاثة السودان، هو استمرار للنهج الإنساني الكويتي، وسعيها نحو إغاثة المحتاجين ومن يتعرضون لكوارث كونية، فقد شرعت الكويت في تسيير جسرين، أحدهما جوي، وكان قوامه أكثر من 20 رحلة جوية إلى مطار بورتسودان، ورحلة بحرية لسفينة تحركت من ميناء سفاجا المصري إلى ميناء بورتسودان، وهذه كانت المرحلة الأولى».جهود صندوق إعانة المرضى
وأوضح السفير السوداني أنَّ رئيس مجلس إدارة جمعية صندوق إعانة المرضى د. محمد الشرهان زار السودان، مشيدًا بجهود الجمعية ومؤكدًا أنها أكبر جهة كويتية تساعد في تقديم الخدمات الصحية في السودان بعد الحكومة الكويتية، لافتاً إلى أن الشرهان «زار 3 ولايات، البحر الأحمر، والقضارف وكسلا، وافتتح عدداً من المشروعات هناك، وقُدّمت له دراسة مسحية لإعادة إعمار المرافق الصحية التي دمرتها الحرب».
لاتوجد تعليقات